ج1.كتاب : الأسماء
والصفات البيهقي
أحمد بن الحسين أبو بكر
الجزء الأول بسم الله
الرحمن الرحيم
الأسماء والصفات
الحمد لله الذي لا إله إلا هو ، له الأسماء الحسنى ، وصلى الله على سيدنا محمد
النبي الأمي صاحب الخلق العظيم والمنزل الأسنى ، الفاتح الخاتم المنزل في تقريبه
{فكان قاب قوسين أو أدنى} وعلى آله وأصحابه الغرر الكرام ، نجوم الهدى وسلم ، صلاة
وتسليما فائضي البركات عدد خلق الله فرادى ومثنى
أخبرني شيخنا العارف
بالله الوارث الكامل صفي الدين أحمد بن محمد المدني الأنصاري قدس سره ، إجازة عن
شيخه العارف بالله أبي المواهب أحمد بن علي بن عبد القدوس العباسي الشناوي ثم
المدني قدس سره ، عن الشيخ محمد بن أحمد الرملي ، عن شيخ الإسلام زين الدين زكريا
بن محمد الأنصاري القاهري ، عن الحافظ ابن حَجَر العسقلاني ، عن البرهان أبي إسحاق
إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد التنوخي البعلي الأصل الدمشقي المنشأ نزيل القاهرة
، عن المسند المعمر أبي نصر محمد بن العماد محمد بن أبي النصر محمد الفارسي الأصل
الدمشقي ثم المزي ، عن جَدِّه أبي النصر محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن مميل
الشيرازي ، عن الحافظ الثقة أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي
. قال : قرأت على الشيخ أبي الحسن عُبيد الله بن أبي عَبد الله محمد بن أبي بكر
أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ببغداد ، قلتُ له : أَخْبَرَك جَدُّكَ أبو بكر أحمد
بن الحسين البيهقي ، قراءةً عليه ، فَأَقَرَّ به.
وأنبأنا الشيخ الإمام
أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد الفراوي الواعظ الفقيه قراءةً عليه
بنيسابور ، أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن
الحسين بن علي
البيهقي ، رحمه الله ، قراءةً عليه ، في شعبان سنة 449هـ ، قال :
كتاب أسماء الله جل
ثناؤه وصفاته
التي دل كتاب الله
تعالى على إثباتها ، أو دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو دل عليه
إجماع سلف هذه الأمة قبل وقوع الفرقة وظهور البدعة
باب إثبات أسماء الله
تعالى ذكره بدلالة الكتاب والسنة وإجماع الأمة
قال الله جل ثناؤه :
{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.
وقال تعالى : {قل
ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}.
وقال : {واذكروا اسم
الله عليه}.
وقال : {له الأسماء
الحسنى}
1- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ عَبْدَانَ الأَهْوَازِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، أَخْبَرَنَا تَمْتَامٌ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ،
أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ : أَنّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ
بِاسْمِكَ أَحْيَا وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ : الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَمَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ.
أَخْرَجَهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ الْبُخَارِيُّ فِي
الْجَامِعِ الصَّحِيحِ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمُ
بْنُ الْحَجَّاجِ الْقُشَيْرِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ
الْحَجَّاجِ
2- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي نَصْرٍ الدَّارَبُرْدِيُّ ، بِمَرْو ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلَّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ
لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ
وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرَّهُ
شَيْءٌ
باب عدد الأسماء التي
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أحصاها دخل الجنة
3- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً
وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلاَّ وَاحِدًا ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
زَادَ أَحَدُهُمَا فِي حَدِيثِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
4- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا
، مِئَةً غَيْرَ وَاحِدٍ ، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ وِتْرٌ
يُحِبُّ الْوِتْرَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ كُلُّهُمْ ، عَمْرٍو
النَّاقِدِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
باب بيان الأسماء
التي من أحصاها دخل الجنة
5- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ السُّوسِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ
الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلاَّ وَاحِدًا
مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ ، عَنْ
شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ
6- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمِهْرَجَانِيُّ
الْعَدْلُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَبِي مُوسَى
الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ وَأنا أَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ مُوسَى السُّلَمِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ الْخُزَاعِيُّ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ الْفِرْيَابِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ
بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي
حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ.
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ
أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَهُوَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ : هُوَ اللَّهُ
الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ الْغَفَّارُ الْقَهَّارُ الْوَهَّابُ
الرَّزَّاقُ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الْخَافِضُ الرَّافِعُ
الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ الْغَفُورُ الشَّكُورُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ الْحَفِيظُ
الْمُقِيتُ الْحَسِيبُ الْجَلِيلُ الْكَرِيمُ الرَّقِيبُ الْمُجِيبُ الْوَاسِعُ
الْحَكِيمُ الْوَدُودُ الْمَجِيدُ الْبَاعِثُ الشَّهِيدُ الْحَقُّ الْوَكِيلُ
الْقَوِيُّ الْمَتِينُ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ الْمُحْصِي الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ
الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الْوَاجِدُ الْمَاجِدُ الْوَاحِدُ
الصَّمَدُ الْقَادِرُ الْمُقْتَدِرُ الْمُقَدِّمُ الْمُؤَخِّرُ
الأَوَّلُ الآخِرُ
الظَّاهِرُ الْبَاطِنُ الْوَالِي الْمُتَعَالِي الْبَرُّ التَّوَّابُ
الْمُنْتَقِمُ الْعَفُوُّ الرَّؤُوفُ مَالِكُ الْمُلْكِ ذُو الْجَلالِ
وَالإِكْرَامِ الْمُقْسِطُ الْجَامِعُ الْغَنِيُّ الْمُغْنِي الْمَانِعُ الضَّارُّ
النَّافِعُ النُّورُ الْهَادِي الْبَدِيعُ الْبَاقِي الْوَارِثُ الرَّشِيدُ
الصَّبُورُ الْكَافِي لَفْظُ حَدِيثِ الْفِرْيَابِيِّ وَفِي رِوَايَةِ الْحَسَنِ
بْنِ سُفْيَانَ الرَّافِعُ بَدَلَ الْمَانِعِ ، وَقِيلَ فِي رِوَايَةِ
النَّصِيبِيِّ الْمُغِيثُ بَدَلَ الْمُقِيتِ
باب بيان أن لله جل
ثناؤه أسماء أخرى
وليس في قول النبي
صلى الله عليه وسلم : لله تسعة وتسعون اسما نفي غيرها
وإنما وقع التخصيص
بذكرها لأنها أشهر الأسماء وأبينها معاني وفيها ورد الخبر أن من أحصاها دخل الجنة
، وفي رواية سفيان من حفظها وذلك يدل على أن المراد بقوله : من أحصاها من عدها ،
وقيل : معناه من أطاقها بحسن المراعاة لها ، والمحافظة على حدودها في معاملة الرب
بها ، وقيل : معناه من عرفها وعقل معانيها ، وآمن بها والله أعلم
7- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنِي
أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ مُسْلِمًا قَطُّ هَمٌّ وَلا
حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ
عَبْدِكَ وَابْنُ
أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ
، أَسْأَلُكُ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ
فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ
بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي
وَجِلاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي ، إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ
هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ هَمِّهِ فَرَحًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ أَلا
نَتَعَلَّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ ؟ قَالَ : بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ
أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ
8- وَأنا الأُسْتَاذُ
أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ طَاهِرٍ الْبَغْدَادِيُّ ، مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ
، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ
الْبَصْرِيُّ ، بِهَا ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ
، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ أَصَابَهُ هَمٌّ
أَوْ حَزَنٌ فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ
، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ،
أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ
أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ
اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ
رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي ، وَذَهَابَ هَمِّي وَجِلاءَ حُزْنِي قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا قَالَهُنَّ مَهْمُومٌ قَطُّ إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ
بِهَمِّهِ فَرَحًا قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا نَتَعَلَّمُهُنَّ ؟ قَالَ :
بَلَى فَتَعَلَّمُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ قَالَ الشَّيْخُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلالَةٌ عَلَى صِحَّةِ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ تَرْجَمَةُ
هَذَا الْبَابِ ، وَاسْتَشْهَدَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِي ذَلِكَ بِمَا
9- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالا : أَخْبَرَنَا
أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الذُّهْلِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنِ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ،
أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي اسْمَ اللهِ الَّذِي إِذَا
دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، قَالَ لَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَوْمِي
فَتَوَضَّئِي وَادْخُلِي الْمَسْجِدَ ، فَصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ ادْعِي
حَتَّى أَسْمَعَ فَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ لِلدُّعَاءِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ وَفِّقْهَا فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمَائِكَ الْحُسْنَى كُلِّهَا ، مَا عَلِمْنَا
مِنْهَا وَمَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ ،
الْكَبِيرِ الأَكْبَرِ ، الَّذِي مَنْ دَعَاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ ، وَمَنْ سَأَلَكَ
بِهِ أَعْطَيْتَهُ قَالَ : يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: أَصَبْتِهِ أَصَبْتِهِ
10- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
حَمْدَانَ الْجَلابُ ، بِهَمَذَانَ ، حَدَّثَنَا الأَمِيرُ أَبُو الْهَيْثَمِ
خَالِدُ بْنُ أَحْمَدَ ، بِهَمَذَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَسْعَدٍ عَبْدُ اللهِ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ وَأَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، وَأَبُو
بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ.
قَالا : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُفْيَانَ النَّسَوِيِّ ،
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْحُصَيْنُ
بْنُ التُّرْجُمَانِ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، وَهِشَامُ بْنُ
حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ لِلَّهِ
تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
فَذَكَرَهَا وَعَدَّ مِنْهَا : الإِلَهُ الرَّبُّ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ
الْبَارِي الأَحَدُ الْكَافِي الدَّائِمُ الْمَوْلَى النَّصِيرُ الْمُبِينُ
الْجَمِيلُ الصَّادِقُ الْمُحِيطُ الْقَرِيبُ الْقَدِيمُ الْوِتْرُ الْفَاطِرُ الْعَلامُ
الْمَلِيكُ الأَكْرَمُ الْمُدَبِّرُ الْقَدِيرُ الشَّاكِرُ ذُو الطَّوْلِ ذُو
الْمَعَارِجِ ذُو الْفَضْلِ الْكَفِيلُ.
تَفَرَّدَ بِهَذِهِ
الرِّوَايَةِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التُّرْجُمَانِ ، وَهُوَ
ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ
التَّفْسِيرُ وَقَعَ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ ، وَكَذَلِكَ فِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ
بْنِ مُسْلِمٍ ، وَلِهَذَا الاحْتِمَالِ تَرَكَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ
إِخْرَاجَ حَدِيثِ الْوَلِيدِ فِي "الصَّحِيحِ" ، فَإِنْ كَانَ
مَحْفُوظًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَأَنَّهُ
قَصَدَ أَنَّ مَنْ أَحْصَى مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ
اسْمًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، سَوَاءً أَحْصَاهَا مِمَّا نَقَلْنَا فِي حَدِيثِ
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، أَوْ مِمَّا نَقَلْنَاهُ فِي حَدِيثِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، أَوْ مِنْ سَائِرِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَهَذِهِ الأَسَامِي كُلُّهَا فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى
وَفِي سَائِرِ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَصًّا أَوْ دَلالَةً
، وَنَحْنُ نُشِيرُ إِلَى مَوَاضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي جِمَاعِ أَبْوَابِ
مَعَانِي هَذِهِ الأَسْمَاءِ ، وَنُضِيفُ إِلَيْهَا مَا لَمْ يَدْخُلْ في جملتها
بِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالَى وَحُسْنِ تَوْفِيقِهِ
باب جماع أبواب معاني
أسماء الرب عز ذكره
ذكر الحاكم أبو عبد
الله الحسين بن الحسن الحليمي فيما يجب اعتقاده والإقرار به في الباري سبحانه وتعالى
عدة أشياء : أحدها : إثبات الباري جل جلاله لتقع به مفارقة التعطيل والثاني :
إثبات وحدانيته لتقع به البراءة من الشرك والثالث : إثبات أنه ليس بجوهر ولا عرض
ليقع به البراءة من التشبيه والرابع : إثبات أن وجود كل ما سواه كان من قبل إبداعه
واختراعه إياه لتقع به البراءة من قول من يقول بالعلة والمعلول والخامس : إثبات
أنه مدبر ما أبدع ومصرفه على ما يشاء لتقع به البراءة من قول القائلين بالطبائع ،
أو بتدبير الكواكب ، أو تدبير الملائكة ، قال : ثم إن أسماء الله تعالى جده ، التي
ورد بها الكتاب والسنة ، وأجمع العلماء على تسميته بها ، منقسمة بين العقائد الخمس
، فيلحق بكل واحدة منهن بعضها وقد يكون منها ما يلتحق بمعنيين ، ويدخل في بابين أو
أكثر ، وهذا شرح ذلك وتفصيله
باب ذكر الأسماء التي
تتبع إثبات الباري جل ثناؤه والاعتراف بوجوده جل وعلا
منها القديم وذلك مما
يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرناه في رواية عبد العزيز بن الحصين
11- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ
شَدَّادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عِمْرَانُ بْنُ
حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَفِيهِ قَالُوا : جِئْنَاكَ
نَسْأَلُكُ عَنْ هَذَا الأَمْرِ ، قَالَ : كَانَ اللَّهُ تَعَالَى وَلَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ غَيْرُهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَعْنَى الْقَدِيمِ : إِنَّهُ الْمَوْجُودُ الَّذِي لَيْسَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ ، وَالْمَوْجُودُ
الَّذِي لَمْ يَزَلْ ، وَأَصْلُ الْقَدِيمِ فِي اللِّسَانِ : السَّابِقُ
، لأَنَّ الْقَدِيمَ هُوَ الْقَادِمُ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ : يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَقِيلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : قَدِيمٌ ، بِمَعْنَى أَنَّهُ سَابِقٌ
لِلْمَوْجُودَاتِ كُلِّهَا ، وَلَمْ يَجُزْ إِذْ كَانَ كَذَلِكَ أَنْ يَكُونَ
لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ ، لأَنَّهُ لَوْ كَانَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ لاقْتَضَى
ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ غَيْرٌ لَهُ أَوْجَدَهُ ، وَلَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ
الْغِيَرُ مَوْجُودًا قَبْلَهُ ، فَكَانَ لا يَصِحُّ حِينَئِذٍ أَنْ يَكُونَ هُوَ
سَابِقًا لِلْمَوْجُودَاتِ ، فَبَانَ أَنَّا إِذَا وَصَفْنَاهُ بِأَنَّهُ سَابِقٌ لِلْمَوْجُودَاتِ
، فَقَدْ أَوْجَبْنَا أَلا يَكُونَ لِوُجُودِهِ ابْتِدَاءٌ ، فَكَانَ الْقَدِيمُ
فِي وَصْفِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عِبَارَةً عَنْ هَذَا الْمَعْنَى ، وَبِاللَّهِ
التَّوْفِيقُ.
وَمِنْهَا الأَوَّلُ
وَالآخِرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُمَا فِي رِوَايَةِ
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ
12- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، بِطُوسَ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، بِالْبَصْرَةِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ
بَقِيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، نَحْوَهُ ، جَمِيعًا ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى
فِرَاشِهِ : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ ، وَرَبَّ الأَرْضِ ، وَرَبَّ كُلِّ
شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ
وَالْقُرْآنِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ
بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ
فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ،
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ زَادَ وَهْبٌ فِي حَدِيثِهِ : اقْضِ
عَنِّي الدَّيْنَ ، وَاغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَيَانٍ ، عَنْ خَالِدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
13- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ ،
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَاصِمِ
بْنِ أبي عُبَيْدٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ
: اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلا قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلا
شَيْءَ بَعْدَكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ نَاصِيَتِهَا
بِيَدِكَ.
وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ
الإِثْمِ وَالْكَسَلِ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ
فِتْنَةِ الْغِنَى وَفِتْنَةِ الْفَقْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ
وَالْمَغْرَمِ
14- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمِّشٍ الْفَقِيهُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ،
قَالَ : ذَكَرَ سُفْيَانُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَسْأَلُكُمُ النَّاسُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ ،
حَتَّى
يَسْأَلُوكُمْ :
هَذَا اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ؟ قَالَ سُفْيَانُ
قَالَ جَعْفَرٌ : فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ آخَرُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ جَعْفَرٌ كَانَ يَرْفَعُهُ : فَإِنْ سُئِلْتُمْ فَقُولُوا
: اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ
كُلِّ شَيْءٍ
15- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا
فَتْحُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ،
عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ
رِجَالا سَتَرْفَعُ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَقُولُوا : اللَّهُ خَلَقَ
الْخَلْقَ فَمَنْ خَلْقَهُ ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ مَعْمَرٌ : وَزَادَ
فِيهِ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
فَقُولُوا : اللَّهُ كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ خَالِقٌ كُلَّ شَيْءٍ ،
وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ
16- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيٍّ ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ
عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْوَةً يَدْعُو بِهَا عِنْدَمَا أَهَمَّهُ ، فَكَانَ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُعَلِّمُهَا وَلَدَهُ : يَا كَائِنًا قَبْلَ كُلِّ
شَيْءٍ ، وَيَا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَيَا كَائِنًا بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ،
افْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا هَذَا مُنْقَطِعٌ
17- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
بْنِ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ : يَا كَائِنًا قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ،
وَالْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْءٍ ، وَالْكَائِنُ بَعْدَمَا لا يَكُونُ شَيْءٌ ،
أَسْأَلُكُ بِلَحْظَةٍ مِنْ لَحَظَاتِكَ الْحَافِظَاتِ الْغَافِرَاتِ
الْوَاجِبَاتِ الْمُنْجِيَاتِ قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ : إِنْ صَحَّ هَذَا ،
فَإِنَّمَا أَرَادَ بِاللَّحْظَةِ النَّظْرَةَ وَنَظَرُهُ فِي أُمُورِ عِبَادِهِ
رَحْمَتُهُ إِيَّاهُمْ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ : فَالأَوَّلُ هُوَ الَّذِي لا قَبْلَ لَهُ ، وَالآخِرُ هُوَ
الَّذِي لا بَعْدَ لَهُ ، وَهَذَا لأَنَّ قَبْلَ وَبَعْدَ نِهَايَتَانِ ، فَقَبْلُ
نِهَايَةُ الْمَوْجُودِ مِنْ
قَبْلِ ابْتِدَائِهِ
، وَبَعْدُ غَايَتُهُ مِنْ قَبْلِ انْتِهَائِهِ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
ابْتِدَاءٌ وَلا انْتِهَاءٌ لَمْ يَكُنْ لِلْمَوْجُودِ قَبْلُ وَلا بَعْدُ ،
فَكَانَ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ.
وَمِنْهَا الْبَاقِي
، :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، وَقَدْ
رُوِّينَاهُ فِي حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
، رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا أَيْضًا مِنْ لوازمِ قَوْلِهِ : قَدِيمٌ ، لأَنَّهُ
إِذَا كَانَ مَوْجُودًا لا عَنْ أَوَّلٍ وَلا بِسَبَبٍ لَمْ يَجُزْ عَلَيْهِ
الانْقِضَاءُ وَالْعَدَمُ ، فَإِنَّ كُلَّ مُنْقَضٍ بَعْدَ وُجُودِهِ ، فَإِنَّمَا
يَكُونُ انْقِضَاؤُهُ لانْقِطَاعِ سَبَبِ وُجُودِهِ ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ
لوُجُودِ الْقَدِيمِ سَبَبٌ ، فَيُتَوَهَّمُ أَنَّ ذَلِكَ السَّبَبَ إِنِ
ارْتَفَعَ عُدِمَ عَلِمْنَا أَنَّهُ لا انْقِضَاءَ لَهُ قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ
: وَفِي مَعْنَى الْبَاقِي : الدَّائِمُ وَهُوَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
الْحُصَيْنِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : الدَّائِمُ الْمَوْجُودُ
لَمْ يَزَلْ ، الْمَوْصُوفُ بِالْبَقَاءِ ، الَّذِي لا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ
الْفَنَاءُ ، قَالَ : وَلَيْسَتْ صِفَةُ بَقَاءِهِ وَدَوَامِهِ كَبَقَاءِ الْجَنَّةِ
وَالنَّارِ وَدَوَامِهِمَا ، وَذَلِكَ أَنَّ بَقَاءَهُ أَبْدِيٌّ أَزَلِيٌّ ، وَبَقَاءُ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ أَبْدِيُّ غَيْرُ أَزَلِيٍّ ، وَصِفَةُ الأَزَلِ مَا لَمْ
يَزَلْ ، وَصِفَةُ الأَبَدِ مَا لا يَزَالُ ، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ
مَخْلُوقَتَانِ كَائِنَتَانِ بَعْدَ أَنْ لَمْ تَكُونَا ، فَهَذَا فَرْقُ مَا
بَيْنَ الأَمْرَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْهَا الْحَقُّ
الْمُبِينُ ، :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ
18- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ
الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ سُلَيْمَانُ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَيْسَانَ
، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ يَدْعُو : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَمَا فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ
، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ،
أَنْتَ الْحَقُّ ، وَقَوْلُكَ حَقُّ ، وَوَعْدُكَ حَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقُّ ،
وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ
أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ،
وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا
أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِيَ لا إِلَهَ
إِلاَّ أَنْتَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ قَبِيصَةَ ، وَهُمَا مَذْكُورَانِ
فِي خَبَرِ الأَسَامِي : أَحَدُهُمَا فِي رِوَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ
وَالآخَرُ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ : الْحَقُّ مَا لا يَسَعُ إِنْكَارُهُ وَيَلْزَمُ إِثْبَاتُهُ
وَالاعْتِرَافَ بِهِ ، وَوُجُودُ الْبَارِي عَزَّ ذِكْرُهُ أَوْلَى مَا يَجِبُ
الاعْتِرَافُ بِهِ يَعْنِي عِنْدَ وُرُودِ أَمْرِهِ بِالاعْتِرَافِ بِهِ وَلا
يَسَعُ جُحُودُهُ إِذْ لا مُثْبَتَ يُتَظَاهَرُ عَلَيْهِ مِنَ الدَّلائِلِ
الْبَيِّنَةِ الْبَاهِرَةِ مَا تَظَاهَرَتْ
عَلَى وُجُودِ
الْبَارِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَقَالَ : وَالْمُبِينُ هُوَ الَّذِي لا يَخْفَى وَلا
يَنْكَتِمْ ، وَالْبَارِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَيْسَ بِخَافٍ وَلا مُنْكَتِمٍ ،
لأَنَّ لَهُ مِنَ الأَفْعَالِ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ مَا يَسْتَحِيلُ مَعَهَا أَنْ يَخْفَى
، فَلا يُوقَفُ عَلَيْهِ وَلا يُدْرَى.
وَمِنْهَا الظَّاهِرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَهُوَ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي وَغَيْرِهِ
19- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ ، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا الأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ،
حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ أَبُو الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِيرِ
: لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ ،
تَفْسِيرُهَا : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ.
وَسُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ
الأَوَّلِ وَالآخَرِ وَالظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ بِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي
وَيُمِيتُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي مَعْنَى الظَّاهِرُ إِنَّهُ الْبَادِي فِي أَفْعَالِهِ
وَهُوَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ ، فَلا يُمْكِنُ مَعَهَا أَنْ يُجْحَدَ
وُجُودُهُ وَيُنْكَرُ ثُبُوتُهُ وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ
الظَّاهِرُ بِحُجَجِهِ الْبَاهِرَةِ وَبَرَاهِينِهِ النَّيِّرَةِ وَشَوَاهِدِ
أَعْلامِهِ الدَّالَّةِ عَلَى ثُبُوتِ رُبُوبِيَّتِهِ وَصِحَّةِ وَحْدَانِيَّتِهِ
، وَيَكُونُ الظَّاهِرُ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ
الظُّهُورُ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ ، وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْغَلَبَةِ.
وَمِنْهَا الْوَارِثُ :
وَمَعْنَاهُ
الْبَاقِي بَعْدَ ذَهَابِ غَيْرِهِ وَرَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ
، لأَنَّهُ يَبْقَى بَعْدَ ذَهَابِ الْمُلاكِ الَّذِينَ أَمْتَعَهُمْ فِي هَذِهِ
الدُّنْيَا بِمَا آتَاهُمْ ، لأَنَّ وُجُودَهُمْ وَوُجُودَ الأَمْلاكِ كَانَ بِهِ
، وَوُجُودُهُ لَيْسَ بِغَيْرِهِ ، وَهَذَا الاسْمُ مِمَّا يُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَقَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ : وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ
باب جماع أبواب ذكر
الأسماء التي تتبع إثبات وحدانيته عز اسمه
أولها الواحد
قال الله جل ثناؤه :
{قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار} وقد ذكرناه في خبر الأسامي
20- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ سَعْدٍ الْبَزَّارُ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجَيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ ،
حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي مَعْنَى الْوَاحِدِ : إِنَّهُ يَحْتَمِلُ وُجُوهًا :
أَحَدُهَا أَنَّهُ لا قَدِيمَ سِوَاهُ وَلا إِلَهَ سِوَاهُ ، فَهُوَ وَاحِدٌ مِنْ
حَيْثُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ ، فَيَجْرِي عَلَيْهِ حُكْمُ الْعَدَدِ ، وَتَبْطُلُ
بِهِ وَحْدَانِيَّتُهُ وَالآخَرُ : أَنَّهُ وَاحِدٌ بِمَعْنَى أَنَّ ذَاتَهُ ذَاتٌ
لا يَجُوزُ عَلَيْهِ التَّكَثُّرِ بِغَيْرِهِ ، وَالإِشَارَةُ فِيهِ إِلَى أَنَّهُ
لَيْسَ بِجَوْهَرٍ وَلا عَرَضٍ ، لأَنَّ الْجَوْهَرَ قَدْ يَتَكَثَّرُ بِالانْضِمَامِ
إِلَى جَوْهَرٍ مِثْلِهِ ، فَيَتَرَكَّبُ مِنْهُمَا جِسْمٌ ، وَقَدْ يَتَكَثَّرُ
بِالْعَرَضِ الَّذِي يُحِلُّهُ ، وَالْعَرَضُ لا قِوَامَ لَهُ إِلاَّ بِغَيْرٍ
يُحِلُّهُ وَالْقَدِيمُ فَرْدٌ لا يَجُوزُ عَلَيْهِ حَاجَةٌ إِلَى غَيْرِهِ ، وَلا
يَتَكَثَّرُ بِغَيْرِهِ ، وَعَلَى هَذَا لَوْ قِيلَ : إِنَّ مَعْنَى الْوَاحِدِ
أَنَّهُ الْقَائِمُ بِنَفْسِهِ لَكَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا وَلَرَجَعَ الْمَعْنَى
إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِجَوْهَرٍ وَلا عَرَضٍ ، لأَنَّ قِيَامَ الْجَوْهَرِ
بِفَاعِلِهِ وَمُبْقِيهِ ، وَقِيَامُ الْعَرَضِ بِجَوْهَرِهِ يُحِلُّهُ ،
وَالثَّالِثُ : أَنَّ مَعْنَى الْوَاحِدِ هُوَ الْقَدِيمُ ، فَإِذَا قُلْنَا
الْوَاحِدُ ، فَإِنَّمَا هُوَ الَّذِي لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ مِنْ
وَاحِدٍ ، هُوَ الْقَدِيمُ لأَنَّ الْقَدِيمَ مُتَّصِفٌ فِي الأَصْلِ بِالإِطْلاقِ
السَّابِقَ لِلْمَوْجُودَاتِ ، وَمَهْمَا كَانَ قَدِيمًا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْهَا غَيْرُ سَابِقٍ بِالإِطْلاقِ ، لأَنَّهُ إِنْ سَبَقَ غَيْرَ صَاحِبِهِ
فَلَيْسَ بِسَابِقٍ صَاحِبَهُ ، وَهُوَ مَوْجُودٌ كوُجُودِهِ.
فَيَكُونُ إِذًا
قَدِيمًا مِنْ وَجْهٍ ، غَيْرَ قَدِيمٍ مِنْ وَجْهٍ ، وَيَكُونُ الْقَدِيمُ
وَصْفًا لَهُمَا مَعًا ، وَلا يَكُونُ وَصْفًا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ،
فَثَبَتَ أَنَّ الْقَدِيمَ بِالإِطْلاقِ لا يَكُونُ إِلاَّ وَاحِدًا ،
فَالْوَاحِدُ إِذًا هُوَ الْقَدِيمُ الَّذِي لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ إِلاَّ
وَاحِدًا.
وَمِنْهَا الْوِتْرُ
: لأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَدِيمٌ سِوَاهُ لا إِلَهٌ وَلا غَيْرُ إِلَهٍ لَمْ
يَنْبَغِ لِشَيْءٍ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ أَنْ يُضَمَّ إِلَيْهِ فَيُعْبَدَ مَعَهُ
، فَيَكُونَ الْمَعْبُودُ مَعَهُ شَفْعًا ، لَكِنَّهُ وَاحِدٌ وِتْرٌ وَقَدْ
ذَكَرْنَاهُ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
21- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا ، مِائَةٌ إِلاَّ
وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَمِنْهَا الْكَافِي
لأنه إذا لم يكن في الإلهية شريك صح أَنَّ الْكِفَايَاتِ كُلَّهَا وَاقِعَةٌ بِهِ
وَحْدَهُ ، فَلا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ الْعِبَادَةُ إِلاَّ لَهُ ، وَالرَّغْبَةُ
إِلاَّ إِلَيْهِ ، وَالرَّجَاءُ إِلاَّ مِنْهُ ، وَقَدْ وَرَدَ الْكِتَابُ بِهَذَا.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ، وَذَكَرْنَاهُ خَبَرِ الأَسَامِي
22- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى أَحْمَدُ بْنُ عِصَامِ
بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الأَصْفَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ
: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا ، فَكَمْ
مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَمِنْهَا الْعَلِيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، وَذَكَرْنَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
23- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ
، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْيَمَامِيُّ ، أَخْبَرَنَا
إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِحُ دُعَاءً قَطُّ إِلاَّ اسْتَفْتَحَ
بِسُبْحَانَ رَبِّيَ
الأَعْلَى
الْوَهَّابِ وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ ، وَزَادَ
فِيهِ الْعَلِيِّ الْوَهَّابِ ، وَعُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ
24- وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ
بْنِ زَكَرِيَّا النَّضْرَوِيُّ الْهَرَوِيُّ ، بِهَا ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ
مَيْمُونٍ ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الرَّمْلَةِ ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قُرْطٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ
أُسْرِيَ بِهِ سَمِعَ
تَسْبِيحًا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلَى : سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى ،
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْعَلِيِّ : إِنَّهُ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ فِيمَا يَجِبُ لَهُ
مِنْ مَعَالِي الْجَلالِ أَحَدٌ ، وَلا مَعَهُ مَنْ يَكُونُ الْعُلُوُّ
مُشْتَرَكًا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، لَكِنَّهُ الْعَلِيُّ بِالإِطْلاقِ قَالَ :
وَالرَّفِيعُ فِي هَذَا الْمَعْنَى.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ، وَمَعْنَاهُ هُوَ
الَّذِي لا أَرْفَعُ
قَدْرًا مِنْهُ ، وَهُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِدَرَجَاتِ الْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ ،
وَهِيَ أَصْنَافُهَا وَأَبْوَابُهَا لا مُسْتَحِقَّ لَهَا غَيْرُهُ
25- أخبرنا أبو الحسين بن
بشران ، أَخْبَرَنَا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد
القرشي ، حَدَّثَنَا يوسف بن موسى ، قال : سمعت جريرا ، قال ، سمعت رجلا ، يقول :
رأيت إبراهيم الصائغ في النوم قال : وما عرفته قط ، فقلت : بأي شيء نجوت ؟ ، قال : بهذا الدعاء : اللهم يا عالم الخفيات ، رفيع الدرجات
، ذا العرش يلقي الروح على من يشاء من عبادك ، غافر الذنب ، قابل التوب شديد
العقاب ذا الطول ، لا إله إلا أنت
باب جماع أبواب ذكر
الأسماء التي تتبع إثبات الإبداع والاختراع له أولها : الله
قال الله جل ثناؤه :
{الله خالق كل شيء}
26- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
كُنَّا نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ شَيْءٍ ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَأْتِيَهُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ
الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلُهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ
: يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ ، فَزَعَمَ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ
، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ : اللَّهُ
، قَالَ : فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَمَنْ
نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ؟
قَالَ : اللَّهُ ،
قَالَ : فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا هَذِهِ الْمَنَافِعَ قَالَ : اللَّهُ ، قَالَ : فَبِالَّذِي
خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ ، وَنَصَبَ الْجِبَالَ ، وَجَعَلَ فِيهَا هَذِهِ
الْمَنَافِعَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ
أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا قَالَ : صَدَقَ ،
قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَدَقَةً فِي أَمْوَالِنَا قَالَ :
صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ
، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِي سَنَتِنَا ، قَالَ
: صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا ، قَالَ : صَدَقَ ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ
آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ لا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ ، فَلَمَّا مَضَى
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَمْرِو بْنِ النَّاقِدِ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، قَالَ
الْبُخَارِيُّ وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى اللهِ : إِنَّهُ الإِلَهُ ، وَهَذَا أَكْبَرُ الأَسْمَاءِ وَأَجْمَعُهَا
لِلْمَعَانِي ، وَالأَشْبَهُ أَنَّهُ كَأَسْمَاءِ الأَعْلامِ مَوْضُوعٌ غَيْرُ
مُشْتَقٍّ ، وَمَعْنَاهُ الْقَدِيمُ التَّامُّ الْقُدْرَةِ ، فَإِنَّهُ إِذَا
كَانَ سَابِقًا لِعَامَّةِ الْمَوْجُودَاتِ كَانَ وُجُودُهَا بِهِ ، وَإِذَا كَانَ
تَامَّ الْقُدْرَةِ أَوْجَدَ الْمَعْدُومَ ، وَصَرَفَ مَا يُوجِدُهِ عَلَى مَا
يُرِيدُهُ ، فَاخْتَصَّ لِذَلِكَ بِاسْمِ الإِلَهِ ، وَلِهَذَا لا يَجُوزُ أَنْ
يُسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ أَحَدٌ سِوَاهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ ، قَالَ : وَمَنْ
قَالَ الإِلَهِ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ ، فَقَدْ رَجَعَ قَوْلُهُ إِلَى
أَنَّ الإِلَهَ إِذَا كَانَ هُوَ الْقَدِيمُ التَّامُّ الْقُدْرَةِ كَانَ كُلُّ
مَوْجُودٍ سِوَاهُ صَنِيعًا لَهُ ، وَالْمَصْنُوعُ إِذَا عُلِمَ صَانِعُهُ كَانَ
حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَخْذِيَ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَيَذِلُّ لَهُ
بِالْعُبُودِيَّةِ ، لا أَنَّ هَذَا الْمَعْنَى بِتَفْسِيرِ هَذَا الاسْمِ قُلْتُ
: وَهَذَا الاسْتِحْقَاقُ لا يُوجِبُ عَلَى تَارِكِهِ إِثْمًا وَلا عِقَابًا مَا
لَمْ يُؤْمَرْ بِهِ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ، وَالْمَعْنَى
الأَوَّلُ أَصَحُّ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ
اخْتَلَفَ النَّاسُ ، هَلْ هُوَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ أَوْ مُشْتَقٌّ ؟ فَرُوِيَ
فِيهِ عَنِ
الْخَلِيلِ رِوَايَتَانِ إِحْدَاهُمَا ، أَنَّهُ اسْمُ عَلَمٍ لَيْسَ بِمُشْتَقٍّ
، فَلا يَجُوزُ حَذْفُ الأَلْفِ أَوِ اللامِ مِنْهُ ، كَمَا يَجُوزُ مِنَ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَرَوَى عَنْهُ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ اسْمٌ مُشْتَقٌّ ، فَكَانَ
فِي الأَصْلِ إِلاهٌ مِثْلَ فِعَالٍ ، فَأَدْخَلَ الأَلِفَ وَاللامَ بَدَلا مِنَ
الْهَمْزَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ : أَصْلُهُ فِي الْكَلامِ إِلَهٌ وَهُوَ مُشْتَقٌّ
مِنْ أَلَهَ الرَّجُلُ يَأْلَهُ إِلَيْهِ إِذَا فَزِعَ إِلَيْهِ مِنْ أَمَرٍ
نَزَلَ بِهِ ، فَآلَهَهُ أَيْ أَجَارَهُ وَآمَنَهُ ، فَسُمِّيَ إِلاهًا كَمَا
يُسَمَّى الرَّجُلُ إِمَامًا إِذَا أَمَّ النَّاسَ فَأْتَمُّوا بِهِ ، ثُمَّ
إِنَّهُ لَمَّا كَانَ اسْمًا لِعَظِيمٍ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أَرَادُوا
تَفْخِيمَهُ بِالتَّعْرِيفِ الَّذِي هُوَ الأَلِفُ وَاللامُ ، لأَنَّهُمْ أَفْرَدُوهُ
بِهَذَا الاسْمِ دُونَ غَيْرِهِ فَقَالُوا : الإِلَهُ ، وَاسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَةَ
فِي كَلِمَةٍ يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُمْ إِيَّاهَا ، وَلِلْهَمْزَةِ فِي وَسَطِ
الْكَلامِ ضَغْطَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَحَذَفُوهَا فَصَارَ الاسْمُ كَمَا نَزَلَ بِهِ
الْقُرْآنُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصْلُهُ وَلاهُ فَأُبْدِلَتِ الْوَاوُ هُمَزَةً فَقِيلَ : إِلَهٌ
كَمَا قَالُوا : وِسَادَةٌ وَإِسَادَةٌ ، وَوِشَاحٌ وَإِشَاحٌ وَاشْتُقَّ مِنَ الْوَلَهِ
، لأَنَّ قُلُوبَ الْعِبَادِ تُولَهُ نَحْوَهُ ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ : ثُمَّ
إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ، وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ
يُقَالَ : مَأْلُوهٌ كَمَا قِيلَ : مَعْبُودٌ إِلاَّ أَنَّهُمْ خَالَفُوا بِهِ
الْبِنَاءَ لِيَكُونَ اسْمًا عَلَمًا ، فَقَالُوا : إِلَهٌ كَمَا قِيلَ
لِلْمَكْتُوبِ كِتَابٌ ، وَلِلْمَحْسُوبِ حِسَابٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصْلُهُ
مِنْ أَلَهَ الرَّجُلُ يَأْلَهُ إِذَا تَحَيَّرَ ، وَذَلِكَ لأَنَّ الْقُلُوبَ
تَأْلَهُ عِنْدَ التَّفَكُّرِ فِي عَظَمَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، أَيْ تَتَحَيَّرُ
وَتَعْجَزُ عَنْ بُلُوغِ كُنْهِ جَلالِهِ ، وَحَكَى بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ
أَنَّهُ مِنْ أَلَهَ يَأْلَهُ إِلاهَةً بِمَعْنَى عَبْدَ يَعْبُدُ عِبَادَةً ،
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ :
وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ أَيْ عِبَادَتَكَ ، قَالَ : وَالتَّأَلُّهُ التَّعَبُّدُ ،
فَمَعْنَى الإِلَهِ : الْمَعْبُودُ ، وَقَوْلُ الْمُوَحِّدِينَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مَعْنَاهُ
لا مَعْبُودَ غَيْرُ اللهِ ، وَإِلا فِي الْكَلِمَةِ بِمَعْنَى غَيْرٍ لا
بِمَعْنَى الاسْتِثْنَاءِ.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ
أَنَّ الأَصْلَ فِيهِ الْهَاءُ الَّتِي هِيَ الْكِنَايَةُ عَنِ الْغَائِبِ ، وَذَلِكَ
لأَنَّهُمْ أَثْبَتُوهُ مَوْجُودًا فِي فِطَرِ عُقُولِهِمْ ، فَأَشَارُوا إِلَيْهِ
بِحَرْفِ الْكِنَايَةِ ، ثُمَّ زِيدَتْ فِيهِ لامُ الْمُلْكِ ، إِذْ قَدْ عَلِمُوا
أَنَّهُ خَالِقُ الأَشْيَاءِ وَمَالِكُهَا ، فَصَارَ لَهُ ثُمَّ زِيدَتِ الأَلِفُ
وَاللامُ تَعْظِيمًا ، وَفَخَّمُوهَا تَوْكِيدًا لِهَذَا الْمَعْنَى ، وَمِنْهُمْ
مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى الأَصْلِ
بِلا تَفْخِيمٍ ،
فَهَذِهِ مَقَالاتُ أَصْحَابِ الْعَرَبِيَّةِ وَالنَّحْوِ فِي هَذَا الاسْمِ ،
وَأَحَبُّ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ إِلَيَّ قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ اسْمُ
عَلَمٍ ، وَلَيْسَ بِمُشْتَقٍّ كَسَائِرِ الأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةِ ،
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الأَلِفَ وَاللامَ مِنْ بِنْيَةِ هَذَا الاسْمِ وَلَمْ تَدْخُلا
لِلتَّعْرِيفِ دُخُولَ حَرْفِ النِّدَاءِ عَلَيْهِ ، كَقَوْلِكَ : يَا
أَللَّهُ ، وَحُرُوفُ النِّدَاءِ لا تَجْتَمِعْ مَعَ الأَلِفِ وَاللامِ
لِلتَّعْرِيفِ ، أَلا تَرَى أَنَّكَ لا تَقُولُ : يَا الرَّحْمَنُ ، وَيَا
الرَّحِيمُ كَمَا تَقُولُ : يَا أَللَّهُ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ بِنْيَةِ
الاسْمِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْهَا الْحَيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي
27- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانِ ،
بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ ، قَالَ
: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : إِنَّ اسْمَ اللهِ الأَعْظَمِ
لَفِي سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاثٍ : الْبَقَرَةِ ، وَآلِ عِمْرَانَ ، وَطه ،
فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : عِيسَى بْنُ مُوسَى لابْنِ زَبْرٍ ، وَأَنَا
أَسْمَعُ : يَا أَبَا زَبْرٍ ، سَمِعْتُ غَيْلانَ بْنَ أَنَسٍ
يُحَدِّثُ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ اسْمَ اللهِ الأَعْظَمِ لَفِي سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ
ثَلاثٍ : الْبَقَرَةِ.
وَآلِ عِمْرَانَ ،
وَطه قَالَ أَبُو حَفْصٍ ، عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ : فَنَظَرْتُ أَنَا فِي
هَذِهِ السُّوَرِ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا شَيْئًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ مِثْلُهُ
آيَةُ الْكُرْسِي : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَفِي
آلِ عِمْرَانَ : الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، وَفِي
طه : وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ
28- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ
حَفْصِ ابْنِ أَخِي أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي الْحَلَقَةٍ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي ،
فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ تَشَهَّدَ وَدَعَا ، فَقَالَ فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكُ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، يَا حَيُّ
يَا قَيُّومُ ، إِنِّي أَسْأَلُكُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ
بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ
فِي كِتَابِ السُّنَنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ
الْحَلَبِيِّ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ لأَنَّ الْفِعْلَ عَلَى سَبِيلِ الاخْتِيَارِ لا
يُوجَدُ إِلاَّ مِنْ حَيٍّ ، وَأَفْعَالُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ كُلُّهَا
صَادِرَةٌ عَنْهُ بِاخْتِيَارِهِ ، فَإِذَا أَثْبَتْنَاهَا لَهُ فَقَدْ
أَثْبَتْنَا أَنَّهُ حَيٌّ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
: الْحَيُّ فِي صِفَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي لَمْ يَزَلْ مَوْجُودًا
وَبِالْحَيَاةِ مَوْصُوفًا ، لَمْ تَحْدُثْ لَهُ الْحَيَاةُ بَعْدَ مَوْتٍ ، وَلا
يَعْتَرِضُهُ الْمَوْتُ بَعْدَ الْحَيَاةِ ، وَسَائِرُ الأَحْيَاءِ يَعْتَوِرُهُمُ
الْمَوْتُ وَالْعَدَمُ فِي أَحَدِ طَرَفَيِ الْحَيَاةِ أَوْ فِيهِمَا مَعًا كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ.
وَمِنْهَا الْعَالِمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
29- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ ، أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ
عَطَاءٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ،
مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، قَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلِ : اللَّهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ
أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمَنْ شَرِّ
الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ إِذَا
أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجِعَكَ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِي مَعْنَى الْعَالِمِ : إِنَّهُ مُدْرِكُ الأَشْيَاءِ عَلَى
مَا هِيَ بِهِ ، وَإِنَّمَا وَجَبَ أَنْ يُوصَفَ الْقَدِيمَ عَزَّ اسْمُهُ
بِالْعَالِمِ ، لأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَا عَدَاهُ مِنَ الْمَوْجُودَاتِ
فِعْلٌ لَهُ ، وَأَنَّهُ لا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِعْلٌ إِلاَّ بِاخْتِيَارٍ
وَإِرَادَةٍ ، وَالْفِعْلُ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ لا يَظْهَرُ إِلاَّ مِنْ عَالِمٍ
كَمَا لا يَظْهَرُ إِلاَّ مِنْ حَيٍّ.
وَمِنْهَا الْقَادِرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ، وَقَالَ :
بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
30- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بنُ
هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ
، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ : أَلَيْسَ
ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ، قَالَ : بَلَى ، وَإِذَا قَرَأَ
: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، قَالَ : بَلَى هَكَذَا رَوَاهُ
ابْنُ عِيَاضٍ ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ
قَرَأَ : أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى لِيَقُلْ :
بَلَى.
31- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، فَذَكَرَهُ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الاسْمَ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا عَلَى مَعْنَى مَعْنَى أَنَّهُ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ،
بَلْ يُسْتَتَبُّ لَهُ مَا يُرِيدُ عَلَى مَا يُرِيدُ ، لأَنَّ أَفْعَالَهُ قَدْ
ظَهَرَتْ ، وَلا يَظْهَرُ الْفِعْلُ اخْتِيَارًا : إِلاَّ مِنْ قَادِرٍ غَيْرِ
عَاجِزٍ كَمَا لا يَظْهَرُ إِلاَّ مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ.
وَمِنْهَا الْحَكِيمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَقَالَ : الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
32- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْوَهَّابِ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا مُوسَى
الْجُهَنِيُّ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
جَاءَ إِلَى رَسُولِ
اللهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ : قَالَ :
قُلْ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ
كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ قَالَ : هَذَا
لِرَبِّي ، فَمَا لِي ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرِينَ ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْحَكِيمِ : الَّذِي لا يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ إِلاَّ الصَّوَابُ ،
وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ بِذَلِكَ لأَنَّ أَفْعَالَهُ سَدِيدَةٌ ،
وَصُنْعَهُ مُتْقَنٌ ، وَلا يَظْهَرُ الْفِعْلُ الْمُتْقَنُ السَّدِيدُ إِلاَّ
مِنْ حَكِيمٍ ، كَمَا لا يَظْهَرُ الْفِعْلُ عَلَى وَجْهِ الاخْتِيَارِ إِلاَّ
مِنْ حَيٍّ عَالِمٍ قَدِيرٍ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْحَكِيمُ هُوَ الْمُحْكِمُ لِخَلْقِ الأَشْيَاءِ صُرِّفَ عَنْ
مِفْعَلٍ إِلَى فَعِيلٍ ، وَمَعْنَى الإِحْكَامِ لِخَلْقِ الأَشْيَاءِ إِنَّمَا
يَنْصَرِفُ إِلَى إِتْقَانِ التَّدْبِيرِ فِيهَا ، وَحُسْنِ التَّقْدِيرِ لَهَا ،
إِذْ لَيْسَ كُلُّ الْخَلِيقَةِ مَوْصُوفًا بِوَثَاقَةِ الْبِنْيَةِ وَشِدَّةِ
الأَسْرِ كَالْبَقَّةِ وَالنَّمْلَةِ ، وَمَا أَشْبَهَهُمَا مِنْ ضِعَافِ
الْخَلْقِ ، إِلاَّ أَنَّ التَّدْبِيرَ فِيهِمَا وَالدَّلالَةُ بِهِمَا عَلَى
وُجُودِ الصَّانِعِ وَإِثْبَاتِهِ ، لَيْسَ بِدُونِ الدَّلالَةِ عَلَيْهِ بِخَلْقِ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ ، وَسَائِرِ مَعَاظِمِ الْخَلِيقَةِ ، وَكَذَلِكَ
هَذَا فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ،
لَمْ تَقَعِ الإِشَارَةُ بِهِ إِلَى الْحُسْنِ الرَّائِقِ فِي الْمَنْظَرِ ،
فَإِنَّ هَذَا الْمَعْنَى مَعْدُومٌ فِي الْقِرْدِ وَالْخِنْزِيرِ وَالدُّبِّ
وَأَشْكَالِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ ، وَإِنَّمَا يَنْصَرِفُ الْمَعْنَى فِيهِ إِلَى
حُسْنِ التَّدْبِيرِ فِي إِنْشَاءِ كُلِّ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ عَلَى مَا أَحَبَّ
أَنْ يُنْشِئَهٌ عَلَيْهِ ، وَإِبْرَازِهِ عَلَى الْهَيْئَةِ الَّتِي أَرَادَ أَنْ
يُهَيِّئَهُ عَلَيْهَا كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ
تَقْدِيرًا.
وَمِنْهَا السَّيِّدُ
وَهَذَا اسْمٌ لَمْ يَأْتِ بِهِ الْكِتَابُ ، وَلَكِنَّهُ مَأثُورٌ عَنِ
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
33- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَضَّلِ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ ، سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ،
عَنْ مُطَرِّفٍ ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : قَالَ
أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ
إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا : أَنْتَ سَيِّدُنَا ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : السَّيِّدُ اللَّهُ قُلْنَا : فَأَفْضَلُنَا
فَضْلا وَأَعْظَمُنَا طَوْلا ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قُولُوا بِقَوْلِكُمْ أَوْ بِبَعْضِ قَوْلِكُمْ ، وَلا يَسْتَجْرِيَنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ
الْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ بِالإِطْلاقِ ، فَإِنَّ سَيِّدَ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ
رَأْسُهُمُ الَّذِي إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ، وَبِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، وَعَنْ
رَأْيِهِ يَصْدُرُونَ وَمِنْ قَوْلِهِ يَسْتَهْدُونُ ، فَإِذَا كَانَتِ
الْمَلائِكَةُ وَالإِنْسُ وَالْجِنُّ خَلْقًا لِلْبَارِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَلَمْ ،
يَكُنْ بِهِمْ غِنْيَةٌ عَنْهُ فِي بَدْءِ أَمْرِهِمْ وَهُوَ الْوُجُودُ ، إِذْ
لَوْ لَمْ يُوجِدْهُمْ لَمْ يُوجَدُوا ، وَلا فِي الإِبْقَاءِ بَعْدَ الإِيجَادِ ،
وَلا فِي الْعَوَارِضِ الْعَارِضَةِ أَثْنَاءَ الْبَقَاءِ ، وَكَانَ حَقًّا لَهُ
جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنْ يَكُونَ سَيِّدًا ، وَكَانَ حَقًا عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْعُوهُ
بِهَذَا الاسْمِ.
وَمِنْهَا الْجَلِيلُ
وَذَلِكَ مِمَّا وَرَدَ بِهِ الأَثَرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي الْكِتَابِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
، وَمَعْنَاهُ الْمُسْتَحِقُّ لِلأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، فَإِنَّ
جَلالَ الْوَاحِدِ
فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ إِنَّمَا يَظْهَرُ بِأَنْ يَكُونَ لَهُ عَلَى غَيْرِهِ
أَمْرٌ نَافِذٌ لا يَجِدُ مِنْ طَاعَتِهِ فِيهِ بُدًّا ، فَإِذَا كَانَ مِنْ حَقِّ
الْبَارِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَى مَنْ أَبْدَعَهُ أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُ عَلَيْهِ
نَافِذًا ، وَطَاعَتُهُ لَهُ لازِمَةً ، وَجَبَ لَهُ اسْمُ الْجَلِيلِ حَقًّا ،
وَكَانَ لِمَنْ عَرَفَهُ أَنْ يَدْعُوهُ بِهَذَا الاسْمِ ، وَبِمَا يَجْرِي
مَجْرَاهُ ، وَيُؤَدِّي مَعْنَاهُ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : هُوَ مِنَ الْجَلالِ وَالْعَظَمَةِ ، وَمَعْنَاهُ مُنْصَرِفٌ إِلَى
جَلالِ الْقَدْرِ ، وَعِظَمِ الشَّأْنِ ، فَهُوَ الْجَلِيلُ الَّذِي يَصْغُرُ
دُونَهُ كُلُّ جَلِيلٍ ، وَيَتَّضِعُ مَعَهُ كُلُّ رَفِيعٍ.
وَمِنْهَا الْبَدِيعُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.
وَقَدْ رُوِّينَاهُ
فِي خَبَرِ الأَسَامِي :
34- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْفِهْرِيُّ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَقُولُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرِضِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، أَسْأَلُكَ
الْجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ كَادَ يَدْعُو اللَّهَ بِاسْمِهِ الَّذِي إِذَا
دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى أَنَّ تَابَعَهُ عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى آلِ رِفَاعَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى مَعْنَى الْبَدِيعِ : أَنَّهُ الْمُبْدِعُ وَهُوَ مُحْدِثُ مَا لَمْ
يَكُنْ مِثْلَهُ قَطُّ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَيْ مُبْدِعُهُمَا ، وَالْمُبْدِعُ
مَنْ لَهُ إِبْدَاعٌ ، فَلَمَّا ثَبَتَ وُجُودُ الإِبْدَاعِ مِنَ اللهِ جَلَّ
وَعَزَّ لِعَامَّةِ الْجَوَاهِرِ وَالأَعْرَاضِ ، اسْتَحَقَّ أَنْ يُسَمَّى
بَدِيعًا أَوْ مُبْدِعًا
وَمِنْهَا الْبَارِئُ
، :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
، رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا الاسْمُ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا
الْمُوجِدُ لِمَا كَانَ فِي مَعْلُومِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْخَلائِقِ ، وَهَذَا
هُوَ الَّذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ : مَا أَصَابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَهَا ، وَلا شَكَّ أَنَّ إِثْبَاتَ الإِبْدَاعِ وَالاعْتِرَافَ بِهِ
لِلْبَارِي جَلَّ وَعَزَّ لَيْسَ يَكُونُ عَلَى أَنَّهُ أَبْدَعَ بَغْتَةً مِنْ
غَيْرِ عِلْمٍ سَبَقَ لَهُ بِمَا هُوَ مُبْدِعُهُ ، لَكِنْ عَلَى أَنَّهُ كَانَ عَالِمًا
بِمَا أَبْدَعَ قَبْلَ أَنْ يُبْدَعَ ، فَكَمَا وَجَبَ لَهُ عِنْدَ الإِبْدَاعِ
اسْمُ الْبَدِيعِ ، وَجَبَ لَهُ اسْمُ الْبَارِئُ وَالآخَرُ أَنَّ الْمُرَادَ
بِالْبَارِئِ قَالِبُ الأَعْيَانِ ، أَيْ أَنَّهُ أَبْدَعَ الْمَاءَ وَالتُّرَابَ
وَالنَّارَ وَالْهَوَاءَ لا مِنْ شَيْءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ مِنْهَا الأَجْسَامَ
الْمُخْتَلِفَةَ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَزَّ : وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ
شَيْءٍ حَيٍّ ، وَقَالَ : إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ}.
وَقَالَ :{وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ}.
وَقَالَ : {خَلَقَ
الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ}.
وَقَالَ : {خَلَقَ
الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ
نَارٍ}.
وَقَالَ : {وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي
قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ
مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ
أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}.
فَيَكُونُ هَذَا مِنْ
قَوْلِهِمْ بَرَأَ الْقَوَّاسُ الْقَوْسَ إِذَا صَنَعَهَا مِنْ مَوَادِّهَا
الَّتِي كَانَتْ لَهَا ، فَجَاءَتْ مِنْهَا لا كَهَيْئَتِهَا ، وَالاعْتِرَافُ
لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالإِبْدَاعِ يَقْتَضِي الاعْتِرَافَ لَهُ بِالْبَرْءِ إِذْ
كَانَ الْمُعْتَرِفُ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْقُولٌ مِنْ حَالٍ إِلَى
حَالٍ ، إِلَى أَنْ صَارَ مِمَّنْ يَقْدِرُ عَلَى الاعْتِقَادِ وَالاعْتِرَافِ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْهَا الذَّارِئُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُنْشِئُ وَالْمُنَمِّي ، :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ
أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ أَيْ جَعَلَ لَكُمْ أَزْوَاجًا ذُكُورًا وَإِنَاثًا
لِيُنْشِئَكُمْ وَيُكَثِّرَكُمْ وَيُنَمِّيكُمْ ، فَظَهَرَ بِذَلِكَ أَنَّ
الذَّرْءَ مَا
قُلْنَا ، وَصَارَ الاعْتِرَافُ بِالإِبْدَاعِ يُلْزِمُ مِنَ الاعْتِرَافِ بِالذَّرْءِ
مَا أَلْزَمَ مِنَ الاعْتِرَافِ بِالْبَرْءِ
35- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالا :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بْنُ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
أَبِي التَّيَّاحِ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ : كَيْفَ صَنَعَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ ؟
قَالَ : نَعَمْ تَحَدَّرَتِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الْجِبَالِ وَالأَوْدِيَةِ يُرِيدُونَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ
شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَآهُمْ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعَ مِنْهُمْ وَجَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ
السَّلامُ فَقَالَ : قُلْ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ : مَا أَقُولُ ؟ ، قَالَ : قُلْ
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بُرٌّ وَلا
فَاجِرٌ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ
مِنَ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا ، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي
الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمِنْ
شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ ، قَالَ :
فَطُفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وَمِنْهَا الْخَالِقُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الَّذِي صَنَّفَ الْمُبْدَعَاتِ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ صِنْفٍ مِنْهَا
قَدْرًا ، فَوَجَدَ فِيهَا الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالطَّوِيلَ وَالْقَصِيرَ
وَالإِنْسَانَ وَالْبَهِيمَةَ وَالدَّابَّةَ وَالطَّائِرَ وَالْحَيَوَانَ
وَالْمَوَاتَ ، وَلا شَكَّ فِي أَنَّ الاعْتِرَافَ بِالإِبْدَاعِ يَقْتَضِي
الاعْتِرَافَ بِالْخَلْقِ ، إِذْ أَنَّ الْخَلْقَ هَيْئَةُ الإِبْدَاعِ ، فَلا
يُعَرَّى أَحَدُهُمَا عَنِ الآخَرِ ، وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي مَذْكُورٌ
36- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ
خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِيَدِي
فَقَالَ : خَلَقَ
اللَّهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَخَلَقَ
الشَّجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ ،
وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ
الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ آخِرَ
الْخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ
إِلَى اللَّيْلِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ يُونُسَ وَهَارُونَ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَمِنْهَا الْخَلاقُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ ، وَمَعْنَاهُ الْخَالِقُ خَلْقًا
بَعْدَ خَلْقٍ.
وَمِنْهَا الصَّانِعُ
وَمَعْنَاهُ الْمُرَكِّبُ وَالْمُهَيِّئُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَدْ يَكُونُ الصَّانِعُ
الْفَاعِلُ ، فَيَدْخُلُ فِيهِ الاخْتِرَاعُ وَالتَّرْكِيبُ مَعًا
37- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَمْزَةُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِي ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ
رِبْعِيِّ بْنِ
حِرَاشِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ صَنَعَ كُلَّ صَانِعٍ
وَصَنْعَتِهِ.
وَمِنْهَا الْفَاطِرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَذَكَرْنَاهُ
فِي خَبَرِ الأَسَامِي فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
38- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ
: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
السَّكَنِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا
أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلِ
: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ ، عَالِمَ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ
وَشِرْكِهِ ، قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ ، وَإِذَا أَخَذْتَ
مَضْجِعَكَ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْفَاطِرِ : أَنَّهُ فَاتِقِ الْمُرْتَتَقِ مِنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ، فَقَدْ يَكُونُ الْمَعْنَى كَانَتِ
السَّمَاءُ دُخَانًا فَسَوَّاهَا : وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ،
وَكَانَتِ الأَرْضُ غَيْرَ مَدْحُوَّةٍ فَدَحَاهَا ، أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا
وَمَرْعَاهَا ، وَمَنْ قَالَ هَذَا قَالَ : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ،
مَعْنَاهُ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا وَقَدْ يَكُونُ الْمَعْنَى مَا رُوِيَ فِي بَعْضِ
الآثَارِ : فَتَقْنَا السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ وَالأَرْضَ بِالنَّبَاتِ
39- أخبرناه أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، حَدَّثَنَا بشر بن موسى
الأسدي ، حَدَّثَنَا خلاد بن يحيى ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن طلحة ، عن عطاء ، عن
ابن عباس ، في قول الله تبارك وتعالى : {أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض
كانتا رتقا ففتقناهما} ، قال : فتقت السماء بالغيث ، وفتقت الأرض بالنبات.
قال الحليمي :
والإقرار بالإبداع يأتي على هذا المعنى ويقتضيه وقال أبو سليمان : الفاطر هو الذي فطر
الخلق أي ابتدأ خلقهم كقوله : {فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة} ومن هذا
قولهم : فطر ناب البعير ، وهو أول ما يطلع
40- و أخبرت عن أبي
سليمان الخطابي ، قال : أخبرني الحسن بن عبد الرحيم ، حَدَّثَنَا عبد الله بن
زيدان ، قال : قال أبو روق عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : لم أكن أعلم معنى فاطر
السماوات والأرض حتى اختصم أعرابيان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها ، يريد
استحدثت حفرها ومنها البادئ قال الله تعالى : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده} وهو
في رواية عبد العزيز بن الحصين : قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه معناه المبدئ يقال : بدأ وأبدأ
بمعنى واحد ، وهو الذي ابتدأ الأشياء مخترعا لها عن غير أصل
ومنها المصور
قال الله جل ثناؤه :
{هو الله الخالق البارئ المصور}.
ورويناه في خبر
الأسامي.
قال الحليمي : معناه
المهيئ لمناظر الأشياء على ما أراده من تشابه أو تخالف ، والاعتراف بالإبداع يقتضي
الاعتراف بما هو من لواحقه قال الخطابي : المصور الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها ، ومعنى التصوير التخطيط
والتشكيل ، وخلق الله عز وجل الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق يعرف بها ويتميز
عن غيره بسمتها ، جعله علقة ، ثم مضغة ، ثم جعله صورة ، وهو التشكيل الذي يكون به
ذا صورة وهيئة : {فتبارك الله أحسن الخالقين}
41- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ
: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، أَنَّ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَخْبَرَتْهُ أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ فِيهِ
صُورَةُ تَمَاثِيلَ ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ أَهْوَى إِلَى الْقِرَامِ فَهَتَكَهُ
بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخُلُقِ اللهِ تَعَالَى.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدِ بْنِ
حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَأَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ من وجه آخر ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
42- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَدِيبُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الإِسْمَاعِيلِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، قَالَ : دَخَلْتُ
أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَارًا تُبْنَى بِالْمَدِينَةِ ،
لِسَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِ أَوْ لِمَرْوَانَ قَالَ : فَتَوَضَّأَ أَبُو
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إِبْطَيْهِ
وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ حَتَّى بَلَغَ رُكْبَتَيْهِ فَقُلْتُ : مَا هَذَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ
؟ قَالَ : إِنَّهُ مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ قَالَ : فَرَأَى مُصَوِّرًا يُصَوِّرُ
فِي الدَّارِ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي
فَلْيَخْلُقُوا
حَبَّةً وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ
حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ.
وَمِنْهَا
الْمُقْتَدِرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ}.
وَهُوَ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الْمُقْتَدِرُ الْمُظْهِرُ قُدْرَتَهُ بِفِعْلِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ وَقَدْ
كَانَ ذَلِكَ ، مِنَ اللهِ تَعَالَى فِيمَا أَمْضَاهُ ، وَإِنْ كَانَ يَقْدِرُ
عَلَى أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ لَمْ يَفْعَلْهَا ، وَلَوْ شَاءَ لَفَعَلَهَا ،
فَاسْتَحَقَّ بِذَلِكَ أَنْ يُسَمَّى مُقْتَدِرًا.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْمُقْتَدِرُ هُوَ التَّامُّ الْقُدْرَةِ الَّذِي لا يَمْتَنِعُ
عَلَيْهِ شَيْءٌ وَلا يَحْتَجِزُ عَنْهُ بِمَنْعَةٍ وَقُوَّةٍ ، وَوَزْنُهُ
مُفْتَعِلٌ مِنَ الْقُدْرَةِ إِلاَّ أَنَّ الاقْتِدَارَ أَبْلَغُ وَأَعْلَمُ
لأَنَّهُ يَقْتَضِي الإِطْلاقَ ، وَالْقُدْرَةُ ، قَدْ يَدْخُلُهَا نَوْعٌ مِنَ التَّضْمِينِ
بِالْمَقْدُورِ عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا الْمَلِكُ
وَالْمَلِيكُ فِي مَعْنَاهُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ، وَقَالَ : عِنْدَ مَلِيكٍ
مُقْتَدِرٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَذَلِكَ مِمَّا يَقْتَضِيهِ الإِبْدَاعُ ، لأَنَّ الإِبْدَاعَ هُوَ إِخْرَاجُ
الشَّيْءِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ ، فَلا يُتَوَهَّمُ أَنْ يَكُونَ
أَحَدٌ أَحَقَّ بِمَا أَبْدَعَ مِنْهُ ، وَلا أَوْلَى بِالتَّصَرُّفِ فِيهِ مِنْهُ
، وَهَذَا هُوَ الْمَلِكُ ، وَأَمَّا الْمَلِيكُ فَهُوَ مُسْتَحِقُّ السِّيَاسَةِ
، وَذَلِكَ فِيمَا بَيْنَنَا قَدْ يَصْغُرُ وَيَكْبُرُ بِحَسَبِ قَدْرِ الْمَسُوسِ
، وَقَدْرِ السَّائِسِ فِي نَفْسِهِ وَمَعَانِيهِ ، وَأَمَّا مُلْكُ الْبَارِي
عَزَّ اسْمُهُ ، فَهُوَ الَّذِي لا يُتَوَهَّمُ مُلْكٌ يُدَانِيهِ ، فَضْلا عَنْ أَنْ
يَفُوقَهُ ، لأَنَّهُ إِنَّمَا يَسْتَحِقُّهُ بِإِبْدَاعِهِ لِمَا يَسُوسُهُ ،
وَإِيجَادِهِ إِيَّاهُ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا يَخْشَى أَنْ يُنْزَعَ
مِنْهُ أَوْ يُدْفَعَ عَنْهُ ، فَهُوَ الْمَلِكُ حَقًّا ، وَمُلْكُ مَنْ سِوَاهُ
مَجَازٌ
43- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أنا
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ
، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، كَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقْبِضُ اللَّهُ تَعَالَى الأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاءَ
بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ ؟.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ حَرْمَلَةَ.
وَرَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
44- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ،
وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار
، قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْوَاسِطِيُّ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ
: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : رَأَيْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَعْنِي
مِنْبَرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ
عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ جَمَعَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي
قَبْضَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا اللَّهُ ، أَخْبَرَنَا
الرَّحْمَنُ ، أَخْبَرَنَا الْمَلِكُ ، أَخْبَرَنَا الْقُدُّوسُ ، أَخْبَرَنَا
السَّلامُ ، أَخْبَرَنَا الْمُؤْمِنُ ، أَخْبَرَنَا الْمُهَيْمِنُ ، أَخْبَرَنَا الْعَزِيزُ
، أَخْبَرَنَا الْجَبَّارُ ، أَخْبَرَنَا الْمُتَكَبِّرُ ، أَخْبَرَنَا الَّذِي
بَدَأْتُ الدُّنْيَا وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ، أَخْبَرَنَا الَّذِي أَعَدْتُهَا ،
أَيْنَ الْمُلُوكُ ؟ أَيْنَ الْجَبَابِرَةُ ؟ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ بُرْهَانٍ
أُعِيدُهَا
45- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ،
أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
أَخْنَعَ الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلٌ تُسَمَّى مَلِكَ
الأَمْلاكِ قَالَ سُفْيَانُ : شَاهَانْ شَاهُ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : أَخْنَعُ : أَرْذَلُ
46- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِوَايَةً : أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ
تَعَالَى عَبْدٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ ، لا مَالِكَ إِلاَّ اللَّهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَغَيْرِهِ كُلُّهُمْ ، عَنْ سُفْيَانَ نَحْوَ
رِوَايَةِ الْحُمَيْدِيِّ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
أَيْضًا ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ
47- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ،
وأبو عبد الله بن برهان ، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ
، بِضَمِّ الْحَاءِ قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقُلْتُ : حَدِّثْنَا مِمَّا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَلْقَى إِلَيَّ الصَّحِيفَةَ فَقَالَ : هَذَا
مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ إِذَا أَصْبَحْتُ
وَإِذَا أَمْسَيْتُ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا
بَكْرٍ قُلِ : اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ ،
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمَنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ، وَأَنْ
أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ وَرُوِيَ ذَلِكَ
مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَرُوِّينَاهُ فِيمَا
مَضَى مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ
الرِّوَايَةِ : هَذَا مَا كَتَبَ لِي يُرِيدُ مَا أَمَرَ بِكِتَابَتِهِ أَوْ
أَمْلاهُ ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي مَالِكُ الْمُلْكِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : مَعْنَاهُ أَنَّ الْمُلْكَ
بِيَدِهِ يُؤْتِيهُ مَنْ يَشَاءُ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ
الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ،
وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ مَالِكَ الْمُلُوكِ كَمَا يُقَالُ : رَبُّ الأَرْبَابِ ،
وَسَيِّدُ
السَّادَاتِ ، وَقَدْ
يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ وَارِثَ الْمُلْكِ يَوْمَ لا يَدَّعِي
الْمُلْكَ مُدَّعٍ ، وَلا يُنَازِعُهُ فِيهِ مُنَازِعٌ ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : الْمُلْكُ
يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ.
وَمِنْهَا
الْجَبَّارُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي قَوْلِ مَنْ يَجْعَلُهُ مِنَ الْجَبْرِ الَّذِي هُوَ نَظِيرُ الإِكْرَاهِ ،
لأَنَّهُ يَدْخُلُ فِي إِحْدَاثِ الشَّيْءِ عَنْ عَدَمٍ ، فَإِنَّهُ إِذَا أَرَادَ
وُجُودَهُ كَانَ لَمْ يَتَخَلَّفْ كَوْنُهُ عَنْ حَالِ إِرَادَتِهِ ، وَلا
يُمْكِنُ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ ، فَيَكُونُ فِعْلُهُ لَهُ كَالْجَبْرِ ، إِذِ
الْجَبْرُ طَرِيقٌ إِلَى دَفْعِ الامْتِنَاعِ عَنِ الْمُرَادِ ، فَإِذَا كَانَ مَا
يُرِيدُهُ الْبَارِي جَلَّ وَعَزَّ لا يَمْتَنِعُ عَلَيْهِ ، فَذَاكَ فِي
الصُّورَةِ جَبْرٌ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا
أَتَيْنَا طَائِعِينَ ، وَقَدْ قِيلَ فِي مَعْنَى الْجَبَّارِ غَيْرُ هَذَا ،
فَمَنْ أَلْحَقَهُ بِهَذَا الْبَابِ لَمْ يُمَيِّزْهُ عَنِ الإِبْدَاعِ ، وَجَعَلَ
الاعْتِرَافَ لَهُ بِأَنَّهُ بَدِيعٌ اعْتِرَافًا لَهُ بِأَنَّهُ جَبَّارُ.
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
الْخَطَّابِيُّ فِيمَا أُخْبِرْتُهُ عَنْهُ : الْجَبَّارُ الَّذِي جَبَرَ
الْخَلْقَ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، يُقَالُ : جَبَرَهُ
السُّلْطَانُ وَأَجْبَرَهُ بِالأَلْفِ وَيُقَالُ : هُوَ الَّذِي جَبَرَ مَفَاقِرَ
الْخَلْقِ وَكَفَاهُمْ أَسْبَابَ الْمَعَاشِ وَالرِّزْقِ ، وَيُقَالُ : بَلِ
الْجَبَّارُ الْعَالِي فَوْقَ خَلْقِهِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ تَجَبَّرَ النَّبَاتُ
إِذَا عَلا
48- أخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا
سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا أبو معشر ، عن محمد بن كعب ، قال : إنما
يسمى الجبار لأنه يجبر الخلق على ما أراد
باب جماع أبواب ذكر
الأسماء التي تتبع نفي التشبيه عن الله تعالى جده
منها الأحد
قال الحليمي : وهو
الذي لا شبيه له ولا نظير ، كما أن الواحد هو الذي لا شريك له ولا عديد ، ولهذا
سمى الله عز وجل نفسه بهذا الاسم ، لما وصف نفسه بأنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد فكأن قوله جل وعلا : {لم يلد ولم يولد} من تفسير قوله أحد والمعنى لم
يتفرع عنه شيء ، ولم يتفرع هو عن شيء كما يتفرع الولد عن أبيه وأمه ، ويتفرع عنهما
الولد ، أي فإذا كان كذلك فما يدعوه المشركون إلها من دونه لا يجوز أن يكون إلاها
، إذ كانت أمارات الحدوث من التجزي والتناهي قائمة فيه لازمة له ، والباري تعالى
لا يتجزأ ولا يتناهى ، فهو إذا غير مشبه إياه ولا مشارك له في صفته
49- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَينِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنِي أَبُو
الزِّنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: يَعْنِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ ، وَلَمْ
يَنْبَغِ لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي ، وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَنْبَغِ لَهُ أَنْ
يَشْتُمَنِي ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا
بَدَأَنِي ، وَلَيْسَ أَوَّلُ خَلْقِهِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ ،
وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ، وَأَنَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ ،
لَمْ أَلِدْ
وَلَمْ أُولَدْ ،
وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ أَبِي الْيَمَانِ
50- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ
بْنِ هَانِئٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ
، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
إِنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا : يَا مُحَمَّدُ انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ،
قَالَ : الصَّمَدُ : الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَدٌ ، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إِلاَّ سَيَمُوتُ ، وَلَيْسَ
شَيْءٌ يَمُوتُ إِلاَّ سَيُورَثُ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا
يَمُوتُ وَلا يُورَثُ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ
شَبِيهٌ وَلا عَدْلٌ ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
قُلْتُ : كَذَا فِي
هَذِهِ الآيَةِ جَعَلَ قَوْلَهُ : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ تَفْسِيرًا لِلصَّمَدِ ، وَذَلِكَ صَحِيحٌ عَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ :
الصَّمَدُ الَّذِي لا جَوْفَ لَهُ ، وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ فِي آخَرِينَ ،
فَيَكُونُ هَذَا الاسْمُ مُلْحَقًا بِهَذَا الْبَابِ ، وَمَنْ ذَهَبَ فِي
تَفْسِيرِهِ إِلَى مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ الاشْتِقَاقُ أَلْحَقَهُ بِالْبَابِ
الَّذِي يَلِيهِ.
وَمِنْهَا الْعَظِيمُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، وَذَكَرْنَاهُ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
51- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدُ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ : لا
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ
الأَرَضِينَ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ
الدَّسْتُوَائِيِّ وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَعْنَى الْعَظِيمِ : إِنَّهُ الَّذِي لا يُمْكِنُ
الامْتِنَاعُ عَلَيْهِ بِالإِطْلاقِ ، وَلأَنَّ عَظِيمَ الْقَوْمِ إِنَّمَا
يَكُونُ مَالِكَ أُمُورِهِمُ الَّذِي لا يَقْدِرُونَ عَلَى مُقَاوَمَتِهِ
وَمُخَالَفَةِ أَمْرِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ وَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ مَاهِيَّتُهُ ،
فَقَدْ يَلْحَقُهُ الْعَجْزُ بِآفَاتٍ تَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيمَا بِيَدِهِ
فَيُوهِنُهُ وَيُضْعِفُهُ حَتَّى يُسْتَطَاعَ مُقَاوَمَتُهُ ، بَلْ قَهْرُهُ
وَإِبْطَالُهُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَادِرٌ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ
، وَلا يُمْكِنُ أَنْ يُعْصَى كُرْهًا أَوْ يُخَالَفَ أَمْرُهُ قَهْرًا ، فَهُوَ الْعَظِيمُ
إِذًا حَقًّا وَصِدْقًا ، وَكَانَ هَذَا الاسْمُ لِمَنْ دُونَهُ مَجَازًا.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : الْعَظِيمُ هُوَ ذُو الْعَظَمَةِ وَالْجَلالِ وَمَعْنَاهُ يَنْصَرِفُ إِلَى
عِظَمِ الشَّانِ وَجَلالَةِ الْقَدْرِ ، دُونَ الْعَظِيمِ الَّذِي هُوَ مِنْ
نُعُوتِ الأَجْسَامِ
وَمِنْهَا الْعَزِيزُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ : الَّذِي لا يُوصَلُ إِلَيْهِ ، وَلا يُمْكِنُ إِدْخَالُ مَكْرُوهٍ
عَلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَزِيزَ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ مِنَ الْعِزَّةِ وَهِيَ
الصَّلابَةُ ، فَإِذَا قِيلَ لِلَّهِ الْعَزِيزُ ، فَإِنَّمَا يُرَادُ بِهِ
الاعْتِرَافُ لَهُ بِالْقِدَمِ الَّذِي لا يَتَهَيَّأُ مَعَهُ تَغَيُّرُهُ عَمَّا
لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنَ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ ، وَذَلِكَ عَائِدٌ إِلَى
تَنْزِيهِهِ عَمَّا يَجُوزُ عَلَى الْمَصْنُوعِينَ لأَعْرَاضِهِمْ بِالْحُدُوثِ
فِي أَنْفُسِهِمْ لِلْحَوَادِثِ أَنْ تُصِيبَهُمْ ، وَتُغَيِّرَهُمْ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ : الْعَزِيزُ هُوَ الْمَنِيعُ الَّذِي لا يُغْلَبُ ،
وَالْعِزُّ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْغَلَبَةِ ، يُقَالُ مِنْهُ : عَزَّ يَعُزُّ
بِضَمِّ الْعَيْنِ وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الشِّدَّةِ وَالْقُوَّةِ ، يُقَالُ
مِنْهُ : عَزَّ وَيَعَزُّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى
نَفَاسَةِ الْقَدْرِ ، يُقَالُ مِنْهُ : عَزَّ الشَّيْءُ يَعِزُّ بِكَسْرِ
الْعَيْنِ ، فَيُتَأَوَّلُ مَعْنَى الْعَزِيزِ عَلَى هَذَا أَنَّهُ لا يُعَادِلُهُ
شَيْءٌ ، وَأَنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
52- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ
جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : هَكَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ : أَنَا الْعَزِيزُ أَنَا الْجَبَّارُ ، أَخْبَرَنَا
الْمُتَكَبِّرُ فَرَجَفَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ
حَتَّى قُلْنَا : لَيَخِرَّنَّ بِهِ الأَرْضَ.
وَمِنْهَا
الْمُتَعَالِي :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُرْتَفِعُ عَنْ أَنْ يَجُوزَ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَى
الْمُحْدَثِينَ ، مِنَ الأَزْوَاجِ وَالأَوْلادِ وَالْجَوَارِحِ وَالأَعْضَاءِ
وَاتِّخَاذِ السَّرِيرِ لِلْجُلُوسِ عَلَيْهِ ، وَالاحْتِجَابِ بِالسُّتُورِ عَنْ
أَنْ تَنْفُذَ الأَبْصَارُ إِلَيْهِ وَالانْتِقَالُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ ، وَنَحْوِ
ذَلِكَ ، فَإِنَّ إِثْبَاتَ بَعْضِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ يُوجِبُ النِّهَايَةَ ،
وَبَعْضُهَا يُوجِبُ الْحَاجَةَ ، وَبَعْضُهَا يُوجِبُ التَّغَيُّرَ
وَالاسْتِحَالَةَ ، وَشَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ غَيْرُ لائِقٍ بِالْقَدِيمِ وَلا جَائِزٌ
عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا الْبَاطِنُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي وَغَيْرِهِ
53- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَلاءِ أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ : جَاءَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَهَا : قُولِي : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَرَبَّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ
وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ
شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ
قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ
الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ
شَيْءٌ ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَاغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الْبَاطِنُ الَّذِي لا يُحَسُّ ، وَإِنَّمَا يُدْرَكُ بِآثَارِهِ وَأَفْعَالِهِ
، قَالَ الْخَطَّابِيُّ
وَقَدْ يَكُونُ
مَعْنَى الظُّهُورِ وَالْبُطُونِ تَجْلِيَةٌ لِبَصَائِرِ الْمُتَفَكِّرِينَ ،
وَاحَتِجَابُهُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاظِرِينَ ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ
الْعَالِمَ بِمَا ظَهَرَ مِنَ الأُمُورِ ، وَالْمَطَّلِعَ عَلَى مَا بَطَنَ مِنَ
الْغُيُوبِ.
وَمِنْهَا الْكَبِيرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ، وَقَالَ
عَزَّ وَجَلَّ : وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
54- أَخْبَرَنَا عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرَّفَّاءُ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ
دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنَ
الأَوْجَاعِ كُلِّهَا
وَمِنَ الْحُمَّى : بِاسْمِ اللهِ الْكَبِيرِ نَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ مِنْ
شَرِّ كُلِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ وَشَرِّ حَرِّ النَّارِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْكَبِيرِ : إِنَّهُ الْمُصَرِّفُ عِبَادَهُ عَلَى مَا يُرِيدُهُ
مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْهُ ، وَكَبِيرُ الْقَوْمِ هُوَ الَّذِي
يَسْتَغْنِي عَنِ التَّبَذُّلِ لَهُمْ ، وَلا يَحْتَاجُ فِي أَنْ يُطَاعَ إِلَى
إِظْهَارِ نَفْسِهِ ، وَالْمُشَافَهَةِ بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، إِلاَّ أَنَّ
ذَلِكَ فِي صِفَةِ اللهِ تَعَالَى جَدُّهُ إِطْلاقُ حَقِيقَةٍ ، وَفِيمَنْ دُونَهُ
مَجَازٌ لأَنَّ مَنْ يُدْعَى كَبِيرَ الْقَوْمِ قَدْ يَحْتَاجُ مَعَ بَعْضِ النَّاسِ
وَفِي بَعْضِ الأُمُورِ إِلَى الاسْتِظْهَارِ عَلَى الْمَأْمُورِ بِإِبْدَاءِ
نَفْسِهِ لَهُ وَمُخَاطَبَتِهِ كِفَاحًا لِخَشْيَةِ أَنْ لا يُطِيعَهُ إِذَا
سَمِعَ أَمْرَهُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَلَّ
ثَنَاؤُهُ لا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ وَلا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْكَبِيرُ الْمَوْصُوفُ بِالإِجْلالِ وَكِبَرِ الشَّانِ ، فَصَغُرَ
دُونَ جَلالِهِ كُلُّ كَبِيرٍ وَيُقَالُ : هُوَ الَّذِي كَبُرَ عَنْ شَبَهِ
الْمَخْلُوقِينَ.
وَمِنْهَا السَّلامُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ
السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ
سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
55- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَسْقَلانِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ ،
حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ ، حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ
ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ
تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ الأَوْزَاعِيِّ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى السَّلامِ : أَنَّهُ السَّالِمُ مِنَ الْمَعَائِبِ إِذْ هِيَ غَيْرُ
جَائِزَةٍ عَلَى الْقَدِيمِ ، فَإِنَّ جَوَازَهَا عَلَى الْمَصْنُوعَاتِ ،
لأَنَّهَا أَحْدَاثٌ وَبَدَائِعُ ، فَكَمَا جَازَ أَنْ يُوجَدُوا بَعْدَ أَنْ لَمْ
يَكُونُوا مَوْجُودِينَ جَازَ أَنْ يُعْدَمُوا بَعْدَمَا وُجِدُوا ، وَجَازَ أَنْ
تَتَبَدَّلَ أَعْرَاضُهُمْ
وَتَتَنَاقَصَ أَوْ
تَتَزَايَدَ أَجْزَاؤُهُمْ ، وَالْقَدِيمُ لا عِلَّةَ لِوُجُودِهِ ، فَلا يَجُوزُ
التَّغَيُّرُ عَلَيْهِ ، وَلا يُمْكِنُ أَنْ يُعَارِضَهُ نَقْصٌ أَوْ شَيْنٌ ،
أَوْ تَكُونَ لَهُ صِفَةٌ تُخَالِفُ الْفَضْلَ وَالْكَمَالَ ، وَقَالَ
الْخَطَّابِيُّ : وَقِيلَ السَّلامُ هُوَ الَّذِي سَلَّمَ الْخَلْقَ مِنْ ظُلْمِهِ.
وَمِنْهَا الْغَنِيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
56- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِي ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ
بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ قَالَ
فِيهِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا
يُرِيدُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ
الْفُقَرَاءُ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ ، وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا
قُوَّةً وَبَلاغًا إِلَى حِينٍ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْغَنِيِّ : إِنَّهُ الْكَامِلُ بِمَا لَهُ وَعِنْدَهُ ، فَلا
يُحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى غَيْرِهِ ، وَرَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ
، لأَنَّ الْحَاجَةَ نَقْصٌ ، وَالْمُحْتَاجُ عَاجِزٌ عَنْ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ
إِلَى أَنْ يَبْلُغَهُ وَيُدْرِكَهُ ، وَلِلْمُحْتَاجِ إِلَيْهِ فَضْلٌ بِوُجُودِ
مَا لَيْسَ عِنْدَ الْمُحْتَاجِ ، فَالنَّقْصُ مَنْفِيٌّ عَنِ الْقَدِيمِ بِكُلِّ
حَالٍ ، وَالْعَجْزُ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَيْهِ ، وَلا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ
لأَحَدٍ عَلَيْهِ فَضْلٌ إِذْ كُلُّ شَيْءٍ سِوَاهُ خَلْقٌ لَهُ وَبِدْعٌ أَبْدَعَهُ
لا يَمْلِكُ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا ، وَإِنَّمَا يَكُونُ كَمَا يُرِيدُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَيُدَبِّرُهُ عَلَيْهِ ، فَلا يُتَوَهَّمُ أَنْ يَكُونَ لَهُ
مَعَ هَذَا اتِّسَاعٌ لِفَضْلٍ عَلَيْهِ.
وَمِنْهَا
السُّبُّوحُ
57- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
الرَّزَّازُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ
الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ
، فَقَالَ : فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَهِشَامٍ وَابْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى السُّبُّوحِ : إِنَّهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْمَعَائِبِ وَالصِّفَاتِ
الَّتِي تَعْتَوِرُ الْمُحْدَثِينَ مِنْ نَاحِيَةَ الْحُدُوثِ ، وَالتَّسْبِيحُ :
التَّنْزِيهُ ِ
58- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ.
قَالَ : سُئِلَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّسْبِيحِ فَقَالَ :
تَنْزِيهُ اللهِ تَعَالَى عَنِ السُّوءِ هَذَا مُنْقَطِعٌ وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ
آخَرَ
59- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَزِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ التُّسْتَرِيُّ ، ومحمد بن
أيوب البجلي ، ومحمد بن شاذان الجوهري ، ومحمد بن إبراهيم العبدي ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ وَحَدَّثَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، إِمْلاءً ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ ، قراءة
عليه بمكة ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ طَلْحَةَ
بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَفْسِيرِ سُبْحَانَ اللهِ فَقَالَ : هُوَ
تَنْزِيهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلِّ سُوءٍ.
وَمِنْهَا
الْقُدُّوسُ
60- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ
دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي الْمِنْهَالُ
بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ
أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي مَبِيتِهِ فِي بَيْتِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ : فَتَقَدَّمَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَامَ حَتَّى سَمِعْتُ
غَطِيطَهُ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى فِرَاشِهِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ
، فَقَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ
الآيَاتِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَهَا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمَمْدُوحُ بِالْفَضَائِلِ وَالْمَحَاسِنِ ، فَالتَّقْدِيسُ
مُضَمَّنٌ فِي صَرِيحِ التَّسْبِيحِ ، وَالتَّسْبِيحُ مُضَمَّنٌ فِي صَرِيحِ
التَّقْدِيسِ ، لأَنَّ نَفْيَ الْمَذَامِّ إِثْبَاتٌ لِلْمَدَائِحِ كَقَوْلِنَا :
لا شَرِيكَ لَهُ وَلا شَبِيهَ ، إِثْبَاتٌ أَنَّهُ
وَاحِدٌ أَحَدٌ وَكَقَوْلِنَا
: لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ إِثْبَاتٌ أَنَّهُ قَادِرٌ قَوِيٌّ وَكَقَوْلِنَا :
إِنَّهُ لا يَظْلِمُ أَحَدًا إِثْبَاتٌ أَنَّهُ عَدْلٌ فِي حُكْمِهِ ، وَإِثْبَاتُ
الْمَدَائِحِ لَهُ نَفْيٌ لِلْمَذَامِّ عَنْهُ كَقَوْلِنَا : إِنَّهُ عَالِمٌ
نَفْيٌ لِلْجَهْلِ عَنْهُ وَكَقَوْلِنَا : إِنَّهُ قَادِرٌ نَفْيٌ لِلْعَجْزِ عَنْهُ ، إِلاَّ أَنَّ قَوْلَنَا :
هُوَ كَذَا ظَاهِرُهُ التَّقْدِيسُ ، وَقَوْلَنَا لَيْسَ بِكَذَا ظَاهِرُهُ التَّسْبِيحُ
، ثُمَّ التَّسْبِيحُ مَوْجُودٌ فِي ضِمْنِ التَّقْدِيسِ ، وَالتَّقْدِيسُ
مَوْجُودٌ فِي ضِمْنِ التَّسْبِيحِ ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
بَيْنَهُمَا فِي سُورَةِ الإِخْلاصِ فَقَالَ عَزَّ اسْمُهُ : قُلْ هُوَ اللَّهُ
أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ، فَهَذَا تَقْدِيسٌ ، ثُمَّ قَالَ : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، فَهَذَا تَسْبِيحٌ ، وَالأَمْرَانِ
رَاجِعَانِ إِلَى إِفْرَادِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَنَفْيِ الشَّرِيكِ وَالشَّبِيهِ
عَنْهُ
61- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي
هِلالٍ ، قَالَ : إِنَّ
أَبَا الرِّجَالِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ ، عَنْ أُمِّهِ
عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَكَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلا عَلَى سَرِيَّةٍ ، وَكَانَ لا يَقْرَأُ بِأَصْحَابِهِ
فِي صَلاتِهِمْ تَعْنِي يَخْتِمُ إِلاَّ ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَلَمَّا
رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ : سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ ؟ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ :
لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى يُحِبُّهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ،
وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ كَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَمِّهِ
62- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ
الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ
جَهْضَمٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، قَالَ : قَامَ
رَجُلٌ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ مِنَ السَّحَرِ
، فَجَعَلَ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ السُّورَةَ كُلَّهَا يُرَدِّدُهَا
لا يَزِيدُ عَلَيْهَا ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
إِنَّ رَجُلا قَامَ اللَّيْلَةَ يَقْرَأُ مِنَ السَّحَرِ ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ :
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ السُّورَةَ كُلَّهَا يُرَدِّدُهَا وَلا يَزِيدُ
عَلَيْهَا ، كَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، فَقَالَ : وَزَادَ أَبُو مَعْمَرٍ ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ
62- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، قال : سمعت أبا الوليد الفقيه ، يقول : سألت أبا العباس بن سريج قلت : ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه
وسلم : قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن ؟ قال : إن القرآن أنزل أثلاثا : ثلث
منها أحكام وثلث منها وعد ووعيد ، وثلث منها الأسماء والصفات وقد جمع في قل هو الله
أحد ، أحد الأثلاث وهو الأسماء والصفات ، فقيل : إنها ثلث القرآن ومنها المجيد قال
الله عز وجل : {ذو العرش المجيد}.
وقال : {إنه حميد
مجيد}.ورويناه في خبر الأسامي.
قال الحليمي ومعناه
المنيع المحمود لأن العرب لا تقول لكل محمود مجيدا ، ولا لكل منيع مجيدا ، وقد
يكون الواحد منيعا غير محمود كالمتآمر الخليع الجائر أو اللص المتحصن ببعض القلاع
وقد
يكون محمودا غير منيع
كأمير السوقة والمصابرين من أهل القبلة ، فلما لم يقل لواحد منهما : مجيد ، علمنا
أن المجيد من جمع بينهما وكان منيعا لا يرام ، وكان في منعته حسن الخصال جميل
الفعال والباري جل ثناؤه يجل عن أن يرام أو يوصل إليه وهو مع ذلك محسن منعم مجمل
مفضل لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ولو استنفد فيه مدته ، فاستحق اسم المجيد وما
هو أعلى منه ، قال أبو سليمان الخطابي : المجيد الواسع الكريم ، وأصل المجد في كلامهم السعة ، يقال : رجل ماجد
إذا كان سخيا واسع العطاء وقيل في تفسير قوله تعالى : {ق والقرآن المجيد} ، إن معناه
الكريم وقيل : الشريف ومنها القريب قال الله تبارك وتعالى : {وإذا سألك عبادي عني
فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
وقال جَلَّ وعلا :
{إنه سميع قريب}.
ورويناه في حديث عبد
العزيز بن الحصين
64- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا عَنُ عَاصِمِ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا
وَسَبَّحْنَا وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ ، ارْبَعُوا
عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا ، إِنَّهُ
مَعَكُمْ سَمِيعٌ قَرِيبٌ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
الْفِرْيَابِيُّ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَزَادَ فِيهِ
إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ
أَنَّهُ لا مَسَافَةَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَهُ فَلا يَسْمَعُ دُعَاءَهُ أَوْ
يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُهُ ، كَيْفَ مَا تَصَرَّفَتْ بِهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ
أَنْ يَكُونَ لَهُ نِهَايَةً ، وَحَاشَا لَهُ مِنَ النِّهَايَةِ ، وَقَالَ
الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَرِيبٌ بِعِلْمِهِ مِنْ خَلْقِهِ قَرِيبٌ
مِمَّنْ يَدْعُوهُ بِالإِجَابَةِ كَقَوْلِهِ : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
وَمِنْهَا الْمُحِيطُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ الَّذِي لا يُقْدَرُ عَلَى الْفِرَارِ مِنْهُ ، وَهَذِهِ
الصِّفَةُ لَيْسَتْ حَقًّا إِلاَّ لِلَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَهِيَ رَاجِعَةٌ
إِلَى كَمَالِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَانْتِفَاءِ الْغَفْلَةِ وَالْعَجْزِ
عَنْهُ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
: هُوَ الَّذِي أَحَاطَتْ قُدْرَتُهُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ ، وَهُوَ الَّذِي أَحَاطَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا.
وَمِنْهَا
الْفَعَّالُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
جَلَّ : فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْفَاعِلُ فِعْلا بَعْدَ فِعْلٍ كُلَّمَا أَرَادَ فَعَلَ ،
وَلَيْسَ كَالْمَخْلُوقِ الَّذِي إِنْ قَدَرَ عَلَى فِعْلٍ عَجَزَ عَنْ غَيْرِهِ.
وَمِنْهَا الْقَدِيرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَالْقَدِيرُ التَّامُّ الْقُدْرَةِ لا يُلابِسُ قُدْرَتُهُ عَجْزٌ بِوَجْهٍ.
وَمِنْهَا الْغَالِبُ :
قَالَ اللَّهُ :
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْبَالِغُ مُرَادَهُ مِنْ خَلْقِهِ ، أَحَبُّوا أَوْ كَرِهُوا ، وَهَذَا
أَيْضًا إِشَارَةٌ إِلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ وَالْحِكْمَةِ ، وَأَنَّهُ لا
يُقْهَرُ وَلا يُخْدَعُ.
وَمِنْهَا الطَّالِبُ
قَالَ : وَهَذَا اسْمٌ جَرَتْ عَادَةُ النَّاسِ بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الْيَمِينِ
مَعَ الْغَالِبِ وَمَعْنَاهُ الْمُتَتَبِّعُ غَيْرُ الْمُهْمِلِ ، وَذَلِكَ أَنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ وَلا يُهْمِلُ ، وَهُوَ عَلَى الإِمْهَالِ بَالِغُ
أَمْرِهِ كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلا فِي كِتَابِهِ : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ
لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ
إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ، وَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ : إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ
أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
65- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
الأَوَّلِ الْكُوفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي
مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِلُ الظَّالِمَ حَتَّى
إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، ثُمَّ قَرَأَ : وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا
أَخَذَ الْقُرَى
وَهِيَ ظَالِمَةٌ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، كِلاهُمَا ، عَنْ أَبِي
مُعَاوِيَةَ.
وَمِنْهَا الْوَاسِعُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ : وَمَعْنَاهُ الْكَثِيرُ مَقْدُورَاتُهُ وَمَعْلُومَاتُهُ ،
وَاعْتِرَافٌ لَهُ بِأَنَّهُ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ ، وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ
، وَرَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْوَاسِعُ : الْغَنِيُّ الَّذِي وَسِعَ غِنَاهُ مَفَاقِرَ عِبَادِهِ
، وَوَسِعَ رِزْقُهُ جَمِيعَ خَلْقِهِ.
وَمِنْهَا الْجَمِيلُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهَذَا الاسْمُ فِي بَعْضِ الأَخْبَارِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعْنَاهُ ذُو الأَسْمَاءِ الْحُسْنَى ، لأَنَّ
الْقَبَائِحَ إِذْ لَمْ تَلِقْ بِهِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشْتَقَّ اسْمُهُ مِنْ
أَسْمَائِهَا ، وَإِنَّمَا تُشْتَقُّ أَسْمَاؤُهُ مِنْ صِفَاتِهِ الَّتِي كُلُّهَا
مَدَائِحُ ، وَأَفْعَالُهُ الَّتِي أَجْمَعُهَا حِكْمَةٌ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ :
الْجَمِيلُ هُوَ الْمُجَمِّلُ الْمُحَسِّنُ ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفَعِّلٍ ،
وَقَدْ يَكُونُ الْجَمِيلُ مَعْنَاهُ ذُو النُّورِ وَالْبَهْجَةِ ، وَقَدْ رُوِيَ
فِي الْحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ
66- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ
بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ ، يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدُ اللهِ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ ، عَنْ
فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، وَلا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، الرَّجُلُ
يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنًا ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ
، الْكِبْرُ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ وَغَمَصَ النَّاسَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنَّى وَغَيْرِهِ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ حَمَّادٍ.
وَرُوِّينَاهُ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمَنْ وَجْهٍ آخَرَ
، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ ، وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ
ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ.
وَمِنْهَا الْوَاجِدُ
وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الَّذِي لا يَضِلُّ عَنْهُ شَيْءٌ ، وَلا يَفُوتُهُ شَيْءٌ ،
وَقِيلَ : هُوَ الْغَنِيُّ الَّذِي لا يَفْتَقِرُ ، وَالْوِجْدُ الْغِنَى ذَكَرَهُ
الْخَطَّابِيُّ
وَمِنْهَا الْمُحْصِي
وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي الْكِتَابِ : وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ
عَدَدًا
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِمَقَادِيرِ الْحَوَادِثِ مَا يُحِيطُ بِهِ مِنْهَا
عُلُومُ الْعِبَادِ ، وَمَا لا يُحِيطُ بِهِ مِنْهَا عُلُومُهُمْ ، كَالأَنْفَاسِ
وَالأَرْزَاقِ وَالطَّاعَاتِ وَالْمَعَاصِي وَالْقُرَبِ ، وَعَدَدِ الْقَطْرِ
وَالرَّمْلِ وَالْحَصَا وَالنَّبَاتِ وَأَصْنَافِ الْحَيَوَانِ وَالْمَوَاتِ
وَعَامَّةِ الْمَوْجُودَاتِ ، وَمَا يَبْقَى مِنْهَا أَوْ يَضْمَحِلُّ وَيَفْنَى ،
وَهَذَا رَاجِعٌ إِلَى نَفْيِ الْعَجْزِ الْمَوْجُودِ فِي الْمَخْلُوقِينَ عَنْ
إِدْرَاكِ مَا يَكْثُرُ مِقْدَارُهُ وَيَتَوَالَى وُجُودُهُ ، وَتَتَفَاوَتُ
أَحْوَالُهُ عَنْهُ عَزَّ اسْمُهُ.
وَمِنْهَا الْقَوِيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، قَالَ : أَبُو سُلَيْمَانَ : الْقَوِيُّ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْقَادِرِ ، وَمَنْ قَوِيَ عَلَى شَيْءٍ
فَقَدْ قَدَرَ عَلَيْهِ ، وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ التَّامَّ الْقُوَّةِ الَّذِي
لا يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ الْعَجْزُ فِي حَالٍ مِنَ الأَحْوَالِ ، وَالْمَخْلُوقُ
وَإِنْ وُصِفَ بِالْقُوَّةِ ، فَإِنَّ قُوَّتَهُ مُتَنَاهِيَةٌ ، وَعَنْ بَعْضِ
الأُمُورِ قَاصِرَةٌ.
وَمِنْهَا الْمَتِينُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
67- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنِّي
أَنَا الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الَّذِي لا تَتَنَاقَصُ قُوَّتُهُ فَيَهِنَ وَيَفْتُرَ ، إِذْ كَانَ
يَحْدُثُ مَا يَحْدُثُ فِي غَيْرِهِ لا فِي نَفْسِهِ ، وَكَانَ التَّغَيُّرُ لا
يَجُوزُ عَلَيْهِ
68- أخبرنا أبو زكريا بن
إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حدثنا عبد
الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله
عنهما في قوله تعالى : {المتين} يقول : الشديد ومنها ذو الطول قال الله عز وجل :
{ذي الطول}.
ورويناه في خبر عبد
العزيز بن الحصين.
قال الحليمي : ومعناه
الكثير الخير لا يعوزه من أصناف الخيرات شيء ، إن أراد أن يكرم به عبده ، وليس كذا
طول ذي الطول من عباده قد يحب أن يجود بالشيء فلا يجده
69- أخبرنا أبو زكريا ،
أَخْبَرَنَا الطرائفي ، أَخْبَرَنَا عثمان ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن صالح ، عن
معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله :
{ذي الطول} يعني السعة والغنى ومنها السميع قال الله تعالى : {إن الله هو السميع البصير}
ورويناهما في خبر الأسامي
70- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَدِيبُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ
، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءٌ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
غَزَاةٍ ، فَجَعَلْنَا لا نَصْعَدُ شَرَفًا وَلا نَهْبِطُ وَادِيًا إِلاَّ
رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا بِالتَّكْبِيرِ.
فَدَنَا مِنَّا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا
عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا ، إِنَّمَا
تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ
مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلا
أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ
إِلاَّ بِاللَّهِ كَذَا فِي كِتَابِي بَصِيرًا وَقَالَ غَيْرُهُ قَرِيبًا.
أَخْرَجَاهُ فِي
"الصَّحِيحَيْنِ" مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ.
وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ
رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَعْنَى السَّمِيعِ : إِنَّهُ الْمُدْرِكِ لِلأَصْوَاتِ
الَّتِي يُدْرِكُهَا الْمَخْلُوقُونَ بِآذَانِهِمْ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ
لَهُ أُذُنٌ ، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى أَنَّ الأَصْوَاتَ لا تَخْفَى عَلَيْهِ ،
وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَوْصُوفٍ بِالْحِسِّ الْمُرَكَّبِ فِي الأُذُنِ ، لا
كَالأَصمِّ مِنَ النَّاسِ ، لَمَّا لَمْ تَكُنْ لَهُ هَذِهِ الْحَاسَّةُ لَمْ
يَكُنْ أَهْلا لإِدْرَاكِ الأَصْوَاتِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ
: السَّمِيعُ بِمَعْنَى السَّامِعُ ، إِلاَّ أَنَّهُ أَبْلَغُ فِي الصِّفَةِ ،
وَبِنَاءُ فَعِيلٍ بِنَاءُ الْمُبَالَغَةِ ، وَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ السِّرَّ
وَالنَّجْوَى ، سَوَاءٌ عِنْدَهُ الْجَهْرُ وَالْخَفْتُ ، وَالنُّطْقُ
وَالسُّكُوتُ ، قَالَ : وَقَدْ يَكُونُ السَّمَاعُ بِمَعْنَى الإِجَابَةِ
وَالْقَبُولِ ، كَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنْ دُعَاءٍ لا
يُسْمَعُ أَيْ مِنْ دُعَاءٍ لا يُسْتَجَابُ ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُ الْمُصَلِّي :
سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ، مَعْنَاهُ قَبِلَ اللَّهُ حَمْدَ مَنْ حَمِدَهُ
71- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأَرْبَعِ :
مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ
، وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ.
رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ
أَرْقَمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
وَمِنْ دَعْوَةٍ لا
يُسْتَجَابُ لَهَا.
وَمِنْهَا
الْبُصَيْرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُدْرِكُ لِلأَشْخَاصِ وَالأَلْوَانِ الَّتِي يُدْرِكُهَا
الْمَخْلُوقُونَ بِأَبْصَارِهِمْ مِنْ
غَيْرِ أَنْ يَكُونَ
لَهُ جَارِحَةُ الْعَيْنِ ، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى أَنَّ مَا ذَكَرْنَاهُ لا
يَخْفَى عَلَيْهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ مَوْصُوفٍ بِالْحِسِّ الْمُرَكَّبِ فِي
الْعَيْنِ ، لا كَالأَعْمَى الَّذِي لَمَّا لَمْ تَكُنْ لَهُ هَذِهِ الْحَاسَّةُ
لَمْ يَكُنْ أَهْلا لإِدْرَاكِ شَخْصٍ وَلا لَوْنٍ قَالَ الْخَطَّابِيُّ :
الْبَصِيرُ هُوَ الْمُبْصِرُ ، وَيُقَالُ : الْعَالِمُ بِخَفِيَّاتِ الأُمُورِ.
وَمِنْهَا الْعَلِيمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَاهُ : إِنَّهُ الْمُدْرِكُ لِمَا يُدْرِكُهُ الْمَخْلُوقُونَ
بِعُقُولِهِمْ وَحَوَاسِّهِمْ ، وَمَا لا يَسْتَطِيعُونَ إِدْرَاكَهُ ، مِنْ
غَيْرِ أَنْ يَكُونَ مَوْصُوفًا بِعَقْلٍ أَوْ حِسٍّ ، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى
أَنَّهُ لا يَعْزُبُ لا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ ، وَلا يُعْجِزُهُ إِدْرَاكُ شَيْءٍ
، كَمَا
يَعْجَزُ عَنْ ذَلِكَ
مَنْ لا عَقْلَ لَهُ وَلا حِسَّ لَهُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ، وَمَعْنَى ذَلِكَ
أَنَّهُ لا يُشْبِهُهُمْ وَلا يُشْبِهُونَهُ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْعَلِيمُ هُوَ الْعَالِمُ بِالسَّرَائِرِ وَالْخَفِيَّاتِ الَّتِي
لا يُدْرِكُهَا عِلْمُ الْخَلْقِ ، وَجَاءَ عَلَى بِنَاءِ فَعِيلٍ لِلْمُبَالَغَةِ
فِي وَصْفِهِ بِكَمَالِ الْعِلْمِ
72- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ ، يَعْنِي
إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مَوْدُودٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ : مَنْ قَالَ حِينَ
يُصْبِحُ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ
وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ
تَفْجَأَهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي
ثَلاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تَفْجَاهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ.
رَوَاهُ أَبُو
دَاوُدَ فِي السُّنَنِ ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ بْنِ
عِيَاضٍ.
وَمِنْهَا الْعَلامُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : عَلامُ الْغُيُوبِ وَهُوَ فِي دُعَاءِ الاسْتِخَارَةِ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْعَالِمُ بِأَصْنَافِ الْمَعْلُومَاتِ عَلَى تَفَاوُتِهَا ،
فَهُوَ يَعْلَمُ الْمَوْجُودَ وَيَعْلَمُ مَا هُوَ كَائِنٌ ، وَأَنَّهُ إِذَا
كَانَ كَيْفَ يَكُونُ ، وَيَعْلَمُ مَا لَيْسَ بِكَائِنٍ ، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ
كَيْفَ يَكُونُ
73- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق المزكي ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى : {يعلم السر وأخفى} قال : يعلم السر ما أسر
ابن آدم في نفسه ، وأخفى ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعمله فإن الله
تعالى يعلم ذلك كله ، فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد ، وجميع الخلائق
عنده في ذلك كنفس واحدة ومنها الخبير قال الله عز وجل : {وهو الحكيم الخبير}.
ورويناه في خبر
الأسامي.
قال الحليمي : ومعناه
المتحقق لما يعلم كالمستيقن من العباد إذ كان الشك غير جائز عليه فإن الشك ينزع
إلى الجهل وحاشا له من الجهل ، ومعنى ذلك أن العبد قد يوصف بعلم الشيء إذا كان ذلك
مما يوجبه أكثر رأيه ولا سبيل له إلى أكثر منه ، وإن كان يجيز الخطأ على نفسه فيه
، والله جل ثناؤه لا يوصف بمثل ذلك ، إذ كان العجز غير جائز عليه ، والإنسان إنما
يؤتى فيما وصفت من قبل القصور والعجز
ومنها الشهيد
قال الله جل ثناؤه :
{إن الله على كل شيء شهيد}.
وقال جل وعلا : :
{وكفى بالله شهيدا}.ورويناه في خبر الأسامي
74- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ،
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ رَجُلا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ قَالَ : إِيتِنِي بِالشُّهُودِ أُشْهِدُهُمْ
عَلَيْكَ ، قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، قَالَ : فَأْتِنِي بِكَفِيلٍ ،
قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلا قَالَ : صَدَقْتَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالَ :
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" فَقَالَ : وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، فَذَكَرَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَلِيمِيُّ فِي مَعْنَى الشَّهِيدِ : إِنَّهُ الْمُطَّلِعُ عَلَى مَا لا يَعْلَمُهُ
الْمَخْلُوقُونَ إِلاَّ بِالشُّهُودِ وَهُوَ الْحُضُورُ ، وَمَعْنَى ذَلِكَ
أَنَّهُ وَإِنْ كَانَ لا يُوصَفُ بِالْحُضُورِ الَّذِي هُوَ الْمُجَاوَرَةُ أَوِ
الْمُقَارَبَةُ فِي الْمَكَانِ ، وَيَكُونُ مِنْ خَلْقِهِ لا يَخْفَى عَلَيْهِ
كَمَا
يَخْفَى عَلَى
الْبَعِيدِ النَّائِي عَنِ الْقَوْمِ مَا يَكُونُ مِنْهُمْ ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّائِيَ
إِنَّمَا يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ قُصُورِ آلَتِهِ وَنَقْصِ جَارِحَتِهِ ، وَاللَّهُ
تَعَالَى جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَيْسَ بِذِي آلَةٍ وَلا جَارِحَةٍ ، فَيَدْخُلُ
عَلَيْهِ فِيهِمَا مَا يَدْخُلُ عَلَى الْمُحْتَاجِ إِلَيْهِمَا.
وَمِنْهَا الْحَسِيبُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُدْرِكُ لِلأَجْزَاءِ وَالْمَقَادِيرِ الَّتِي يَعْلَمُ
الْعِبَادُ أَمْثَالَهَا بِالْحِسَابِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحْسِبَ ، لأَنَّ
الْحَاسِبَ يُدْرِكُ الأَجْزَاءَ شَيْئًا فَشَيْئًا ، وَيَعْلَمُ الْجُمْلَةَ
عِنْدَ انْتِهَاءِ حِسَابِهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى لا يَتَوَقَّفُ عِلْمُهُ بِشَيْءٍ
عَلَى أَمْرٍ يَكُونُ ، وَحَالٍ يَحْدُثُ ، وَقَدْ قِيلَ : الْحَسِيبُ هُوَ
الْكَافِي ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ ، تَقُولُ الْعَرَبُ نَزَلْتُ بِفُلانٍ فَأَكْرَ
مَنِي وَأَحْسَبَنِي ، أَيْ أَعْطَانِي مَا كَفَانِي حَتَّى قُلْتُ حَسْبِي
باب جماع أبواب ذكر
الأسماء التي تتبع إثبات التدبير له دون ما سواه
قال الحليمي : فأول
ذلك المدبر ومعناه مصرف الأمور على ما يوجب حسن عواقبها واشتقاقه من الدبر فكان
المدبر هو الذي ينظر إلى دبر الأمور فيدخل فيه على علم به والله جل جلاله عالم بكل
ما هو كائن قبل أن يكون ، فلا يخفى عليه عواقب الأمور ، وهذا الاسم فيما يؤثر عن
نبينا صلى الله عليه وسلم ، قد رويناه في حديث عبد العزيز بن الحصين وفي الكتاب}
{يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه} ومنها القيوم قال الله تعالى : {الم الله
لا إله إلا هو الحي القيوم}.
ورويناه في خبر
الأسامي
75- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ
الشَّنِّيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ بِلالَ
بْنَ يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُنِيهِ ، عَنْ جَدِّي ، أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا
إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ
كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ "
76- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين ،
حَدَّثَنَا آدم ، حَدَّثَنَا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله :
{القيوم} يعني القائم على كل شيء.
قال الحليمي في معنى
القيوم : إنه القائم على كل شيء من خلقه يدبره بما يريد جل وعلا ، وقال الخطابي :
القيوم القائم الدائم بلا زوال ، ووزنه فيعول من القيام وهو نعت المبالغة وفي
القيام على كل شيء ويقال : هو القيم على كل شيء بالرعاية له قلت : رأيت في عيون
التفسير لإسماعيل الضرير- رحمه الله- في تفسير القيوم ، قال : ويقال : إنه الذي لا
ينام ، وكأنه أخذه من قوله عز وجل عقيبه في آية الكرسي : {لا تأخذه سنة ولا نوم}
77- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما في قوله تعالى : {لا تأخذه سنة ولا نوم} ، قال : السنة هو النعاس ،
والنوم هو النوم
78- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لَهُ
قَوْمُهُ : أَيَنَامُ رَبُّنَا ؟ قَالَ : اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى أَنْ خُذْ
قَارُورَتَيْنِ وَامْلأْهُمَا مَاءً ، فَفَعَلَ فَنَعَسَ ، فَنَامَ فَسَقَطَتَا
مِنْ يَدِهِ ، فَانْكَسَرَتَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ
السَّلامُ إِنِّي أَمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا ، وَلَوْ نِمْتُ
لَزَالَتَا
79- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْعَزَائِمِيُّ ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ
شِبْلٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ
أَبُو عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَقَالَ الْعَزَائِمِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي عَنْ مُوسَى عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ : وَقَعَ
فِي نَفْسِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ هَلْ يَنَامُ اللَّهُ تَعَالَى ؟ فَبَعَثَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا ، فَأَرَّقَهُ ثَلاثًا ، ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ
فِي كُلِّ يَدٍ قَارُورَةٌ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا ، فَجَعَلَ
يَنَامُ وَتَكَادُ يَدَاهُ أَنْ تَلْتَقِيَا ، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَيُنَحِّي
إِحْدَاهُمَا عَنِ الأُخْرَى حَتَّى
نَامَ نَوْمَةً ،
فَاصْطَكَّتْ يَدَاهُ فَانْكَسَرَتَا وَقَالَ الْعَزَائِمِيُّ : فَاصْطَفَقَتْ
يَدَاهُ وَانْكَفَأَتِ الْقَارُورَتَانِ ، فَضَرَبَ لَهُ مَثَلا أَنَّ اللَّهَ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَوْ كَانَ يَنَامُ لَمْ تَسْتَمْسِكِ السَّمَوَاتُ
وَالأَرْضُ مَتْنُ الإِسْنَادِ الأَوَّلِ أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمَحْفُوظُ.
وَمِنْهَا
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ، خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَّمَهُ
الْبَيَانَ ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا
الرَّحْمَنَ ، وَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ، وَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ فِي
فَاتِحَةِ الْكِتَابِ : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَقَالَ تَعَالَى : تَنْزِيلٌ مِنَ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَقَالَ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ فِي فَوَاتِحِ السُّوَرِ
غَيْرَ التَّوْبَةِ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
80- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ الرَّبِيعِ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ
عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي ، فَإِذَا قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ : حَمِدَنِي عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ قَالَ : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي ، وَإِذَا قَالَ : مَالِكِ يَوْمِ
الدِّينِ قَالَ : مَجَّدَنِي عَبْدِي أَوْ قَالَ : فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي
وَإِذَا قَالَ : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قَالَ : هَذَا بَيْنِي
وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ، وَإِذَا قَالَ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا
الضَّالِّينَ قَالَ : هَذِهِ لَكَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ سُفْيَانَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الرَّحْمَنِ : إنهُ الْمُزِيحُ لِلْعِلَلِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا
أَرَادَ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ ، وَيَعْنِي لَمَّا أَرَادَ أَنْ
يَأْمُرَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بِعِبَادَتِهِ عَرَّفَهُمْ وُجُوهَ الْعِبَادَاتِ ،
وَبَيَّنَ لَهُمْ حُدُودَهَا وَشُرُوطَهَا ، وَخَلَقَ لَهُمْ مَدَارِكَ
وَمَشَاعِرَ ، وَقُوًى وَجَوَارِحَ ، فَخَاطَبَهُمْ وَكَلَّفَهُمْ وَبَشَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ
، وَأَمْهَلَهُمْ وَحَمَّلَهُمْ دُونَ مَا تَتَّسِعُ لَهُ بُنْيَتُهُمْ ،
فَصَارَتِ الْعِلَلُ مُزَاحَةً ، وَحِجَجُ الْعُصَاةِ وَالْمُقَصِّرِينَ
مُنْقَطِعَةٌ وَقَالَ فِي مَعْنَى الرَّحِيمِ : إِنَّهُ الْمُثِيبُ عَلَى
الْعَمَلِ فَلا يُضِيعُ لِعَامِلٍ عَمَلا ، وَلا يُهْدِرُ لِسَاعٍ سَعيا ،
وَيُنِيلُهُ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ مِنَ الثَّوَابِ أَضْعَافَ عَمَلِهِ.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي
تَفْسِيرِ الرَّحْمَنِ وَمَعْنَاهُ وَهَلْ هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّحْمَةِ أَمْ لا
؟ فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهُ غَيْرُ مُشْتَقٍّ لأَنَّهُ لَوْ كَانَ
مُشْتَقًّا مِنَ الرَّحْمَةِ
لاتَّصَلَ بِذِكْرِ
الْمَرْحُومِ ، فَجَازَ أَنْ يُقَالَ : اللَّهُ رَحْمَنُ بِعِبَادِهِ ، كَمَا
يُقَالُ : رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ ، وَلأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُشْتَقًّا مِنَ
الرَّحْمَةِ لأَنْكَرَتْهُ الْعَرَبُ حِينَ سَمِعُوهُ إِذْ كَانُوا لا يُنْكِرُونَ
رَحْمَةَ رَبِّهِمْ : وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا
وَزَادَهُمْ نُفُورًا.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ
أَنَّهُ اسْمٌ عِبْرَانِيٌّ ، وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ مِنَ النَّاسِ إِلَى أَنَّهُ
اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنَ الرَّحْمَةِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمُبَالَغَةِ ، وَمَعْنَاهُ ذُو
الرَّحْمَةِ لا نَظِيرَ لَهُ فِيهَا ، وَلِذَلِكَ لا يُثَنَّى وَلا يُجْمَعُ ،
كَمَا يُثَنَّى الرَّحِيمُ وَيُجْمَعُ ، وَبِنَاءُ فَعْلانَ فِي كَلامِهِمْ
بِنَاءُ الْمُبَالَغَةِ يُقَالُ لِشَدِيدِ الامْتِلاءِ مَلآنُ ، وَلِشَدِيدِ
الشِّبَعِ شَبْعَانُ ، وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِ الاشْتِقَاقِ فِي
هَذَا الاسْمِ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَعْنِي مَا
81- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : إِنَّ أَبَا الرَّدَّادِ
اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ
لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ
قَالَ الْخَطَّابِيُّ
: فَالرَّحْمَنُ ذُو الرَّحْمَةِ الشَّامِلَةِ الَّتِي وَسِعَتِ الْخَلْقَ فِي
أَرْزَاقِهِمْ وَأَسْبَابِ مَعَايشِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ ، وَعَمَّتِ الْمُؤْمِنَ
وَالْكَافِرَ ، وَالصَّالِحَ وَالطَّالِحَ ، وَأَمَّا الرَّحِيمُ فَخَاصٌّ
لِلْمُؤْمِنِينَ كَقَوْلِهِ : وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ، قَالَ :
وَالرَّحِيمُ وَزْنُهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٌ ، أَيْ رَاحِمٌ ، وَبِنَاءُ
فَعِيلٍ أَيْضًا لِلْمُبَالَغَةِ كَعَالِمٍ وَعَلِيمٍ ، وَقَادِرٌ وَقَدِيرٌ وَكَانَ
أَبُو عُبَيْدَةَ يَقُولُ : تَقْدِيرُ هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ تَقْدِيرُ نَدْمَانَ
وَنَدِيمٍ مِنَ الْمُنَادَمَةِ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
: وَجَاءَ فِي الأَثَرِ أَنَّهُمَا اسْمَانِ رَقِيقَانِ أَحَدُهُمَا أَرَقُّ مِنَ
الآخَرِ ، يَعْنِي بِذَلِكَ مَا
82- أخبرنا أبو عبد
الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد
بن هارون النيسابوري ، أَخْبَرَنَا أحمد بن محمد بن نصر اللباد ، أَخْبَرَنَا يوسف
بن بلال ، حَدَّثَنَا محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ،
رضي الله عنهما قال : الرحمن وهو الرقيق ، الرحيم ، وهو العاطف على خلقه بالرزق ،
وهما اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر
83- وأخبرنا الإمام أبو
إسحاق ، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أَخْبَرَنَا عبد الخالق بن الحسن السقطي ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن ثابت بن يعقوب ، قال : أخبرني أبي ، عن الهذيل بن حبيب ،
عن مقاتل بن سليمان ، عمن يروي تفسيره عنه من التابعين قال : الرحمن.
الرحيم اسمان رقيقان
أحدهما أرق من الآخر الرحمن يعني المترحم ، الرحيم يعني المتعطف بالرحمة على خلقه
قال أبو سليمان : وهذا مشكل ، لأن الرقة لا مدخل لها في شيء من صفات الله سبحانه ،
ومعنى الرقيق ها هنا اللطيف ، يقال : أحدهما ألطف من الآخر ، ومعنى اللطف في هذا الغموض دون الصغر الذي هو
نعت الأجسام ، وسمعت أبا القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر يحكي عن الحسين بن
الفضل البجلي أنه قال : هذا وهم من الراوي ، لأن الرقة ليست من صفات الله عز وجل
في شيء ، وإنما هما اسمان رفيقان أحدهما أرفق من الآخر ، والرفق من صفات الله
تعالى ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق
ما لا يعطي على العنف
84- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يُونُسَ ، وَحُمَيْدٍ ،
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ
مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ
85- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي
ابْنُ الْهَادِ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَمْرَةَ
بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي
عَلَى الرِّفْقِ مَا لا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لا يُعْطِي عَلَى مَا
سِوَاهُ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ حَرْمَلَةَ وَقَوْلُهُ : إِنَّ اللَّهَ
رَفِيقٌ مَعْنَاهُ لَيْسَ بِعَجُولٍ ، وَإِنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ
، فَأَمَّا مَنْ كَانَتِ الأَشْيَاءُ فِي قَبْضَتِهِ وَمُلْكِهِ ، فَلَيْسَ يَعْجَلُ
فِيهَا وَأَمَّا قَوْلُهُ يُحِبُّ الرِّفْقَ أَيْ يُحِبُّ تَرْكَ الْعَجَلَةِ فِي
الأَعْمَالِ وَالأُمُورِ ، سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ
بْنِ حَبِيبٍ الْمُفَسِّرُ يَحْكِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى
أَنَّهُ ، قَالَ : الرَّحْمَنُ خَاصٌّ فِي التَّسْمِيَةِ عَامٌّ فِي الْفِعْلِ
وَالرَّحِيمُ عَامٌّ فِي التَّسْمِيَةِ خَاصٌّ فِي الْفِعْلِ
86- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو زكريا العنبري ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام ،
حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم ، حَدَّثَنَا وكيع ، ويحيى بن آدم ، قالا :
حَدَّثَنَا إسرائيل ، عن سماك بن
حرب ، عن عكرمة ، عن
ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى : {هل تعلم له سميا} قال : لم يسم أحد
الرحمن غيره ومنها الحليم قال الله عز وجل : {وإن الله لعليم حليم}.ورويناه في خبر
الأسامي
87- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : عَلَّمَنِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَلِمَاتٍ عَلَّمَهُنَّ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ يَقُولُهُنَّ فِي الْكَرْبِ
وَالشَّيْءِ يُصِيبُهُ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ،
سُبْحَانَ اللهِ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ ، وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْحَلِيمِ : إِنَّهُ الَّذِي لا يَحْبِسُ إِنْعَامَهُ وَأَفْضَالَهُ
عَنْ عِبَادِهِ
لأَجْلِ ذُنُوبِهِمْ
، وَلَكِنَّهُ يَرْزُقُ الْعَاصِي كَمَا يَرْزُقُ الْمُطِيعَ ، وَيُبْقِيهِ وَهُوَ
مُنْهَمِكٌ فِي مَعَاصِيهِ كَمَا يُبْقِي الْبَرَّ التَّقِيَّ ، وَقَدْ يَقِيهِ
الآفَاتِ وَالْبَلايَا وَهُوَ غَافِلٌ لا يَذْكُرُهُ فَضْلا عَنْ أَنْ يَدْعُوهُ
كَمَا يَقِيهَا النَّاسِكَ الَّذِي يَسْأَلُهُ ، وَرُبَّمَا شَغَلَتْهُ
الْعِبَادَةُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : هُوَ ذُو الصَّفْحِ وَالأَنَاةِ الَّذِي لا يَسْتَفِزُّهُ غَضَبٌ ،
وَلا يَسْتَخِفُّهُ جَهْلُ جَاهِلٍ ، وَلا عِصْيَانُ عَاصٍ ، وَلا يَسْتَحِقُّ
الصَّافِحُ مَعَ الْعَجْزِ اسْمَ الْحَلِيمِ ، وَإِنَّمَا الْحَلِيمُ هُوَ
الصَّفُوحُ مَعَ الْقُدْرَةِ ، الْمُتَأَنِّي الَّذِي لا يُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ.
وَمِنْهَا الْكَرِيمُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
88- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
الأَعْرَابِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ الْكَلْبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنِ الصَّنْعَانِيِّ ،
مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ كَرِيمٌ يُحِبُّ
مَكَارِمَ الأَخْلاقِ وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا
89- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ،
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ كَرِيزٍ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يُحِبُّ مَعَالِيَ
الأَخْلاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا هَذَا مُنْقَطِعٌ وَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْكَرِيمِ : إِنَّهُ النَّفَّاعُ مِنْ قَوْلِهِمْ : شَاةٌ كَرِيمَةٌ إِذَا كَانَتْ
غَزِيرَةَ اللَّبَنِ تَدُرُّ عَلَى الْحَالِبِ وَلا تَقْلِصُ بِأَخْلافِهَا ، وَلا
تَحْبِسُ لَبَنَهَا ، وَلا شَكَّ فِي كَثْرَةِ الْمَنَافِعِ الَّتِي مَنَّ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ ابْتِدَاءً مِنْهُ وَتَفَضُّلا ، فَهُوَ
بِاسْمِ الْكَرِيمِ أَحَقُّ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
: مِنْ كَرَمِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَتَعَالَى أَنَّهُ يَبْتَدِئُ
بِالنِّعْمَةِ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقَاقٍ ، وَيَتَبَرَّعُ بِالإِحْسَانِ مِنْ
غَيْرِ اسْتِثَابَةٍ ، وَيَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَعْفُو عَنِ الْمُسِيءِ ،
وَيَقُولُ الدَّاعِي فِي دُعَائِهِ : يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ
90- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ
مُحَمَّدٍ السُّلَمِيِّ الْهَرَوِيِّ ، حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْهَيَّاجِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ لَيْثِ
بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ إِلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ رَآهُ
ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا لَمْ يَرَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ
يَا مُحَمَّدُ قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ بِهَدِيَّةٍ لَمْ يُعْطِهَا أَحَدًا قَبْلَكَ ،
وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
أَكْرَمَكَ ، قَالَ :
فَمَا هِيَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : كَلِمَاتٌ مِنْ كُنُوزِ عَرْشِهِ قَالَ : قُلْ يَا
مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَسَتَرَ الْقَبِيحَ ، يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ
بِالْجَرِيرَةِ ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ ، يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ ، يَا حَسَنَ
التَّجَاوُزِ ، يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، وَيَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ
بِالرَّحْمَةِ ، يَا مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى ، وَيَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى ، يَا
كَرِيمَ الصَّفْحِ ، وَيَا عَظِيمَ الْمَنِّ ، وَيَا مُبْدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ
اسْتِحْقَاقِهَا ، يَا رَبَّاهُ وَيَا سَيِّدَاهُ وَيَا أَمَلاهُ وَيَا غَايَةَ
رَغْبَتَاهُ ، أَسْأَلُكَ بِكَ أَنْ لا تَشْوِيَ خَلْقِي بِالنَّارِ ثُمَّ ذَكَرَ
الْحَدِيثَ فِي ثَوَابِ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ دُعَاءٌ حَسَنٌ ، وَفِي صِحَّتِهِ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَظَرٌ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : وَقِيلَ إِنَّ مِنْ كَرَمِ عَفْوِهِ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَابَ
عَنِ السَّيِّئَةِ
مَحَاهَا عَنْهُ
وَكَتَبَ لَهُ مَكَانَهَا حَسَنَةً قُلْتُ : وَفِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى :
إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ
اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ، وَقَدْ
ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإِخْبَارِ عَنْ
كَرَمِ عَفْوِ اللهِ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ وَهُوَ فِيمَا
91- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولا
الْجَنَّةَ ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا : رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ
فَيُقَالُ : اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ يَعْنِي وَارْفَعُوا عَنْهُ
كِبَارَهَا ، فَيُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ ، فَيُقَالُ : عَمِلْتَ
يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، كَذَا وَكَذَا وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، كَذَا وَكَذَا
؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ، لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ
كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ ، قَالَ : فَيُقَالُ : فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً قَالَ : فَيَقُولُ
: رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ مَا أَرَاهَا هَا هُنَا قَالَ : فَلَقَدْ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، عَنْ
أَبِيهِ.
وَمِنْهَا الأَكْرَمُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : هُوَ أَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ ، لا يُوَازِيهِ كَرِيمٌ ، وَلا
يُعَادِلُهُ فِيهِ نَظِيرٌ ، وَقَدْ يَكُونُ الأَكْرَمُ بِمَعْنَى الْكَرِيمِ ،
كَمَا جَاءَ الأَعَزُّ بِمَعْنَى الْعَزِيزِ ، وَمِنْها الصَّبُورُ وَذَلِكَ
مِمَّا وَرَدَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الَّذِي لا يُعَاجِلُ بِالْعُقُوبَةِ وَهَذِهِ صِفَةُ رَبِّنَا
جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، لأَنَّهُ يُمْلِي وَيُمْهِلُ وَيُنْظِرُ وَلا يُعَجِّلُ.
وَمِنْهَا الْعَفُوُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
92- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَنْقَزِيِّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ،
عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ،
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَنَا وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ
؟ قَالَ : قُولِي : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي
أَوِ اعْفُ عَنَّا.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْعَفُوِّ : إِنَّهُ الْوَاضِعُ عَنْ عِبَادِهِ تَبِعَاتِ
خَطَايَاهُمْ وَآثَامِهِمْ ، فَلا يَسْتَوْفِيهَا مِنْهُمْ ، وَذَلِكَ إِذَا
تَابُوا وَاسْتَغْفَرُوا ، أَوْ تَرَكُوا لِوَجْهِهِ أَعْظَمَ مَا فَعَلُوا
لِيُكَفِّرَ عَنْهُمْ مَا فَعَلُوا بِمَا تَرَكُوا ، أَوْ بِشَفَاعَةِ مَنْ
يَشْفَعُ لَهُمْ ، أَوْ يَجْعَلُ ذَلِكَ كَرَامَةً لِذِي حُرْمَةٍ لَهُمْ بِهِ
وَجَزَاءً لَهُ بِعَمَلِهِ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
: الْعَفُوُّ وَزْنُهُ فَعُولٌ مِنَ الْعَفْوِ وَهُوَ بِنَاءُ الْمُبَالَغَةِ ،
وَالْعَفْوُ الصَّفْحُ عَنِ الذَّنْبِ ، وَقِيلَ : إِنَّ الْعَفْوَ مَأْخُوذٌ مِنْ
عَفَتِ الرِّيحُ الأَثَرَ إِذَا دَرَسَتْهُ ، فَكَأَنَّ الْعَافِيَ عَنِ الذَّنْبِ
يَمْحُوهُ بِصَفْحِهِ عَنْهُ.
وَمِنْهَا الْغَافِرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الَّذِي يَسْتُرُ عَلَى الْمُذْنِبِ وَلا يُؤَاخِذُهُ بِهِ ،
فَيُشَهِّرُهُ وَيَفْضَحُهُ
93- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ،
وَلَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ تَعَالَى فَيَغْفِرَ
لَهُمْ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
مِنْ حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ سَمَاعًا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهَا
الْغَفَّارُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : {أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ}.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْمُبَالِغُ فِي السِّتْرِ ، فَلا يُشَهِّرُ الذَّنْبَ لا فِي
الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ
93- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ : بَيْنَا
أنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ آخِذٌ بِيَدِهِ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : كَيْفَ
سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي مِنْهُ
الْمُؤْمِنَ ،
فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ ، فَيَقُولُ : أَتَعْرِفُ
ذَنْبَ كَذَا ؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ :
نَعَمْ أَيْ رَبِّ ، فَيَقُولُ : أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا
؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى
فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ
فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ ، قَالَ : فَيُعْطَى كِتَابَ
حَسَنَاتِهِ ، وَقَالَ : وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ
الأَشْهَادُ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ
عَلَى الظَّالِمِينَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، وَجْهٍ
آخَرَ ، عَنْ قَتَادَةَ وَقَوْلُهُ فِي الْحديث يُدْنِي مِنْهُ الْمُؤْمِنَ
الْمُؤْمِنَ يُرِيدُ بِهِ يُقَرِّبُهُ مِنْ كَرَامَاتِهِ وَقَوْلُهُ : فَيَضَعُ
عَلَيْهِ كَنَفَهُ يُرِيدُ بِهِ عَطْفَهُ وَرَأْفَتَهُ وَرِعَايَتَهُ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
وَمِنْهَا الْغَفُورُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
95- وَأَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي
، قَالَ : قُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ
وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ
وَغَيْرِهِ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
وَهُوَ الَّذِي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ، ويزيد عفوه على مؤاخذته
96- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، وَيُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ : أنا ، وَقَالا حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ
بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ أَبِي عَمْرَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا
فَاغْفِرْهُ لِي ، فَقَالَ رَبُّهُ : عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ
الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ ، فَغَفَرَ لَهُ ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ،
ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا آخَرَ ، وَرُبَّمَا قَالَ : ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ ،
فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي ، فَقَالَ
رَبُّهُ : عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ
، فَغَفَرَ لَهُ ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا آخَرَ
وَرُبَّمَا قَالَ : ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنِّي
أَذْنَبْتُ ذَنْبًا آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي ، فَقَالَ رَبُّهُ : عَلِمَ
عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ فَقَالَ رَبُّهُ :
غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ
عَنْ عَبْدِ بْنِ
حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ
وَأَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ هَمَّامٍ.
وَمِنْهَا "
الرَّؤُوفُ " :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُسَاهِلُ عِبَادَهُ لأَنَّهُ لَمْ يُحَمِّلْهُمْ ، يَعْنِي ،
مِنَ الْعِبَادَاتِ مَا لا يُطِيقُونَ يَعْنِي بِزَمَانَةٍ ، أَوْ عِلَّةٍ أَوْ
ضِعْفٍ ، بَلْ حَمَّلَهُمْ أَقَلَّ مِمَّا يُطِيقُونَهُ بِدَرَجَاتٍ كَثِيرَةٍ ،
وَمَعَ ذَلِكَ غَلَّظَ فَرَائِضَهُ فِي حَالِ شِدَّةِ الْقُوَّةِ ، وَخَفَّفَهَا
فِي حَالِ الضَّعْفِ وَنُقْصَانِ الْقُوَّةِ ، وَأَخَذَ الْمُقِيمَ بِمَا لَمْ
يَأْخُذْ بِهِ الْمُسَافِرَ ، وَالصَّحِيحَ بِمَا لَمْ يَأْخُذْ بِهِ الْمَرِيضَ ،
وَهَذَا كُلُّهُ رَأْفَةٌ وَرَحْمَةٌ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ
: وَقَدْ تَكُونُ الرَّحْمَةُ فِي الْكَرَاهَةِ لِلْمَصْلَحَةِ ، وَلا تَكَادُ الرَّأْفَةُ
تَكُونُ فِي الْكَرَاهَةِ.
وَمِنْهَا "
الصَّمَدُ " :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ}.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي.
97- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ ، أَنَّ مِحْجَنَ بْنَ الأَدْرَعِ
حَدَّثَهُ ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ
، فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ صَلَّى صَلاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ وَيَقُولُ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ يَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ
يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ :
فَقَالَ : قَدْ غُفِرَ لَهُ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ ، قَدْ غُفِرَ
لَهُ.
رَوَاهُ أَبُو
دَاوُدَ فِي السُّنَنِ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: مَعْنَاهُ الْمَصْمُودُ بِالْحَوَائِجِ أَيِ الْمَقْصُودُ بِهَا ، وَقَدْ
يُقَالُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى مَعْنَى أَنَّهُ الْمُسْتَحِقُّ لأَنْ يُقْصَدَ
بِهَا ، ثُمَّ لا يَبْطُلُ هَذَا الاسْتِحْقَاقُ وَلا تَزُولُ هَذِهِ الصِّفَةُ
بِذَهَابِ مَنْ يَذْهَبُ عَنِ الْحَقِّ ، وَيَضِلُّ السَّبِيلَ ، لأَنَّهُ إِذَا
كَانَ هُوَ الْخَالِقُ وَالْمُدَبِّرُ لِمَا خَلَقَ لا خَالِقَ غَيْرُهُ وَلا مُدَبِّرَ
سِوَاهُ ، فَالذَّهَابُ عَنْ قَصْدِهِ بِالْحَاجَةِ ، وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ
وَاقِعَةٌ إِلَيْهِ وَلا قَاضِيَ لَهَا غَيْرُهُ ، جَهْلٌ وَحُمْقٌ ، وَالْجَهْلُ
بِاللَّهِ تَعَالَى جِدُّهُ كُفْرٌ
98- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق المزكي ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ،
حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد الدارمي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن
صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {الصمد} قال
: السيد الذي كمل في سؤدده والشريف الذي كمل في شرفه والعظيم الذي قد كمل في عظمته
، والحليم الذي قد كمل في حلمه ، والغني الذي قد كمل في غناه ، والجبار الذي قد
كمل في جبروته ، والعالم الذي قد كمل في علمه ، والحكيم الذي قد كمل في حكمه ، وهو
الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد وهو الله عز وجل هذه صفته لا تنبغي إلا له ليس
له كفو ، وليس كمثله شيء ، فسبحان الله الواحد القهار
99- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق
الصاغاني ، حَدَّثَنَا يعلى بن عبيد ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن شقيق ، في قوله عز
وجل : {الصمد} قال : هو السيد إذا انتهى سؤدده
100- وأخبرنا أبو عبد الله
حَدَّثَنَا أبو العباس ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق حَدَّثَنَا أبو نعيم ،
حَدَّثَنَا سلمة بن سابور ، عن عطية ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : الصمد
الذي لا جوف له وروينا هذا القول عن سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير ومجاهد ، والحسن
والسدي والضحاك وغيرهم ، وروي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ، يشك راويه في رفعه
101- وأخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، ومحمد بن موسى بن الفضل ، قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ،
حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق ، حَدَّثَنَا محمد بن بكار ، حَدَّثَنَا أبو معشر ، عن
محمد بن كعب ، في قول الله عز وجل : {الله الصمد} قال : لو سكت عنها لتبخص لها رجال فقالوا : ما الصمد ؟ فأخبرهم
أن الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وروينا عن عكرمة في تفسير
الصمد قريبا من هذا
102- وأخبرنا محمد بن عبد
الله الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس ، حَدَّثَنَا محمد ، حَدَّثَنَا عثمان بن عمر
، أَخْبَرَنَا شعبة ، عن أبي رجاء ، أن الحسن ، قال : الصمد الذي لا يخرج منه شيء
103- وأخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا
سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا هشيم ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ،
قال : أخبرت أنه الذي لا يأكل ولا يشرب
104- أخبرنا محمد بن عبد
الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم حَدَّثَنَا الصاغاني
، حَدَّثَنَا أبو سليمان الأشقر ، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع ، حَدَّثَنَا سعيد ، عن
قتادة ، عن الحسن ، قال : {الصمد} الباقي بعد خلقه
وقال أبو سليمان فيما
أخبرت عنه : الصمد السيد الذي يصمد إليه في الأمور ويقصد إليه في الحوائج والنوازل
، وأصل الصمد القصد ، يقال للرجل : اصمد صمد فلان أي اقصد قصده ، وأصح ما قيل فيه
ما يشهد له معنى الاشتقاق ومنها الحميد
قال الله جل ثناؤه :
{إن الله هو الغني الحميد}.
ورويناه في خبر الأسامي.
قال الحليمي : هو
المستحق لأن يحمد لأنه جل ثناؤه بدأ فأوجد ، ثم جمع بين النعمتين الجليلتين الحياة
والعقل ، ووالى بعد منحه ، وتابع آلاءه ومننه ، حتى فاتت العد ، وإن استفرغ فيها
الجهد ، فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه ؟ بل له الحمد كله لا لغيره ، كما أن المن
منه لا من غيره ، قال الخطابي : هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله ، وهو فعيل
بمعنى مفعول ، وهو الذي يحمد في السراء والضراء ، وفي الشدة والرخاء ، لأنه حكيم
لا يجري في أفعاله الغلط ولا يعترضه الخطأ فهو محمود على كل حال ومنها القاضي قال
الله عز وجل : {والله يقضي بالحق}
105- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ التَّاجِرُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ دَاوُدَ
بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ مُمْسِيًا وَهُوَ فِي بَيْتِ
خَالَتِي مَيْمُونَةَ ، قَالَ : فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا
صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ
قَبْلَ الْفَجْرِ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ
تَهْدِي بِهَا قَلْبِي ، وَتَجْمَعُ بِهَا شَمْلِي وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي ،
وَتَرُدُّ بِهَا أُلْفَتِي وَتُصْلِحُ بِهَا دِينِي ، وَتَحْفَظُ بِهَا غَائِبِي ،
وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِي ، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي ، وَتُبَيِّضُ بِهَا
وَجْهِي ، وَتُلْهِمُنِي بِهَا رُشْدِي ، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ،
اللَّهُمَّ أَعْطِنِي إِيمَانًا صَادِقًا ، وَيَقِينًا لَيْسَ بَعْدَهُ كُفْرٌ ، وَرَحْمَةً
أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكُ الْفَوْزَ عِنْدَ الْقَضَاءِ ، وَنُزُلَ الشُّهَدَاءِ ، وَعَيْشَ
السُّعَدَاءِ ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ ، وَالنَّصْرَ عَلَى الأَعْدَاءِ ،
اللَّهُمَّ إِنِّي أُنْزِلُ بِكَ حَاجَتِي وَإِنْ قَصُرَ رَأْيِي وَضَعُفَ عَمَلِي
وَافْتَقَرْتُ إِلَى رَحْمَتِكَ ، فَأَسْأَلُكَ يَا قَاضِيَ الأُمُورِ ، وَيَا
شَافِيَ الصُّدُورِ ، كَمَا تُجِيرُ بَيْنَ الْبُحُورِ أَنْ تُجِيرَنِي مِنْ
عَذَابِ السَّعِيرِ ، وَمِنْ دَعْوَةِ الثُّبُورِ ، وَمَنْ فِتْنَةِ الْقُبُورِ ،
اللَّهُمَّ مَا قَصُرَ عَنْهُ رَأْيِي وَضَعُفَ عَنْهُ عَمَلِي وَلَنْ تَبْلُغَهُ نِيَّتِي
أَوْ أُمْنِيَتِي ، شَكَّ عَاصِمٌ ، مِنْ خَيْرٍ وَعَدْتَهُ أَحَدًا مِنْ
عِبَادِكَ ، أَوْ خَيْرٍ أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَدًا مِنْ خَلَقِكَ ، فَإِنِّي
أَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ وَأَسْأَلُكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ
اجْعَلْنَا هَادِينَ مَهْدِيِّينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ ، حَرْبًا
لأَعْدَائِكَ ، سِلْمًا لأَوْلِيَائِكَ ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ النَّاسَ ، وَنُعَادِي
بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ مِنْ خَلْقِكَ ، اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ
وَعَلَيْكَ الإِجَابَةُ ، وَهَذَا الْجَهْدُ وَعَلَيْكَ التُّكْلانُ ، وَلا حَوْلَ
وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، اللَّهُمَّ ذَا الْحَبْلِ الشَّدِيدِ ، وَالأَمْرِ
الرَّشِيدِ ، أَسْأَلُكَ الأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ وَالْجَنَّةَ يَوْمَ
الْخُلُودِ مَعَ الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ،
الْمُوفِينَ بِالْعُهُودِ ، إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ ، وَأَنْتَ تَفْعَلُ مَا
تُرِيدُ ، سُبْحَانَ الَّذِي يَعْطِفُ بِالْعِزِّ وَقَالَ بِهِ ، سُبْحَانَ
الَّذِي لَبِسَ الْمَجْدَ وَتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبْحَانَ الَّذِي لا يَنْبَغِي
التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ ، سُبْحَانَ ذِي الْفَضْلِ وَالنِّعَمِ ، سُبْحَانَ ذِي
الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ ، سُبْحَانَ الَّذِي أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ ، اللَّهُمَّ
اجْعَلْ لِي نُورًا فِي قَلْبِي ، وَنُورًا فِي قَبْرِي ، وَنُورًا فِي سَمْعِي ،
وَنُورًا فِي بَصَرِي ، وَنُورًا فِي شَعْرِي ، وَنُورًا فِي بَشَرِي ، وَنُورًا
فِي لَحْمِي ، وَنُورًا فِي دَمِي ، وَنُورًا فِي عِظَامِي ، وَنُورًا مِنْ بَيْنِ
يَدَيَّ ، وَنُورًا مِنْ خَلْفِي ، وَنُورًا عَنْ يَمِينِي ، وَنُورًا عَنْ
شِمَالِي ، وَنُورًا مِنْ فَوْقِي ، وَنُورًا مِنْ تَحْتِي ، اللَّهُمَّ زِدْنِي
نُورًا ، وَأَعْطِنِي نُورًا ، وَاجْعَلْ لِي نُورًا هَذَا الْحَدِيثُ يَشْتَمِلُ عَلَى
عَدَدِ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاتٍ لَهُ ، مِنْهَا : الْقَاضِي.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُلْزِمُ حُكْمُهُ ، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الْحَاكِمَ مِنَ
الْعِبَادِ لا يَقُولُ إِلاَّ مَا يَقُولُ الْمُفْتِي ، غَيْرَ أَنَّ الْفُتْيَا
لَمَّا كَانَتْ لا تَلْزَمُ لُزُومَ الْحُكْمِ ، وَالْحُكْمُ يَلْزَمُ ، سُمِّيَ
الْحَاكِمُ قَاضِيًا وَلَمْ يُسَمَّ الْمُفْتِي قَاضِيًا ، فَعَلِمْنَا أَنَّ
الْقَاضِيَ هُوَ الْمُلْزِمُ ، وَحُكْمُ اللهِ تَعَالَى جَدُّهُ كُلُّهُ لازِمٌ
فَهُوَ إِذًا قَاضٍ وَحُكْمُهُ قَضَاءٌ.
وَمِنْهَا الْقَاهِرُ :
قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يُدَبِّرُ خَلْقَهُ بِمَا يُرِيدُ ، فَيَقَعُ فِي ذَلِكَ
مَا يَشُقُّ وَيَثْقُلُ ، وَيُغِمُّ وَيُحْزِنُ وَيَكُونُ مِنْهُ سَلْبُ
الْحَيَاةِ ، أَوْ بَعْضُ الْجَوَارِحِ ، فَلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ رَدَّ
تَدْبِيرِهِ وَالْخُرُوجَ مِنْ تَقْدِيرِهِ.
وَمِنْهَا
الْقَهَّارُ :
قَالَ عَزَّ وَجَلَّ
: وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الَّذِي يَقْهَرُ وَلا يُقْهَرُ بِحَالٍ ، وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ الَّذِي
قَهَرَ الْجَبَابِرَةَ مِنْ عُتَاةِ خَلْقِهِ بِالْعُقُوبَةِ ، وَقَهَرَ الْخَلْقَ
كُلَّهُمْ بِالْمَوْتِ.
وَمِنْهَا
الْفَتَّاحُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْحَاكِمُ أَيْ يَفْتَحُ مَا انْغَلَقَ بَيْنَ عِبَادِهِ ، وَيُمَيِّزُ
الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ ، وَيُعْلِي الْمُحِقَّ وَيُخْزِي الْمُبْطِلَ ، وَقَدْ
يَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ
: وَيَكُونُ مَعْنَى الْفَتَّاحُ أَيْضًا الَّذِي يَفْتَحُ أَبْوَابَ الرِّزْقِ
وَالرَّحْمَةِ لِعِبَادِهِ ، وَيَفْتَحُ الْمُنْغَلِقَ عَلَيْهِمْ مِنْ
أُمُورِهِمْ وَأَسْبَابِهِمْ ، وَيَفْتَحُ قُلُوبَهُمْ وَعُيُونَ بَصَائِرِهِمْ لِيُبْصِرُوا
الْحَقَّ وَيَكُونُ الْفَاتِحُ أَيْضًا بِمَعْنَى النَّاصِرِ كَقَوْلِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ، قَالَ
أَهْلُ التَّفْسِيرِ : مَعْنَاهُ إِنْ تَسْتَنْصِرُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ النَّصْرُ
106- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله تبارك وتعالى : {الفتاح العليم} يقول : القاضي
107- أخبرنا أبو طاهر
الفقيه ، أَخْبَرَنَا أبو بكر القطان ، ثما أحمد بن يوسف
السلمي ، حَدَّثَنَا
عبيد الله بن موسى ، أَخْبَرَنَا مسعر ، عن قتادة ، عمن أخبره عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما قال : ما كنت أدري ما قوله : افتح بيننا حتى سمعت بنت ذي يزن أو ابنة
ذي يزن تقول : تعال أفاتحك أقاضيك ومنها الكاشف.
قال الحليمي : ولا
يدعى بهذا الاسم إلا مضافا إلى شيء فيقال : يا كاشف الضر ، أو كاشف الكرب ، ومعناه الفارج والمجلي يكشف الكرب
ويجلي القلب ، ويفرج الهم ويزيح الضر والغم قلت : قال الله تعالى : {وإن يمسسك الله
بضر فلا كاشف له إلا هو} وروي في حديث دعاء المديون : اللهم فارج الهم كاشف الغم
ومنها اللطيف قال الله تعالى : {وهو اللطيف الخبير}.
ورويناه في خبر
الأسامي.
قال الحليمي : وهو
الذي يريد بعباده الخير واليسر ، ويقيض لهم أسباب الصلاح والبر قلت : أراد عباده
المؤمنين خاصة عند من لا يرى ما يعطيه الله عز وجل الكفار من الدنيا نعمة ، أو
أراد المؤمنين خاصة في أسباب الدين وأراد المؤمنين والكافرين عامة في أسباب الدنيا
عند من يراها نعمة في الجملة ، وقال أبو سليمان فيما أخبرت عنه : اللطيف هو البر
بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون ، ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون
كقوله تعالى : {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء} قال : وحكى أبو عمر عن أبي العباس عن
ابن الأعرابي أنه قال : اللطيف الذي يوصل إليك أربك في رفق ، ومن هذا قولهم لطف
الله بك أي أوصل إليك ما تحب في رفق ، قال : ويقال هو الذي لطف عن أن يدرك
بالكيفية ومنها المؤمن قال الله عز وجل : {السلام المؤمن}.
ورويناه في خبر الأسامي.
قال الحليمي : ومعناه
المصدق ، لأنه إذا وعد صدق وعده ، ويحتمل
المؤمن عباده بما
عرفهم من عدله ورحمته من أن يظلمهم ويجور عليهم قال أبو سليمان فيما أخبرت عنه :
أصل الإيمان في اللغة التصديق ، فالمؤمن المصدق ويحتمل ذلك وجوها : أحدها أنه يصدق
عباده وعده ويفي بما ضمنه لهم من رزق في الدنيا ، وثواب على أعمالهم الحسنة في
الآخرة ، والآخر أنه يصدق ظنون عباده المؤمنين ولا يخيب آمالهم كقول النبي صلى
الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء
وقيل : بل المؤمن الموحد نفسه لقوله : {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة
وأولو العلم قائما بالقسط} ، وقيل : بل المؤمن الذي آمن عباده المؤمنين من عذابه
يوم القيامة وقيل : هو الذي آمن خلقه من ظلمه ، وقد دخل أكثر هذه الوجوه فيما قاله
الحليمي إلا أن هذا أبين ومنها المهيمن قال الله عز وجل : {المهيمن}.
ورويناه في خبر
الأسامي.
قال الحليمي : ومعناه
لا ينقص المطيعين يوم الحساب من طاعاتهم شيئا فلا يثيبهم عليه لأن الثواب لا يعجزه
ولا هو مستكره عليه فيضطر إلى كتمان بعض الأعمال أو جحدها ، وليس ببخيل فيحمله
استكثار الثواب إذا كثرت الأعمال على كتمان بعضها ، ولا يلحقه نقص بما يثيب فيحبس
بعضه ، لأنه ليس منتفعا بملكه حتى إذا نفع غيره به زال انتفاعه عنه بنفسه ، وكما
لا ينقص المطيع من حسناته شيئا لا يزيد العصاة على ما اجترحوه من السيئات شيئا ،
فيزيدهم ، عقابا على ما استحقوه لأن واحدا من الكذب والظلم غير جائز عليه ، وقد
سمى عقوبة أهل النار جزاء ، فما لم يقابل منها ذنبا لم يكن جزاء ، ولم يكن وفاقا ،
فدل ذلك على أنه لا يفعله قلت : وهذا الذي ذكره شرح قول أهل التفسير في المهيمن
إنه الأمين قال أبو سليمان : وأصله مؤيمن فقلبت الهمزة هاء لأن الهاء أخف من
الهمزة ، وهو على وزن مسيطر ، ومبيطر
108- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن مرزوق ،
حَدَّثَنَا أبو عامر ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن التميمي ، عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما في قوله : {ومهيمنا عليه} قال : مؤتمنا عليه
109- وأخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله عز وجل : {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين
يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} قال : المهيمن الأمين ، قال : القرآن أمين على كل
كتاب قبله
110- وأخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن
الحسين ، حَدَّثَنَا
آدم ، حَدَّثَنَا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله تعالى : {ومهيمنا
عليه} قال : بمعنى مؤتمنا على الكتب
وبإسناده عن مجاهد
قال : {المهيمن} الشاهد على ما قبله من الكتب قال أبو سليمان : فالله عز وجل
المهيمن أي الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قول وفعل كقوله تعالى : {وما تكون في
شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}
قال : وقيل : المهيمن الرقيب على الشيء والحافظ له قال : وقال بعض أهل اللغة :
الهيمنة القيام على الشيء والرعاية له وأنشد : ألا إن خير الناس بعد نبيه مهيمنة
التأليه في العرف والنكر يريد القائم على الناس بعده بالرعاية لهم ومنها الباسط
القابض قال الله عز وجل : {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}.
وقال الله تبارك
وتعالى : {والله يقبض ويبسط} ورويناهما في خبر الأسامي.
قال الحليمي في معنى
الباسط : إنه الناشر فضله على عباده يرزق ويوسع ، ويجود ويفضل ويمكن ويخول ويعطي
أكثر مما يحتاج إليه وقال في معنى القابض : يطوي بره ومعروفه عمن يريد ويضيق ويقتر أو يحرم فيفقر قال أبو سليمان : وقيل
القابض وهو الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد قالا : ولا ينبغي أن
يدعى ربنا جل جلاله باسم القابض حتى يقال معه الباسط
111- أَخْبَرَنَا يَحْيَى
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ ،
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ
ابْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَثَابِتٍ ، وَحُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : غَلا السِّعْرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ غَلا
السِّعْرُ ، فَسَعِّرْ لَنَا ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْخَالِقُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ الْمُسَعِّرُ
، إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى رَبِّي وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي
بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلا مَالٍ.
وَمِنْهَا الْجَوَادُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْكَثِيرُ الْعَطَايَا
112- حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ ، هُوَ ابْنُ الشَّرْقِيِّ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ
، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ ، قَالَ فِيهِ : وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ
وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ سَأَلُونِي حَتَّى تَنْتَهِيَ مَسْأَلَةُ كُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُونِي مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا
عِنْدِي كَمِغْرَزِ إِبْرَةٍ لَوْ
غَمَسَهَا أَحَدُكُمْ
فِي الْبَحْرِ ، وَذَلِكَ أَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ وَاجِدٌ ، عَطَائِي كَلامٌ
وَعَذَابِي كَلامٌ ، إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ
لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
وَمِنْهَا
الْمَنَّانُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْعَظِيمُ الْمَوَاهِبِ ، فَإِنَّهُ أَعْطَى الْحَيَاةَ وَالْعَقْلَ
وَالْمَنْطِقَ وَصَوَّرَ فَأَحْسَنَ الصُّوَرَ ، وَأَنْعَمَ فَأَجْزَلَ وَأَسْنَى
النِّعَمَ ، وَأَكْثَرَ الْعَطَايَا وَالْمِنَحَ قَالَ : وَقَوْلُهُ الْحَقُّ :
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : وَالْمَنُّ وَالْعَطَاءُ لِمَنْ لا يَسْتَثِيبُهُ قُلْتُ : وَقَدْ
رُوِّينَاهُ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، وَفِي حَدِيثِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَمِنْهَا الْمُقِيتُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ، وَهُوَ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَعِنْدَنَا أَنَّهُ الْمُمِدُّ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْقُوتِ الَّذِي هُوَ مَدَدُ
الْبِنْيَةِ ، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ دَبَّرَ الْحَيَوَانَاتِ بِأَنْ جَبَلَهَا
عَلَى أَنْ يُحَلِّلَ مِنْهَا عَلَى مَمَرِّ الأَوْقَاتِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ ،
وَيُعَوِّضَ مِمَّا يَتَحَلَّلُ غَيْرَهُ ، فَهُوَ يُمِدُّهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ
بِمَا جَعَلَهُ قِوَامًا لَهَا إِلَى أَنْ يُرِيدَ إِبْطَالَ شَيْءٍ مِنْهَا ،
فَيَحْبِسُ عَنْهُ مَا جَعَلَهُ مَادَّةً لِبَقَائِهِ فَيَهْلِكُ
113- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {وكان الله على كل شيء مقيتا} يقول : حفيظا
وروي عن ابن عباس أنه
قال : {مقيتا} يعني مقتدرا ومنها الرازق قال الله عز وجل : {والله يرزق من يشاء
بغير حساب}.
وقال تعالى : {وكأين
من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم}.
قال الحليمي : ومعناه
المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قواما إلا به ، والمنعم عليهم بإيصال حاجتهم
من ذلك إليهم لئلا ينغص عليهم لذة الحياة بتأخره عنهم ، ولا يفقدوها أصلا لفقدهم
إياه ومنها الرزاق قال الله تعالى : {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}.
ورويناه في خبر
الأسامي
114- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الرَّزَّاقُ رِزْقًا بَعْدَ رِزْقٍ ، وَالْمُكْثِرُ الْمُوَسِّعُ لَهُ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : الرَّزَّاقُ هُوَ الْمُتَكَفِّلُ بِالرِّزْقِ
، وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا يُقِيمُهَا مِنْ قُوتِهَا قَالَ :
وَكُلُّ مَا وَصَلَ مِنْهُ إِلَيْهِ مِنْ مُبَاحٍ وَغَيْرِ مُبَاحٍ فَهُوَ رِزْقُ
اللهِ ، عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ قَدْ جَعَلَهُ لَهُ قُوتًا وَمَعَاشًا.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقًا لِلْعِبَادِ
وَقَالَ : وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ
إِلا أَنَّ الشَّيْءَ
إِذَا كَانَ مَأْذُونًا لَهُ فِي تَنَاوُلِهِ فَهُوَ حَلالٌ حُكْمًا ، وَمَا كَانَ
مِنْهُ غَيْرَ مَأْذُونٍ لَهُ فِيهِ ، فَهُوَ حَرَامٌ حُكْمًا وَجَمِيعُ ذَلِكَ
رِزْقٌ عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ.
وَمِنْهَا ،
الْجَبَّارُ فِي قَوْلِ مَنْ جَعَلَ ذَلِكَ مِنْ جَبْرِ الْكَسْرِ أَيِ
الْمُصْلِحُ لأَحْوَالِ عِبَادِهِ وَالْجَابِرُ لَهَا ، وَالْمُخْرِجُ لَهُمْ
مِمَّا يَسُوءُهُمْ إِلَى مَا يَسُرُّهُمْ ، وَمِمَّا يَضُرُّهُمْ إِلَى مَا
يَنْفَعُهُمْ.
وَمِنْهَا الْكَفِيلُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا.
وَرُوِّينَاهُ فِي
حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَسْلَفَ قَالَ : كَفَى بِاللَّهِ
كَفِيلا.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمُتَقَبِّلُ لِلْكِفَايَاتِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِعَقْدٍ
وَكَفَالَةٍ كَكَفَالَةِ الْوَاحِدِ مِنَ النَّاسِ ، وَإِنَّمَا هُوَ عَلَى
مَعْنَى أَنَّهُ لَمَّا خَلَقَ الْمُحْتَاجَ وَأَلْزَمَهُ الْحَاجَةَ ، وَقَدَّرَ
لَهُ الْبَقَاءَ الَّذِي لا يَكُونُ إِلاَّ مَعَ إِزَالَةِ الْعِلَّةِ وَإِقَامَةِ
الْكِفَايَةِ ، لَمْ يُخْلِهِ مِنْ إِيصَالِ مَا عُلِّقَ بَقَاؤُهُ بِهِ إِلَيْهِ
، وَإِدْرَارُهُ فِي الأَوْقَاتِ وَالأَحْوَالِ عَلَيْهِ ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ
رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، إِذْ لَيْسَ فِي وُسْعِ مُرْتَزِقٍ أَنْ يَرْزُقَ
نَفْسَهُ ، وَإِنَّمَا اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَرْزُقُ الْجَمَاعَةَ مِنَ
النَّاسِ وَالدَّوَابَّ وَالأَجِنَّةَ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهَا ، وَالطَّيْرَ
الَّتِي تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا ، وَالْهَوَامَّ وَالْحَشَرَاتِ
وَالسِّبَاعَ فِي الْفَلَوَاتِ.
وَمِنْهَا :
الْغِيَاثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ
الاسْتِسْقَاءِ : اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي الْمُغِيثُ بَدَلَ الْمُقِيتِ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : الْغِيَاثُ
هُوَ الْمُغِيثُ ، وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ،
وَمَعْنَاهُ الْمُدْرِكُ عِبَادَهُ فِي الشَّدَائِدِ إِذَا دَعَوْهُ ،
وَمُرِيحُهُمْ وَمُخَلِّصُهُمْ ، وَمِنْهُ الْمُجِيبُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَأَكْثَرُ مَا يُدْعَى بِهَذَا الاسْمِ مَعَ الْقَرِيبِ فَيُقَالُ : الْقَرِيبُ
الْمُجِيبُ أَوْ يُقَالُ : مُجِيبُ الدُّعَاءِ ، وَمُجِيبُ دَعْوَةِ
الْمُضْطَرِّينَ ، وَمَعْنَاهُ الَّذِي يُنِيلُ سَائِلَهُ مَا
يُرِيدُ وَلا
يُقْبِلُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ.
وَمِنْهَا الْوَلِيُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الْوَلِيُّ هُوَ الْوَالِي ، وَمَعْنَاهُ مَالِكُ التَّدْبِيرِ ، وَلِهَذَا
يُقَالُ لِلْقَيِّمِ عَلَى الْيَتِيمِ : وَلِيُّ الْيَتِيمِ ، وَلِلأَمِيرِ
الْوَالِي.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : وَالْوَلِيُّ أَيْضًا النَّاصِرُ يَنْصُرُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ
إِلَى النُّوُرِ ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ
الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ الْمَعْنَى لا نَاصِرَ لَهُمْ.
وَمِنْهَا :
الْوَالِي وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْوَالِي هُوَ الْمَالِكُ لِلأَشْيَاءِ وَالْمُتَوَلِّي لَهَا
وَالْمُتَصَرِّفُ فِيهَا ، يُصَرِّفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ يُنَفِّذُ فِيهَا أَمْرَهُ
، وَيُجْرِي عَلَيْهَا حُكْمَهُ ، وَقَدْ يَكُونُ الْوَالِي بِمَعْنَى الْمُنْعِمِ
عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ.
وَمِنْهَا :
الْمَوْلَى :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ ، وَذَكَرْنَاهُ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
115- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُمَاةِ النَّاسِ يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ جُبَيْرٍ
وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلا ، وَقَالَ لَهُمْ : كُونُوا مَكَانَكُمْ لا تَبْرَحُوا
، وَإِنْ رَأَيْتُمُ الطَّيْرَ تَخْطَفُنَا ، قَالَ الْبَرَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
: فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ بَادِيَاتٍ خَلاخِيلُهُنَّ ، قَدِ
اسْتَرْخَتْ ثِيَابَهُنَّ يَصْعَدْنَ الْجَبَلَ ، يَعْنِي حِينَ انْهَزَمَ
الْكُفَّارُ ، قَالَ : فَلَمَّا كَانَ مِنَ الأَمْرِ مَا كَانَ ، وَالنَّاسُ
يُغِيرُونَ مَضَوْا ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ أَمِيرُهُمْ : كَيْفَ
تَصْنَعُونَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
فَمَضَوَا فَكَانَ الَّذِي كَانَ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ جَاءَ أَبُو
سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ : أَفِيكُمْ مُحَمَّدٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمْ
مُحَمَّدٌ ؟ فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمْ مُحَمَّدٌ ؟
الثَّالِثَةَ ، فَلَمْ يُجِيبُوهُ ، فَقَالَ : أَفِيكُمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ؟
فَلَمْ يُجِيبُوهُ قَالَهَا ثَلاثًا ، ثُمَّ قَالَ : أَفِيكُمُ ابْنُ الْخَطَّابِ
، قَالَهَا ثَلاثًا فَلَمْ يُجِيبُوهُ فَقَالَ : أَمَا هَؤُلاءِ فَقَدْ
كُفِيتُمُوهُمْ فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ ، فَقَالَ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ
اللهِ ، هَا هُوَ ذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو
بَكْرٍ وَأَنَا أَحْيَاءُ ، وَلَكَ مِنَّا يَوْمُ سُوءٍ فَقَالَ : يَوْمٌ بِيَوْمِ
بَدْرٍ ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ، وَقَالَ : اعْلُ هُبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجِيبُوهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ
وَمَا نَقُولُ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا
: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ فَقَالَ : لَنَا الْعُزَّى وَلا عُزَّى لَكُمْ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَجِيبُوهُ فَقَالُوا
: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا نَقُولُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قُولُوا : اللَّهُ مَوْلانَا وَلا مَوْلَى لَكُمْ ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ :
إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا ، ثُمَّ قَالَ : وَلَمْ
تَسُؤْنِي.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ
زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: فِي مَعْنَى الْمَوْلَى : إِنَّهُ الْمَأْمُولُ مِنْهُ النَّصْرُ وَالْمَعُونَةُ
، لأَنَّهُ هُوَ الْمَلِكُ وَلا مَفْزَعَ لِلْمُلُوكِ إِلاَّ مَالِكَهُ.
وَمِنْهَا الْحَافِظُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الصَّائِنُ عَبْدَهُ عَنْ أَسْبَابِ الْهَلَكَةِ فِي أُمُورِ
دِينِهِ وَدُنْيَاهُ قَالَ : وَجَاءَ فِي الْقُرْآنِ :
فَاللَّهُ خَيْرٌ
حَافِظًا ، وَقَدْ قُرِئَ : خَيْرٌ حِفْظًا وَجَاءَ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَمَنْ
حَفِظَ فَهُوَ حَافَظٌ وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
116- أَخْبَرَنَا يَحْيَى
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
إِسْحَاقَ أَبُو مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَنْصُورٍ أَبُو سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ ، فَلْيَنْزِعْ
دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ، ثُمَّ لِيَتَوَسَّدْ
يَمِينَهُ وَيَقُولُ : بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ ،
اللَّهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَهَا
فَارْحَمْهَا ،
وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ،
ثُمَّ قَالَ : وَتَابَعَهُ يَحْيَى.
وَمِنْهَا الْحَفِيظُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الْمَوْثُوقُ مِنْهُ بِتَرْكِ التَّضْيِيعِ.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : الْحَفِيظُ هُوَ الْحَافِظُ ، فَعِيلٌ
بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَالْقَدِيرِ ، وَالْعَلِيمِ يَحْفَظُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
وَمَا فِيهِمَا لِتَبْقَى مُدَّةَ بَقَائِهَا ، فَلا تَزُولُ وَلا تَدْثُرُ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ، وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ
شَيْطَانٍ مَارِدٍ أَيْ حَفِظْنَاهَا حِفْظًا ، وَهُوَ الَّذِي يَحْفَظُ عِبَادَهُ
مِنَ الْمَهَالِكِ وَالْمَعَاطِبِ ، وَيَقِيهِمْ مَصَارِعَ الشَّرِّ ، وَقَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ أَيْ بِأَمْرِهِ ، وَيَحْفَظُ عَلَى الْخَلْقِ
أَعْمَالَهُمْ ، وَيُحْصِي عَلَيْهِمْ أَقْوَالَهُمْ ، وَيَعْلَمُ نِيَّاتِهِمْ
وَمَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ ، فَلا تَغِيبُ عَنْهُ غَائِبَةٌ ، وَلا تَخْفَى
عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَيَحْفَظُ أَوْلِيَاءَهُ ، فَيَعْصِمُهُمْ عَنْ مُوَاقَعَةِ
الذُّنُوبِ ، وَيَحْرُسُهُمْ مِنْ مَكَائِدِ الشَّيْطَانِ ، لِيَسْلَمُوا مِنْ
شَرِّهِ وَفِتْنَتِهِ.
وَمِنْهَا النَّاصِرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
وَهُوَ الْمُيَسِّرُ لِلْغَلَبَةِ.
وَمِنْهَا النَّصِيرُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ، وَهُوَ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي رِوَايَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
117- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُورٍ الدَّهَّانُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ
حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْمَهْدِيِّ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا ، فَلْيُصَلِّهَا
إِذَا ذَكَرَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ، يَقُولُ : أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي.
وَكَانَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَزَا قَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي
وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ لَفْظُ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَفِي رِوَايَةِ
أَبِي قُتَيْبَةَ ، قَالَ : فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا غَزَا قَالَ : أَنْتَ عَضُدِي وَأَنْتَ نَاصِرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى النَّصِيرُ : إِنَّهُ الْمَوْثُوقُ مِنْهُ بِأَنْ لا يُسَلِّمَ
وَلِيَّهُ وَلا يَخْذُلُهُ.
وَمِنْهَا الشَّاكِرُ
وَالشَّكُورُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ، وَقَالَ : إِنَّ رَبَّنَا
لَغَفُورٌ شَكُورٌ ، وَرُوِّينَا لَفْظَ الشَّاكِرِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ الْحُصَيْنِ ، وَرُوِّينَا لَفْظَ الشَّكُورِ فِي رِوَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ
مُسْلِمٍ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الشَّاكِرُ مَعْنَاهُ الْمَادِحُ لِمَنْ يُطِيعُهُ ، وَالْمُثْنِي عَلَيْهِ
وَالْمُثِيبُ لَهُ بِطَاعَتِهِ فَضْلا مِنْ نِعْمَتِهِ ، قَالَ : وَالشَّكُورُ
هُوَ الَّذِي يَدُومُ شُكْرُهُ ، وَيَعُمُّ كُلَّ مُطِيعٍ وَكُلَّ صَغِيرٍ مِنَ
الطَّاعَةِ أَوْ كَبِيرٍ ، وَذَكَرَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ
بِمَعْنَاهُ فَقَالَ : الشَّكُورُ هُوَ الَّذِي يَشْكُرُ الْيَسِيرَ مِنَ
الطَّاعَةِ ، فَيُثِيبُ عَلَيْهِ الْكَثِيرَ مِنَ الثَّوَابِ ، وَيُعْطِي
الْجَزِيلَ مِنَ النِّعْمَةِ ، فَيَرْضَى بِالْيَسِيرِ مِنَ الشُّكْرِ ، قَالَ : وَقَدْ
يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الثَّنَاءِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
بِالشَّكُورِ تَرْغِيبُ الْخَلْقِ فِي الطَّاعَةِ ، قَلَّتْ : أَوْ كَثُرَتْ
لِئَلا يَسْتَقِلُّوا الْقَلِيلَ مِنَ الْعَمَلِ فَلا يَتْرُكُوا الْيَسِيرَ مِنْ
جُمْلَتِهِ إِذَا أَعْوَزَهُمُ الْكَثِيرُ مِنْهُ.
وَمِنْهَا الْبَرُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ الرَّفِيقُ بِعِبَادِهِ يُرِيدُ بِهِمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ
بِهِمُ الْعُسْرَ ، وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ ، وَلا
يُؤَاخِذُهُمْ بِجَمِيعِ جِنَايَاتِهِمْ ، وَيَجْزِيهِمْ بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ
أَمْثَالِهَا ، وَلا يَجْزِيهِمْ بِالسَّيِّئَةِ إِلاَّ مِثْلَهَا ، وَيَكْتُبُ
لَهُمُ الْهَمَّ بِالْحَسَنَةِ ، وَلا يَكْتُبُ عَلَيْهِمُ الْهَمَّ
بِالسَّيِّئَةِ ، وَالْوَلَدُ الْبَرُّ بِأَبِيهِ هُوَ الرَّفِيقُ بِهِ
الْمُتَحَرِّي لِمَحَابِّهِ الْمُتَوَقِّي لِمَكَارِهِهِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : الْبَرُّ هُوَ الْعَطُوفُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُحْسِنُ إِلَيْهِمْ ،
عَمَّ بِرُّهُ جَمِيعَ خَلْقِهِ ، فَلَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهِمْ بِرِزْقِهِ ، وَهُوَ
الْبَرُّ بِأَوْلِيَائِهِ إِذْ خَصَّهُمْ بِوِلايَتِهِ وَاصْطَفَاهُمْ
لِعِبَادَتِهِ ، وَهُوَ الْبَرُّ بِالْمُحْسِنِ فِي مُضَاعَفَةِ الثَّوَابِ لَهُ ،
وَالْبَرُّ بِالْمُسِيءِ فِي الصَّفْحِ وَالتَّجَاوُزِ عَنْهُ
118- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حدثنا
عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله
عنهما في قوله} {هو البر} يقول : اللطيف
119- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، بِبَغْدَادَ إِمْلاءً ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَالَوَيْهِ
الْمُزَكِّي وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ
السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً ،
فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَعْمَلْهَا ، فَإِذَا عَمِلَهَا
فَأَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ
سَيِّئَةً ، فَأَنَا أَغْفِرُهَا مَا لَمْ يَعْمَلْهَا ، فَإِذَا عَمِلَهَا
فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
120- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ
هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ
بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا
تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : يَا
رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ السَّيِّئَةَ وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ ،
فَقَالَ : ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا ، وَإِنْ
تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ، إِنَّهُ تَرَكَهَا مِنْ جَرَّائِي.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
121- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ
بْنِ
هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحِ
بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا جَدِّي ، يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ ، عَنِ الْجَعْدِ
أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : إِنَّ رَبَّكُمْ رَحِيمٌ ، مَنْ
هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا ، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ، وَإِنْ عَمِلَهَا
كُتِبَتْ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ ،
وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا ، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ ، فَإِنْ
عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةٌ أَوْ مَحَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلا
يَهْلِكُ عَلَى اللهِ إِلاَّ هَالِكٌ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْبَرَّ فِي صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى هُوَ الصَّادِقُ مِنْ
بَرَّ فِي يَمِينِهِ وَأَبَرَّهَا إِذَا صَدَقَ فِيهَا ، أَوْ صَدَّقَهَا.
وَمِنْهَا فَالِقُ
الْحَبِّ وَالنَّوَى :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: يَصُونُهُمَا فِي الأَرْضِ عَنِ الْعَفَنِ وَالْفَسَادِ ، وَيُهَيِّئُهُمَا
لِلنُّشُوءِ وَالنُّمُوِّ ، ثُمَّ يَشُقُّهُمَا لِلإِنْبَاتِ ، وَيُخْرِجُ مِنَ
الْحَبِّ الزَّرْعَ ، وَمِنَ النَّوَى الشَّجَرَ لا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ
غَيْرُهُ ، وَقَدْ رُوِّينَا هَذَا الاسْمَ فِي حَدِيثِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُ
الْمُتَكَبِّرُ :
قَالَ اللَّهُ جَلَّ
ثَنَاؤُهُ : الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْمُكَلِّمُ عِبَادَهُ وَحْيًا وَعَلَى أَلْسِنَةِ الرُّسُلِ يَعْنِي
فِي الدُّنْيَا ، :
قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ
مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : الْمُتَكَبِّرُ هُوَ الْمُتَعَالِي عَنْ
صِفَاتِ الْخَلْقِ وَيُقَالُ : هُوَ الَّذِي يَتَكَبَّرُ عَلَى عُتَاةِ خَلْقِهِ
إِذَا نَازَعُوهُ الْعَظَمَةَ ، فَيَقْصِمُهُمْ وَالتَّاءُ فِي الْمُتَكَبِّرِ تَاءُ
التَّفَرُّدِ وَالتَّخْصِيصِ بِالْكِبْرِ لا تَاءُ التَّعَاطِي وَالتَّكَلُّفِ ،
وَالْكِبْرُ لا يَلِيقُ بِأَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ وَإِنَّمَا سِمَةُ
الْعَبِيدِ الْخُشُوعُ وَالتَّذَلُّلِ وَقَدْ رُوِيَ : الْكِبْرِيَاءُ رِدَاءُ اللهِ تَعَالَى ، فَمَنْ نَازَعَهُ رِدَاءَهُ قَصَمَهُ
وَقِيلَ : إِنَّ الْمُتَكَبِّرَ مِنَ الْكِبْرِيَاءِ الَّذِي هُوَ عَظَمَةُ اللهِ
تَعَالَى لا مِنَ الْكِبْرِ الَّذِي هُوَ مَذْمُومٌ عِنْدَ الْخَلْقِ
122- أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ
وَجَلَّ قَالَ : الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ
نَازَعَنِي رِدَائِي
قَصَمْتُهُ قَوْلُهُ : الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي يُرِيدُ صِفَتِي يُقَالُ : فُلانٌ
شِعَارُهُ الزُّهْدُ ، وَرِدَاؤُهُ الْوَرَعُ ، أَيْ نَعْتُهُ وَصِفَتُهُ.
وَمِنْهَا الرَّبُّ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
123- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، عَنِ ابْنِ
الْهَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ
بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَغَيْرِهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الرَّبِّ : هُوَ الْمُبَلِّغُ كُلَّ مَا أَبْدَعَ حَدَّ كَمَالِهِ
الَّذِي قَدَّرَهُ لَهُ ، فَهُوَ يُسِلُّ النُّطْفَةَ مِنَ الصُّلْبِ ، ثُمَّ
يَجْعَلُهَا عَلَقَةً ، ثُمَّ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ، ثُمَّ يَخْلُقُ الْمُضْغَةَ
عِظَامًا ، ثُمَّ يَكْسُو الْعِظَامَ لَحْمًا ، ثُمَّ يَخْلُقُ فِي الْبَدِنِ
الرُّوحَ وَيُخْرِجُهُ خَلْقًا آخَرَ ، وَهُوَ صَغِيرٌ ضَعِيفٌ ، فَلا يَزَالُ يُنَمِّيهُ
وَيُنْشِيهِ حَتَّى يَجْعَلَهُ رَجُلا ، وَيَكُونُ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ شَابًّا ،
ثُمَّ يَجْعَلُهُ كَهْلا ، ثُمَّ
شَيْخًا وَهَكَذَا
كُلُّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ، فَهُوَ الْقَائِمُ عَلَيْهِ وَالْمُبَلِّغُ إِيَّاهُ
الْحَدَّ الَّذِي وَضَعَهُ لَهُ ، وَجَعَلَهُ نِهَايَةً وَمِقْدَارًا لَهُ.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ : قَدْ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ
أَهْلِ التَّفْسِيرِ فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَلا : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
إِنَّ مَعْنَى الرَّبِّ السَّيِّدُ ، وَهَذَا يَسْتَقِيمُ إِذَا جَعَلْنَا
الْعَالَمِينَ مَعْنَاهُ الْمُمَيِّزِينَ دُونَ الْجَمَادِ ، لا يَصِحُّ أَنْ
يُقَالَ سَيِّدُ الشَّجَرِ وَالْجِبَالِ وَنَحْوِهَا كَمَا يُقَالُ سَيِّدُ
النَّاسِ وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُ : ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ
النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنّ أَيْ إِلَى سَيِّدِكَ ، وَقِيلَ :
إِنَّ الرَّبَّ الْمَالِكُ ، وَعَلَى هَذَا تَسْتَقِيمُ الإِضَافَةُ إِلَى
الْعُمُومِ ، وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إِلَى أَنَّ اسْمَ الْعَالَمِ يَقَعُ
عَلَى جَمِيعِ الْمُكَوِّنَاتِ ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ.
وَمِنْهَا
الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ وَقَدْ رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
، الْمُبْدِئُ الَّذِي أَبْدَأَ الإِنْسَانَ أَيِ ابْتَدَأَهُ مُخْتَرِعًا ،
فَأَوْجَدَهُ عَنْ عَدَمٍ يُقَالُ : بَدَأَ وَأَبْدَأَ وَابْتَدَأَ بِمَعْنًى
وَاحِدٍ ، وَالْمُعِيدُ الَّذِي يُعِيدُ الْخَلْقَ بَعْدَ الْحَيَاةِ إِلَى
الْمَمَاتِ ، ثُمَّ يُعِيدُهَا بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ كَقَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ
يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَكَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلا : هُوَ
يُبْدِئُ وَيُعِيدُ.
وَمِنْهَا الْمُحْيِي
الْمُمِيتُ وَقَدْ رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْمُحْيِي : إِنَّهُ جَاعِلُ الْخَلْقِ حَيًّا بِإِحْدَاثِ
الْحَيَاةِ فِيهِ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى الْمُمِيتِ : أَنَّهُ جَاعِلُ الْخَلْقِ مَيِّتًا بِسَلْبِ الْحَيَاةِ وَإِحْدَاثِ الْمَوْتِ
فِيهِ ، وَفِي الْقُرْآنِ : قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ، وَقَالَ
تَعَالَى : كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ
ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، وَقَالَ جَلَّ
وَعَلا : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْهُ فِي مَعْنَى الْمُحْيِي : هُوَ الَّذِي
يُحْيِي النُّطْفَةَ الْمَيْتَةَ ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا النَّسَمَةَ الْحَيَاةَ ،
وَيُحْيِي الأَجْسَامَ الْبَالِيَةَ بِإِعَادَةِ الأَرْوَاحِ إِلَيْهَا عِنْدَ
الْبَعْثِ ، وَيُحْيِي الْقُلُوبَ بِنُورِ الْمَعْرِفَةِ ، وَيُحْيِي الأَرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَا بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ وَإِنْبَاتِ الرِّزْقِ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى
الْمُمِيتِ : هُوَ الَّذِي يُمِيتُ الأَحْيَاءَ ، وَيُوهِنُ بِالْمَوْتِ قُوَّةَ
الأَصِحَّاءِ الأَقْوِيَاءِ : يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ تَمَدَّحَ سُبْحَانَهُ بِالإِمَاتَةِ كَمَا تَمَدَّحَ بِالإِحْيَاءِ
لِيُعْلَمَ أَنَّ مَصْدَرَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالنَّفْعِ وَالضُّرِّ مِنْ
قِبَلِهِ ، وَأَنَّهُ لا شَرِيكَ لَهُ فِي الْمُلْكِ ، اسْتَأْثَرَ بِالْبَقَاءِ ،
وَكَتَبَ عَلَى خَلْقِهِ الْفَنَاءَ
124- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ
اللهِ بْنَ الْحَرْثِ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ : اللَّهُمَّ
أَنْتَ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا ، لَكَ مَحْيَاهَا وَمَمَاتُهَا
إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ، وَإِنْ
أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ الْعَافِيَةَ فَقَالَ
لَهُ رَجُلٌ : أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؟ قَالَ : مِنْ
خَيْرٍ مِنْ عُمَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ وَغَيْرِهِ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ
125- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورُكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ فِي قِصَّةِ حَجِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
فِيهِ : فَرَقِيَ عَلَى الصَّفَا حَتَّى بَدَا لَهُ الْبَيْتُ ، وَكَبَّرَ ثَلاثًا
وَقَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ وَكَذَلِكَ.
رَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ فِي
إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَذَكَرَ فِيهِ فِيهِ يُحْيِي وَيُمِيتُ.
وَمِنْهَا الضَّارُّ
النَّافِعُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الضَّارِّ : إنَّهُ النَّاقِصُ عَبْدَهُ مِمَّا جَعَلَ لَهُ إِلَيْهِ
الْحَاجَةَ ، وَقَالَ فِي مَعْنَى النَّافِعِ : إِنَّهُ السَّادُّ لِلْخِلَّةِ أَوِ الزَّائِدُ عَلَى مَا إِلَيْهِ الْحَاجَةُ
، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُدْعَى اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِاسْمِ النَّافِعِ
وَحْدَهُ ، وَلا يَجُوزُ أَنْ يُدْعَى بِالضَّارِّ وَحْدَهُ حَتَّى يُجْمَعَ
بَيْنَ الاسْمَيْنِ كَمَا قُلْتُ فِي الْبَاسِطِ وَالْقَابِضِ ، وَهَذَانِ
الاسْمَانِ قَدْ ذَكَرْنَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : وَفِي اجْتِمَاعِ هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ وَصْفٌ لِلَّهِ تَعَالَى
بِالْقُدْرَةِ عَلَى نَفْعِ مَنْ يَشَاءُ ، وَضَرِّ مَنْ يَشَاءُ ، وَذَلِكَ أَنَّ
مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى النَّفْعِ وَالضُّرِّ قَادِرٌ لَمْ يَكُنْ مَرْجُوًّا وَلا
مَخُوفًا
126- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا
عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّرْقُفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، وَكَهْمَسُ
بْنُ الْحَسَنِ ، وَهَمَّامٌ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ حَنَشٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا غُلامُ ، أَوْ يَا بُنَيَّ ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ
يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ ، قُلْتُ : بَلَى.
قَالَ : احْفَظِ
اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ
فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ
تَعَالَى ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَدْ جَفَّ
الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا
أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَكَ لَنْ يَقْدِرُوا
عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ
لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، وَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ فِي الْيَقِينِ ،
وَاعْلَمْ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ ، وَأَنَّ النَّصْرَ
مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا
وَمِنْهَا
الْوَهَّابُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ فِيمَا يَقُولُهُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ : وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، وَقَالَ
جَلَّ وَعَلا : الْعَزِيزُ الْوَهَّابُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
127- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، قَالَ : أنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي ، وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ
، اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْمًا ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي ،
وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
فِي مَعْنَى الْوَهَّابِ : إِنَّهُ الْمُتَفَضِّلُ بِالْعَطَايَا الْمُنْعِمُ بِهَا لا عَنِ اسْتِحْقَاقٍ
عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : لا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى وَهَّابًا إِلاَّ مَنْ تَصَرَّفَتْ
مَوَاهِبُهُ فِي أَنْوَاعِ الْعَطَايَا ، فَكَثُرَتْ نَوَافِلُهُ وَدَامَتْ ، وَالْمَخْلُوقُونَ
إِنَّمَا يَمْلِكُونَ أَنْ يَهَبُوا مَالا وَنَوَالا فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ ، وَلا
يَمْلِكُونَ أَنْ يَهَبُوا شِفَاءً لِسَقِيمٍ ، وَلا وَلَدٍ لِعَقِيمٍ ، وَلا
هُدًى لِضَالٍّ ، وَلا عَافِيَةً لِذِي بَلاءٍ ، وَاللَّهُ الْوَهَّابُ
سُبْحَانَهُ يَمْلِكُ جَمِيعَ ذَلِكَ ، وَسِعَ الْخَلْقَ جُودُهُ وَرَحْمَتُهُ ،
فَدَامَتْ مَوَاهِبُهُ وَاتَّصَلَتْ مِنَنُهُ وَعَوَائِدُهُ.
وَمِنْهَا الْمُعْطِي
وَالْمَانِعُ
128- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ وَأَبُو صَادِقٍ مُحَمَّدُ
بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا
أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ
، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ : لا
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ
لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ
مِنْكَ الْجَدُّ.
أَخْرَجَاهُ فِي
"الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ وَغَيْرِهِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: فَالْمُعْطِي هُوَ الْمُمَكِّنُ مِنْ نِعَمِهِ ، وَالْمَانِعُ هُوَ الْحَائِلُ
دُونَ نِعَمِهِ ، قَالَ : وَلا يُدْعَى اللَّهُ عَزَّ جَلَّ بِاسْمِ الْمَانِعِ
حَتَّى يُقَالُ مَعَهُ الْمُعْطِي كَمَا قُلْتُ فِي الضَّارِّ وَالنَّافِعِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : فَهُوَ يَمْلِكُ الْمَنْعَ وَالْعَطَاءَ ، وَلَيْسَ مَنْعُهُ بُخْلا
مِنْهُ ، لَكِنَّ مَنْعَهُ حِكْمَةٌ وَعَطَاؤُهُ جُودٌ وَرَحْمَةٌ ، وَقِيلَ : الْمَانِعُ
هُوَ النَّاصِرُ أَيِ الَّذِي يَمْنَعُ أَوْلِيَاءَهُ أَيْ يَحُوطُهُمْ
وَيَنْصُرُهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ ، وَيُقَالُ : فُلانُ فِي مَنْعَةِ قَوْمِهِ
أَيْ فِي جَمَاعَةٍ تَمْنَعُهُ وَتَحُوطُهُ ، قُلْتُ وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى
يَجُوزُ أَنْ يُدْعَى بِهِ دُونَ اسْمِ الْمُعْطِي ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي خَبَرِ
الأَسَامِي الْمَانِعَ دُونَ اسْمِ الْمُعْطِي ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ : الدَّافِعُ
بَدَلَ الْمَانِعِ ، وَذَلِكَ يُؤَكِّدُ هَذَا الْمَعْنَى فِي الْمَانِعِ ،
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَمِنْهَا الْخَافِضُ
وَالرَّافِعُ وَهَذَانِ الاسْمَانِ قَدْ ذَكَرْنَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَلا يَنْبَغِي أَنْ يُفْرَدَ الْخَافِضُ عَنِ الرَّافِعِ فِي الدُّعَاءِ ،
فَالْخَافِضُ هُوَ الْوَاضِعُ مِنَ الأَقْدَارِ ، وَالرَّافِعُ الْمُعْلِي
لِلأَقْدَارِ
129- أَخْبَرَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْمِهْرَانِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّبُعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُثْمَانَ النَّسَوِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا
الْوَزِيرُ بْنُ صُبَيْحٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ ،
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عن
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ
قَالَ : مِنْ
شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا ، وَيُفَرِّجَ كَرْبًا ، وَيَرْفَعَ قَوْمًا ،
وَيَضَعَ آخَرِينَ.
وَمِنْهَا الرَّقِيبُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الَّذِي لا يَغْفُلُ عَمَّا خَلَقَ ، فَيَلْحَقُهُ نَقْصٌ أَوْ يَدْخُلُ
عَلَيْهِ خَلَلٌ مِنْ قِبَلِ غَفْلَتِهِ عَنْهُ ، وَقَالَ الزُّجَاجُ : الرَّقِيبُ
الْحَافِظُ الَّذِي لا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.
وَمِنْهَا
التَّوَّابُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي
130- وَأَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ
سُوقَةَ ، يَذْكُرُ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : إِنَّا كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي مَجْلِسٍ يَقُولُ : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ مِائَةَ مَرَّةٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْمُعِيدُ إِلَى عَبْدِهِ فَضْلَ رَحْمَتِهِ إِذَا هُوَ رَجَعَ إِلَى
طَاعَتِهِ ، وَنَدِمَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ، فَلا يُحْبِطُ مَا قَدَّمَ مِنْ خَيْرٍ
، وَلا يَمْنَعُهُ مَا وَعَدَ الْمُطِيعِينَ مِنْ إِحْسَانٍ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : التَّوَّابُ هُوَ الَّذِي يَتُوبُ عَلَى عِبَادِهِ ، فَيَقْبَلُ
تَوْبَتَهُمْ كُلَّمَا تَكَرَّرَتِ التَّوْبَةُ تَكَرَّرَ الْقَبُولُ ، وَهُوَ
يَكُونُ لازِمًا وَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا بِحَرْفٍ يُقَالُ : تَابَ اللَّهُ عَلَى
الْعَبْدِ بِمَعْنَى وَفَّقَهُ لِلتَّوْبَةِ ، فَتَابَ الْعَبْدُ كَقَوْلِهِ :
ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ، وَمَعْنَى التَّوْبَةِ عَوْدُ الْعَبْدِ إِلَى
الطَّاعَةِ بَعْدَ الْمَعْصِيَةِ.
وَمِنْهَا
الدَّيَّانُ :
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: أُخِذَ مِنْ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وَهُوَ الْحَاسِبُ وَالْمُجَازِي ، وَلا
يُضَيِّعُ عَمَلا ، وَلَكِنَّهُ يَجْزِي بِالْخَيْرِ خَيْرًا وَبِالشَّرِّ شَرًّا
131- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِي ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : بَلَغَنِي
حَدِيثٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
الْقِصَاصِ لَمْ أَسْمَعْهُ ، فَابْتَعْتُ بَعِيرًا ، فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ رَحْلِي
، ثُمَّ سِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ مِصْرَ ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ
اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ ، فَقُلْتُ لِلْبَوَّابِ قُلْ لَهُ : جَابِرٌ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ
: ابْنُ عَبْدِ اللهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَامَ
يَطَأُ ثَوْبَهُ حَتَّى خَرَجَ إِلَيَّ ، فَاعْتَنَقَنِي وَاعْتَنَقْتُهُ ،
فَقُلْتُ لَهُ : حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي الْقِصَاصِ ، فَخَشِيتُ أَنْ
أَمُوتَ أَوْ تَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : يَحْشُرُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِبَادَ ، أَوْ قَالَ النَّاسَ ، عُرَاةً
بُهْمًا قَالَ : قُلْنَا مَا بُهْمًا ؟ ، قَالَ : لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ
، فَذَكَرَ كَلِمَةً أَرَادَ بِهَا نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا
يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَخْبَرَنَا الدَّيَّانُ لا يَنْبَغِي
لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ
الْجَنَّةَ ، وَلا
يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَعِنْدَهُ
مَظْلَمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ وَقَالَ : قُلْنَا :
كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ تَعَالَى غُرْلا بُهْمًا ؟ قَالَ :
بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ، قَالَ : وَتَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْيَوْمَ تُجْزَى
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ
132- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ
أَبِي قِلابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْبِرُّ لا يَبْلَى ، وَالإِثْمُ لا يُنْسَى ،
وَالدَّيَّانُ لا يَمُوتُ ، فَكُنْ كَمَا شِئْتَ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ هَذَا
مُرْسَلٌ.
وَمِنْهَا الْوَفِيُّ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
أَيِ الْمُوَفِّي مِنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ.
وَقَوْلِهِ : أُوفِ
بِعَهْدِكُمْ ، وَمَعْنَاهُ لا يُعْجِزُهُ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ، وَلا
يَمْنَعُهُ مَانِعٌ مِنْ بُلُوغِ تَمَامِهِ ، وَلا تُلْجِئُهُ ضَرُورَةٌ إِلَى
النَّقْصِ مِنْ مِقْدَارِهِ
وَمِنْهَا الْوَدُودُ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}.
وَرُوِّينَاهُ فِي
حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ : إِنَّكَ
رَحِيمٌ وَدُودٌ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ : قَدْ
قِيلَ : هُوَ الْوَادُّ لأَهْلِ طَاعَتِهِ أَيِ الرَّاضِي عَنْهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ
، وَالْمُحْسِنُ إِلَيْهِمْ لأَجْلِهَا ، وَالْمَادِحُ لَهُمْ بِهَا.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَاهُ أَنْ يُوَدِّدَهُمْ إِلَى خَلْقِهِ كَقَوْلِهِ
تَعَالَى : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ
الرَّحْمَنُ وُدًّا
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَقَدْ قِيلَ : هُوَ الْمَوْدُودُ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِهِ أَيِ الْمُسْتَحِقُّ ،
لأَنْ يُوَدَّ فَيُعْبَدَ وَيُحْمَدَ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ
: فَهُوَ فَعُولٌ فِي مَحَلِّ مَفْعُولٍ ، كَمَا قِيلَ رَجُلٌ هَيُوبٌ بِمَعْنَى
مَهِيبٍ ، وَفَرَسٌ رُكُوبٌ بِمَعْنَى مَرْكُوبٍ
133- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان الدارمي ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما قوله : {الودود} ، يقول : الرحيم وقال في موضع آخر من التفسير : الودود الحبيب
ومنها العدل وهو في خبر الأسامي مذكور.
قال الحليمي ومعناه
لا يحكم إلا بالحق ، ولا يقول إلا الحق ولا يفعل إلا الحق ومنها الحكم وهو في خبر الأسامي
مذكور ، وفي كتاب الله عز وجل : {حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين}
134- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ
الْخَلَدِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ
بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
أَبِي هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ : أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُكَنُّونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الْحَكَمُ
لِمَ تُكَنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ ؟ قَالَ : إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا حَكَمْتُ
بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ الْفَرِيقَانِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : هَلْ لَكَ وَلَدٌ ؟ قَالَ : شُرَيْحٌ وَعَبْدُ اللهِ وَمُسْلِمٌ بَنُو
هَانِئٍ ، قَالَ : فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ ؟ قَالَ : شُرَيْحٌ ، قَالَ : أَنْتَ أَبُو
شُرَيْحٍ فَدَعَا لَهُ وَلِوَلَدِهِ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ :
وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ الْحُكْمُ ، وَأَصْلُ الْحُكْمِ مَنْعُ الْفَسَادِ ،
وَشَرَائِعُ اللهِ تَعَالَى كُلُّهَا اسْتِصْلاحٌ لِلْعِبَادِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : وَقِيلَ لِلْحَاكِمِ حَاكِمٌ لِمَنْعِهِ النَّاسَ عَنِ التَّظَالُمِ
وَرَدْعِهِ إِيَّاهُمْ ، يُقَالُ : حَكَمْتَ الرَّجُلَ عَنِ الْفَسَادِ إِذَا مَنَعْتَهُ
مِنْهُ ، وَكَذَلِكَ أَحْكَمْتَ بِالأَلْفِ ، وَمِنْ هَذَا قِيلَ : حَكَمَةُ
اللِّجَامِ ، وَذَلِكَ لِمَنْعِهَا الدَّابَّةَ مِنَ التَّمَرُّدِ وَالذَّهَابِ
فِي غَيْرِ جِهَةِ الْقَصْدِ.
ُُُُ
وَمِنْهَا الْمُقْسِطُ :
وَهُوَ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي مَذْكُورٌ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْمُنِيلُ عِبَادَهُ الْقِسْطَ مِنْ نَفْسِهِ وَهُوَ الْعَدْلُ ، وَقَدْ
يَكُونُ الْجَاعِلُ لِكُلٍّ مِنْهُمْ قِسْطًا مِنْ خَيْرِهِ
135- أخبرنا أبو الحسين
محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن جعفر بن
درستويه ، حَدَّثَنَا يعقوب بن سفيان ، حَدَّثَنَا أبو اليمان ، قال : أخبرني شعيب
، عن الزهري ، قال يعقوب : وحدثنا حجاج ، هو ابن أبي منيع ، حَدَّثَنَا جدي ، عن
الزهري ، حدثني أبو إدريس ، عائذ الله بن عبد الله الخولاني أنه أخبره يزيد بن
عميرة ، صاحب معاذ أن معاذا ، رضي الله عنه كان يقول كلما جلس للذكر : الله حكم
عدل ، وقال أبو اليمان في رواية : الله حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون وذكر
الحديث ومنها الصادق وهو في خبر عبد العزيز بن الحصين مذكور وفي كتاب الله عز وجل
: {ومن أصدق من الله قيلا}.
وقوله : {الحمد لله
الذي صدقنا وعده}.
قال الحليمي : خاطب
الله تعالى عباده وأخبرهم بما يرضيه عنهم ويسخطه عليهم وبما لهم من الثواب عنده
إذا أرضوه والعقاب لديه إذا أسخطوه فصدقهم ولم يعزرهم ولم يلبس عليهم.
ومنها النور قال الله
عز وجل : {الله نور السماوات والأرض}.
ورويناه في خبر
الأسامي وغيره.
قال الحليمي : وهو
الهادي لا يعلم العباد إلا ما علمهم ولا يدركون إلا ما يسر لهم إدراكه ، فالحواس
والعقل فطرته وخلقه وعطيته
136- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان الدارمي ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما قوله : {الله نور السماوات والأرض} يقول : الله سبحانه
وتعالى هادي أهل السماوات والأرض مثل نوره مثل هداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت
الصافي يضيء قبل أن تمسه النار ، فإذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوء كذلك يكون
قلب المؤمن يعمل الهدى قبل أن يأتيه العلم فإذا أتاه العلم ازداد هدى على هدى
ونورا على نور وقال أبو سليمان فيما أخبرت عنه : ولا يجوز أن يتوهم أن الله سبحانه
وتعالى نور من الأنوار فإن النور تضاده الظلمة وتعاقبه فتزيله ، وتعالى الله أن
يكون له ضد أو ند ومنها الرشيد.
قال الحليمي : وهو
المرشد وهذا مما يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني في خبر الأسامي ومعناه
الدال على المصالح والداعي إليها ، وهذا من قوله عز وجل.
: {وهيئ لنا من أمرنا
رشدا} فإن مهيئ الرشد مرشد.
وقال تعالى : {ومن
يضلل فلن تجد له وليا مرشدا} فكان ذلك دليلا على أن من هداه فهو وليه ومرشده.
ومنها الهادي
قال الله عز وجل :
{إن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم} وهو في خبر الأسامي مذكور.
قال الحليمي : وهو
الدال على سبيل النجاة ، والمبين لها لئلا يزيغ العبد ويضل ، فيقع فيما يرديه
ويهلكه قال أبو سليمان فيما أخبرت عنه : هو الذي من بهداه على من أراد من عباده
فخصه بهدايته وأكرمه بنور توحيده كقوله تعالى : {ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} وهو الذي هدى سائر الخلق من الحيوان
إلى مصالحها ، وألهمها كيف تطلب الرزق وكيف تتقي المضار والمهالك كقوله عز وجل : {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}
137- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ
بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ وَأَخْبَرَنَا
أَبُو الْقَاسِمِ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ
اللَّهَ تَعَالَى وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلٌ لَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ :
مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ،
أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ تَعَالَى ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ
مُحَمَّدٍ ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ،
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ.
ثُمَّ يَقُولُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ " ،
وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ ، احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ
، وَعَلا صَوْتُهُ ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ صَبَّحَتْكُمْ
أَمْسَتْكُمْ
ثُمَّ يَقُولُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَرَكَ مَالا فَلأَهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا
أَوْ ضِيَاعًا فَإِلَيَّ أَوْ عَلَيَّ ، وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ".
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ
138- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو
نُوحٍ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا
عِكْرِمَةُُُُ
حَدَّثَنِي يَحْيَى
بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ
نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ إِذَا قَامَ
مِنَ اللَّيْلِ ؟ قَالَتْ : كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ كَانَ يَفْتَتِحُ
صَلاتَهُ : بِ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ
بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
لَفْظُ حَدِيثِ
الرُّوذْبَارِيِّ ، وَفِي رِوَايَةِ قُرَادٍ قَالَ : إِذَا قَامَ كَبَّرَ يَقُولُ
وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى وَغَيْرِهِ
139- أَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الطَّرَائِفِيُّ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ
أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.
وَقَوْلِهِ : وَلَوْ
شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى.
وَقَوْلِهِ : وَمَنْ
يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا.
وَقَوْلِهِ : مَا
كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ.
وَقَوْلِهِ : وَمَا
كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ
ُُُُُُُُُُُُُُُُ
تُؤْمِنَ إِلاَّ
بِإِذْنِ اللهِ.
وَقَوْلِهِ : {وَلَوْ
شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا.
وَقَوْلِهِ : وَلَوْ
شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا.
وَقَوْلِهِ : إِنَّا
جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالا.
وَقَوْلِهِ : مَنْ
أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا.
وَقَوْلِهِ : إِنَّكَ
لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى.
وَقَوْلِهِ : إِنَّكَ
لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ.
وَقَوْلِهِ :
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ، وَنَحْوِ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ ، قَالَ : إِنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْرِصُ أَنْ يُؤْمِنَ
جَمِيعُ النَّاسِ وَيُبَايِعُوهُ عَلَى الْهُدَى ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى
: أَنَّهُ لا يُؤْمِنُ إِلاَّ مَنْ سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللهِ السَّعَادَةُ فِي
الذِّكْرِ الأَوَّلِ ، وَلا يَضِلُّ إِلاَّ مَنْ سَبَقَتْ لَهُ الشَّقَاوَةَ فِي الذِّكْرِ
الأَوَّلِ ، ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ
عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ،
وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ
فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ.
وَقَوْلِهِ : لَيْسَ
لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ.
وَقَوْلِهِ : وَلَوْ
أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا
عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا يَعْنِي مُعَايَنَةً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا
وَهُمْ أَهْلُ الشَّقَاءِ ثُمَّ قَالَ : إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ، وَهُمْ
أَهْلُ السَّعَادَةِ الَّذِينَ سَبَقَ لَهُمْ فِي عِلْمِهِ أَنْ يَدْخُلُوا فِي
الإِيمَانِ ، وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى يَقُولُ : خَلَقَ
اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ رُوحَهُ ، ثُمَّ هَدَاهُ لِمَنْكَحِهِ وَمَطْعَمِهِ
وَمَشْرَبِهِ وَمَسْكَنِهِ وَمَوْلِدِهِ.
وَمِنْهَا
الْحَنَّانُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْوَاسِعُ الرَّحْمَةِ ، وَقَدْ يَكُونُ الْمَبَالِغُ فِي إِكْرَامِ
أَهْلِ طَاعَتِهِ إِذَا وَافُوا دَارَ الْقَرَارِ ، لأَنَّ مَنْ حَنَّ مِنَ
النَّاسِ إِلَى غَيْرِهِ أَكْرَمَهُ عِنْدَ لِقَائِهِ ، وَكُلِّفَ بِهِ عِنْدَ
قُدُومِهِ قُلْتُ : وَهُوَ فِي خَبَرِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ
مَذْكُورٌ
ُُُُ
140- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا سَلامُ
بْنُ مِسْكِينٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو ظِلالٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ
رَجُلا فِي النَّارِ يُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ ،
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ : اذْهَبْ
فَأْتِنِي بِعَبْدِي
هَذَا ، فَذَهَبَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَوَجَدَ أَهْلَ النَّارِ
مُنْكَبِّينَ يَبْكُونَ ، قَالَ : فَرَجَعَ فَأَخْبَرَ رَبَّهُ قَالَ : اذْهَبْ
إِلَيْهِ فَأْتِنِي بِهِ ، فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ :
فَذَهَبَ فَجَاءَ بِهِ قَالَ : يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ
؟ قَالَ : يَا رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ وَشَرَّ مَقِيلٍ ، قَالَ : رُدُّوا عَبْدِي ،
قَالَ : مَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُعِيدَنِي إِلَيْهَا بَعْدَ إِذْ أَخْرَجْتَنِي
مِنْهَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ : دَعُوا عَبْدِي
141- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ، حَدَّثَنَا إسحاق بن الحسن
الحربي ، حَدَّثَنَا أبو حذيفة ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن
عباس ، رضي الله
عنهما في قوله عز وجل : {وحنانا من لدنا} قال : التعطف بالرحمة قال أبو سليمان الخطابي
فيما أخبرت عنه : الحنان معناه ذو الرحمة والعطف والحنان مخففا الرحمة قلت : وفي
كتاب الغريبين عن أبي عبيد الهروي قال : قال ابن الأعرابي : الحنان
من صفات الله الرحيم ، والحنان مخففا العطف والرحمة والرزق والبركة
142- أخبرنا أبو الحسين بن
بشران ، أَخْبَرَنَا أبو عمر ، محمد بن عبد الواحد الزاهد غلام ثعلبة أو ثعلب في
كتاب ياقوتة السراط الذي يروي أكثره عن ثعلب عن ابن الأعرابي في قوله عز وجل :
{لقد من الله}} أي تفضل الله} {على المؤمنين}
المصدقين ، والمنان
المتفضل ، والحنان الرحيم ، وقال في قوله تعالى : {وحنانا من لدنا} أخبرنا ثعلب عن
ابن الأعرابي عن المفضل قال : الحنان : الرحمة ، والحنان : الرق ، والحنان : البركة ،
والحنان : الهيبة ومنها الجامع وهو في خبر الأسامي مذكور ، وفي القرآن : {ربنا إنك
جامع الناس ليوم لا ريب فيه}.
قال الحليمي ومعناه الضام
لأشتات الدارسين من الأموات وذلك يوم القيامة ، وذكره أبو سليمان بمعناه ، قال :
ويقال : الجامع الذي جمع الفضائل وحوى المكارم والمآثر ومنها الباعث وهو في خبر
الأسامي مذكور ، وفي القرآن : {وأن الله يبعث من في القبور}.
وقال الحليمي : يبعث
من في القبور أحياء ليحاسبهم ويجزيهم بأعمالهم قال أبو سليمان : يبعث الخلق بعد
الموت ، أي يحييهم فيحشرهم للحساب : {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين
أحسنوا بالحسنى} قال : ويقال : هو الذي يبعث عباده عند السقطة ، ويبعثهم بعد الصرعة ومنها
المقدم والمؤخر وهما في خبر الأسامي مذكوران
143- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلانِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو
بِهَذَا
الدُّعَاءِ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا
أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي
وَجَدِّي وَهَزْلِي ، وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدِي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا
قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ
الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
بَشَّارٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الْمُقَدِّمُ : هُوَ الْمُعْطِي لِعَوَالِي الرُّتَبِ ، وَالْمُؤَخِّرُ : هُوَ
الدَّافِعُ عَنْ عَوَالِي الرُّتَبِ.
وَقَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : هُوَ الْمُنْزِلُ لِلأَشْيَاءِ مَنَازِلَهَا ، يُقَدِّمُ مَا
يَشَاءُ مِنْهَا وَيُؤَخِّرُ مَا شَاءَ ، قَدَّمَ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ
يَخْلُقَ الْخَلْقَ ، وَقَدَّمَ مَنْ أَحَبَّ مِنْ أَوْلِيَائِهِ عَلَى غَيْرِهِمْ
مِنْ عَبِيدِهِ ، وَرَفَعَ الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ ،
وَقَدَّمَ مَنْ شَاءِ بِالتَّوْفِيقِ إِلَى مَقَامَاتِ السَّابِقِينَ ، وَأَخَّرَ
مَنْ شَاءَ عَنْ مَرَاتِبِهِمْ وَثَبَّطَهُمْ عَنْهَا ، وَأَخَّرَ الشَّيْءَ عَنْ
حِينِ تَوَقُّعِهِ لِعِلْمِهِ بِمَا فِي عَوَاقِبِهِ مِنَ الْحِكْمَةِ ، لا مُقَدِّمَ
لِمَا أَخَّرَ ، وَلا مُؤَخِّرَ لِمَا قَدَّمَ ، قَالَ : وَالْجَمْعُ بَيْنَ هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ أَحْسَنُ مِنَ التَّفْرِقَةِ
144- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ بن عمر بن برهان ، وأبو الحسين
بن الفضل القطان ، وغيرهم ، قَالُوا : أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عُلَيَّةَ ، عَنْ يَزِيدَ ، يَعْنِي الرِّشْكَ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَعُلِمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ
؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَفِيمَ يَعْمَلُ
الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اعْمَلُوا فَكُلٌّ
مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَوْ كَمَا قَالَ
145- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَحْمَوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الشِّخِّيرِ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنْ
أَهْلِ النَّارِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَلَمْ يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ ؟
قَالَ : كُلٌّ يَعْمَلُ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَوْ لِمَا يُسِّرَ لَهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ.
وَمِنْهَا الْمُعِزُّ
الْمُذِلُّ :
وَقَدْ
رُوِّينَاهُمَا فِي خَبَرِ الأَسَامِي ، وَفِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الْمُعِزُّ : هُوَ الْمُيَسِّرُ أَسْبَابَ الْمَنْعَةِ ، وَالْمُذِلُّ : هُوَ
الْمُعَرِّضُ لِلْهَوَانِ وَالضَّعَةِ ، وَلا يَنْبَغِي أَنْ يُدْعَى اللَّهُ
جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِالْمُؤَخِّرِ إِلاَّ مَعَ الْمُقَدِّمِ ، وَلا بِالْمُذِلِّ
إِلاَّ مَعَ الْمُعِزِّ ، وَلا بِالْمُمِيتِ إِلاَّ مَعَ الْمُحْيِي كَمَا قُلْنَا
فِي الْمَانِعِ وَالْمُعْطِي ، وَالْقَابِضِ وَالْبَاسِطِ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ : أَعَزَّ بِالطَّاعَةِ أَوْلِيَاءَهُ ، وَأَظْهَرَهُمْ عَلَى
أَعْدَائِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَأَحَلَّهُمْ دَارَ الْكَرَامَةِ فِي الْعُقْبَى ، وَأَذَلَّ
أَهْلَ الْكُفْرِ فِي الدُّنْيَا بِأَنْ ضَرَبَهُمْ بِالرِّقِّ وَبِالْجِزْيَةِ
وَالصَّغَارِ ، وَفِي الآخِرَةِ بِالْعُقُوبَةِ وَالْخُلُودِ فِي النَّارِ.
وَمِنْهَا الْوَكِيلُ
وَفِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا ، وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِي خَبَرِ
الأَسَامِي
146- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ،
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ
، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
كَانَ آخِرُ كَلامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ
، حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ قَالَ : وَقَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهَا : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ
قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا
اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: الْوَكِيلُ هُوَ الْمُوَكَّلُ وَالْمُفَوَّضُ إِلَيْهِ ، عِلْمًا بِأَنَّ
الْخَلْقَ وَالأَمْرَ لَهُ لا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ دُونِهِ شَيْئًا
147- وأخبرنا أبو سعيد بن
أبي عمرو ، حَدَّثَنَا أبو العباس الأصم ، حَدَّثَنَا محمد بن الجهم ، صاحب الفراء
قال : قال الفراء : قوله : {ألا تتخذوا من دوني وكيلا}
يقال : ربا ويقال : كافيا
قال أبو سليمان : ويقال معناه أنه الكفيل بأرزاق العباد والقائم عليهم بمصالحهم ،
وحقيقته أنه يستقل بالأمر الموكول إليه ، ومن هذا قول المسلمين حسبنا الله ونعم
الوكيل ، أي نعم الكفيل بأمورنا والقائم بها وأما قوله في قصة موسى وشعيب عليهما
السلام : {والله على ما نقول وكيل} فقد
__________
148- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين ، حَدَّثَنَا
آدم ، حَدَّثَنَا ورقاء ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ابن جريج ، قال : يعني
شهيدا ومنها سريع الحساب قال الله عز وجل : {والله سريع الحساب}
149- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
الْفَرَّاءُ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي خَالِدٍ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : دَعَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأَحْزَابِ
وَقَالَ : اللَّهُمَّ
مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الأَحْزَابَ ، اللَّهُمَّ
اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ.
أَخْرَجَاهُ فِي
"الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: فَقِيلَ مَعْنَاهُ لا يَشْغَلُهُ حِسَابُ أَحَدٍ عَنْ حِسَابِ غَيْرِهِ ،
فَيَطُولُ الأَمْرُ فِي مُحَاسَبَةِ الْخَلْقِ عَلَيْهِ ، وَقَدْ قِيلَ مَعْنَاهُ
أَنَّهُ يُحَاسِبُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ ، لَوْ
تَوَلَّى الْمَخْلُوقُونَ مِثْلَ ذَلِكَ الأَمْرِ فِي مِثْلِهِ لَمَا قَدَرُوا
عَلَيْهِ وَلاحْتَاجُوا إِلَى سِنِينَ لا يُحْصِيهَا إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَى.
وَمِنْهَا ذُو
الْفَضْلِ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَهُوَ الْمُنْعِمُ بِمَا لا يَلْزَمُهُ قُلْتُ : وَقَدْ رُوِيَ فِي تَسْمِيَةِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلُ حَدِيثٌ
مُنْقَطِعٌ
150- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خُشَيْشٍ الْمُقْرِئُ ، بِالْكُوفَةِ ،
أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي الْعَزَائِمِ ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ
حَازِمٍ ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى
كُلِّ حَالٍ ، وَإِذَا جَاءَهُ شَيْءٌ يُعْجِبُهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ
تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ.
وَمِنْهَا ذُو
انْتِقَامٍ :
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
: وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ، وَقَالَ : يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ
الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ.
وَرُوِّينَاهُ فِي
خَبَرِ الأَسَامِي ، الْمُنْتَقِمُ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: هُوَ الْمُبَلِّغُ بِالْعِقَابِ قَدْرَ الاسْتِحْقَاقِ.
وَمِنْهَا الْمُغْنِي
وَهُوَ فِي خَبَرِ الأَسَامِي مَذْكُورٌ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ هُوَ الَّذِي جَبَرَ مَفَاقِرَ الْخَلْقِ ، وَسَاقَ إِلَيْهِمْ
أَرْزَاقَهُمْ ، فَأَغْنَاهُمْ عَمَّا سِوَاهُ ، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ، وَيَكُونُ الْمُغْنِي بِمَعْنَى الْكَافِي
مِنَ الْغَنَاءِ مَمْدُودًا مَفْتُوحَ الْغَيْنِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ :.
وَمِنْهَا مَا جَاءَ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لا تَقُولُوا
: الطَّبِيبَ وَلَكِنْ قُولُوا : الرَّفِيقَ ، فَإِنَّ الطَّبِيبَ هُوَ اللَّهُ
قَالَ : وَمَعْنَى هَذَا أَنَّ الْمُعَالِجَ لِلْمَرِيضِ مِنَ الآدَمَيِّينَ ،
وَإِنْ كَانَ حَاذِقًا مُتَقَدِّمًا فِي صِنَاعَتِهِ ، فَإِنَّهُ قَدْ لا يُحِيطُ
عِلْمًا بِنَفْسِ الدَّاءِ ، وَلَئِنْ عَرَفَهُ وَمَيَّزَهُ فَلا يَعْرِفُ
مِقْدَارَهُ وَلا مِقْدَارَ مَا اسْتَوْلَى عَلَيْهِ مَنْ بَدَنِ الْعَلِيلِ
وَقُوَّتِهِ ، وَلا يُقْدِمُ عَلَى مُعَالَجَتِهِ إِلاَّ مُتَطَبِّبًا عَامِلا
بِالأَغْلَبِ مِنْ رَأْيِهِ وَفَهْمِهِ ، لأَنَّ مَنْزِلَتَهُ فِي عِلْمِ
الدَّوَاءِ كَمَنْزِلَتِهِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا فِي عِلْمِ الدَّاءِ ، فَهُوَ
لِذَلِكَ رُبَّمَا يُصِيبُ ، وَرُبَّمَا يُخْطِئُ ، وَرُبَّمَا يَزِيدُ فَيَغْلُو
، وَرُبَّمَا يَنْقُصُ فَيَكْبُو ، فَاسْمُ الرَّفِيقِ إِذًا أَوْلَى بِهِ مِنَ
الطَّبِيبِ ، لأَنَّهُ يَرْفُقُ
بِالْعَلِيلِ
فَيَحْمِيهِ مِمَّا يَخْشَى أَنْ لا يَحْتَمِلَهُ بَدَنُهُ ، وَيُطْعِمُهُ
وَيَسْقِيهِ مَا يَرَى أَنَّهُ أَرْفَقُ بِهِ ، فَأَمَّا الطَّبِيبُ فَهُوَ
الْعَالِمُ بِحَقِيقَةِ الدَّاءِ وَالدَّوَاءِ وَالْقَادِرُ عَلَى الصِّحَّةِ وَالشِّفَاءِ
، وَلَيْسَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِلاَّ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ، فَلا
يَنْبَغِي أَنْ يُسَمَّى بِهَذَا الاسْمِ أَحَدٌ سِوَاهُ ، فَأَمَّا صِفَةُ
تَسْمِيَةِ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، فَهِيَ أَنْ يُذْكَرَ ذَلِكَ فِي حَالِ
الاسْتِشْفَاءِ مِثْلَ أَنْ يُقَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمُصِحُّ وَالْمُمْرِضُ وَالْمُدَاوِي
وَالطَّبِيبُ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ فَأَمَّا أَنْ يُقَالَ : يَا طَبِيبُ كَمَا
يُقَالُ : يَا رَحِيمُ أَوْ يَا حَلِيمُ أَوْ يَا كَرِيمُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ
مُفَارَقَةٌ لآدَابِ الدُّعَاءِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، قُلْتُ وَفِي مِثْلِ
هَذِهِ الْحَالَةِ وَرَدَ تَسْمِيَتُهُ بِهِ فِي الآثَارِ
151- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَاكِهِيُّ ، بِمَكَّةَ
، أَخْبَرَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ
عَبْدِ الْجَبَّارِ ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ ، عَنِ ابْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّهَا كَانَتْ
تَمْسَحُ صَدْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ :
اكْشِفِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، أَنْتَ الطَّبِيبُ وَأَنْتَ الشَّافِي ، فَيَقُولُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ
الأَعْلَى
152- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ
، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
=====================================================
ج2. كتاب :
الأسماء والصفات البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر
مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ ، عَنْ إِيَادِ بْنِ
لَقِيطٍ ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي ، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أُعَالِجُهَا فَإِنِّي طَبِيبٌ ، قَالَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ رَفِيقٌ وَاللَّهُ الطَّبِيبُ قَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكَ ؟
قَالَ : قُلْتُ : ابْنِي أَشْهَدُ بِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: أَمَا إِنَّهُ لا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ :.
وَمِنْهَا مَا جَاءَ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اللَّهُمَّ اشْفِ
أَنْتَ الشَّافِي
153- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، قَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ وَضَعَ يَدَهُ حَيْثُ يَشْتَكِي ثُمَّ يَقُولُ :
أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لا شِفَاءَ إِلاَّ
شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعْتُ يَدِي
عَلَيْهِ ، وَذَهَبْتُ أَقُولُ ذَلِكَ فَدَفَعَنِي وَقَالَ : اللَّهُمَّ
الرَّفِيقَ الأَعْلَى ، اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
وَأَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ الأَعْمَشِ
154- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، وَعَنْ أَبِي
الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ :
إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى بِمَرِيضٍ
قَالَ : أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لا شِفَاءَ
إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، فَقَالَ : وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
طَهْمَانَ :.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: قَدْ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ فِي الدُّعَاءِ : يَا شَافِي يَا كَافِي ، لأَنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَشْفِي الصُّدُورَ مِنَ الشُّبَهِ وَالشُّكُوكِ ، وَمِنَ
الْحَسَدِ وَالْغُلُولِ ، وَالأَبْدَانَ مِنَ الأَمْرَاضِ
وَالآفَاتِ ، وَلا
يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُهُ ، وَلا يُدْعَى بِهَذَا الاسْمِ سِوَاهُ ،
وَمَعْنَى الشِّفَاءِ رَفْعُ مَا يُؤْذِي أَوْ يُؤْلِمُ عَنِ الْبَدَنِ ، قَالَ.
وَمِنْهَا : مَا
جَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ
155- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، يَعْنِي ابْنَ مَيْمُونٍ صَاحِبَ
الأَنْمَاطِ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَبَّكُمْ
عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ
إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا كَذَا.
رَوَاهُ
الأَنْمَاطِيُّ
156- وأخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق
الصاغاني ، حَدَّثَنَا عفان ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، وحميد ، وسعيد
الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان ، أنه قال : أجد في التوراة أن الله حيي
كريم يستحيي أن يرد يدين خائبتين سئل بهما خيرا
157- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، أَخْبَرَنَا أَسْوَدُ
بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ
أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ ، فَإِذَا أَرَادَ ،
يَعْنِي أَحَدُكُمْ ، أَنْ يَغْتَسِلَ فَلْيَتَوَارَ بِشَيْءٍ
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَرُدَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَاهُ فَسَأَلَهُ
مَا لا يَمْتَنِعُ فِي الْحِكْمَةِ إِعْطَاؤُهُ إِيَّاهُ وَإِجَابَتُهُ إِلَيْهِ ،
فَهُوَ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلاَّ أَنَّهُ لا يَخَافُ مِنْ فِعْلِهِ ذَمًّا ،
كَمَا يَخَافُ النَّاسُ ، فَيَكْرَهُونَ لِذَلِكَ فِعْلَ أُمُورٍ وَتَرْكَ أُمُورٍ
، فَإِنَّ الْخَوْفَ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَيْهِ قُلْتُ : وَقَوْلُهُ سِتِّيرٌ ، يَعْنِي أَنَّهُ سَاتِرٌ يَسْتُرُ عَلَى
عِبَادِهِ كَثِيرًا ، وَلا يَفْضَحُهُمْ فِي الْمَشَاهِدِ ، كَذَلِكَ يُحِبُّ مِنْ
عِبَادِهِ السِّتْرَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَاجْتِنَابِ مَا يَشِينُهُمْ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ
فصل
ولله جل ثناؤه أسماء
سوى ما ذكرنا
قال الشيخ أبو عبد
الله الحليمي : ولله جل ثناؤه أسماء سوى ما ذكرنا تدخل في أبواب مختلفة ومنها ذو
العرش قال الله عز وجل : {وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد}.
قال الحليمي : معناه
الملك الذي يقصد الصافون حول العرش تعظيمه وعبادته ، فهذا قد يتبع إثبات الباري جل
ثناؤه ، على معنى أن للعباد ملكا وربا يستحق عليهم أن يعبدوه- يعني إذا أمرهم به-
وقد يتبع التوحيد على معنى أن المعبود واحد والملك واحد ، وليس العرش إلا لواحد ، وقد
يتبع إثبات الإبداع والاختراع له لأنه لا يثبت العرش إلا من ينسب الاختراع إليه ،
وقد يتبع إثبات التدبير له على معنى أنه هو الذي رتب الخلائق ودبر الأمور فعلا
بالعرش على كل شيء وجعله مصدرا لقضاياه وأقداره ، ورتب له حملة من ملائكته وآخرين
منهم يصفون حوله ويعبدونه ومنها ذو الجلال والإكرام قال الله عز وجل : {ويبقى وجه
ربك ذو الجلال والإكرام}.
ورويناه في خبر
الأسامي وغيره
158- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْمِهْرَجَانِيُّ ،
بِهَا ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَذَّاءُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ
الْمَدِينِيُّ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي
الْوَرْدِ ثُمَامَةَ ، عَنِ اللَّجْلاجِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ
يَقُولُ : يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ : قَالَ : قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ
فَسَلْ.
قَالَ الْحَلِيمِيُّ
: وَمَعْنَاهُ : الْمُسْتَحِقُّ لأَنْ يُهَابَ لِسُلْطَانِهِ وَيُثْنَى عَلَيْهِ
بِمَا يَلِيقُ بِعُلُوِّ شَأْنِهِ ، وَهَذَا قَدْ يَدْخُلُ فِي بَابِ الإِثْبَاتِ
عَلَى مَعْنَى أَنَّ لِلْخَلْقِ رَبًّا يَسْتَحِقُّ عَلَيْهِمُ الإِجْلالَ
وَالإِكْرَامَ ، وَيَدْخُلُ فِي بَابِ التَّوْحِيدِ عَلَى مَعْنَى أَنَّ هَذَا
الْحَقَّ لَيْسَ إِلاَّ لِمُسْتَحِقٍّ وَاحِدٍ.
قَالَ أَبُو
سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ : الْجَلالُ مَصْدَرُ الْجَلِيلِ ، يُقَالُ : جَلِيلٌ
مِنَ الْجَلالَةِ وَالْجَلالِ ، وَالإِكْرَامُ مَصْدَرُ أَكْرَمَ يُكْرِمُ إِكْرَامًا
، وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُجَلَّ وَيُكْرَمَ
، فَلا يُجْحَدَ وَلا يُكْفَرَ بِهِ ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَى أَنَّهُ
يُكَرِّمُ أَهْلَ وِلايَتِهِ ، وَيَرْفَعُ دَرَجَاتِهِمْ بِالتَّوْفِيقِ
لِطَاعَتِهِ فِي الدُّنْيَا ، وَيُجِلُّهُمْ بِأَنْ يَتَقَبَّلَ أَعْمَالَهُمْ ،
وَيَرْفَعَ فِي الْجِنَانِ دَرَجَاتِهِمْ ، وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَحَدُ
الأَمْرَيْنِ ، وَهُوَ الْجَلالُ ، مُضَافًا إِلَى اللهِ تَعَالَى بِمَعْنَى
الصِّفَةِ
لَهُ ، وَالآخَرُ
مُضَافًا إِلَى الْعَبْدِ بِمَعْنَى الْفِعْلِ مِنْهُ ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى : هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ، فَانْصَرَفَ أَحَدُ
الأَمْرَيْنِ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَهُوَ الْمَغْفِرَةُ ،
وَالآخَرُ إِلَى الْعِبَادِ ، وَهُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
159- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما في قوله عز وجل : {ذو الجلال والإكرام} يقول : ذو العظمة والكبرياء.
قال الحليمي ومنها :
الفرد لأن معناه المنفرد بالقدم والإبداع والتدبير
160- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَرْبِيُّ ، بِبَغْدَادَ ،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا الْكَلْبِيُّ
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : حَدَّثَنِي
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي
قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ ، وَتَكَفَّلْتَ
بِالإِجَابَةِ ، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ
لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لا شَرِيكَ لَكَ ، أَشْهَدُ
أَنَّكَ فَرْدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ
كُفُوًا أَحَدٌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ ، وَلِقَاءَكَ حَقٌّ ،
وَالْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا
وَأَنَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ
161- وأخبرنا أبو طاهر
الفقيه ، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حَدَّثَنَا أحمد بن يوسف
السلمي ، حَدَّثَنَا أبو المغيرة ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثني محمد
بن طلحة ، عن رجل ، قال : إن عيسى ابن مريم عليه السلام كان إذا أراد أن يحيي
الموتى صلى ركعتين يقرأ في الأولى : {تبارك الذي بيده الملك} وفي الثانية تنزيل السجدة فإذا فرغ مدح الله تعالى
فأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء : يا قديم ، يا حفي ، يا دائم ، يا فرد يا وتر} ،
يا أحد يا صمد ليس هذا بالقوي وكذلك ما قبله والله أعلم
ومنها ذو المعارج.
قال الحليمي : وهو
الذي يعرج إليه بالأرواح والأعمال وهذا أيضا يدخل في باب الإثبات والتوحيد
والإبداع والتدبير ، وبالله التوفيق وفي كتاب الله تعالى : {من الله ذي المعارج}
162- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ ، أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ
الْفَقِيهُ ، بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَنِيفٍ الْبُخَارِيُّ ،
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَالَ :
أَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فِيهِ : ثُمَّ أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّوْحِيدِ
: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَهَلَّ النَّاسُ
، قَالَ : وَلَبَّى النَّاسُ لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ وَلَبَّيْكَ ذَا
الْفَوَاضِلِ ، فَلَمْ يَعِبْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا
باب ما جاء في حروف
المقطعات في فواتح السور وأنها من أسماء الله عز وجل
163- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما أنه قال في قوله تعالى : {كهيعص} وطه ، وطس ، وطسم ، ويس ، وص ، وحم عسق ، وق ، ونحو ذلك ، قسم أقسمه
الله تعالى ، وهي من أسماء الله عز وجل
164- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ
، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين الكسائي
، حَدَّثَنَا آدم بن أبي إياس ، حَدَّثَنَا ورقاء ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ،
عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى : {كهيعص}
قال : كاف من كريم ،
وها من هادي ، ويا من حكيم ، وعين من عليم ، وصاد من صادق
165- وأخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، أَخْبَرَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا
سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا خالد بن عبد الله ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن
إسماعيل بن راشد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله تعالى
: {كهيعص} قال : كبير هاد يمين عزيز صادق
166- وأخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أخبرني محمد بن إسحاق الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن نصر ، حَدَّثَنَا عمرو
بن طلحة القناد ، أَخْبَرَنَا شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن
جبير ، عن ابن عباس ،
رضي الله عنهما في قوله عز وجل : {كهيعص} قال : كاف هاد أمين عزيز صادق
167- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق ،
حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير ، حَدَّثَنَا شريك ، عن عطاء ، عن أبي الضحى ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما : {المص} قال : أنا الله أفصل} {المر} قال : أنا الله أرى
168- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أخبرني أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد
بن نصر اللباد ، حَدَّثَنَا عمرو بن طلحة القناد ، حَدَّثَنَا أسباط بن نصر ، عن
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن
مرة الهمداني ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم : {الم ذلك الكتاب} أما الم فهو حرف اشتق من حروف هجاء أسماء الله عز وجل
169- وأخبرنا أبو الحسين
بن بشران ، حَدَّثَنَا دعلج بن أحمد ، حَدَّثَنَا محمد بن سليمان ، حدثنا عبيد الله
بن موسى ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد ، عن السدي ، قال : فواتح السور من
أسماء الله عز وجل
باب ما جاء في فضل
الكلمة الباقية في عقب إبراهيم عليه السلام
وهي كلمة التقوى
ودعوة الحق لا إله إلا الله قال أبو عبد الله الحليمي : ضمن الله جل ثناؤه المعاني التي ذكرناها في أسماء الله تعالى جده كلمة
واحدة وهي لا إله إلا الله ، وأمر المأمورين بالإيمان أن يعتقدوها ويقولوها ، فقال
عز وجل : {فاعلم أنه لا إله إلا الله}.
وقال فيما ذم به مستكبري
العرب : {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا
آلهتنا لشاعر مجنون} والمعنى أنهم كانوا إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله
استكبروا ولم يقولوها ، بل قالوا مكانها : {أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} ووصف
الله تبارك وتعالى نفسه بما في هذه الكلمة في غير موضع من كتابه فقال : {الله لا
إله إلا هو الحي القيوم}.
وقال : {هو الحي لا
إله إلا هو} وأضاف هذه الكلمة في بعض الآيات إلى إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه
عليه فقال بعد أن أخبر عنه أنه قال لأبيه وقومه : {إنني براء مما تعبدون إلا الذي
فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه} فقيل : الكلمة لا إله إلا الله ومجاز قوله : {إنني براء مما تعبدون}
لا إله ومجاز قوله : {إلا الذي فطرني} إلا الله فيحتمل أن يكون أولاده المؤمنون أخذوا
هذه الكلمة عنه ، فكانوا يقولون : لا إله إلا الله ، ثم إن الله تعالى جل ثناؤه
جددها بعد دروسها للنبي صلى الله عليه وسلم إذ بعثه لأنه كان من ذرية إبراهيم عليه
الصلاة والسلام وورثه من هذه الكلمة ما ورثه من البيت والمقام وزمزم والصفا
والمروة وعرفة والمشعر ومنى ، والكلمات التي ابتلاه بها فأتمها والقربان فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى
يقولوا لا إله إلا
الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
170- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
سُلَيْمانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْيَمَ ،
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ سُلَيْمَانُ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى
يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ
عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى
وَكَفَرَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ
بْنُ الْحَجَّاجِ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، قَالَ أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَلِيمِيُّ : وَفِي هَذَا بَيَانٌ أَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ يَكْفِي الانْسِلاخُ
بِهَا مِنْ جَمِيعِ أَصْنَافِ الْكُفْرِ بِاللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، وَإِذَا
تَأَمَّلْنَاهَا وَجَدْنَاهَا بِالْحَقِيقَةِ كَذَلِكَ ، لأَنَّ مَنْ
قَالَ لا إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، فَقَدْ أَثْبَتَ اللَّهَ تَعَالَى ، وَنَفَى غَيْرَهُ ، فَخَرَجَ
بِإِثْبَاتِ مَا أَثْبَتَ مِنَ التَّعْطِيلِ ، وَبِمَا ضَمَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْيِ
غَيْرِهِ مِنَ التَّشْرِيكِ ، وَأَثْبَتَ بِاسْمِ الإِلَهِ الإِبْدَاعَ
وَالتَّدْبِيرَ مَعًا ، إِذْ كَانَتِ الإِلَهِيَّةُ لا تَصِيرُ مُثْبَتَةً لَهُ
جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِإِضَافَةِ الْمَوْجُودَاتِ إِلَيْهِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ سَبَبٌ
لوُجُودِهَا دُونَ أَنْ يَكُونَ فِعْلا لَهُ وَصُنْعًا ، وَيَكُونُ لوُجُودِهَا
بِإِرَادَتِهِ وَاخْتِيَارِهِ تَعَلُّقٌ ، وَلا بِإِضَافَةِ فِعْلٍ يَكُونُ مِنْهُ
فِيهَا سِوَى الإِبْدَاعِ إِلَيْهِ مِثْلُ التَّرْكِيبِ وَالنَّظْمِ
وَالتَّأْلِيفِ ، فَإِنَّ الأَبَوَيْنِ قَدْ يَكُونَانِ سَبَبًا لِلْوَلَدِ عَلَى
بَعْضِ الْوُجُوهِ ، ثُمَّ لا يَسْتَحِقُّ وَاحِدٌ مِنْهُمَا اسْمَ الإِلَهِ ،
وَالنَّجَّارُ وَالصَّائِغُ وَمَنْ يَجْرِي مَجْرَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُرَكِّبُ
وَيُهَيِّئُ ، وَلا يَسْتَحِقُّ اسْمَ الإِلَهِ ، فَعُلِمَ بِهَذَا أَنَّ اسْمَ
الإِلَهِ لا يَجِبُ إِلاَّ لِكُلِّ مُبْدِعٍ ، وَإِذَا وَقَعَ الاعْتِرَافُ
بِالإِبْدَاعِ فَقَدْ وَقَعَ بِالتَّدْبِيرِ ، إِنَّ الإِيجَادَ تَدْبِيرٌ ،
وَلأَنَّ تَدْبِيرَ الْمَوْجُودِ إِنَّمَا يَكُونُ بِإِتْقَانِهِ أَوْ بِإِحْدَاثِ
أَعْرَاضٍ فِيهِ ، أَوْ إِعْدَامِهِ بَعْدَ إِيجَادِهِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ إِذَا
كَانَ فَهُوَ إِبْدَاعٌ وَإِحْدَاثٌ ، وَفِي ذَلِكَ مَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لا
مَعْنَى لِفَصْلِ التَّدْبِيرِ عَنِ الإِبْدَاعِ وَتَمَيُّزِهِ عَنْهُ ، وَأَنَّ
الاعْتِرَافَ بِالإِبْدَاعِ يَنْتَظِمُ جَمِيعَ وُجُوهِهِ وَعَامَّةَ مَا يَدْخُلُ
فِي بَابِهِ ، هَذَا هُوَ الأَصْلُ الْجَارِي عَلَى سُنَنِ النَّظَرِ ، مَا لَمْ
يُنَاقِضْ قَوْلَهُ مُنَاقِضٌ فَيُسَلِّمُ أَمْرًا وَيَجْحَدُ مِثْلَهُ ، أَوْ يُعْطِي
أَصْلا وَيَمْنَعُ فَرَعَهُ ، فَأَمَّا التَّشْبِيهُ فَإِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ
أَيْضًا تَأْتِي عَلَى نَفْيِهِ ، لأَنَّ اسْمَ الإِلَهِ إِذَا ثَبَتَ فَكُلُّ
وَصْفٍ يَعُودُ عَلَيْهِ بْالإِبْطَالِ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَنْفِيًّا
بِثُبُوتِهِ ، وَالتَّشْبِيهُ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ ، لأَنَّهُ إِذَا كَانَ
لَهُ مِنْ خَلْقِهِ شَبِيهٌ وَجَبَ أَنْ يَجُوزَ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ
مَا يَجُوزُ عَلَى شَبِيهِهِ ، وَإِذَا جَازَ ذَلِكَ عَلَيْهِ لَمْ يَسْتَحِقَّ
اسْمَ الإِلَهِ ، كَمَا لا يَسْتَحِقُّهُ خَلْقُهُ الَّذِي شَبَّهَهُ بِهِ ،
فَتَبَيَّنَ بِهَذَا أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ وَالتَّشْبِيهَ لا يَجْتَمِعَانِ ،
كَمَا أَنَّ اسْمَ الإِلَهِ وَنَفْيَ الإِبْدَاعِ عَنْهُ لا يَأْتَلِفَانِ
وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ
171- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ ،
وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ
السُّكَّرِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ
، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْ عَمِّ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ كَلِمَةً
أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ :
أَيْ أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَكَانَ آخِرَ
شَيْءٍ كَلَّمَهُ بِهِ أَنْ قَالَ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ :
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ
مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ قَالَ فَنَزَلَتْ : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ إِلَى : وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ
لأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ
أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ وَهُوَ كَافِرٌ قَالَ : وَنَزَلَتِ إِنَّكَ لا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ
172- حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا
حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُفْيَانَ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ
بْنُ مُنِيرٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ،
عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ : رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
طَلْحَةَ حَزِينًا فَقَالَ : مَالَكَ يَا أَبَا فُلانٍ ؟ قَالَ : إِنِّي
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنِّي
لأَعْلَمُ كَلِمَةً لا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ نَفَّسَ اللَّهُ
عَنْهُ كُرْبَتَهُ ، وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ ، وَرَأَى مَا يَسُرُّهُ ، وَمَا
مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ ،
فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِّي لأَعْلَمُهَا قَالَ : فَمَا هِيَ ؟
قَالَ : لا نَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمُ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ :
لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قَالَ : فَهِيَ وَاللَّهِ هِيَ "
173- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ الأَصْبَهَانِيُّ
، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ
الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ
الْحَارِثِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
رَآهُ كَئِيبًا
فَقَالَ لَهُ : مَالَكَ لَعَلَّهُ سَاءَتْكَ امْرَأَةُ ابْنِ عَمِّكَ ؟ قَالَ : لا ، وَأَثْنَى
عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : كَلِمَةٌ لا يَقُولُهَا عَبْدٌ
عِنْدَ مَوْتِهِ إِلاَّ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ
فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلاَّ الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى
مَاتَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنِّي لأَعْرِفُهَا ، فَقَالَ
لَهُ طَلْحَةُ : وَمَا هِيَ ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَلْ
تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمُ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ : لا إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، فَقَالَ طَلْحَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هِيَ وَاللَّهِ هِيَ
174- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ
مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ حُمْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ مَاتَ وَهُوَ
يَعْلَمُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ
175- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ.
وَالأَعْمَشِ ،
وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
أَبَا ذَرٍّ بَشِّرِ النَّاسَ أَنَّهُ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ
الْجَنَّةَ أَشَارَ الْبُخَارِيُّ إِلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ مِنْ حَدِيثِ النَّضْرِ
بْنِ شُمَيْلٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَأَخْرَجَا مَعْنَاهُ مِنْ أَوْجُهٍ
176- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ الْمِهْرَجَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَمْرٍو ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ صَالِحِ
بْنِ أَبِي عَرِيبٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ
الْجَنَّةَ
177- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ
الأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ
إِنِ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِضَرْبَتَيْنِ ، فَقَطَعَ يَدِي
فَلَمَّا عَلَوْتُهُ بِالسَّيْفِ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَضْرِبُهُ
أَمْ أَدَعُهُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ
دَعْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : قَطَعَ يَدِي قَالَ : إِنْ ضَرَبْتَهُ بَعْدَ أَنْ
قَالَهَا ، فَهُوَ مِثْلُكَ قَبْلَ أَنْ تَقْتُلَهُ وَأَنْتَ مِثْلُهُ قَبْلَ أَنْ
يَقُولَهَا
قُلْتُ : يُرِيدُ
بِهِ فِي إِبَاحَةِ الدَّمِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ
178- أَخْبَرَنَا أَبُو
صَالِحِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، يَحْيَى بْنُ
مَنْصُورٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزِ ، عَنِ
الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّهُ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ فَقَالَ : مَهْلا
لِمَ تَبْكِي ؟ فَوَاللَّهِ لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ
لأَشْفَعَنَّ لَكَ ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لأَنْفَعَنَّكَ ، ثُمَّ قَالَ :
وَاللَّهِ مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلاَّ حَدَّثْتُكُمُوهُ إِلاَّ حَدِيثًا
وَاحِدًا ، وَسَوْفَ أُحَدِّثَكُمُوهُ الْيَوْمَ ، وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ شَهِدَ
أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ حَرَّمَ
عَلَيْهِ النَّارَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ
179- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَذِّنُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ خَنْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوْحٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ
بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ
دَخَلَ الْجَنَّةَ وَرُوِّينَا مَعْنَاهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي
هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
180- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُثْمَانَ يَعْنِي عَبْدَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ، يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ، زَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ
كَانَتْ فِي دَارِهِمَ قَالَ : سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ ،
ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنْتُ أُصَلِّي
لِقَوْمِي بَنِي
سَالِمٍ ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ
لَهُ : إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي ، وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي
وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي ، فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ ، فَصَلَّيْتَ فِي
بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ : فَغَدَا عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَهُ
بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَارُ : فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ فَأَذِنْتُ لَهُ ،
فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ : أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِكَ ؟
فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَحَبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ ، فَقَامَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ ، ثُمَّ
سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ ، فَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرٍ صُنِعَ لَهُ ، فَسَمِعَ
بِهِ أَهْلُ الدَّارِ ، وَهُمْ يَدْعُونَ قِرَاهُمُ الزُّوَّرَ ، فَثَابُوا حَتَّى
امْتَلأَ الْبَيْتُ ، فَقَالَ رَجُلٌ : فَأَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ ؟
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا : ذَاكَ رَجُلٌ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَقُولُوهُ يَقُولُ :
لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ قَالَ : أَمَّا نَحْنُ
فَنَرَى وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ إِلَى الْمُنَافِقِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْضًا لا تَقُولُوهُ ، يَقُولُ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ قَالَ : بَلَى أَرَى يَا رَسُولَ اللهِ
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَنْ يُوَافِيَ
عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَبْتَغِي
بِهَا وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ قَالَ
مَحْمُودٌ : فَحَدَّثْتُ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوفِّيَ فِيهَا مَعَ
يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ : مَا أَظُنُّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا قُلْتَ قَطُّ ، فَكَبُرَ
ذَلِكَ عَلَيَّ ، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي حَتَّى
أَقْفُلَ مِنْ غَزْوَتِي
أَنْ أَسْالَ عَنْهَا عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ ، إِنْ وَجَدْتُهُ حَيًّا ،
فَأَهْلَلْتُ مِنْ إِيلِيَا بِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ،
فَأَتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ ، فَإِذَا عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ شَيْخٌ كَبِيرٌ ، قَدْ
ذَهَبَ بَصَرُهُ وَهُوَ إِمَامُ قَوْمِهِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ
جِئْتُهُ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرْتُهُ مَنْ أَنَا ، فَحَدَّثَنِي بِهِ
كَمَا حَدَّثَنِي أَوَّلَ مَرَّةٍ.
181- وَحَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ عِتْبَانَ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَاهُ ، وَحَدِيثُ ابْنِ
الْمُبَارَكِ أَتَمُّ إِلاَّ أَنَّهُ زَادَ : قَالَ الزُّهْرِيُّ : ثُمَّ
نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَائِضُ وَأُمُورٌ ، نَرَى الأَمْرَ انْتَهَى إِلَيْهَا
، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَغْتَرَّ فَلا يَغْتَرَّ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَبْدَانَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
182- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ ابْنُ
الْحَمَامِيِّ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النِّجَادُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلامٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ
عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ أَعْمَى ، قَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، تَعَالَ فَخُطَّ فِي دَارِي خَطًّا حَتَّى أَتَّخِذَهُ مُصَلًّى
وَمَسْجِدًا ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ قَوْمُهُ وَتَغَيَّبَ مَالِكُ بْنُ
الدُّخْشُمِ فَوَقَعُوا فِيهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ مُنَافِقٌ
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَيْسَ يَشْهَدُ
أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالُوا : بَلَى ، يَا
رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا يَقُولُهَا تَعَوُّذًا ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَقُولُهَا عَبْدٌ صَادِقًا إِلاَّ حُرِّمَتْ
عَلَيْهِ النَّارُ قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَلَقِيتُ عِتْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَأَلْتُهُ
فَحَدَّثَنِي.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
183- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ
بْنُ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ
وَسَبْعُونَ أَعْلاهَا شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا
إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
صَالِحٍ
184- حَدَّثَنَا أَبُو
سَعِيدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ ، إِمْلاءً ، وَأَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي المهرجاني بها ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو
عَمْرٍو إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ السُّلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ
، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اسْمُ اللهِ الأَعْظَمِ فِي
هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ : الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ.
أَخْرَجَهُ أَبُو
دَاوُدَ فِي كِتَابِ السُّنَنِ
185- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ الْمِصْرِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ،
قَالَ : إِنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ
بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ ، قَالَ : يَا مُوسَى قُلْ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،
قَالَ : يَا رَبِّ كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا ، قَالَ : قُلْ :
لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ يَا رَبِّ ، إِنَّمَا
أُرِيدُ شَيْئًا تَخُصُّنِي بِهِ ، قَالَ : يَا مُوسَى ، لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ
السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ ، وَلا
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ ، مَالَتْ بِهِمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
186- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمَشٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ،
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ
الصَّقْعَبَ بْنَ زُهَيْرٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ ، ثُمَّ دَعَاهُ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَعَدَ فَقَالَ : إِنَّ
نُوحًا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقَالَ لابْنَيْهِ
: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ : أُوصِيكُمَا بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ ، أَنْهَاكُمَا
عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ ، وَآمُرُكُمَا بِلا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِنَّ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ ،
وَوُضِعَتْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى كَانَتْ أَرْجَحَ
مِنْهُنَّ ، وَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَوْ كَانَتْ حَلْقَةً ، فَوُضِعَتْ
لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
عَلَيْهَا لَقَصَمَتْهَا ، وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ،
فَإِنَّهَا صَلاحُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ
187- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبَى سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا : أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ
أَكْبَرُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ ، قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا
وَحْدِي ، وَإِذَا قَالَ : وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ صَدَّقَهُ رَبُّهُ قَالَ :
صَدَقَ عَبْدِي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا لا شَرِيكَ لِي ، وَإِذَا قَالَ : لا
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي
، لا إِلَهَ
إِلا أَنَا لِي
الْمُلْكُ وَلِي الْحَمْدُ ، وَإِذَا قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلا
حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، قَالَ : صَدَقَ عَبْدِي وَلا حَوْلَ وَلا
قُوَّةَ إِلاَّ بِي
188- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ
، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق الصاغاني ،
حَدَّثَنَا روح بن عبادة ، حَدَّثَنَا عمر بن أبي زائدة ح ، وأخبرنا أبو عبد الله
محمد بن يعقوب- واللفظ له- حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن مهران ، حَدَّثَنَا أبو
أيوب سليمان بن عبيد الله الغيلاني ، حَدَّثَنَا أبو عامر العقدي ، حَدَّثَنَا عمر
بن أبي زائدة ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق
أربعة أنفس من ولد إسماعيل قال : وحدثنا أبو عامر العقدي ، حَدَّثَنَا عمر بن أبي
زائدة ، حَدَّثَنَا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خثيم بمثل ذلك فقلت
للربيع : ممن سمعته ؟ فقال : من
ابن أبي ليلى فأتيت
ابن أبي ليلى فقلت : ممن سمعته ؟ فقال : من أبي أيوب الأنصاري يحدثه عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال أبو عبد الله : وقد ذكر الصاغاتي عن روح الإسنادين جميعا ،
وقال في حديثه : كان كمن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل رواه مسلم في الصحيح عن
أبي أيوب سليمان بن عبيد الله ورواه البخاري عن عبد الله بن محمد عن أبي عامر
العقدي
189- أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ ، كَامِلُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِيُّ ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الضَّبُعِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي خَالِي ، مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَأَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَعْنَبِيُّ
، عَنْ مَالِكٍ وَأَخْبَرَنَا
أَبُو نَصْرِ بْنُ
قَتَادَةَ ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ ، قَالا :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو بْنُ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ
الذُّهْلِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ
، عَنْ سُمَيٍّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ
قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ، كَانَتْ
لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ ، وَمُحِيَتْ
عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ
ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ
إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ
مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى
190- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ ،
بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ
الْعَلاءِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ
يُونُسَ.
عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ
، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَنْجَاهُ يَوْمًا مِنَ
الدَّهْرِ أَصَابَهُ قَبْلَهَا مَا أَصَابَهُ
191- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الأَصَمُّ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ طَاشَتْ مَا فِي صَحِيفَتُهُ
مِنَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مِثْلَهَا هَكَذَا جَاءَ مُرْسَلا
192- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ حِينَ
بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ : إِنَّكَ سَتَأْتِي أَهْلَ الْكِتَابِ ،
فَيَسْأَلُونَكَ عَنْ مَفَاتِيحِ الْجَنَّةِ فَقُلْ : شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
193- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَرْبِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ
، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ
خِرَاشٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفْضَلُ الدُّعَاءِ لا
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
194- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس السياري ، وأبو أحمد الصيرفي- بمرو- حَدَّثَنَا
إبراهيم بن هلال ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن بن شفيق ، قال : سمعت أبي يقول : أنا
الحسين بن واقد ، حَدَّثَنَا الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما
قال : من قال لا إله إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين يريد
قوله : {فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين}
195- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ
الْوُحَاظِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ ، حَدَّثَنَا
الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ ، فَذَكَرَ قَوْمًا
اسْتَكْبَرُوا فَقَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ، وَقَالَ تَعَالَى : إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى
وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ، وَهِيَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللهِ اسْتَكْبَرَ عَنْهَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ يَوْمَ
كَاتَبَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَضِيَّةِ
الْمُدَّةِ
196- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الأُسْفَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ أَخِيهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ
، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : إِنَّ
أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ
حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ وَمَالَهُ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى
، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَذْكُرُ قَوْمًا اسْتَكْبَرُوا : إِنَّهُمْ
كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ،
وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ
التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ، وَهِيَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ اسْتَكْبَرَ عَنْهَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ
الْحُدَيْبِيَةِ حِينَ دَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ
197- حدثنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة حَدَّثَنَا إبراهيم بن
إسحاق القاضي ، حَدَّثَنَا يعلى بن عبيد ، حَدَّثَنَا سفيان الثوري ، عن سلمة بن
كهيل ، عن عباية بن ربعي ، عن علي ، رضي الله عنه في قوله تعالى :
{وألزمهم كلمة التقوى}
قال : لا إله إلا الله والله أكبر
198- أخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، حَدَّثَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا
سعيد بن منصور ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن شيخ يقال له يزيد أبو خالد مؤذن لأهل مكة ،
سمعت عليا الأزدي ، يقول : سمعت ابن عمر ، رضي الله عنهما وسمع الناس ، يقولون : لا إله إلا الله
والله أكبر بين مكة ومنى فقال : هي هي ، قلت : وما هي هي ؟ قال : قوله تعالى :
{وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} لا إله إلا الله
199- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى : {وألزمهم كلمة التقوى} قال : شهادة
أن لا إله إلا الله وهي رأس كل تقوى وروينا ذلك عن مجاهد وسعيد بن جبير ، وروي ذلك
مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
200- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ
خُرَّزَاذَ الأَهْوَازِيُّ ، بِهَا ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى الْحَضْرَمِيِّ ،
وَأَنَا حَاضِرٌ ، حَدَّثَكُمُ الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ ، قَالَ :
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ نَاجِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى
بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
ثُوَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي
قَوْلِهِ : وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ، قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ
201- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الرَّزَّازُ
الْبَغْدَادِيُّ ، بِهَا ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ
الشَّيْبَانِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، عَلِّمْنِي عَمَلا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ
، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً
فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةَ قَالَ : قُلْتُ : مِنَ الْحَسَنَاتِ لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، هِيَ أَحْسَنُ الْحَسَنَاتِ كَذَا وَجَدْتُهُ بِهَذَا
الإِسْنَادِ
202- وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، عَنْ أَبِي
ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْصِنِي ،
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَإِذَا عَمِلْتَ
سَيِّئَةً ، فَأَتْبِعْهَا حَسَنَةً تَمْحُهَا قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ
، أَمِنَ الْحَسَنَاتِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مِنْ أَفْضَلِ الْحَسَنَاتِ
203- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق ،
حَدَّثَنَا معاوية ، عن زائدة ح ، وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أَخْبَرَنَا أبو بكر
القطان ، حَدَّثَنَا علي بن الحسن الهلالي ، حَدَّثَنَا طلق بن غنام ، حَدَّثَنَا
زائدة ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن جامع بن شداد ، أنه سمع الأسود بن هلال ، يحدث
عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية : {من جاء بالحسنة فله
خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} قال : الحسنة : لا إله إلا الله
204- أخبرنا أبو محمد عبد الله
بن يوسف ، أَخْبَرَنَا أبو بكر محمد بن الحسين القطان حَدَّثَنَا إبراهيم بن
الحارث البغدادي حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير حَدَّثَنَا إسرائيل عن سماك عن عكرمة
، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : {له دعوة الحق} قال : لا إله إلا الله
205- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو نصر محمد بن أحمد بن عمر ، حَدَّثَنَا أبو بكر محمد بن النضر
الجارودي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن مهران الطبسي ، حَدَّثَنَا حفص بن عمر العدني ،
حَدَّثَنَا الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قول الله
عز وجل : {اتقوا الله وقولوا قولا سديدا} قول لا إله إلا الله . وقوله عز وجل :
{قد أفلح من تزكى} قال : من قال لا إله إلا الله . وقوله جل وعلا : {وويل للمشركين
الذين لا يؤتون الزكاة} الذين لا يقولون لا إله إلا الله . وقول موسى عليه السلام
لفرعون : {هل لك إلى أن تزكى} إلى أن تقول لا إله إلا الله . وقوله تبارك وتعالى :
{وألزمهم كلمة التقوى} قال : شهادة أن لا إله إلا الله . وقوله : {إن الذين قالوا
ربنا الله ثم استقاموا} على شهادة لا إله إلا الله . وقوله تعالى : {إلا من أذن له
الرحمن وقال صوابا} قال : لا إله إلا الله . وقوله جل وعلا : {قولوا حطة} قال : لا
إله إلا الله . وقول لوط عليه السلام لقومه : {أليس منكم رجل رشيد} قال : أليس
منكم رجل يقول : لا إله إلا الله ؟ وقوله : {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا} أقول لا
إله إلا الله .
وقوله عز وجل :
{للذين أحسنوا الحسنى} الذين قالوا : لا إله إلا الله . الحسنى : الجنة ، والزيادة
: النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى
206- وأخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حَدَّثَنَا
عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما في قوله تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف} يقول :
تأمرونهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله والإقرار بما أنزل الله وتقاتلونهم عليه ،
ولا إله إلا الله أعظم المعروف ، وتنهونهم عن المنكر والمنكر هو التكذيب ، وهو
أنكر المنكر وفي قوله : {وكلمة الله هي العليا} ، قال : هي لا إله إلا الله ، و}
{كلمة الذين كفروا السفلى} وهي الشرك بالله وفي قوله : {للذين أحسنوا الحسنى
وزيادة} يقول للذين شهدوا أن لا إله إلا الله الجنة وفي قوله : {له دعوة الحق} ،
يقول شهادة أن لا إله إلا الله وفي قوله : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} يقول :
شهادة أن لا إله إلا الله ، وفي قوله : {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال : العهد
شهادة أن لا إله إلا الله ، ويبرأ من الحول والقوة ولا يرجو إلا الله وفي قوله :
{ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} يقول : الذين ارتضاهم بشهادة أن لا إله إلا الله ، وفي
قوله : {من جاء بالحسنة فله خير منها} ، يقول : من جاء بلا إله إلا الله فمنها وصل
إليه الخير {ومن جاء بالسيئة} وهو الشرك يقول : {فكبت وجوههم في النار} وفي قوله : {والذي جاء بالصدق} جاء بلا إله إلا
الله} {وصدق به} يعني : برسوله} {أولئك هم المتقون} يقول : اتقوا الشرك.
وفي قوله {إلا من أذن
له الرحمن وقال صوابا} {11} يقول : إلا من أذن له الرب بشهادة أن لا إله إلا الله
وهي منتهى الصواب ، وفي قوله} {مثلا كلمة طيبة} شهادة أن لا إله إلا الله} {كشجرة
طيبة} وهو المؤمن : {أصلها ثابت} يقول لا إله إلا الله ثابت في قلب المؤمن {وفرعها في السماء} يقول :
يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء ، ثم قال : {ومثل كلمة خبيثة} يقول : الشرك} {كشجرة
خبيثة} يعني : الكافر {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} يقول : الشرك
ليس له أصل يأخذ به الكافر ولا برهان ، ولا يقبل الله مع الشرك عملا
207- أخبرنا أبو الحسين بن
الفضل القطان ، حَدَّثَنَا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ،
حَدَّثَنَا علي بن حرب ، حَدَّثَنَا أبو داود ، حَدَّثَنَا سفيان ، عن حميد ، عن
مجاهد ، في قوله عز وجل : {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال : لا إله إلا الله
208- أخبرنا أبو الحسين بن
الفضل القطان ، ببغداد ، أَخْبَرَنَا أبو سهل بن زياد القطان ، حَدَّثَنَا الحسن
بن عباس الرازي ، حَدَّثَنَا محمد بن أبان ، حَدَّثَنَا عبد الملك بن عبد الرحمن
الصنعاني ، عن محمد بن سعيد بن رمانة ، عن أبيه ، قال : قال رجل لوهب بن منبه :
أليس مفتاح الجنة : لا إله إلا الله ؟ قال : بلى ، يا ابن أخي ، ولكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فمن جاء بأسنانه
فتح له ، ومن لا ، لم يفتح له
209- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس هو الأصم حَدَّثَنَا
محمد بن عبيد الله بن المنادي ، حَدَّثَنَا يونس بن محمد ، حَدَّثَنَا شيبان.
عن قتادة ، في قوله :
{وجعلها كلمة باقية في عقبه} شهادة أن لا إله إلا الله والتوحيد لا يزال في ذرية
من يقولها من بعده : {لعلهم يرجعون} قال : يتوبون أو يذكرون
باب جماع أبواب إثبات
صفات الله عز وجل
وفي إثبات أسمائه
إثبات صفاته ، لأنه إذا ثبت كونه موجودا ، فوصف بأنه حي ، فقد وصف بزيادة صفة على
الذات هي الحياة ، فإذا وصف بأنه قادر فقد وصف بزيادة صفة هي القدرة ، وإذا وصف
بأنه عالم فقد وصف بزيادة صفة هي العلم ، كما إذا وصف بأنه خالق فقد وصف بزيادة
صفة هي الخلق ، وإذا وصف بأنه رازق فقد وصف بزيادة صفة هي الرزق ، وإذا وصف بأنه
محيي فقد وصف بزيادة صفة هي الإحياء ، إذ لولا هذه المعاني لاقتصر في أسمائه على
ما ينبئ عن وجود الذات فقط ثم صفات الله عز اسمه قسمان : أحدهما : صفات ذاته وهي
ما استحقه فيما لم يزل ولا يزال والآخر : صفات فعله وهي ما استحقه فيما لا يزال
دون الأزل ، فلا يجوز وصفه إلا بما دل عليه كتاب الله تعالى أو سنة رسول الله صلى
الله عليه وسلم أو أجمع عليه سلف هذه الأمة ثم منه ما اقترنت به دلالة العقل
كالحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام ونحو ذلك من صفات ذاته وكالخلق
والرزق والإحياء والإماتة والعفو والعقوبة ، ونحو ذلك من صفات فعله ومنه ما طريق
إثباته ورود خبر الصادق به فقط كالوجه واليدين والعين في صفات ذاته ، وكالاستواء
على العرش والإتيان والمجيء والنزول ونحو ذلك من صفات فعله ، فثبتت هذه الصفات
لورود الخبر بها على وجه لا يوجب التشبيه ، ونعتقد في صفاته ذاته أنها لم تزل
موجودة بذاته ولا
تزال موجودة به ، ولا
نقول فيها إنها هو ولا غيره ، ولا هو هي ولا غيرها ولله تعالى أسماء وصفات يستحقها
بذاته لا أنها زيادة صفة على الذات كوصفنا إياه بأنه إله عزيز مجيد جليل عظيم ملك
جبار متكبر شيء قديم ، والاسم والمسمى فيها واحد ونعتقد في صفات فعله أنها بائنة
عنه سبحانه ولا يحتاج في فعله إلى مباشرة : {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن
فيكون} ونحن نشير في إثبات صفات الله تعالى ذكره إلى موضعه من كتاب الله عز وجل ،
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع سلف هذه الأمة ، على طريق الاختصار
ليكون عونا لمن يتكلم في علم الأصول من أهل السنة والجماعة ، ولم يتبحر في معرفة السنن
وما يقبل منها وما يرد من جهة الإسناد والله يوفقنا لما قصدناه ، ويعيننا على طلب
سبيل النجاة بفضله ورحمته
باب ما جاء في إثبات
صفة الحياة
قال الله عز وجل :
{الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وقال جَلَّ وعلا :
{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
وقال جَلَّ جلاله :
{هو الحي لا إله إلا هو}.
وقال تبارك وتعالى :
{وتوكل على الحي الذي لا يموت}.
وقال جلت عظمته :
{وعنت الوجوه للحي القيوم}
210- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ
الْجَارُودِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ
الْوَارِثِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ وَأَخْبَرَهُ
أَبُو عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا
حُسَيْنٌ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
يَعْمَرَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ ، لا إِلَهَ إِلاَّ
أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، وَالْجِنُّ
وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
211- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ
الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الشَّنِّيُّ ، وَكَانَ
ثِقَةً ، حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ
يَسَارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُنِي ، عَنْ جَدِّي ، أَنَّهُ
سَمِعَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ
211- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الإِسْفِرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ ، أَخْبَرَنَا
مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ
مَرَّ بِسُوقٍ مِنْ هَذِهِ الأَسْوَاقِ فَقَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ
لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ
حَيٌّ لا يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،
كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ
أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ تَابَعَهُ أَزْهَرُ بْنُ
سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
213- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو يَعْلَى حَمْزَةَ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الصَّيْدَلانِيُّ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَغَيْرُهُ قَالُوا : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي
مَا أُوصِيكِ بِهِ ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ : يَا حَيُّ
يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلا
تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ
214- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ
عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ
حِينَ يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، كَفَّرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ
كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ وَقَدْ مَضَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ أَصَحَّ مِنْ
هَذَا وَرُوِّينَاهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ فِي الدَّعَوَاتِ
215- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا نَزَلَ
بِهِ كَرْبٌ قَالَ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ وَقَدْ
قِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
وَهَذَا مَعَ إِرْسَالِهِ أَصَحُّ
216- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا الْخَطَّابُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُوكَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا كَرَبَنِي أَمْرٌ إِلاَّ تَمَثَّلَ لِي جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ قُلْ : تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ
الَّذِي لا يَمُوتُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ،
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكًا فِي الْمُلْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ
الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا هَكَذَا جَاءَ مُنْقَطِعًا
217- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْقُرَشِيُّ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مُوَرَّعِ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ
الضَّحَّاكِ ، قَالَ : دُعَاءُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى
فِرْعَوْنَ ، وَدُعَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
حُنَيْنٍ ، وَدُعَاءٌ لِكُلِّ مَكْرُوبٍ : كُنْتَ وَتَكُونُ أَنْتَ حَيٌّ لا
تَمُوتُ ، تَنَامُ الْعُيُونُ وَتَنْكَدِرُ النُّجُومُ ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ
، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ : يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ
218- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
الْخُزَاعِيُّ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْتَفَاضِ
الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ
219- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ
، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ
اللَّيْثِيِّ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ لَهَا
أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ ،
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، قَالَ فِيهِ : قَالَتْ : فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي يَوْمِهِ ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِيٍّ ابْنِ سَلُولَ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ
بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ، فَوَاللَّهِ فَوَاللَّهِ ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، مَا
عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا ، وَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ
عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي ،
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا وَاللَّهِ أَعْذِرُكَ مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ
، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا ، فَفَعَلْنَا فِيهِ
أَمْرَكَ ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ
سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلا صَالِحًا ، وَلَكِنِ
احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَقَالَ : كَذَبْتَ ، لَعَمْرُ اللهِ لا تَقْتُلُهُ
وَلا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ فَقَالَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ، وَإِنَّكَ مُنَافِقٌ
تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
وَرَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيِّ ، وَفِيهِ
أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، وَأُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَقْسَمَا بِحَيَاةِ اللهِ تَعَالَى وَبِبَقَائِهِ حَيْثُ قَالا : لَعَمْرُ
اللهِ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
باب ما جاء في إثبات
صفة العلم
قال الله عز وجل :
{ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يقول : لا يعلمون شيئا من علمه إلا بما شاء
أن يعلمهم إياه ، فيعلموه بتعليمه.
وقال جَلَّ وعلا :
{قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين
فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون}.
وقال جَلَّ جلاله :
{لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه} وذلك حين قالوا لرسول الله صلى الله
عليه وسلم : لا نجد أحدا يشهد أنك رسول الله ، فأنزل الله عز وجل : {لكن الله يشهد
بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا}.
وقال تبارك وتعالى :
{إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا
بعلمه}.
وقال تعالى :
{فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين}.
وقال جلت عظمته :
{إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما}.
وقال جلت قدرته فيما
يقوله حملة العرش : {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما}.
وقال جلت قدرته :
{الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل
شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} أي علمه قد أحاط بالمعلومات كلها وقال عز
وجل : {إن الله عنده علم الساعة}.
وقال تعالى : {إنما
العلم عند الله} وكان الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني يقول : من أسامي صفات الذات
ما هو للعلم ، منها :
« العليم ومعناه تعميم
جميع المعلومات ومنها الخبير ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون ومنها الحكيم
ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف ومنها الشهيد ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر ومعناه
أنه لا يغيب عنه شيء ومنها الحافظ ويختص بأنه لا ينسى ما علم . ومنها المحصي ويختص
بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق ،
فيعلم عند ذلك أجزاء الحركات في كل ورقة ، وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق وقد قال جل
وعلا : {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}
220- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا
بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ
لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ
أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنَّمَا هُوَ
مُوسَى آخَرُ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : كَذَبَ عَدُوُّ
اللهِ.
حَدَّثَنَا أُبَيُّ
بْنُ كَعْبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : قَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ
فَسُئِلَ : أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ فَقَالَ : أَنَا أَعْلَمُ ، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ
الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي عَبْدًا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ
مِنْكَ ، قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ : أَيْ رَبِّ فَكَيْفَ لِي بِهِ ؟ قَالَ
: تَأْخُذُ حُوتًا ، فَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ ، ثُمَّ تَنْطَلِقُ فَحَيْثُ
فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ ، فَأَخَذَ حُوتًا ، فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ ،
ثُمَّ انْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ بِهِ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ حَتَّى إِذَا
انْتَهَى إِلَى الصَّخْرَةِ ، وَضَعَا رُؤُوسَهُمَا فَنَامَا ، فَاضْطَرَبَ
الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ ، فَخَرَجَ مِنْهُ فَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ ، فَاتَّخَذَ
سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ، وَأَمْسَكَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْحُوتِ
جِرْيَةَ الْمَاءِ ، فَصَارَ عَلَيْهِ مِثْلَ الطَّاقِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى
نَسِيَ صَاحِبُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ بِالْحُوتِ ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ
يَوْمِهِمَا وَلَيْلَتِهِمَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ مُوسَى
لِفَتَاهُ : آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا
قَالَ : وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِي
أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : أَرَأَيْتَ إِذْ
أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ
الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا قَالَ :
فَكَانَ لِلْحُوتِ سَرَبًا ، وَلِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا : قَالَ ذَلِكَ مَا
كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا قَالَ : رَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا
حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى ، أَيْ مُغَطًّى ،
بِثَوْبٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ، فَقَالَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ ،
وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلامُ ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَتَيْتُكَ
لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ، قَالَ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ :
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ، يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ
عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَّمَنِيهِ لا تَعْلَمُهُ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ
مِنْ عِلْمِ
اللَّهِ عَلَّمَكَهُ
اللَّهُ لا أَعْلَمُهُ ، فَقَالَ مُوسَى : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ
صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ، قَالَ الْخَضِرُ : فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ
لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَمَرَّتْ
سَفِينَةٌ ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمْ ، فَعَرَفُوا الْخَضِرَ
فَحَمَلُوهُمْ بِغَيْرِ نَوْلٍ ، فَلَمَّا رَكِبَا السَّفِينَةَ لَمْ يُفْجَأْ
مُوسَى إِلاَّ وَالْخَضِرُ قَدْ قَلَعَ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ
بِالْقَدُومِ ، فَقَالَ مُوسَى : قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ
إِلَى سَفِينَتِهِمْ ، فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا
إِمْرًا قَالَ الْخَضِرُ : قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا
قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا قَالَ
: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَتِ الأُولَى
مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا ، قَالَ : وَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ
، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلامُ :
مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللهِ تَعَالَى إِلاَّ مِثْلَ مَا
نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ ، ثُمَّ خَرَجَا مِنَ
السَّفِينَةِ ، فَبَيْنَمَا هُمَا يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ إِذْ أَبْصَرَ
غُلامًا يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ ،
فَاقْتَلَعَهُ بِيَدِهِ فَقَتَلَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى : فَانْطَلَقَا حَتَّى
إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ
نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ
مَعِيَ صَبْرًا قَالَ : وَهَذِهِ أَشَدُّ مِنَ الأُولَى ، قَالَ : إِنْ سَأَلْتُكَ
عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا
قَالَ : فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا
أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ
يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ : مَائِلا ، فَقَالَ مُوسَى : قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ لَمْ يُطْعِمُونَا
وَلَمْ يُضَيِّفُونَا لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ
بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ
صَبْرًا : قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا
قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
يَقْرَأُ : وَكَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا وَكَانَ
يَقُولُ : وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنِينَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ ، وَغَيْرِهِمَا ، عَمْرٍو النَّاقِدِ عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ
221- أخبرنا أبو عمرو محمد
بن عبد الله الأديب ، أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في معنى قول
الخضر عليه السلام : ما نقص علمي وعلمك من علم الله تعالى إلا مثل ما نقص هذا
العصفور من البحر ، هذا له وجهان : أحدهما أن نقر العصفور ليس بناقص للبحر فكذلك علمنا لا ينقص من علمه
شيئا وهذا كما قيل : ولا عيب فينا غير أن سيوفنا بهن فلول من قراع الكتائب أي ليس
فينا عيب وعلى هذا قول الله عز وجل : {لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما} أي لا
يسمعون فيها لغوا البتة والآخر أن قدر ما أخذناه جميعا من العلم إذا اعتبر بعلم
الله عز وجل الذي أحاط بكل شيء لا يبلغ من علم معلوماته في المقدار إلا كما يبلغ
أخذ هذا العصفور من البحر ، فهو جزء يسير فيما لا يدرك قدره ، فكذلك القدر الذي
علمناه الله تعالى في النسبة إلى ما يعلمه عز وجل كهذا القدر اليسير من هذا البحر
والله ولي التوفيق . قلت : وقد رواه حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير مبينا إلا
أنه وقفه على ابن عباس رضي الله عنهما
222- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ
، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ حَبِيبِ
بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : بَيْنَمَا مُوسَى يُخَاطِبُ الْخَضِرَ وَالْخَضِرُ
يَقُولُ : أَلَسْتَ نَبِيَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ فَقَدْ أُوتِيتَ مِنَ الْعِلْمِ
مَا
تَكْتَفِي بِهِ
وَمُوسَى يَقُولُ لَهُ : إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ بِاتِّبَاعِكَ ، وَالْخَضِرُ
يَقُولُ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ : فَبَيْنَا هُوَ يُخَاطِبُهُ
إِذْ جَاءَهُ عُصْفُورٌ ، فَوَقَعَ عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ ، فَنَقَرَ مِنْهُ
نَقْرَةً ، ثُمَّ طَارَ فَذَهَبَ ، فَقَالَ الْخَضِرُ لِمُوسَى : يَا مُوسَى ،
هَلْ رَأَيْتَ الطَّيْرَ أَصَابَ مِنَ الْبَحْرِ ؟ قَالَ : نَعَمْ : قَالَ : مَا
أَصَبْتُ أَنَا وَأَنْتَ مِنَ الْعِلْمِ فِي عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ
بِمَنْزِلَةِ مَا أَصَابَ هَذَا الطَّيْرَ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ
223- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الْقَعْنَبِيُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِي ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا
الاسْتِخَارَةَ فِي الأَمْرِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ ،
يَقُولُ لَنَا : إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ لِيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ مِنْ
دُونِ الْفَرِيضَةِ ، ثُمَّ لِيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ
بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ
الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ،
وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ ،
يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ الَّذِي يُرِيدُ ، خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي
وَمَعَادِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ، وَبَارِكْ
لِي فِيهِ ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي ، مِثْلَ الأَوَّلِ ،
فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ
حَيْثُ كَانَ ، ثُمَّ
رَضِّنِي بِهِ ، أَوْ قَالَ : فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ
، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِي
224- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
يَعْلَى ، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّيْدَلانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَضْلِ ، عَبْدُوسُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ
، مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي
ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَخَارَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الأَمْرِ يُرِيدُ
أَنْ يَصْنَعَهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ،
وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ
وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ
إِنْ كَانَ هَذَا خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَخَيْرًا لِي
فِي مَعِيشَتِي
وَخَيْرًا لِي فِيمَا يَنْبَغِي فِيهِ الْخَيْرُ ، فَخِرْ لِي فِي عَاقِبَتِهِ ،
وَيَسِّرْ لِي ، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَاقْضِ
لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وَرَضِّنِي بِقَضَائِكَ
225- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ السِّمْنَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا
أَمْرًا أَنْ يَقُولَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ :
وَخَيْرًا لِي فِي عَاقِبَتِي فَيَسِّرْهُ لِي وَزَادَ فِي آخِرِهِ : يَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ
226- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ الدَّيْرَعَاقُولِي ، حَدَّثَنَا
عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنِ
الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ يَقُولُ : إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِأَمْرٍ
فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ
بِقُدْرَتِكَ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا
227- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَوْمًا
صَلاةً ، فَأَوْجَزَ فِيهَا فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : لَقَدْ خَفَّفْتَ ، أَوْ
كَلِمَةً نَحْوَهَا ، فَقَالَ : لَقَدْ دَعَوْتُ بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَلَمَّا انْطَلَقَ
عَمَّارٌ اتَّبَعَهُ رَجُلٌ وَهُوَ أَبِي ، فَسَأَلَهُ عَنِ الدُّعَاءِ ، ثُمَّ
جَاءَ
فَأَخْبَرَ بِهِ
فَقَالَ : اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ
أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ
الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ، اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ
وَالشَّهَادَةِ ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا ،
وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لا
يَبِيدُ ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ
الْقَضَاءِ ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ
لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ
ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ، وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ
الإِيمَانِ ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ
228- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ
بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
الزِّبْرِقَانَ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، أَخْبَرَنَا
عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَدَدَ مَا
أَحْصَى عِلْمُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ يَلْقَى
بَعْضُهُمْ بَعْضًا
أَيُّهُمْ يَسْبِقُ إِلَيْهَا ، فَيَكْتُبَهَا فَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ : يَا
رَبِّ كَيْفَ نَكْتُبُهَا ؟ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ
عَبْدِي
229- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ
إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ السُّوسِيُّ ، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ
يَعْنِي ابْنَ مَزْيَدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ
الأَوْزَاعِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ ، وَيَحْيَى بْنُ
أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ
، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، فَذَكَرَ حَدِيثًا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ خَلْقَهُ فِي
ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ.
فَمَنْ أَصَابَهُ
مِنْ ذَلِكَ النُّورِ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ اهْتَدَى ، وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ ،
فَلِذَلِكَ أَقُولُ : جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ قُلْتُ : يُرِيدُ
بِقَوْلِهِ : مِنْ نُورِهِ أَيْ مِنْ نُورِ خَلْقِهِ ، :
قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ
230- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ
الْمُزَكِّي ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ، يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ
الْمُسَيَّبِ الشَّعْرَانِيَّ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي حَلْبَسٍ يَزِيدَ بْنِ مَيْسَرَةَ ،
أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ ، تَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا
الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا سَمِعْتُهُ يُكَنِّيهِ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا
، يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ : يَا عِيسَى
ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنِّي بَاعِثٌ بَعْدَكَ أُمَّةً إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ
حَمِدُوا وَشَكَرُوا ، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ احْتَسَبُوا وَصَبَرُوا
، وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا لَهُمْ
وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ ؟ قَالَ : أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي
231- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ
الأَعْرَابِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ ،
عَنْ صَدَقَةَ الدِّمَشْقِيُّ ، عَنْ هِشَامٍ الْكِنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، عَنْ جِبْرِيلَ ، عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، عَنْ رَبِّهِ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، قَالَ فِيهِ : وَإِنَّ
مِنْ عِبَادِي
الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يَصْلُحُ لَهُ إِلاَّ الْغِنَى ، وَلَوْ أَفْقَرْتُهُ
أَفْسَدَهُ ذَلِكَ ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا يَصْلُحُ لَهُ إِلاَّ
الْفَقْرُ ، وَلَوْ بَسَطْتُ لَهُ أَفْسَدَهُ ذَلِكَ ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ
يُرِيدُ الْبَابَ مِنَ الْعِبَادَةِ ، فَأَكُفَّهُ عَنْهُ لِئَلا يَدْخُلَهُ
الْعُجْبُ ، فَيُفْسِدُهُ ذَلِكَ ، وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لا
يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلاَّ الصِّحَّةُ وَلَوْ أَسْقَمْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ
أَظُنُّهُ قَالَ : وَإِنَّ مِنْ عِبَادِي مَنْ لا يُصْلِحُ إِيمَانَهُ إِلاَّ
السَّقَمُ ، وَلَوْ صَحَّحْتُهُ لأَفْسَدَهُ ذَلِكَ ، إِنِّي أُدَبِّرُ عِبَادِي
بِعِلْمِي بِقُلُوبِهِمْ ، إِنِّي بِهِمْ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
232- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ
بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ
بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : بَعَثَنِي
الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ مُمْسِيًا وَهُوَ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ
الْفَجْرِ ، قَالَ : سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ ، سُبْحَانَ الَّذِي أَحْصَى
كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ قَالَ : وَذَكَرَ الْحَدِيثَ
233- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس
محمد بن يعقوب ،
حَدَّثَنَا إبراهيم بن مرزوق ، حَدَّثَنَا حبان بن هلال ، حَدَّثَنَا خالد الواسطي
، حَدَّثَنَا مطرف ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ،
رضي الله عنهما : {وسع كرسيه السماوات والأرض} قال : علمه وقال غيره عن جعفر عن
سعيد بن جبير من قوله
234- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ، حدثنا
عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي
الله عنهما : {وأضله الله على علم} ،
يقول : أضله الله في سابق علمه وقال في قوله تعالى : {يعلم السر وأخفى} يعلم ما
أسر ابن آدم في نفسه وما خفي على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعمله ، فالله تعالى
يعلم ذلك كله وعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد
235- أخبرنا أبو سعيد بن
أبي عمرو ، أَخْبَرَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن الجهم ،
حَدَّثَنَا يحيى بن زياد الفراء ، في قوله عز وجل : {وما كان له عليهم من سلطان}
أي حجة يضلهم به إلا أنا سلطناه عليهم لنعلم من يؤمن بالآخرة قال : فإن قال قائل :
إن الله خبرهم بتسليط إبليس وبغير تسليطه قلت : مثل هذا في القرآن كثير.
قال الله عز وجل : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} وهو يعلم المجاهدين والصابرين
بغير ابتلاء ففيه وجهان : أحدهما أن العرب تشترط للجاهل إذا كلمته شبه هذا شرطا
تسنده إلى أنفسها وهي عالمة ، ومخرج الكلام كأنه لمن لا يعلم : من ذلك أن يقول
القائل : النار تحرق الحطب ، فيقول الجاهل : بل الحطب يحرق النار فيقول العالم :
سنأتي بحطب ونار لنعلم أيهما يأكل صاحبه ، أو قال : أيهما يحرق صاحبه ، وهو عالم
فهذا وجه بين والوجه الآخر أن يقول : ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ، معناه حتى نعلم عندكم ، فكأن
الفعل لهم في الأصل ومثله مما يدلك عليه قوله : {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو
أهون عليه} عندكم يا كفرة ، ولم يقل عندكم وذلك معناه ومثله : {ذق إنك أنت العزيز
الكريم} أي عند نفسك إذا كنت تقوله في دنياك ، ومثله قال الله لعيسى : {أأنت قلت
للناس} وهو يعلم ما يقول وما يجيبه ، فرد عليه عيسى ، وعيسى يعلم أن الله لا يحتاج
إلى إجابته ، فكما صلح أن يسأل عما يعلم ويلتمس من عبده ونبيه الجواب ، فكذلك
يشترط ما يعلم من فعل نفسه حتى كأنه عند الجاهل لا يعلم ، وحكى المزني عن الشافعي
رضي الله عنه في قوله تعالى : {وما جعلنا القبلة
التي كنت عليها إلا
لنعلم من يتبع الرسول} يقول : إلا لنعلم أن قد علمتم من يتبع الرسول ، وعلم الله تعالى كان
قبل اتباعهم وبعده سواء وقال غيره : إلا لنعلم من يتبع الرسول بوقوع الاتباع منه
كما علمناه قبل ذلك أنه يتبعه
236- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا
محمد بن إسحاق الصاغاني ، أَخْبَرَنَا أبو نعيم ، حَدَّثَنَا إسرائيل ، عن عبد
الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله عز وجل : {وفوق
كل ذي علم عليم} قال : يكون هذا أعلم من هذا ويكون هذا أعلم من هذا والله فوق كل
عالم
237- أخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد الرازي ، أنبأنا إبراهيم بن زهير الحلواني
، حَدَّثَنَا مكي بن إبراهيم ، أنبأنا خالد الحذاء ، عن عكرمة ، في قوله
عز وجل : {وفوق كل ذي
علم عليم} قال : ذلك الله عز وجل . ومن الناس فمنهم من هو أعلم ، وذكر الأستاذ أبو منصور البغدادي رحمه
الله ، أَخْبَرَنَا لا نقول : إن الله ذو علم على التنكير وإنما نقول : إنه ذو علم
على التعريف كما نقول : إنه ذو الجلال والإكرام على التعريف ، ولا نقول : ذو
الجلال والإكرام على التنكير
238- أخبرنا أبو الفتح ،
هلال بن محمد بن جعفر ببغداد ، أَخْبَرَنَا الحسين بن يحيى بن عياش ، حَدَّثَنَا أبو
الأشعث ، حَدَّثَنَا الفضيل بن عياض ، حَدَّثَنَا عطاء بن السائب ، عن سعيد بن
جبير ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : {: يعلم السر وأخفى} قال : يعلم
السر في نفسك ويعلم ما تعمل غدا
239- أخبرنا أبو القاسم الحربي
، ببغداد ، حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان ، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان العبسي ،
حَدَّثَنَا عمي ، حَدَّثَنَا وكيع ، عن سفيان ، عن داود بن أبي هند ، قال : إن
عزيرا سأل ربه عن القدر ، فقال : سألتني عن علمي ، عقوبتك أن لا أسميك في الأنبياء
باب ما جاء في إثبات
القدرة
قال الله جل ثناؤه :
قل هو القادر وقال عز وجل : بلى قادرين على أن نسوي بنانه وقال تبارك وتعالى :
وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون وكان الأستاذ أبو إسحاق رحمه الله يقول : من
أسامي صفات الذات ما يعود إلى القدرة منها القاهر ومعناه الغالب ومنها القهار
ومعناه الذي لا يقصد إلا ويغلب ومنها القوي ومعناه المتمكن من كل مراد ، ومنها
المقتدر ومعناه الذي لا يرده شيء عن المراد ومنها القادر ومعناه إثبات القدرة
ومنها ذو القوة المتين ومعناه : نفي النهاية في القدرة ، وتعميم المقدورات وروي في بعض الأخبار الغلاب
ومعناه يكره على ما يريد ولا يكره على ما يراد
240- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّسَوِيُّ ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا
الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ
الْقُرْآنِ يَقُولُ : إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ
رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ
بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ
الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ
وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا
الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ،
أَوْ قَالَ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ، ثُمَّ
بَارِكْ لِي فِيهِ ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي
دِينِي وَدُنْيَايَ وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ، أَوْ قَالَ : فِي عَاجِلِ
أَمْرِي وَآجِلِهِ ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي ، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَعَجِّلْ لِيَ الْخَيْرَ
حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
241- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
السَّرَّاجُ ، حَدَّثَنَا مُطَيِّنٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ
أَبِي لَيْلَى ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ فُضَيْلِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا
الاسْتِخَارَةَ إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا الأَمْرَ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ
مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ ،
وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ
242- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ ، وَهُوَ ابْنُ الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَبِي سَلْمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ كَمَا
يُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ يَقُولُ : إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ الشَّيْءَ
فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ
بِقُدْرَتِكَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ جَابِرٍ ، وَهُوَ مُرْسَلٌ
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ وَهُوَ ابْنُ الْهَادِ ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شُرَحْبِيلَ
أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، هَذَا الْحَدِيثَ سَوَاءً ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
243- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ هُوَ
الْخِلالِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ ، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ
أَسْلَمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضَعْ
يَدَكَ
عَلَى الَّذِي
يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكِ وَقُلْ : بِسْمِ اللهِ ثَلاثًا ، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ :
أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ حَرْمَلَةَ
244- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ
الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
صَلاةً ، فَخَفَّفَ فِيهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مَعَهُ رَجُلٌ وَهُوَ أَبِي ،
فَسَأَلَهُ فَقَالَ : إِنِّي دَعَوْتُ بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِ
الْغَيْبِ ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ
خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ، وَأَسْأَلُكَ
خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي
الرِّضَا وَالْغَضَبِ ، وَأَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ،
وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ
إِلَى وَجْهِكَ ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ،
وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِيمَانِ ، وَاجْعَلْنَا
هُدَاةً مُهْتَدِينَ
245- أَخْبَرَنَا عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ دَاوُدَ
بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : بَعَثَنِي الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُ مُمْسِيًا وَهُوَ فِي
بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَ : فَقَامَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا صَلَّى
الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قَالَ : فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ قَالَ
فِيهِ : سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ
246- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ وَارَةَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ شَهْرِ
بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ
عَافَيْتُهُ ، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ، وَمَنْ عَلِمَ أَنِّي ذُو
قُدْرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ ، فَاسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ بِقُدْرَتِي وَلا
أُبَالِي ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْأَلُونِي الْهُدَى
أَهْدِكُمْ ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ ، فَاسْأَلُونِي أُغْنِكُمْ ، فَلَوْ أَنَّ
أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ ، وَحَيَّكُمْ
وَمَيِّتَكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَسَأَلَنِي كُلُّ سَائِلٍ مَا
بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ ، فَأَعْطَيْتُهُ فَلَمْ يَنْقُصْ مُلْكِي إِلاَّ كَمَا
لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ عَلَى شَفَةِ الْبَحْرِ ، فَغَرَزَ فِيهِ إِبْرَةً
ثُمَّ نَزَعَهَا ، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ عَطَائِي
كَلامٌ ، وَعَذَابِي كَلامٌ ، وَإِنَّمَا قَوْلِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ
أَقُولَ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ هَذَا حَدِيثٌ مَحْفُوظٌ مِنْ حَدِيثِ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلِذِكْرِ الْقُدْرَةِ فِيهِ شَاهِدٌ مِنْ
حَدِيثٍ آخَرَ
247- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ النَّصْرَآبَاذِي ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الأَزْهَرِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى
مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلا أُبَالِي ، مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي
شَيْئًا
248- أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلْوَشٍ الأَسَدْابَادِيُّ ، بِهَا ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِي ، حَدَّثَنَا أَبُو
شُعَيْبٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
عَبْدِ اللهِ الضَّحَّاكُ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ
الْحَلَبِيُّ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ
قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ، وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ ، فَقَالَهَا يَطْلُبُ بِهَا مَا عِنْدَهُ
كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ
بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ ، فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ ،
كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ بِهَا أَلْفَ حَسَنَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا أَلْفَ
دَرَجَةٍ تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ ،
وَلَهُ شَاهِدَانِ مَوْقُوفَانِ
249- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ طَاهِرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ
، حَدَّثَنَا أَبِي ، أَخْبَرَنِي السَّرِيُّ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : مَنْ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ
لِعَظَمَتِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ ، وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ ، كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ
بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ
، وَرَفَعَ لَهُ بِهَا ثَمَانِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ
250- وَأَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَتْنِي
الْمَدَنِيَّتَانِ ، صَفِيَّةُ بِنْتُ عُلَيْبَةَ ، وَدُحَيْبَةُ بِنْتُ
عُلَيْبَةَ : أَنَّ قَيْلَةَ كَانَتْ إِذَا أَخَذَتْ حَظَّهَا مِنَ الْمَضْجَعِ
قَالَتْ : بِاسْمِ اللهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ ، وَوضَعْتُ جَنْبِي لِرَبِّي ،
وَاسْتَغْفَرْتُ لِذَنْبِي ، فَتَقُولُ هَذَا مِرَارًا.
ثُمَّ تَقْرَأُ مِنْ
سُورَةِ الْبَقَرَةِ عَشْرَ آيَاتٍ ، ثُمَّ تَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ، وَتَقُولُ
: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَبِكَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ اللاتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ
بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ، وَمِنْ شَرِّ مَا
يَعْرُجُ فِيهَا ، وَشَرِّ مَا يَنْزِلُ فِي الأَرْضِ ، وَشَرِّ مَا يَخْرُجُ
مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ طَارِقِ اللَّيْلِ إِلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ ،
آمَنْتُ بَاللَّهِ ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
اسْتَسْلَمَ لِقُدْرَتِهِ كُلُّ شَيْءٍ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَلَّ لِعِزَّتِهِ
كُلُّ شَيْءٍ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِهِ كُلُّ شَيْءٍ
، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَشَعَ لِمُلْكِهِ كُلُّ شَيْءٍ ، اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ بَمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ
كِتَابِكَ ، وَبِجِدِّكَ الأَعْلَى وَاسْمِكَ الأَكْبَرِ ، وَكَلِمَاتِكَ
التَّامَّاتِ اللاتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ أَنْ تَنْظُرَ
إِلَيْنَا نَظْرَةً مَرْحُومَةً ، لا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ ،
وَلا فَقْرًا إِلاَّ جَبَرْتَهُ ، وَلا عَدُوًّا إِلاَّ أَهْلَكْتَهُ وَلا دَيْنًا
إِلاَّ قَضَيْتَهُ ، وَلا عُرْيَانًا إِلاَّ كَسَوْتَهُ وَلا أَمْرًا لَنَا فِيهِ
صَلاحٌ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَيْتَنَاهُ يَا رَحْمَنُ ،
آمَنْتُ بِاللَّهِ ، اعْتَصَمْتُ بِهِ ، ثُمَّ تَقُولُ : سُبْحَانَ اللهِ ثَلاثًا
وَثَلاثِينَ ، ثُمَّ تَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ ، ثُمَّ تَحْمَدُ اللَّهَ
أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ ثُمَّ تَقُولُ لَهُمَا : يَا بِنْتَيَّ ، إِنَّ هَذِهِ
رَأْسُ الْمِائَةِ ، وَإِنِّي حُدِّثْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَتَهُ أَتَتْهُ تَسْتَخْدِمُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلا أَدُلُّكِ عَلَى خَيْرٍ مِنَ الْخَادِمِ ؟ فَقَالَتْ :
بَلَى فَأَمَرَهَا بِهَذِهِ الْمِائَةِ
باب ما جاء في إثبات
القوة وهي القدرة قال الله عز جل : {أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}.
وقال تبارك وتعالى :
{إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} وفي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
إني أنا الرزاق ذو القوة المتين
251- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَرْبِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَنُوقَا ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ
، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ
الْمَتِينُ قُلْتُ : وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ
يَعْنِي بِقُوَّةٍ
252- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {بأيد} قال : يقول بقوة
253- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسن
الكسائي ، حَدَّثَنَا آدم بن أبي إياس ، حَدَّثَنَا ورقاء عن أبي نجيح ، عن مجاهد
، في قوله عز وجل : {والسماء بنيناها بأيد} قال : يعني بقوة
254- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ بِاللَّيْلِ مِرَارًا : سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي
خَلْقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ
باب ما جاء في إثبات
العزة لله عز وجل قال الله عز وجل : {وهو العزيز الحكيم}.
وقال جل وعلا : {وكان
الله قويا عزيزا}.
وقال تعالى : {ولا
يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا}.
وقال جَلَّ جلاله :
{أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا}.
وقال جلت عظمته خبرا
عن إبليس : {فبعزتك لأغوينهم أجمعين}
255- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَخْتَوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ الْعَنَزِيُّ ، قَالَ : انْطَلَقْنَا إِلَى
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي
دُخُولِهِ عَلَيْهِ وَسُؤَالِهِمْ إِيَّاهُ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ ، ثُمَّ
دُخُولِهِمْ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ الْحَسَنُ :
لَقَدْ حَدَّثَنِي مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَلَقَدْ تَرَكَ شَيْئًا مَا نَدْرِي
أَنَسِيَ أَوْ
كَرِهَ أَنْ
يُحَدِّثَكُمْ ، فَتَتَّكِلُوا فَقَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : حَدَّثَنَا كَمَا
حَدَّثَكُمْ ، قَالَ : يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ثُمَّ
أَقُومُ فِي الرَّابِعَةِ ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدًا
، فَيُقَالُ لِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ ، وَسَلْ تُعْطَ ،
وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، فَيُقَالُ : لَيْسَ ذَلِكَ أَوَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَيْكَ ، وَعِزَّتِي
وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ
256- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ بُرَيْدَةَ ، حَدَّثَنِي
يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ
لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ
، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ ، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ
تُضِلَّنِي أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ
يَمُوتُونَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ
257- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ، قَالَ : إِنَّ
عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ السُّلَمِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ نَافِعَ
بْنَ جُبَيْرٍ ، أَخْبَرَهُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
عُثْمَانُ : وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي قَالَ : فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
امْسَحْهُ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ : أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ
مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ
بِي ، فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي وَغَيْرَهَمْ
258- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ
الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ
، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ أَنْ يُبْطِلَنِي ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اجْعَلْ يَدَكَ
الْيُمْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْ : بِسْمِ اللهِ أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ
وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ،
فَشَفَانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
259- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بَيْنَا أَيُّوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ
يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ
يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ : يَا أَيُّوبُ ، أَلَمْ أَكُنْ
أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى ؟ قَالَ : بَلَى وَعِزَّتِكَ ، وَلَكِنْ لا غِنَى لِي
عَنْ بَرَكَتِكَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ
260- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ ، بِبَغْدَادَ ،
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ،
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ يُخَالِفُ اللَّهُ
تَعَالَى وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً
ذَاتَ ظِلٍّ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ : أَكُونُ
فِي ظِلِّهَا.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ لَهُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ ؟ قَالَ : لا وَعِزَّتِكَ
، فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ
ظِلٍّ وَثَمَرٍ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ
فِي ظِلِّهَا ، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا ، قَالَ اللَّهُ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ
أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ ؟ قَالَ : لا وَعِزَّتِكَ ،
فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ إِلَيْهَا ، فَيُمَثِّلُ لَهُ شَجَرَةً أُخْرَى ذَاتَ ظِلٍّ
وَثَمَرٍ وَمَاءٍ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ
أَكُونُ فِي ظِلِّهَا ، وَآكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ،
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ
؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ لا أَسْأَلَنَّكَ غَيْرَهُ ، فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ
تَعَالَى إِلَيْهَا ، فَيُبْرِزُ لَهُ بَابَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ
قَدِّمْنِي إِلَى الْجَنَّةِ ، فَأَكُونَ بِحَافَّتَيِ الْجَنَّةِ ، فَأَنْظُرَ
إِلَيْهَا ، فَيُقَدِّمُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهَا ، فَيَرَى أَهْلَ
الْجَنَّةِ وَمَا فِيهَا ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ ،
فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ،
قَالَ : هَذَا لِي ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : تَمَنَّ ،
فَيُذَكِّرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَلْ مِنْ كَذَا وَكَذَا ، حَتَّى إِذَا
انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ هُوَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ، قَالَ : ثُمَّ يُدْخُلُ الْجَنَّةَ ،
فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ
فَيَقُولانِ لَهُ : الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ
: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ ، قَالَ : وَأَدْنَى أَهْلِ النَّارِ
عَذَابًا مَنْ يُنْعَلُ نَعْلَيْنِ ، يَعْنِي مِنْ نَارٍ ، يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْ
حَرَارَةِ نَعْلَيْهِ
261- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ عنهما ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
262 – أخبرنا
أبو الحسن علي بن محمد المقرىء أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : دَعَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جِبْرِيلَ
عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : انْظُرْ
إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا ، فَرَجَعَ فَقَالَ : وَعِزَّتِكَ
لا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا ، فَحُفَّتْ
بِالْمَكَارِهِ
فَقَالَ : ارْجِعْ إِلَيْهَا ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَرَجَعَ فَقَالَ :
وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ إِلَى
النَّارِ فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى النَّارِ ، فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا
أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا ، فَرَجَعَ وَقَالَ : وَعِزَّتِكَ لا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ يَسْمَعُ بِهَا ، فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ
، فَقَالَ : عُدْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا ، فَرَجَعَ ، فَقَالَ :
وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا
263- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ
، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحُنَيْنِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ
، حَدَّثَنَا أبي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي مُسْلِمٍ الأَغَرِّ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَأَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالا : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْعِزُّ إِزَارِي ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي
فِيهِمَا عَذَّبْتُهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ حَفْصٍ ، وَقَالَ : إِزَارُهُ رِدَاؤُهُ ، قُلْتُ : وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُمَا
صِفَتَانِ لَهُ ، يُقَالُ : اتَّزَرَ فُلانٌ بِالصَّلاحِ وَارْتَدَى بِالْوَرَعِ ،
عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ اتَّصَفَ بِهِمَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
264- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ،
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ ،
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يُحَدِّثُ عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ
: الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ
تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ ، وَيُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ
الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ
265- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ : وَعِزَّتِكَ لا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ
، يَعْنِي فِي أَجْسَادِهِمْ ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي
وَارْتِفَاعِ مَكَانِي لا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي
266- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْجُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
الأَغَرِّ الْكِلابِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ يَوْمًا ، فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ
رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَهَا :
ثَلاثًا ، قَالَ : قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وَعِزَّتِي لا يُصَلِّيِهَا عَبْدٌ لِوَقْتِهَا إِلاَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ
، وَمَنْ صَلَّى لِغَيْرِ وَقْتِهَا إِنْ شِئْتُ رَحِمْتُهُ ، وَإِنْ شِئْتُ
عَذَّبْتُهُ
267- أخبرنا الشريف أبو
الفتح ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي شريح ، حَدَّثَنَا أبو القاسم البغوي ، حَدَّثَنَا
شيبان ، حَدَّثَنَا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، حدثني مولى لأبي مسعود
قال : دخل أبو مسعود على حذيفة رضي الله عنهما فقال : اعهد إلي فقال له : ألم يأتك اليقين ؟ قال : بلى وعزة ربي ، قال :
فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر ، وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون
فإن دين الله واحد . قلت : العزة إن كانت بمعنى الشدة ، وهي القوة فمعناها يرجع
إلى صفة القدرة ، وكذلك إن كانت بمعنى الغلبة فمعناها يعود إلى القدرة وإن كانت
بمعنى نفاسة القدر فإنها ترجع إلى استحقاق الذات تلك العزة
باب ما جاء في الجلال
والجبروت والكبرياء والعظمة والمجد وهذه صفات يستحقها بذاته.
قال الله عز وجل :
{ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وقال جَلَّ وعلا :
{تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}.
وقال جَلَّ جلاله :
{وله الكبرياء في السماوات والأرض}.
وقال تعالى : {العزيز
الجبار المتكبر}.
وقال جلت عظمته :
{وهو العلي العظيم}.
وقال جلت قدرته :
{فسبح باسم ربك العظيم}.
وقال تبارك وتعالى :
{إنه حميد مجيد}
268- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ
الْعَنَزِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ
قَالَ : ثُمَّ
أَعُودُ الرَّابِعَةَ ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ
سَاجِدًا ، فَيُقَالُ لِي : يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعُ لَكَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ
فَأَقُولُ : يَا رَبِّ فِيمَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ
أَكْبَرُ ، فَيَقُولُ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي وَعَظَمَتِي لأُخْرِجَنَّ مِنْهَا
مَنْ قَالَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي
الْحَدِيثِ : وَعِزَّتِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي كَمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ
269- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي
الْوَلِيدِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ بَعْدَ الصَّلاةِ
إِلاَّ قَدْرَ مَا يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ ، وَمِنْكَ السَّلامُ ،
تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ،
وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
270- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ
الطَّبَرَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ سُلَيْمَانُ
وَحَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ ، عَنِ
اللَّجْلاجِ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ الصَّبْرَ ، فَقَالَ : سَأَلْتَ اللَّهَ الْبَلاءَ فَاسْأَلْهُ
الْعَافِيَةَ وَمَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ : يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
، فَقَالَ : قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ وَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْأَلُكَ تَمَامَ النِّعْمَةِ ، فَقَالَ : أَتَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ ؟
قَالَ : دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ ، قَالَ : فَإِنَّ
تَمَامَ النِّعْمَةِ الْفَوْزُ بِالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ ، وَدُخُولَ الْجَنَّةِ
271- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنِي
أَبُو عَلِيٍّ ، أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ
بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ حَفْصٍ ابْنِ أَخِي أَنَسِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي حَلْقَةٍ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَلَمَّا رَكَعَ فَقَالَ فِي دُعَائِهِ
: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ
الْمَنَّانُ ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ ، الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ
، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى
272- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيُّ
يُحَدِّثُ ، عَنْ
أَبِي مُسْلِمٍ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي
دُبُرِ صَلاةِ الْغَدَاةِ أَوْ فِي دُبُرِ صَلاةٍ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ
كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ،
اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ
أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ
اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلِّ سَاعَةٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ ، اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ
، اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ حَسْبِيَ
اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ
273- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْبَيْهَقِيُّ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ مَعْمَرٍ ، عَنْ
أَبِي الْحُبَابِ ، سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ
بِجَلالِي ، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّي.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ
274- أَخْبَرَنَا أَبُو
صَادِقٍ الْعَطَّارُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ ، قَالا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو ، عَنْ مِحْصَنِ بْنِ عَلِيٍّ
الْفِهْرِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمْ
رَبَّهُ مَسْأَلَةً فَتَعَرَّفَ الاسْتِجَابَةَ فَلْيَقُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
بِعِزَّتِهِ وَجَلالِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَمَنْ أَبْطَأَ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ
شَيْءٌ فَلْيَقُلِ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ
275- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي
عِيسَى الطَّحَّانِ ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَخِيهِ أَوْ
عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ
رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ
الَّذِينَ تَذْكُرُونَ مِنْ جَلالِ اللهِ وَتَهْلِيلِهِ وَتَكْبِيرِهِ
وَتَسْبِيحِهِ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيُّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ
يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنَّ ، فَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ عِنْدَ
اللهِ تَعَالَى مُذَكِّرٌ يُذَكِّرُ بِهِ
276- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبٌ
، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَاصِمِ
بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً ،
فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلاَّ وَقَفَ
فَسَأَلَ ، وَلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلاَّ وَقَفَ فَتَعَوَّذَ ، قَالَ :
ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سُبْحَانَ ذِي
الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ ، ثُمَّ سَجَدَ
بِقَدْرِ قِيَامِهِ ، ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ
بِآلِ عِمْرَانَ ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً
277- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
الطَّيَالِسِيُّ ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ،
أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ مَوْلَى
الأَنْصَارِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي
مِنَ اللَّيْلِ ، فَكَانَ يَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاثًا ، سُبْحَانَ ذِي الْمَلَكُوتِ
وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ لَفْظُ
حَدِيثِ الرُّوذْبَارِيِّ ، وَفِي رِوَايَةِ الْمُقْرِئِ : أَنَّهُ
صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَعْنِي صَلاةَ
اللَّيْلِ ، فَلَمَّا كَبَّرَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ذُو الْمَلَكُوتِ
وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ
278- أَخْبَرَنَا أَبُو
سَعِيدٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ
مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَدَعْهُ
حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا ، أَوْ حَتَّى مَاتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ
عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي ، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ
وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي أَعُوذُ
بِعِزَّتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي قَالَ جُبَيْرٌ : وَهُوَ الْخَسْفُ ،
قَالَ عُبَادَةُ : فَلا أَدْرِي قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَذَا أَوْ قَوْلَ جُبَيْرٍ
279- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : الْكِبْرِيَاءُ
رِدَائِي ، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي مِنْهُمَا شَيْئًا
قَصَمْتُهُ
280- وَأَخْبَرَنَا
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ ، وَسَلامٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الأَغَرِّ أَبِي
مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْعَظَمَةُ إِزَارِي ، وَالْكِبْرِيَاءُ
رِدَائِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي جَهَنَّمَ
281- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ
، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي
مُسْلِمٍ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَأَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالا : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : الْعِزُّ إِزَارِي ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي ، فَمَنْ نَازَعَنِي شَيْئًا
مِنْهُمَا عَذَّبْتُهُ
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ
بْنِ غِيَاثٍ
282- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ : اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ
مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ
أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلا
مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ
جماع أبواب إثبات صفة
المشيئة والإرادة لله عز وجل وكلتاهما عبارتان عن معنى واحد ، وكان الأستاذ أبو
إسحاق رحمه الله يقول : من أسامي صفات الذات ما يعود إلى الإرادة منها : الرحمن
وهو المريد لرزق كل حي في دار البلوى والامتحان ومنها الرحيم وذلك المريد لإنعام
أهل الجنة ومنها الغفار وهو المريد لإزالة العقوبة بعد الاستحقاق ومنها الودود وهو
المريد للإحسان إلى أهل الولاية ومنها العفو وهو المريد لتسهيل الأمور على أهل
المعرفة ومنها الرؤوف وهو المريد للتخفيف عن العباد ومنها الصبور وهو المريد
لتأخير العقوبة ومنها الحليم وهو المريد لإسقاط العقوبة في الأصل عن المعصية ومنها
الكريم وهو المريد لتكثير الخيرات عند المحتاج ومنها البر وهو المريد لإعزاز أهل
الولاية ومن أصحابنا من ذهب إلى هذه الأسامي من صفات الفعل ومعناها الفاعل لهذه
الأشياء
باب قول الله عز وجل
{ونقر في الأرحام ما نشاء}
وقوله تعالى : {يزيد
في الخلق ما يشاء}
وقوله جل وعلا : {في
أي صورة ما شاء ركبك}.
وقوله جلت عظمته :
{يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا
ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}.
وقوله تبارك وتعالى :
{الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له}.
وقوله تعالى : {يهدي
الله لنوره من يشاء}.
وقوله عز وجل : {وربك
يخلق ما يشاء ويختار}
283- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ
الْمَكِّيِّ ، قَالَ : إِنَّ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ اللهِ بْنَ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ
أُمِّهِ ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ : حُذَيْفَةُ بْنُ
أُسَيْدٍ الْغِفَارِيُّ ، فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَيْفَ يَشْقَى رَجُلٌ بِغَيْرِ عَمَلٍ ؟
فَقَالَ الرَّجُلُ : أَتَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ
لَيْلَةً بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهَا مَلَكًا ، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ
سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا
رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ
، ثُمَّ يَقُولُ : يَا رَبِّ أَجَلُهُ ، فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ
الْمَلَكُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ رِزْقُهُ ، فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ
الْمَلَكُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلا يَزِيدُ
عَلَى أَمْرٍ وَلا يَنْقُصُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ ،
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ : يَا رَبِّ شَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ
؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ
284- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، وَأَبُو
النُّعْمَانِ ، قَالا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ : أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ ، أَيْ رَبِّ
عَلَقَةٌ ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يَقْضِيَ خَلْقَهَا قَالَ : أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى ؟ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ
؟ فَمَا الرِّزْقُ ؟ فَمَا الأَجَلُ ؟ فَيَكْتُبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ أَبِي كَامِلٍ ، عَنْ حَمَّادٍ
285- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ،
مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرٍو الرَّزَّازُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ ، مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَلْحَةَ ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الْوَدَّاكِ جَبْرَ بْنَ نَوْفٍ ، أَخْبَرَهُ ،
أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ : مَا مِنْ كُلِّ
الْمَاءِ يَكُونُ الْوَلَدُ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى خَلْقَ شَيْءٍ
لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ
صَالِحٍ
باب قول الله عز وجل
{وما تشاءون إلا أن يشاء الله}
وقوله جل وعلا : {وما
يذكرون إلا أن يشاء الله}.
وقوله جلت عظمته :
{ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم}.
وقوله جلت قدرته :
{ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
وقوله تعالى : {ولو
شاء ربك ما فعلوه}.
وقوله : {ولو شاء
الله ما فعلوه}.
وقوله تبارك وتعالى :
{قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به}
286- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَزْهَرِ ، أَحْمَدُ
بْنُ الأَزْهَرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
اشْفَعُوا إِلَيَّ فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا
شَاءَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي
الصَّحِيحِ ، عَنْ
أَبِي كُرَيْبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.
وَأَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ بُرَيْدٍ ، وَقَالَ فِيهِ مَا أَحَبَّ
وَمَعْنَاهُ مَا أَرَادَ
287- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْهَمَذَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ،
حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
عَتِيقٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : إِنَّ
الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ
وَفَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ لَهُمْ : أَلا تُصَلُّونَ ؟ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ
تَعَالَى ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ
شَيْئًا ، وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَيَقُولُ : وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ
شَيْءٍ جَدَلا.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
أُوَيْسٍ
288- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ ،
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ ، فِي حَدِيثِ الْمِيضَأَةِ ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ
، وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ ، فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ ، فَتَوَضَّئُوا إِلَى أَنِ
ابْيَضَّتْ يَعْنِي الشَّمْسَ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامِ ، عَنْ
هُشَيْمٍ
289- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ ، لفظ أبي
مسلم ، قَالا : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ
، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ هُوَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا
رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ نَزَلَ
مَنْزِلا ، فَعَرَّسَ فِيهِ فَقَالَ : مَنْ يَحْرُسُنَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ :
أَنَا أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ ؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، يَعْنِي أَنَّكَ
تَنَامُ ، ثُمَّ
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ لَهَا فَحَرَسْتُ فَلَمَّا
كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ أَدْرَكَنِي مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنِمْتُ فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ إِلاَّ بِحَرِّ الشَّمْسِ
عَلَى ظُهُورِنَا ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَنَعَ
كَمَا كَانَ يَصْنَعُ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ تَعَالَى لَوْ شَاءَ لَمْ تَنَامُوا عَنْهَا ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ
تَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ ، فَهَكَذَا أَيْ لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ
290- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ النَّجَّارِ
الْمُقْرِئُ ، بِالْكُوفَةِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ
الْقَوْمُ : عَرِّسْ بِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ يُوقِظُنَا ؟ فَقُلْتُ : أَنَا أَحْرُسُكُمْ فَأُوقِظُكُمْ ،
فَنِمْتُ وَنَامُوا ، فَمَا اسْتَيْقَظْنَا إِلاَّ بِحَرِّ الشَّمْسِ فِي
رُؤُوسِنَا ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِنَا
، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَالْقَوْمُ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ
، وَزَعَمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ اسْتَيْقَظَ : لَوْ
شَاءَ اللَّهُ أَيْقَظَنَا ، وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِمَنْ بَعْدَكُمْ
291- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : رَأَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّوْمِ
أَنَّهُ لَقِيَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ : نِعْمَ الْقَوْمُ
أَنْتُمْ لَوْلا أَنَّكُمْ
تُشْرِكُونَ ،
تَقُولُونَ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَمُحَمَّدٌ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي كُنْتُ لأَكْرَهُهَا لَكُمْ ،
قُولُوا : مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ شَاءَ فُلانٌ
292- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ ،
إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ
بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ
حِرَاشِ ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا لأُمِّهَا : أَنَّهُ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ
لَقِيَ رَهْطًا مِنَ النَّصَارَى فَقَالَ : نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لَوْلا
أَنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ الْمَسِيحَ ابْنُ اللهِ قَالَ : وَأَنْتُمُ الْقَوْمُ
لَوْلا أَنَّكُمْ تَقُولُونَ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ ، ثُمَّ
لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ : أَنْتُمُ الْقَوْمُ لَوْلا أَنَّكُمْ
تَزْعُمُونَ أَنَّ عُزَيْرًا ابْنُ اللهِ قَالَ : وَأَنْتُمْ قَوْمٌ تَقُولُونَ :
مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ ، قَالَ : فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَّهَا
عَلَيْهِ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَدَّثْتَ بِهَا أَحَدًا بَعْدُ
؟ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ
: إِنَّ أَخَاكُمْ قَدْ رَأَى مَا بَلَغَكُمْ فَلا تَقُولُوهَا ، وَلَكِنْ قُولُوا
: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ لا
شَرِيكَ لَهُ
وَتَابَعَهُ شُعْبَةُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ هَكَذَا ، وَفِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ : وَلَكِنْ قُولُوا : مَا شَاءَ
اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّدٌ وَقِيلَ : عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : حَدِيثُ شُعْبَةَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ عُيَيْنَةَ
293- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالا :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ
الْحَسَنُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ
، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا الأَجْلَحُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
الأَصَمِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَلِّمُهُ فِي بَعْضِ
الأَمْرِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلا ؟ بَلْ شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ
294- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ
الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تَقُولُوا
مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلانٌ ، وَلَكِنْ قُولُوا : مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ
شَاءَ فُلانٌ
295- أخبرنا أبو سعيد بن
أبي عمرو ، حَدَّثَنَا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أَخْبَرَنَا الربيع بن سليمان ،
قال : قال الشافعي رضي الله عنه : المشيئة إرادة الله تعالى.
قال الله عز وجل :
{وما تشاءون إلا أن يشاء الله} فأعلم الله تعالى خلقه أن المشيئة له دون خلقه ، وأن مشيئتهم لا تكون
إلا أن يشاء الله ، فيقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم شئت ، ولا
يقال : ما شاء الله وشئت قال : ويقال من يطع الله ورسوله ، فإن الله تعالى تعبد
العباد بأن فرض طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا أطيع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقد أطيع الله تعالى بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
296- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزَيْدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَهُودِيُّ فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَشِيئَةِ ، فَقَالَ : الْمَشِيئَةُ
لِلَّهِ تَعَالَى ، قَالَ : فَإِنِّي أَشَاءُ أَنْ أَقُومَ ، قَالَ : قَدْ شَاءَ
اللَّهُ أَنْ تَقُومَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَشَاءُ أَنْ أَقْعُدَ ، قَالَ : فَقَدْ
شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْعُدَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَشَاءُ أَنْ أَقْطَعَ هَذِهِ
النَّخْلَةَ قَالَ : فَقَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَقْطَعَهَا ، قَالَ : فَإِنِّي
أَشَاءُ أَنْ أَتْرُكَهَا قَالَ : فَقَدْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَتْرُكَهَا ، قَالَ : فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : لُقِّنْتَ حُجَّتَكَ كَمَا لُقِّنَهَا إِبْرَاهِيمُ
عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ : وَنَزَلَ الْقُرْآنُ فَقَالَ : مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا
فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ قُلْتُ : هَذَا وَإِنْ كَانَ
مُرْسَلا فَمَا قَبْلَهُ مِنَ الْمَوْصُولاتِ فِي مَعْنَاهِ يُؤَكِّدُهُ ،
وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ وَالْعِصْمَةُ
باب قول الله عز وجل
{ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله}
وقوله تعالى : {ولو
شئنا لآتينا كل نفس هداها}.
وقوله جل وعلا : {ولو
شاء الله لجمعهم على الهدى}.
وقوله تبارك وتعالى :
{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا}.
وقوله جلت عظمته :
{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}.
وقوله جل وعلا : {ولو
شاء لهداكم أجمعين}.
وقوله جلت عظمته :
{ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم
تعملون}.
وقوله عز وجل : {من
يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}.
وقوله تعالى : {وما
أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}.
وقوله جل جلاله :
{كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}.
وقوله تبارك وتعالى :
{لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
وقوله جلت قدرته}
{والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.
وقوله جل وعلا : {إنك
لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.
وقوله جل جلاله :
{ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون ما لهم من
ولي ولا نصير}.
وقوله تعالى : {يدخل
من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما}
وقوله عز وجل :
{ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم}.
وقوله فيما قال تبارك
وتعالى : {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي}.
وقوله تعالى : {إن هي
إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء}.
وقوله جلت قدرته :
{ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده}.
وقوله جل جلاله :
{الله يجتبي من رسله من يشاء}.
وقوله جلت عظمته :
{يختص برحمته من يشاء}.
وقوله تبارك تعالى :
{والله يضاعف لمن يشاء}.
وقوله جل وعلا :
{ولكن الله يزكي من يشاء}.
وقوله تعالى : {يصيب
به من يشاء}.
وقوله عز وجل {إلا أن
يشاء الله نرفع درجات من نشاء}.
وقوله جل جلاله :
{والله يؤيد بنصره من يشاء}.
وقوله جلت عظمته :
{ينصر من يشاء}.
وقوله تعالى : {ذلك فضل
الله يؤتيه من يشاء}.
وقوله جل وعلا : {وأن
الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} {27}.
وقوله تبارك وتعالى :
{يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} {28}.
وقوله جل جلاله :
{ولكن الله يمن على من يشاء من عباده} {29}.
وقوله تعالى : {فنجي
من نشاء} {30} ، وقوله عز وجل {فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء}.
وقوله جل وعلا :
{فيبسطه في السماء كيف يشاء} {31}.
وقوله جلت عظمته :
{فإذا أصاب به من يشاء}.
وقوله تعالى : {ولو
نشاء لطمسنا على أعينهم} {32}.
وقوله عز وجل : {ولو
نشاء لمسخناهم على مكانتهم} {33}.
وقوله جل وعلا : {ولو
شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم} {34}.
وقوله تعالى : {ولو
شاء الله لأعنتكم} {35}.
وقوله جلت عظمته :
{يمحو الله ما يشاء ويثبت} {36}.
وقوله عز وجل : {قل
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من
تشاء} {37}
وقوله عز وجل : {فسوف
يغنيكم الله من فضله إن شاء} {38}.
وقوله تعالى : {يرزق
من يشاء} {39}.
وقوله تبارك وتعالى :
{وعلمه مما يشاء} {40}.
وقوله جل جلاله :
{ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} {41}.
وقوله جل وعلا :
{يؤتي الحكمة من يشاء} {42}.
وقوله عز وجل : {إن
ربي لطيف لما يشاء} {43}.
وقوله جلت عظمته :
{من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد} {44}.
وقوله تعالى : {ولكن
ينزل بقدر ما يشاء} {45}.
وقوله جلت قدرته :
{إن يشأ يسكن الريح} {46}.
وقوله تعالى : {وإذا
شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا} {47}.
وقوله عز وجل : {إن
يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء} {48}.
وقوله جل وعلا :
{ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله}.
وقوله جلت عظمته :
{ثم إذا شاء أنشره} {49}.
وقوله جل جلاله} {وهو
على جمعهم إذا يشاء قدير} {50}.
وقوله تبارك وتعالى :
{إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد} {51}
297- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ قَرْقُوبٍ التَّمَّارُ ، بِهَمَذَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ
بْنِ الْمُغِيرَةِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي
طَالِبٍ :
أَيْ عَمِّ ، قُلْ :
لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجَّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ ، فَقَالَ
أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَيُعِيدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ حَتَّى
قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ
لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَا كَانَ
لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ
كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ
الْجَحِيمِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَبِي طَالِبٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ
حَدِيثِ مَعْمَرٍ وَغَيْرِهِ وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ وَغَيْرِهِ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ
298- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، قَالُوا : حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْحُبُلِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ
أَصَابِعِ الرَّحْمَنْ
جَلَّ جَلالُهُ
كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهَا كَيْفَ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا
عَلَى طَاعَتِكَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ ، وَابْنِ نُمَيْرٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئِ
299- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ ، وَأَبُو طَاهِرٍ وَأَبُو زَكَرِيَّا ، وَأَبُو سَعِيدٍ ، قَالُوا :
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
بَكْرٍ ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ بُسْرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلابِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مِنْ قَلْبٍ إِلاَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ
مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ
وَكَانَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى
دِينِكَ ، وَالْمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ يَرْفَعُ أَقْوَامًا ، وَيَضَعُ
آخَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
300- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ الإِمَامُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الصَّفَّارُ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ
رُسْتُمَ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى
الْمِنْبَرِ يَقُولُ : أَلا إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ مِنَ الأُمَمِ
قَبْلَكُمْ كَمَا بَيْنَ صَلاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ ، أُعْطِيَ
أَهْلَ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ ،
ثُمَّ عَجَزُوا فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، وَأُعْطِيَ أَهْلُ الإِنْجِيلِ
الإِنْجِيلَ ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صَلاةِ الْعَصْرِ ، ثُمَّ عَجَزُوا
فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا ، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ ، فَعَمِلْتُمْ
بِهِ
حَتَّى غُرُوبِ
الشَّمْسِ ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ ، فَقَالَ أَهْلُ
التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ : رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَقَلُّ عَمَلا وَأَكْثَرُ
أَجْرًا ، فَقَالَ : هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالُوا :
لا فَقَالَ : فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ لَفْظُ حَدِيثِ شُعَيْبٍ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ ، وَعَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَوْسِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
301- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ عَمْرٍو الْعُكْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
عَنْ وَهُوَ ابْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ ، هِلالِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أُسَامَةَ الْعَامِرِيِّ
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ
مَثَلُ خَامَةِ الزَّرْعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا ، فَإِذَا
سَكَنَتِ اعْتَدَلَ ، قَالَ : وَكَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ يُكْفَأُ بِالْبَلاءِ ، وَمَثَلُ الْكَافِرِ
كَمَثَلِ الأَرْزَةِ
صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
فُلَيْحٍ
302- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ
إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ بِيَدِهِ فَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى
رَبِّكَ يَعْنِي فِي الدُّعَاءِ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : سَيُهْزَمُ
الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى
وَأَمَرُّ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ
303- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ ، فَأَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ عَذَابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ
يَشَاءُ ، فَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَلَيْسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ
بِهِ الطَّاعُونُ ، فَيَمْكُثُ فِي بَيْتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ
لا يُصِيبُهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلاَّ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ
الشَّهِيدِ.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ دَاوُدَ
304- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ
، قَالا : أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ
، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ
، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالا : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ
مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ الْمُسْلِمُ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى
الْعَالَمِينَ ، فِي قَسَمٍ يُقْسِمُ بِهِ ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ : وَالَّذِي
اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ ، فَرَفَعَ الْمُسْلِمُ عِنْدَ ذَلِكَ يَدَهُ
فَلَطَمَ الْيَهُودِيَّ ، فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ
وَأَمْرِ الْمُسْلِمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا
تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ
مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ ، فَلا أَدْرِي
أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ ، فَأَفَاقَ قَبْلِي ، أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي الْيَمَانِ
305- حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، إِمْلاءً ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ، عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
بَالَوَيْهِ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : لا يَقُلِ ابْنُ آدَمَ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ ، فَإِنِّي أَنَا
الدَّهْرُ ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي رِوَايَةِ حَرْمَلَةَ : تَأْوِيلُهُ
، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ الْعَرَبَ كَانَ شَأْنُهَا تَذُمُّ الدَّهْرَ
وَتَسُبُّهُ عِنْدَ الْمَصَائِبِ الَّتِي تَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ مَوْتٍ ، أَوْ
هَدْمٍ أَوْ تَلَفٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَيَقُولُونَ : إِنَّمَا يُهْلِكُنَا
الدَّهْرُ وَهُوَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، فَيَقُولُونَ : أَصَابَتْهُمْ
قَوَارِعُ الدَّهْرِ ، وَأَبَادَهُمُ الدَّهْرُ ، فَيَجْعَلُونَ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ اللَّذَانِ يَفْعَلانِ ذَلِكَ ، فَيَذُمُّونَ الدَّهْرَ بِأَنَّهُ
الَّذِي يُفْنِينا وَيَفْعَلُ بِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ عَلَى أَنَّهُ يُفْنِيكُمْ ، وَالَّذِي
يَفْعَلُ بِكُمُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ ، فَإِنَّكُمْ إِذَا سَبَبْتُمْ فَاعِلَ
هَذِهِ الأَشْيَاءِ ، فَإِنَّمَا تَسُبُّونَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ،
فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَاعِلُ هَذِهِ الأَشْيَاءِ
306- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، سَعِيدُ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ مُوسَى
بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ ، قَالَ : إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ حَدَّثَهُ
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : اطْلُبُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ
، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى ، فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ،
وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ ، وَيُؤَمِّنَ
رَوْعَاتِكُمْ
307- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {يمحو الله ما يشاء ويثبت} يبدل
الله ما يشاء من القرآن فينسخه ويثبت ما يشاء ولا يبدله} {وعنده أم الكتاب} يقول :
جملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب
308- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} يقول : أضللناهم عن
الهدى فكيف يهتدون ؟ وقال مرة : أعميناهم عن الهدى
باب قول الله عز وجل
: {يريد الله ليبين لكم}
قول الله عز وجل :
{يريد الله ليبين لكم}.
وقوله : {والله يريد
أن يتوب عليكم}.
وقوله : {وأن الله
يهدي من يريد}.
وقوله : {إن الله
يحكم ما يريد}.
وقوله : {يريد الله
أن يخفف عنكم}.
وقوله : {يريد الله
بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
وقوله : {ما يريد
الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}.
وقوله : {فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد
في السماء}.
وقوله : {ومن يرد
الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم}.
وقوله : {قل فمن يملك
من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا}.
وقوله : {وإذا أراد
الله بقوم سوءا فلا مرد له} {11}.
وقوله : {وإذا أردنا
أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها}.
وقوله خبرا عن الجن :
{وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا}.
وقوله : {من كان يريد
العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد}.
وقوله : {فأراد ربك
أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك}.
وقوله : {إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
وقوله : {فاعلم أنما
يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم}.
وقوله : {إنما يريد
الله أن يعذبهم بها في الدنيا}.
وقوله : {إن كان الله
يريد أن يغويكم}.
وقوله : {قل من ذا
الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة} {20}.
وقوله : {قل أفرأيتم
ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن
ممسكات رحمته} {21}.
وقوله : {وجاء من
أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم} {22} إلى قوله : {إن يردن الرحمن بضر لا تغن
عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون} {23}
309- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ،
أَخْبَرَنَا وَهْبٌ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ خَطِيبٌ ، يَقُولُ : إِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ
بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللَّهُ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ حَرْمَلَةَ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ وَغَيْرِهِ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ
310- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
سَعِيدٍ الأَعْرَابِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، سَمِعَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ كُرْزِ بْنِ
عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ لِلإِسْلامِ مُنْتَهًى ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّمَا أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ
اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ فَقَالَ : ثُمَّ مَاذَا ؟
قَالَ : ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ قَالَ الرَّجُلُ : كَلا
وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : بَلَى ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ
لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ صُبًّا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ قَالَ
الزُّهْرِيُّ : أَسَاوِدَ صُبًّا : الْحَيَّةُ السَّوْدَاءُ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَنْهَشَ ارْتَفَعَ هَكَذَا ثُمَّ انْصَبَّ
311- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ ،
عَنْ مَالِكٍ
312- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِيَادِيُّ الْمَالِكِيُّ ،
بِبَغْدَادَ ، بِانْتِخَابِ أَبِي الْقَاسِمِ الطَّبَرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النَّصِيبِيُّ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا
اسْتَعْمَلَهُ قَالَ : وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ :
يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ
313- حَدَّثَنَا الإِمَامُ
أَبُو الطِّيبِ ، سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُمَيَّةَ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ ، كَعِلْمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا عَمَّلَهُ قَالُوا
: وَكَيْفَ يُعَمِّلُهُ ؟ قَالَ : يَهْدِيهِ لِعَمَلٍ صَالِحٍ حَتَّى يَقْبِضَهُ
عَلَيْهِ تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ
أَبِيهِ
314- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ
الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَأَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الْمَالِينِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ
عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالأَمِيرِ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ ، إِنْ نَسِيَ
ذَكَّرَهُ ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ ، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَلَ
لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ
315- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُلاعِبِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ أنا يُونُسُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ،
قَالَ : إِنَّ رَجُلا لَقِيَ امْرَأَةً كَانَتْ بَغِيًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ
قَالَ : فَجَعَلَ يُلاعِبُهَا
حَتَّى بَسَطَ يَدَهُ
إِلَيْهَا ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : مَهْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ ذَهَبَ
بِالشِّرْكِ ، وَجَاءَ بِالإِسْلامِ فَوَلَّى الرَّجُلُ ، فَأَصَابَ وَجْهَهُ
الْحَائِطُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ
: أَنْتَ عَبْدٌ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَجَّلَ لَهُ عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ ، وَإِذَا
أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ عِيرٌ
316- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ
الْعَلَوِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي
حُنَيْنٍ ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ قَالَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ
الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ
عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
317- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ الْحَرْبِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُسَيَّبِ الأرْغِيَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ
أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ قَبَضَ نَبِيِّهَا قَبْلَهَا ، فَجَعَلَهُ لَهَا سَلَفًا وَفَرَطًا
، وَإِذَا أَرَادَ هَلاكَ أُمَّةٍ عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ ، فَأَقَرَّ
عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" ، فَقَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ
318- أَخْبَرَنَا
الأُسْتَاذُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي
الْمَلِيحِ
الْهُذَلِيُّ ، عَنْ
أَبِي عَزَّةَ الْهُذَلِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَرَادَ قَبْضَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ
جَعَلَ لَهُ بِهَا حَاجَةً
319- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ
بْنَ الْمَدِينِيِّ ، يَقُولُ : أَبُو عَزَّةَ اسْمُهُ يَسَارُ بْنُ عَبْدٍ ، هُذَلِيٌّ لَهُ صُحْبَةٌ
320- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ
، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ
بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قال : إن عَبْدِ
اللَّه بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ
عَذَابًا أَصَابَ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ، ثُمَّ بَعَثَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى
321- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ
الطُّوسِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ
، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا
أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ فِي الْمَعَاشِ
322- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ ،
مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عُثْمَانَ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
غِرَارَةَ ، مُحَمَّدٌ ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيَّ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ
: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الرِّفْقُ يُمْنٌ ،
وَالْخَرْقُ شُؤْمٌ ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ
عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ ، إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ ،
وَالْخَرْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ ، وَإِنَّ الْحَيَاءَ
مِنَ الإِيمَانِ ، وَإِنَّ الإِيمَانَ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَوْ كَانَ الْحَيَاءُ
رَجُلا لَكَانَ صَالِحًا ، وَإِنَّ الْفُحْشَ مِنَ الْفُجُورِ ، وَإِنَّ
الْفُجُورَ فِي النَّارِ ، وَلَوْ كَانَ الْفُحْشُ رَجُلا يَمْشِي فِي النَّاسِ
لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ
323- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق المزكي ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد ،
حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن
عباس ، رضي الله عنهما في قوله : {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا}
يقول : من يرد الله ضلالته فلن يغني عنه من الله شيئا وبإسناده عن ابن عباس رضي
الله عنهما قوله تعالى : {فإن الله غني عنكم} يعني الكفار الذين لم يرد الله أن
يطهر قلوبهم فيقولون : لا إله إلا الله ثم قال : {ولا يرضى لعباده الكفر} وهم عباده
الصالحون الذين قال : {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} ، فألزمهم شهادة أن لا إله
إلا الله وحببها إليهم
وبإسناده عن ابن عباس
رضي الله عنهما في قوله عز وجل : {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} يقول سلطنا
أشرارها فعصوا فيها ، وإذا فعلوا ذلك أهلكناهم بالعذاب ، وهو قوله تعالى : {وكذلك
جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها}
324- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أحمد بن كامل القاضي ، حَدَّثَنَا محمد بن سعد العوفي ، قال
: حدثني أبي سعد بن محمد بن الحسن بن عطية ، حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية ،
حدثني أبي ، عن جدي ، عطية بن سعد عن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما في قوله
عز وجل : {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره
ضيقا حرجا} يقول : من يرد الله أن يضله يضيق عليه حتى يجعل الإسلام عليه ضيقا
والإسلام واسع ، وذلك حيث يقول : {وما جعل عليكم في الدين من حرج} يقول : ليس في الإسلام من ضيق
325- أخبرنا أبو بكر أحمد
بن الحسن القاضي وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل ، قالا : حَدَّثَنَا أبو العباس
محمد بن يعقوب ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق ، حَدَّثَنَا أبو الجواب ، حَدَّثَنَا
سفيان الثوري ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر المدائني ، أنه سئل عن قول الله ، عز
وجل : {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} قال : نور يقذف به في الجوف
فينشرح له الصدر وينفسح قيل له : هل لذلك أمارة يعرف بها ؟ قال : نعم ، إنابة إلى
دار الخلود والتجافي عن دار الغرور ، واستعداد للموت قبل مجيء الموت
326- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ النَّضْرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمِسْوَرِ ، وَكَانَ مِنْ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : تَلا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ : فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ
أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ ، فَقَالُوا : فَهَلْ لِذَلِكَ عِلْمٌ
يُعْرَفُ بِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا دَخَلَ النُّورُ الْقَلْبَ انْفَسَحَ
وَانْشَرَحَ قَالُوا : فَهَلْ لِذَلِكَ عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
الإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ ،
وَالاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ هَذَا مُنْقَطِعٌ
327- أخبرنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي ،
حَدَّثَنَا محمد بن يحيى الذهلي ، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدي ، حَدَّثَنَا عمر
بن ذر ، قال : سمعت عمر بن عبد العزيز ، رضي الله عنه يقول : لو أراد الله تعالى
أن لا يعصى لم يخلق إبليس وقد تبين ذلك في آية من كتاب الله عز وجل وفصلها ، علمها
من علمها وجهلها من جهلها} {ما أنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم} وقد روي
في هذا خبر مرفوع
328- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ
، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الرَّبِيعِ
الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَبْدِ السَّلامِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لا يُعْصَى مَا
خَلَقَ إِبْلِيسَ
329- وحدثنا أبو محمد عبد
الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنا أبو عمرو بن مطهر ، حَدَّثَنَا أبو خليفة ،
أَخْبَرَنَا أبو الربيع الزهراني ، حَدَّثَنَا عباد بن عباد ، عن عمر بن ذر قال :
سمعت عمر بن عبد
العزيز ، يقول : لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس
وَحَدَّثَنِي
مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، لَوْ أَرَادَ اللَّهُ
أَنْ لا يُعْصَى مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ
باب قول الله عز وجل
{ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} قول الله عز وجل
: {ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} ، وقوله تعالى
: {إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم}.
وقوله جل وعلا : {إن
الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
330- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ
الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : الزُّهْرِيُّ ،
حَدَّثَنَاهُ ، قَالُ : أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : تُبَايعُونِي عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ
شَيْئًا وَلا تَزْنُوا وَلا تَسْرِقُوا ، الآيَةَ ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ ،
فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ تَعَالَى ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ،
فَعُوقِبَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ،
فَسَتَرَهُ اللَّهُ ، فَهُوَ إِلَى اللهِ تَعَالَى إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ
شَاءَ غَفَرَ لَهُ
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَغَيْرِهِ ، عَنْ سُفْيَانَ
331- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ : يَدْخُلُنِي الْمُتَكَبِّرُونَ
، وَيَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَيَدْخُلُنِي الْمَسَاكِينُ ، فَقَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ
، وَقَالَ لِلنَّارِ : أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ
وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ سُفْيَانَ.
وَأَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
باب قول الله عز وجل
{إن الله يفعل ما يشاء}
قوله عز وجل : {إن
الله يفعل ما يشاء}.
وقوله جل جلاله :
{ويفعل الله ما يشاء}.
وقوله : {إن الله
يفعل ما يريد} وقوله} {فعال لما يريد} وقوله} {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له
كن فيكون}
332- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ :
هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَقُلْ أَحَدُكُمُ :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، أَوِ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ ، أَوِ
ارْزُقْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهُ ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
لا مُكْرِهَ لَهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ.
وَأَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ
333- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ
الْمَوْصِلِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ
عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى
اللهِ تَعَالَى مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلَى
مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ
فَلا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، قُلْ : قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا
شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تُفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ
334- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّقَفِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي شَهْرُ
بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ : يَقُولُ : يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ عَافَيْتُ ،
فَاسْتَغْفِرُونِي ، أَغْفِرْ لَكُمْ بِقُدْرَتِي ، مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي
ذُو مَقْدِرَةٍ عَلَى الْمَغْفِرَةِ ، فَاسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ وَلا
أُبَالِي ، وَكُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُ ، فَسَلُونِي الْهُدَى
أَهْدِكُمْ ، وَكُلُّكُمْ فَقِيرٌ إِلاَّ مَنْ أَغْنَيْتُ ، فَسَلُونِي
أَرْزُقْكُمْ ، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَرَطْبَكُمْ
وَيَابِسَكُمْ ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ
عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، وَلَوِ
اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقَى قَلْبِ عَبْدٍ مِنِ عِبَادِي لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ
مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَرَطْبَكُمْ
وَيَابِسَكُمْ ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمُ اجْتَمَعُوا فَسَأَلَ كُلُّ سَائِلٍ
مِنْهُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ أَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مَا سَأَلَ ، لَمْ
يَنْقُصْ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ عَلَى
شَفَةِ الْبَحْرِ ، فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ انْتَزَعَهَا ، ذَلِكَ بِأَنِّي
جَوَادٌ مَاجِدٌ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ ، عَطَائِي كَلامٌ ، وَعَذَابِي كَلامٌ ،
وَإِذَا أَرَدْتُ شَيْئًا ، فَإِنَّمَا أَقُولُ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ
335- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ،
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأُوَيْسِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
جَعْفَرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ انْصَرَفَ
لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
فَسَمِعْتُهُ يُكْثِرُ فِي الْوِتْرِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِهَا قَلْبِي ، وَتَجْمَعُ بِهَا أَمْرِي ،
وَتَلُمُّ بِهَا شَعَثِي ، وَتَرْفَعُ بِهَا شَاهِدِي ، وَتَحْفَظُ بِهَا غَائِبِي
، وَتُبَيِّضُ بِهَا وَجْهِي ، وَتُزَكِّي بِهَا عَمَلِي ، وَتُلْهِمُنِي بِهَا
رُشْدِي ، وَتَعْصِمُنِي بِهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ أَنَالُ بِهَا شَرَفَ كَرَامَتِكَ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ ذَا الأَمْرِ الرَّشِيدِ وَالْحَبْلِ الشَّدِيدِ ،
أَسْأَلُكَ الأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ ، وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الْخُلُودِ مَعَ
الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ ، إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ ، فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ
وَرُوِّينَاهُ مِنْ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
336- أخبرنا أبو القاسم
الحربي ببغداد حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان ، حَدَّثَنَا محمد بن
عبد الله بن سليمان ،
حَدَّثَنَا عباس النرسي ، حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ،
قال : ينتهي القرآن كله إلى : {إن ربك فعال لما يريد} ورواه معتمر بن سليمان قال :
قال أبي حدثنا أبو نضرة عن جابر أو أبي سعيد ، أو بعض أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم قال في هذه الآية : إنها قاضية على القرآن كله : {إلا ما شاء ربك إن ربك فعال
لما يريد} قال المعتمر : قال أبي : عنى على كل وعيد في القرآن
337- أخبرنا الأستاذ الإمام
أبو عثمان ، أَخْبَرَنَا أبو سعيد الرازي ، حَدَّثَنَا محمد بن أيوب ، أَخْبَرَنَا
عبيد الله بن معاذ ، حَدَّثَنَا معتمر ، فذكره وإنما أراد- والله
أعلم- أنه فعال لما يريد ، فإن أراد أن يعفو عن المسيء ما أوعد على إساءة فعل غير
أنه قد قيده في آية أخرى بما دون الشرك فقال :
{إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وهو فيما دون الشرك على كل وعيد في القرآن
والله أعلم
باب ما شاء الله كان
وما لم يشأ لم يكن
قال الله عز وجل :
{ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}.
وقال لنبيه صلى الله
عليه وسلم : {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله}.
وقال تبارك وتعالى :
{سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله}
338- أَخْبَرَنَا أَبُو
يَعْلَى حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّيْدَلانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ
عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ
، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَوْنِ بْنِ حَفْصِ بْنِ
فُرَافِصَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنِ نِعْمَةٍ مِنْ
أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ فَيَقُولُ : مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةُ إِلاَّ
بِاللَّهِ ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ
339- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَرْبِيُّ ، بِبَغْدَادَ ،
أنبأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ
الْحَنَفِيُّ ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ
340- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَعِيدُ
بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ ، أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَرَى
رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَذَكَرَ حَدِيثَ الرُّؤْيَةِ ، وَذَكَرَ مَنْ يُوثَقُ
بِعِلْمِهِ وَمَنْ يُخَرْدَلُ قَالَ : ثُمَّ يَنْجُو إِذَا أَرَادَ اللَّهُ
رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ أَنْ أَخْرِجُوا
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ
بِأَثَرِ السُّجُودِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي يَبْقَى بَيْنَ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ يَقُولُ : يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ ،
فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا ، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا ، فَيَقُولُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ
غَيْرَ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُ : لا وَعِزَّتِكَ ، فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا يَشَاءُ مِنْ
عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ ،
فَإِذَا أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْجَنَّةِ ، فَرَأَى بَهْجَتَهَا فَيَسْكُتُ
مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَاهُ
فِي الصَّحِيحِ
341- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَعْرَابِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ وَفِيهِ قَالَ : فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي
وَقَعْتُ لَهُ
سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يُقَالُ لِي : ارْفَعْ
يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ يُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ثُمَّ
ذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَأَعَادَ ذِكْرَ السُّجُودِ ، وَقَوْلُهُ : فَيَدَعُنِي مَا
شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي مَرَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ.
أَخْرِجَاهُ فِي
"الصَّحِيحِ" ، وَأَخْرَجَا حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُؤْيَاهُ :
بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ ، فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ
أَنْ أَنْزِعَ وَهَذِهِ لَفْظَةٌ جَارِيَةٌ عَلَى لِسَانِ الْمُصْطَفَى صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ عَلَى أَلْسِنَةِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ إِلَى يَوْمَنَا هَذَا ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ
342- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، قَالَ أَبُو
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، أَنَّ سَالِمًا الْفَرَّاءَ ، حَدَّثَهُ
أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّ أُمَّهُ
حَدَّثَتْهُ ، وَكَانَتْ تَخْدُمُ بَعْضَ بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ ابْنَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَتْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يُعَلِّمُهَا فَيَقُولُ : قُولِي حِينَ تُصْبِحِينَ : سُبْحَانَ اللهِ
وَبِحَمْدِهِ ، لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ، وَمَا
لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّ
اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا.
وَأَنَّهُ مَنْ
قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ حَتَّى يُمْسِي ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي
حُفِظَ حَتَّى يُصْبِحَ
343- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخِسْرُوجَرْدِيُّ ، مِنْ
أَصْلِ سَمَاعِهِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ ، أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَسَنِ الْخِسْرُوجَرْدِيُّ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخِسْرُوجَرْدِيُّ
، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ
الْقُدُّوسِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ
حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ دَعَاهُ ،
وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ ، وَيَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلُهُ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ :
حِينَ يُصْبِحُ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ
فِي يَدَيْكَ وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ أَوْ
حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ ، فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ
ذَلِكَ كُلِّهِ ، مَا شِئْتَ كَانَ ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لا يَكُونُ ، لا حَوْلَ
وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ مَا
صَلَّيْتُ مِنْ صَلاةٍ ، فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنٍ ،
فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي
الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، أَسْأَلُكَ
اللَّهُمَّ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ،
وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ شَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ ، مِنْ غَيْرِ
ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ، وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ، أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أوْ
أُظْلَمَ ، أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ ، أَوْ أَكْسِبَ خَطِيئَةً
أَوْ ذَنْبًا لا تَغْفِرُهُ ، اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، عَالِمَ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، فَإِنِّي أَعْهَدُ
إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَأُشْهِدُكَ ، وَكَفَى بِاللَّهِ
شَهِيدًا أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ
، لَكَ الْمُلْكُ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ
حَقٌّ ، وَلِقَاءَكَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنْتَ
تَبْعَثُ مِنْ فِي الْقُبُورِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي تَكِلْنِي
إِلَى وَهْنٍ وَعَوْرَةٍ ، وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ ، وَإِنِّي لا أَثِقُ إِلاَّ
بِرَحْمَتِكَ ، فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ ، إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
إِلاَّ أَنْتَ ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ تَابَعَهُ
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ فِي الْمَشِيئَةِ ، وَلَهُ شَاهِدٌ
مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي الْمَشِيئَةِ
344- أَخْبَرَنَا أَبُو
يَعْلَى الصَّيْدَلانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدُوسٍ الأَنْمَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو خَالِدٍ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، أَخْبَرَنَا الأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ،
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ فُرَافِصَةَ ، عَنْ طَلْقِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا
الدَّرْدَاءِ احْتَرَقَ بَيْتُكَ ؟ قَالَ : مَا احْتَرَقَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ
فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : مَا احْتَرَقَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ
مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ : مَا احْتَرَقَ ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ : يَا أَبَا
الدَّرْدَاءِ ، انْبَعَثَتِ النَّارُ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى بَيْتِكَ طَفِئَتْ ،
قَالَ : قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ،
قَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، مَا نَدْرِي أَيُّ كَلامِكَ أَعْجَبُ ؟ قَوْلُكَ
: مَا احْتَرَقَ ، أَوْ قَوْلُكَ : قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ
لِيَفْعَلَ ذَلِكَ قَالَ : ذَاكَ لِكَلِمَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَالَهُنَّ حِينَ يُصْبِحُ لَنْ تُصِيبَهُ
مُصِيبَةٌ حَتَّى يُمْسِيَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ،
عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ، مَا شَاءَ اللَّهُ
كَانَ ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ، اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ
آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَرُوِيَ بَعْضُ أَلْفَاظِ
الأَوَّلِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ
345- أخبرنا أبو علي
الروذباري ، أَخْبَرَنَا أبو بكر بن داسة ، قال : قال أبو داود ، حدثنا ابن معاذ ،
حَدَّثَنَا أبي ، حَدَّثَنَا المسعودي ، حَدَّثَنَا القاسم ، قال : كان أبو ذر رضي
الله عنه يقول : من قال حين يصبح : اللهم ما حلفت من حلف أو قلت من قول أونذرت من نذر
فمشيئتك بين يدي ذلك كله ، ما شئت كان وما لم تشأ لم يكن ، اللهم اغفره وتجاوز لي
عنه ، اللهم فمن صليت عليه فعليه صلاتي ، ومن لعنت فعليه لعنتي ، كان في استثناء
يومه ذلك
346- أَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
وَهْبٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
إِذَا خَطَبَ : كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ، وَلا بَعُدَ لِمَا هُوَ آتٍ ، لا
يَعْجَلُ اللَّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ ، وَلا يَخَفْ لأَمْرِ النَّاسِ ، مَا شَاءَ
اللَّهُ لا مَا شَاءَ
النَّاسُ ، يُرِيدُ
النَّاسُ أَمْرًا ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَمْرًا ، وَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَلَوْ
كَرِهَ النَّاسُ ، لا مُبْعِدَ لِمَا قَرَّبَ اللَّهُ ، وَلا مُقَرِّبَ لِمَا
أَبْعَدَ اللَّهُ ، وَلا يَكُونُ شَيْءٌ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ
347- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَذَكَرَهُ مِنْ قَوْلِهِ مَوْقُوفًا مُرْسَلا
، فَكَأَنَّهُ أَخَذَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
باب قول الله عز وجل
{ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}.
وقوله : {لتدخلن
المسجد الحرام إن شاء الله} ، وقوله خبرا عن نوح عليه السلام إذ قال لقومه : {إنما
يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين} ،
وقوله خبرا عن الخليل عليه الصلاة والسلام إذ قال لقومه : {ولا أخاف ما تشركون به
إلا أن يشاء ربي شيئا} ، وقوله خبرا عن الذبيح عليه السلام إذ قال للخليل عليه
الصلاة والسلام : {ستجدني إن شاء الله من الصابرين} ،
وقوله خبرا عن يوسف عليه السلام إذ قال لإخوته : {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} ،
وقوله خبرا عن شعيب عليه السلام إذ قال لموسى عليه الصلاة والسلام : {وما أريد
أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين}.
وقال لقومه : {وما يكون
لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا} ، وقوله خبرا عن الكليم إذ قال للخضر
عليهما الصلاة والسلام : {ستجدني إن شاء الله صابرا}.
وقال خبرا عن قوم
موسى عليه السلام قالوا : {إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون}
348- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ ، أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْمُزَنِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنِي أَبُو
سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِكُلِّ نَبِيٍّ
دَعْوَةٌ ، وَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً
لأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ.
وَأَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرِينَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
349- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنَ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ
سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : أَخْبَرَتْنِي
أُمُّ مُبَشِّرٍ ، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لا يَدْخُلُ النَّارَ
إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ
بَايعُونِي تَحْتَهَا قَالَتْ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، فَانْتَهَرَهَا ،
فَقَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقَدْ قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى : ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ
مُحَمَّدٍ
350- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ بِلالٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ الإِسْفِرَايِينِيُّ ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ
وَمِائَتَيْنِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، أَخْبَرَنَا
شُعَيْبٌ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ يَكُونَ حَوْضِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ
تَعَالَى أَوْسَعَ مَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى دِمَشْقٍ ، وَإِنَّ فِيهِ مِنَ
الأَبَارِيقِ لأَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْكَوَاكِبِ
351- أَخْبَرَنَا يَحْيَى
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُزَكِّي ، أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ الْفَقِيهُ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ
جَعْفَرٍ وَأَنَا أَسْمَعُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُمْ إِذَا
دَخَلَ الْمَقَابِرَ ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ
الدِّيَارِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، إِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ،
نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ
وَغَيْرِهِ ، عَنِ الزُّبَيْرِيِّ.
وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا
مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
352- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ ،
حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا
الدَّجَّالُ ، فَيَجِدُ الْمَلائِكَةَ يَحْرُسُونَهَا ، فَلا يَدْخُلُهَا
الدَّجَّالُ وَلا الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ ، وَيَحْيَى
بْنِ مُوسَى ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ
353- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، إِمْلاءً ، أَخْبَرَنَا أَبُو
سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ ، بِمَكَّةَ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَعْنِي بِالطَّائِفِ وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ
الشَّاعِرِ الأَعْمَى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
قَالَ : لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ
الطَّائِفِ ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا قَالَ : إِنَّا قَافِلُونَ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ فَثَقُلَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا : نَذْهَبُ وَلَمْ نَفْتَحْهُ ؟
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ
فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ ،
قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
عَلِيٌّ : حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ ، عَنْ عَمْرٍو
، عَنِ ابْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : وَلَمْ يَقُلْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو.
وَرَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ
هَكَذَا.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ.
وَرَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ وَزُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَابْنِ نُمَيْرٍ ، ورواه البخاري ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، فَقَالُوا :
كَمَا قَالَ الزَّعْفَرَانِيُّ وَهُوَ فِي نُسْخَتَيْنِ لِكِتَابِ مُسْلِمٍ كَمَا
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ أَحْفَظُهُمْ ،
وَقَدْ تَابَعَهُ الْحُمَيْدِيُّ عَلَى مَا قَالَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
354- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ ، أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى
، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ قَدُومَ مَكَّةَ : مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ
اللَّهُ تَعَالَى بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ
355- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
كُنْتُ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ.
ح وَأَخْبَرَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ،
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَتَرَائَيْنَا
الْهِلالَ ، وَكُنْتُ رَجُلا حَدِيدَ الْبَصَرِ ، فَرَأَيْتُهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ
يَزْعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي فَقَالَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ : أَمَا تَرَاهُ ؟ فَجَعَلَ لا يَرَاهُ قَالَ : يَقُولُ عُمَرُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ : سَأَرَاهُ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي مُسْتَلْقٍ ، ثُمَّ أَنْشَأَ
يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالأَمْسِ يَقُولُ : هَذَا
مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَأُوا الْحُدُودَ الَّتِي
حَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَجُعِلُوا فِي
بِئْرٍ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ : يَا فُلانَ بْنَ فُلانٍ ، وَيَا
فُلانَ بْنَ فُلانٍ ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَقًّا
؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّا ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لا أَرْوَاحَ فِيهَا ؟
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ
مِنْهُمْ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيْنَا شَيْئًا
لَفْظُ حَدِيثِ شَيْبَانَ ، وَفِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالأَمْسِ يَقُولُ :
هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَهَذَا مَصْرَعُ
فُلانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَذَكَرَ الْبَاقِي بِمَعْنَاهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ ، وَشَيْبَانَ
بْنِ فَرُّوخَ
356- أَخْبَرَنَا أَبُو
طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ثَابِتٌ
الْبُنَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ : إِنَّكُمْ سَتَسِيرُونَ عَشِيَّتَكُمْ وَلَيْلَتَكُمْ ، ثُمَّ تَأْتُونَ
الْمَاءَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ : فَانْطَلَقَ النَّاسُ لا يَلْوِي
أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ فِي الْمَسِيرِ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
فِي "الصَّحِيحِ" مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ
357- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ : لا
بَأْسَ عَلَيْكَ ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ : طَهُورٌ
؟ كَلا بَلْ حُمَّى تَفُورُ ، عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ ، كَيْمَا تُزِيرُهُ
الْقُبُورَ قَالَ : فَنِعْمَ إِذًا.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ
358- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، إِمْلاءً ،
أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ الشَّرْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ ،
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ،
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزِّنَادِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ
امْرَأَةً كُلُّ وَاحِدَةٍ تَأْتِي بِفَارِسٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ،
فَقَالَ صَاحِبُهُ : قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَلَمْ يَفْعَلْ لَمْ يَقُلْ إِنْ
شَاءَ اللَّهُ ، فَطَافَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعًا ، فَلَمْ تَحْمِلِ إِلاَّ امْرَأَةٌ
وَاحِدَةٌ جَاءَتْ بِشِقِّ رَجُلٍ ، وَايْمُ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
لَوْ قَالَ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَجْمَعُونَ
359- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَدَثَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي
الزِّنَادِ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : تِسْعِينَ
امْرَأَةً ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ : لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فُرْسَانًا
أَجْمَعُونَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي
"الصَّحِيحِ" ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ
360- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ
، عَنْ طَاوُسٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلامُ : لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى
سَبْعِينَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ تَلِدُ غُلامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ ، يَعْنِي الْمَلَكَ ، قُلْ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ
، فَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ ، فَلَمْ تَأْتِ امْرَأَةٌ بِوَلَدٍ إِلاَّ
وَاحِدَةً بِشِقِّ غُلامٍ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْوِيهِ
: لَوْ قَالَ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ ، وَكَانَ دَرَكًا لَهُ فِي
حَاجَتِهِ.
361- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ
بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلامُ فَذَكَرَهُ قَالَ : وَحَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ
أَوْ نَحْوَهُ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ
بِالإِسْنَادَيْنِ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ
362- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، وَعُبَيْدُ اللهِ
بْنُ عَبْدِ اللهِ السِّجِسْتَانِيُّ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ حَلَفَ فَقَالَ : إِنْ شَاءَ
اللَّهُ ، فَإِنْ شَاءَ مَضَى ، وَإِنْ شَاءَ رَجَعَ غَيْرَ حَانِثٍ
363- أَخْبَرَنَا أَبُو
نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّفَّاءُ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
وَاللَّهِ لأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا ، وَاللَّهِ لأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا ، فَقَالَ
فِي الثَّالِثَةِ : إِنْ شَاءَ اللَّهُ
364- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُهَاجِرِ ،
عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عنِ كُرَيْبٍ
مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لأَصْحَابِهِ : أَلا
هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ
؟ إِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ تَلأْلأُ ،
وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ.
وَقَصْرٌ مَشِيدٌ ،
وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ
جَمِيلَةٌ فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ ، فِي مَقَامٍ أَبَدًا فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ
، وَنَضْرَةٍ فِي دَارٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ سَلِيمَةٍ قَالُوا : نَحْنُ
الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ
: ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ
365- أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ سُهَيْلِ
بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ : إِنَّ رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ ، قَالَ : مَا
نِمْتُ هَذِهِ
اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَمَا إِنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يَضُرَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ : تَابَعَهُ
الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ مَوْصُولا
366- أخبرنا أبو الحسين بن
بشران ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق القاضي
، حَدَّثَنَا مسدد ، حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، قال : بلغني عن
الحسن ، في قول الله عز وجل : {واذكر ربك إذا نسيت} ، قال : إذا لم تقل إن شاء الله
367- أخبرنا أبو الحسين بن
بشران ، أَخْبَرَنَا إسماعيل بن محمد الصفار ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق ،
حَدَّثَنَا مسدد ، حَدَّثَنَا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن محمد رجل من أهل الكوفة كان يقرأ القرآن وكان يجلس
إليه يحيى بن عباد قال : {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر
ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا} قال : إذا نسي
الإنسان أن يقول : إن شاء الله ، فتوبته من ذلك أن يقول : عسى أن يهديني ربي لأقرب
من هذا رشدا
باب ما جاء عن السلف
رضي الله عنهم في إثبات المشيئة
368- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أَخْبَرَنَا أبو مسلم
حَدَّثَنَا عبد الله بن رجاء ، أَخْبَرَنَا مصعب بن سوار ، عن أبي يحيى القتات ،
عن عمرو بن ميمون ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما قال : لما بعث الله تعالى موسى
عليه الصلاة والسلام وكلمه وأنزل عليه التوراة فقال : اللهم إنك رب عظيم لو شئت أن
تطاع لأطعت ولو شئت أن لا تعصى ما عصيت ، وأنت تحب أن تطاع وأنت في ذلك تعصى فكيف
هذا يا رب ؟ فأوحى الله تعالى إليه : إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون فانتهى موسى
369- أخبرنا أبو القاسم
عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي ، ببغداد ، حَدَّثَنَا أحمد بن سلمان ، حَدَّثَنَا
جعفر بن محمد الخراساني ، حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد ، حَدَّثَنَا جعفر بن سليمان ،
عن أبي عمران الجوني ، عن نوف ، قال : قال عزير فيما يناجي : يا رب تخلق خلقا فتضل
من تشاء وتهدي من تشاء ، قيل له : يا عزير أعرض عن هذا قال : فعاد فقال : يا رب
تخلق خلقا فتضل من تشاء وتهدي من تشاء ، قيل له : يا عزير أعرض عن هذا : {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} قال : فقال يا عزير لتعرضن عن هذا أو لأمحونك
من النبوة ، إني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون
370- أخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو العباس الصبغي ، حَدَّثَنَا الحسن بن علي بن زياد ،
حَدَّثَنَا ابن أبي أويس ، حدثني مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كان لا
يؤتى أبدا
بطعام ولا بشراب حتى
الدواء فيطعمه أو يشربه حتى يقول : الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا وأنعمنا ،
الله أكبر ، اللهم ألفتنا نعمتك بكل شيء فأصبحنا وأمسينا منها بكل خير ، نسألك تمامها
وشكرها ، لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك إله الصالحين ، ورب العالمين ، الحمد لله
الذي لا إله إلا هو ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، اللهم بارك لنا فيما رزقتنا
، وقنا عذاب النار
371- وأخبرنا أبو نصر بن
قتادة ، أَخْبَرَنَا أبو منصور النضروي ، أَخْبَرَنَا أحمد بن نجدة ، حَدَّثَنَا سعيد
بن منصور ، حَدَّثَنَا أبو معاوية ، حَدَّثَنَا هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كان
إذا رأى من ماله شيئا يعجبه ، أو دخل حائطا} من حيطانه ، قال : ما شاء الله لا قوة
إلا بالله
372- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو بكر بن إسحاق ، أَخْبَرَنَا الحسن بن علي بن زياد ، أَخْبَرَنَا
سعيد بن سليمان ، حَدَّثَنَا أبو معشر ، عن محمد بن كعب ، قال : الخلق
أدق شأنا من أن يعصوا الله تعالى إلا بما أراد
373- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أخبرنا أبو بكر ، أَخْبَرَنَا بشر بن موسى ، حَدَّثَنَا خلاد بن يحيى ،
حَدَّثَنَا عمر بن ذر ، قال : دخلنا على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال : لو
أراد الله تعالى أن لا يعصى ما خلق إبليس
374- أخبرنا أبو طاهر
الفقيه ، أَخْبَرَنَا أبو حامد بن بلال ، حَدَّثَنَا محمد بن يزيد ، يعني السلمي
حَدَّثَنَا المؤمل بن إسماعيل البصري ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة ، حَدَّثَنَا أبو
سنان ، قال : سمعت وهب بن منبه ، يقول : كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعا وسبعين
كتابا من كتب الأنبياء في كلها : من جعل شيئا من المشيئة إلى نفسه فقد كفر ، فتركت
قولي
375- وأخبرنا أبو محمد بن
يوسف الأصبهاني ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي ، حَدَّثَنَا أبو
يحيى بن أبي مسرة ، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني ، حَدَّثَنَا عبد
الصمد بن معقل ، قال : سمعت وهب بن منبه ، يقول : قرأت لله عز وجل سبعين كتابا كلها نزل من
السماء ، في كل كتاب منها : من أضاف إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر
376- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، قالا : حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ ، قال : حدثني حمزة بن علي العطار
، حَدَّثَنَا الربيع بن سليمان ، قال : سئل الإمام المطلبي الشافعي رضوان الله
عليه عن القدر فأنشأ يقول : ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن خلقت
العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت
وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
باب ما جاء في قول
الله عز وجل {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
وقوله تعالى : {فمن
شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}.
وقوله : {سيقول الذين
أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء}.
وقوله : {وقالوا لو
شاء الرحمن ما عبدناهم}.
وقوله : {وما الله
يريد ظلما للعالمين}.
وقوله : {وما الله
يريد ظلما للعباد}
377- أخبرنا أبو زكريا بن
أبي إسحاق المزكي ، أَخْبَرَنَا أبو الحسن الطرائفي ، حَدَّثَنَا عثمان بن سعيد
الدارمي ، حَدَّثَنَا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة
، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله عز وجل : {يريد الله بكم اليسر ولا يريد
بكم العسر}.
وقال : اليسر الإفطار
في السفر ، والعسر الصيام في السفر وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : {فمن
شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ، يقول : من شاء الله له الإيمان آمن ، ومن شاء الله
له الكفر كفر ، وهو قوله تعالى : {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} وعن ابن عباس رضي
الله عنهما في قوله تعالى : {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا} ، قال : {كذب الذين من
قبلهم} ، ثم قال : {ولو شاء الله ما أشركوا}.
وقال : {ولو شاء
لهداكم أجمعين} ، يقول الله عز وجل : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين
378- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين
، حَدَّثَنَا آدم بن أبي إياس ، حَدَّثَنَا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ،
في قوله تعالى : {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا
من شيء} قال : هذا قول قريش كقولهم : إن الله حرم هذا يعنون البحيرة} والسائبة}
والوصيلة والحامي وعن مجاهد في قوله تعالى : {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} يعنون
بذلك الأوثان لأنهم عبدوا الأوثان ، يقول الله : {ما لهم بذلك من علم} ، يعني الأوثان
لأنهم لا يعلمون وقوله : {إن هم إلا يخرصون} ، يقول : لما يعلموا قدرة الله تبارك
وتعالى على ذلك
379- أخبرنا الإمام أبو
إسحاق ، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أَخْبَرَنَا عبد الخالق بن الحسن ، حدثنا
عبد الله بن ثابت ، قال : أخبرني أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن من ، أخذ تفسيره
من التابعين في قوله عز وجل : {سيقول الذين أشركوا} مع الله ، يعني مشركي العرب ،
لو شاء الله ما أشركنا ولا أشرك آباؤنا ، ولا حرمنا من شيء من الحرث والأنعام ولكن
الله تعالى أمر بتحريمه كذلك ، يعني هكذا كذب الذين من قبلهم من الأمم الخالية
رسلهم كما كذب كفار مكة محمدا صلى الله عليه وسلم : {حتى ذاقوا بأسنا} يعني عذابنا
: {قل هل عندكم من علم} ، يعني من بيان} {فتخرجوه لنا} يقول : تبينوه لنا بتحريمه
من الله عز وجل : لقول الله عز وجل : {إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون}
الكذب قل لهم يا محمد : {فلله الحجة البالغة} على الخلق : {فلو شاء لهداكم أجمعين} لدينه : {قل
هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا} الحرث والأنعام} {فإن شهدوا} أن الله
حرمه : {فلا تشهد معهم} قال : وقالوا : {لو شاء الرحمن ما عبدناهم} يعنون
الملائكة ، يقول الله تعالى : {ما لهم بذلك من علم} بأن الله لو شاء لمنعهم من
عبادة الملائكة {إن هم إلا يخرصون} يقول : ما يقولون إلا الكذب إن الملائكة بنات
الله وقال في قوله تعالى : {وما الله يريد ظلما للعالمين} فيعذب على غير ذنب ، وفي قوله : {وما الله يريد ظلما للعباد} يعذب على
غير ذنب قلت : يعني لا يريد أن يظلمهم فيعذبهم على غير ذنب عند من لا يعرف كمال ربوبيته
، وأن له ما يشاء في مملكته ولا يكون ذلك منه ظلما
380- أخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو زكريا العنبري ، حَدَّثَنَا محمد بن عبد السلام ،
حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم ، أَخْبَرَنَا عبد الرزاق ، أَخْبَرَنَا معمر ، عن
عبد الله بن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما أنه سمع رجلا يقول :
الشر ليس بقدر ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما : بيننا وبين أهل القدر : {سيقول
الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} حتى بلغ : {فلو شاء لهداكم أجمعين}
، قال ابن عباس رضي الله عنهما : العجز والكيس من القدر وأخبرنا أبو عبد الله
الحافظ ، أَخْبَرَنَا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصاغاني بمكة ،
حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم الديري ، حَدَّثَنَا عبد الرزاق ، فذكره بإسناده مثله
، وذكر قول ابن عباس في آخره بهذا الإسناد في موضع آخر مفصلا مما قبله
باب ما جاء في إثبات
صفة السمع
قال الله تبارك
وتعالى : {فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير}.
وقال : {إنه هو
السميع العليم}.
وقال : {إن الله سميع
بصير}.
وقال : {سميع عليم}.
وقال : {لقد سمع الله
قول الذين قالوا}.
وقال : {قد سمع الله
قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما}.
وقال : {إنني معكما
أسمع وأرى}.
وقال : {أم يحسبون
أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى}
382- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ ، فَكُنَّا
إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا ، وَإِذَا هَبَطْنَا سَبَّحْنَا ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّهَا النَّاسُ.
ارْبَعُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا ، وَلَكِنَّكُمْ
تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا.
وَأَتَى عَلَيَّ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي :
لا حَوْلُ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ : قَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ أَوْ قَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ
بْنَ قَيْسٍ ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْ : لا
حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي
"الصَّحِيحِ"
، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمُ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ
، وَأَبِي الرَّبِيعِ ، عَنْ حَمَّادٍ.
383- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ : فَإِنَّكُمْ
لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا ، تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا
384- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ ، إِمْلاءً ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ
الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
حَدَّثَتْهُ ، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمًا كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ
أُحَدٍ ؟ فَقَالَ
صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ شِدَّةَ ، وَأَشَدُّ مَا
لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ، يَوْمَ عَرَضَتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ
عَبْدِ يَالَيْلَ بْنِ عَبْدِ كُلالِ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ ،
فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ
وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ
أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ ، فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ
وَالسَّلامُ فَنَادَانِي ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ
لَكَ ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْكَ مَلَكَ
الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، قَالَ : فَنَادَانِي مَلَكُ
الْجِبَالِ ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ ، وَأَنَا
مَلَكُ الْجِبَالِ قَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكَ ، لِتَأْمُرَنِي مِنْ أَمَرِكِ بِمَا
شِئْتَ ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ
اللَّهُ مِنْ أَصْلا بِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ في الصَّحِيحِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ ابْنِ
وَهْبٍ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ ،
عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ وَغَيْرِهِ
385- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنِ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو
سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ
الأَصْوَاتَ ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ تَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَا فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْبَيْتِ مَا أَسْمَعُ
مَا تَقُولُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ
الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا.
أَخْرَجَهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" فَقَالَ : وَقَالَ الأَعْمَشُ
386- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ
ثَلاثَةُ نَفَرٍ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ ، أَوْ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ
قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ ، كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ ، قَالَ أَحَدُهُمْ : أَتَرَوْنَ
أَنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ ؟ فَقَالَ الآخَرُ : يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا ، وَلا يَسْمَعُ إِذَا أَخْفَيْنَا ،
وَقَالَ الآخَرُ : إِنْ كَانَ يَسْمَعُ إِذَا جَهَرْنَا ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ
إِذَا أَخْفَيْنَا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ
أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ
وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ قَالَ
الْحُمَيْدِيُّ : وَكَانَ سُفْيَانُ أَوَّلا يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ،
حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ ، أَوِ ابْنُ نُجَيْحٍ ، أَوْ حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ
أَحَدُهُمْ أَوِ اثْنَانِ مِنْهُمْ ، ثُمَّ
ثَبَتَ عَلَى
مَنْصُورٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
رَوَاهُ
الْبُخَارِيُّ فِي "الصَّحِيحِ" ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ ، وَرَوَاهُ
مُسْلِمُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ سُفْيَانَ
387- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْهَيْثَمِ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَوْ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الأَكْبَرِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ أَحَدَهُمَا
حَدَّثَهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ
قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ
إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الأَرْضِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لا إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ
حَرِّ
جَهَنَّمَ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ ،
وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ
الْبَرْدِ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ
أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ ،
وَإِنِّي لأُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، فَقَالُوا : وَمَا
زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ، فَيَتَمَيَّزُ
مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ
388- أخبرنا الإمام أبو
الفتح العمري ، أَخْبَرَنَا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أَخْبَرَنَا عبد الله بن
محمد البغوي ، حَدَّثَنَا علي بن الجعد ، أَخْبَرَنَا شريك ، عن زياد بن فياض ، عن
أبي عياض ، قال : سألت ابن عمر أو سئل ابن عمر رضي الله عنهما وأنا أسمع ، عن
الخمر ، فقال : لا ، وسمع الله عز وجل ، لا يحل بيعها ، ولا ابتياعها ، فحلف بسمع
الله عز وجل
الكتاب الاسلامي
Translate ترجمة فتاح520..
الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022
ج1وج2..كتاب : الأسماء والصفات المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر{من1. الي388}
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
لتنذر –اتبعوا آيات ورد فيها "لتنذر واتبعوا" والاشتقاقات اللغوية
لتنذر –اتبعوا آيات ورد فيها "لتنذر واتبعوا " والاشتقاقات اللغوية كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَ...
-
قلت المدون-دعائي - سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السل...
-
كتاب سنن الترمذى {من 4148 الي 4148 }-أخر الكتاب والحمد لله رب العالمن ج13. كتاب سنن الترمذى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك ال...
-
ج3. وج4.سنن الترمذي 577 - 1237 - ج3. وج4.سنن الترمذي اولا : ج3.كتاب : سنن الترمذى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك الترمذي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق