ج3. وج4.سنن الترمذي 577 -1237 -
ج3. وج4.سنن الترمذي
اولا :
ج3.كتاب : سنن
الترمذى محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك الترمذي
577 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ
أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَوْنَ السُّجُودَ فِى (إِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ) وَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ). وَفِى هَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَةٌ
مِنَ التَّابِعِينَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ.
291 - باب مَا
جَاءَ فِى السَّجْدَةِ فِى النَّجْمِ. (286)
578 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهَا -
يَعْنِى النَّجْمَ - وَالْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ
أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَوْنَ السُّجُودَ فِى سُورَةِ النَّجْمِ. وَقَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ لَيْسَ فِى الْمُفَصَّلِ سَجْدَةٌ. وَهُوَ
قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ وَبِهِ يَقُولُ
الثَّوْرِىُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَفِى
الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ.
292 - باب مَا
جَاءَ مَنْ لَمْ يَسْجُدْ فِيهِ. (287)
579 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ يَزِيدَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- النَّجْمَ فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَتَأَوَّلَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ إِنَّمَا تَرَكَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- السُّجُودَ لأَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حِينَ قَرَأَ فَلَمْ يَسْجُدْ لَمْ
يَسْجُدِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. وَقَالُوا السَّجْدَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى
مَنْ سَمِعَهَا فَلَمْ يُرَخِّصُوا فِى تَرْكِهَا. وَقَالُوا إِنْ سَمِعَ
الرَّجُلُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ فَإِذَا تَوَضَّأَ سَجَدَ. وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَبِهِ يَقُولُ إِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ فِيهَا
وَالْتَمَسَ فَضْلَهَا وَرَخَّصُوا فِى تَرْكِهَا إِنْ أَرَادَ ذَلِكَ.
وَاحْتَجُّوا بِالْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَيْثُ قَالَ
قَرَأْتُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- النَّجْمَ فَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا. فَقَالُوا لَوْ كَانَتِ
السَّجْدَةُ وَاجِبَةً لَمْ يَتْرُكِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- زَيْدًا
حَتَّى كَانَ يَسْجُدُ وَيَسْجُدُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ
عُمَرَ أَنَّهُ قَرَأَ سَجْدَةً عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَلَ فَسَجَدَ ثُمَّ
قَرَأَهَا فِى الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ فَتَهَيَّأَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ فَقَالَ
إِنَّهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا إِلاَّ أَنْ نَشَاءَ. فَلَمْ يَسْجُدْ وَلَمْ
يَسْجُدُوا. فَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا. وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ.
293 - باب مَا
جَاءَ فِى السَّجْدَةِ فِى (ص. (288)
580 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْجُدُ فِى
(ص. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَلَيْسَتْ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى ذَلِكَ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنْ يَسْجُدَ
فِيهَا. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ
وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ
إِنَّهَا تَوْبَةُ نَبِىٍّ وَلَمْ يَرَوُا السُّجُودَ فِيهَا.
294 - باب مَا
جَاءَ فِى السَّجْدَةِ فِى الْحَجِّ. (289)
581 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ
بِأَنَّ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ قَالَ « نَعَمْ وَمَنْ لَمْ يَسْجُدْهُمَا فَلاَ
يَقْرَأْهُمَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ
الْقَوِىِّ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى هَذَا فَرُوِىَ عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ وَابْنِ عُمَرَ أَنَّهُمَا قَالاَ فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ بِأَنَّ
فِيهَا سَجْدَتَيْنِ. وَبِهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ.
وَرَأَى بَعْضُهُمْ
فِيهَا سَجْدَةً وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكٍ وَأَهْلِ
الْكُوفَةِ.
295 - باب مَا
يَقُولُ فِى سُجُودِ الْقُرْآنِ. (290)
582 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى يَزِيدَ قَالَ قَالَ لِى ابْنُ
جُرَيْجٍ يَا حَسَنُ أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى يَزِيدَ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى رَأَيْتُنِى اللَّيْلَةَ وَأَنَا نَائِمٌ كَأَنِّى
أُصَلِّى خَلْفَ شَجَرَةٍ فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتِ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِى
فَسَمِعْتُهَا وَهِىَ تَقُولُ اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِى بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا
وَضَعْ عَنِّى بِهَا وِزْرًا وَاجْعَلْهَا لِى عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّى
كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ. قَالَ الْحَسَنُ قَالَ لِى ابْنُ
جُرَيْجٍ قَالَ لِى جَدُّكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَرَأَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- سَجْدَةً ثُمَّ سَجَدَ. قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَمِعْتُهُ
وَهُوَ يَقُولُ مِثْلَ مَا أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
583 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا
خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ فِى سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ
« سَجَدَ وَجْهِىَ لِلَّذِى خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ
وَقُوَّتِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
296 - باب مَا
ذُكِرَ فِيمَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَضَاهُ بِالنَّهَارِ. (291)
584 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
الزُّهْرِىِّ أَنَّ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَخْبَرَاهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَبْدٍ الْقَارِىِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَىْءٍ مِنْهُ
فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا
قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قَالَ وَأَبُو
صَفْوَانَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَكِّىُّ وَرَوَى عَنْهُ
الْحُمَيْدِىُّ وَكِبَارُ النَّاسِ.
297 - باب مَا
جَاءَ مِنَ التَّشْدِيدِ فِى الَّذِى يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ. (292)
585 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَهُوَ
أَبُو الْحَارِثِ الْبَصْرِىُّ ثِقَةٌ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَا يَخْشَى الَّذِى يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ
الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ ». قَالَ قُتَيْبَةُ
قَالَ حَمَّادٌ قَالَ لِى مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ وَإِنَّمَا قَالَ « أَمَا
يَخْشَى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ
زِيَادٍ هُوَ بَصْرِىٌّ ثِقَةٌ وَيُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ.
298 - باب مَا
جَاءَ فِى الَّذِى يُصَلِّى الْفَرِيضَةَ ثُمَّ يَؤُمُّ النَّاسَ بَعْدَ مَا
صَلَّى. (293)
586 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّى مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمَغْرِبَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ
فَيَؤُمُّهُمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَصْحَابِنَا الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ قَالُوا
إِذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ فِى الْمَكْتُوبَةِ وَقَدْ كَانَ صَلاَّهَا
قَبْلَ ذَلِكَ أَنَّ صَلاَةَ مَنِ ائْتَمَّ بِهِ جَائِزَةٌ. وَاحْتَجُّوا
بِحَدِيثِ جَابِرٍ فِى قِصَّةِ مُعَاذٍ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ
غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ جَابِرٍ. وَرُوِىَ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ سُئِلَ
عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَالْقَوْمُ فِى صَلاَةِ الْعَصْرِ وَهُوَ يَحْسَبُ
أَنَّهَا صَلاَةُ الظُّهْرِ فَائْتَمَّ بِهِمْ قَالَ صَلاَتُهُ جَائِزَةٌ. وَقَدْ
قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِذَا ائْتَمَّ قَوْمٌ بِإِمَامٍ وَهُوَ
يُصَلِّى الْعَصْرَ وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهَا الظُّهْرُ فَصَلَّى بِهِمْ
وَاقْتَدَوْا بِهِ فَإِنَّ صَلاَةَ الْمُقْتَدِى فَاسِدَةٌ إِذِ اخْتَلَفَ نِيَّةُ
الإِمَامِ وَنِيَّةُ الْمَأْمُومِ.
299 - باب مَا
ذُكِرَ مِنَ الرُّخْصَةِ فِى السُّجُودِ عَلَى الثَّوْبِ فِى الْحَرِّ
وَالْبَرْدِ. (294)
587 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا
خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِى غَالِبٌ الْقَطَّانُ عَنْ
بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنَّا
إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالظَّهَائِرِ
سَجَدْنَا عَلَى ثِيَابِنَا اتِّقَاءَ الْحَرِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقَدْ رَوَى وَكِيعٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
300 - باب
ذِكْرِ مَا يُسْتَحَبُّ مِنَ الْجُلُوسِ فِى الْمَسْجِدِ بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ
حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. (295)
588 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى
الْفَجْرَ قَعَدَ فِى مُصَلاَّهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
589 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو ظِلاَلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِى جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى
تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ
وَعُمْرَةٍ ». قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَامَّةٍ
تَامَّةٍ تَامَّةٍ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. قَالَ
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِى ظِلاَلٍ فَقَالَ هُوَ
مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. قَالَ مُحَمَّدٌ وَاسْمُهُ هِلاَلٌ.
301 - باب مَا
ذُكِرَ فِى الاِلْتِفَاتِ فِى الصَّلاَةِ. (296)
590 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ
زَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- كَانَ يَلْحَظُ فِى الصَّلاَةِ يَمِينًا وَشِمَالاً وَلاَ يَلْوِى عُنُقَهُ
خَلْفَ ظَهْرِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ خَالَفَ وَكِيعٌ الْفَضْلَ
بْنَ مُوسَى فِى رِوَايَتِهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
يلحظ : ينظر بشق عينه
الذى يلى الصدغ
591 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ
بْنِ أَبِى هِنْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- كَانَ يَلْحَظُ فِى الصَّلاَةِ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَعَائِشَةَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
يلحظ : ينظر بشق عينه
الذى يلى الصدغ
592 - حَدَّثَنَا
أَبُو حَاتِمٍ مُسْلِمُ بْنُ حَاتِمٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ لِى رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَا بُنَىَّ إِيَّاكَ وَالاِلْتِفَاتَ فِى
الصَّلاَةِ فَإِنَّ الاِلْتِفَاتَ فِى الصَّلاَةِ هَلَكَةٌ فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ
فَفِى التَّطَوُّعِ لاَ فِى الْفَرِيضَةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
593 - حَدَّثَنَا
صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ
أَبِى الشَّعْثَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ الاِلْتِفَاتِ فِى الصَّلاَةِ قَالَ «
هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الرَّجُلِ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
302 - باب مَا
ذُكِرَ فِى الرَّجُلِ يُدْرِكُ الإِمَامَ وَهُوَ سَاجِدٌ كَيْفَ يَصْنَعُ (297)
594 - حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِىُّ عَنِ الْحَجَّاجِ
بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ عَنْ عَلِىٍّ
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
قَالاَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ
الصَّلاَةَ وَالإِمَامُ عَلَى حَالٍ فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَعُ الإِمَامُ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ إِلاَّ
مَا رُوِىَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ
الْعِلْمِ. قَالُوا إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ وَالإِمَامُ سَاجِدٌ فَلْيَسْجُدْ وَلاَ
تُجْزِئُهُ تِلْكَ الرَّكْعَةُ إِذَا فَاتَهُ الرُّكُوعُ مَعَ الإِمَامِ
وَاخْتَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنْ يَسْجُدَ مَعَ الإِمَامِ
وَذَكَرَ عَنْ بَعْضِهِمْ فَقَالَ لَعَلَّهُ لاَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فِى تِلْكَ
السَّجْدَةِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ.
303 - باب
كَرَاهِيَةِ أَنْ يَنْتَظِرَ النَّاسُ الإِمَامَ وَهُمْ قِيَامٌ عِنْدَ افْتِتَاحِ
الصَّلاَةِ. (298)
595 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ
أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِى خَرَجْتُ ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَحَدِيثُ أَنَسٍ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَبِى قَتَادَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ أَنْ يَنْتَظِرَ النَّاسُ الإِمَامَ وَهُمْ قِيَامٌ. وَقَالَ
بَعْضُهُمْ إِذَا كَانَ الإِمَامُ فِى الْمَسْجِدِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ
فَإِنَّمَا يَقُومُونَ إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ قَدْ
قَامَتِ الصَّلاَةُ. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
304 - باب مَا
ذُكِرَ فِى الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ وَالصَّلاَةِ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- قَبْلَ الدُّعَاءِ. (299)
596 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنْتُ أُصَلِّى
وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَدَأْتُ
بِالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- ثُمَّ دَعَوْتُ لِنَفْسِى فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «
سَلْ تُعْطَهْ سَلْ تُعْطَهْ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ مُخْتَصَرًا.
305 - باب مَا
ذُكِرَ فِى تَطْيِيبِ الْمَسَاجِدِ. (300)
597 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ الْبَغْدَادِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا
عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ الزُّبَيْرِىُّ هُوَ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَمَرَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِى الدُّورِ وَأَنْ
تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ.
598 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ وَوَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ.
599 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ فَذَكَرَ
نَحْوَهُ. قَالَ سُفْيَانُ قَوْلُهُ « بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِى الدُّورِ ».
يَعْنِى الْقَبَائِلَ.
306 - باب مَا
جَاءَ أَنَّ صَلاَةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى . (301)
600 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَلِىٍّ الأَزْدِىِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « صَلاَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى ». قَالَ أَبُو
عِيسَى اخْتَلَفَ أَصْحَابُ شُعْبَةَ فِى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فَرَفَعَهُ بَعْضُهُمْ
وَأَوْقَفَهُ بَعْضُهُمْ. وَرُوِىَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِىِّ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوُ هَذَا.
وَالصَّحِيحُ مَا رُوِىَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ « صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى ». وَرَوَى الثِّقَاتُ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ يَذْكُرُوا
فِيهِ صَلاَةَ النَّهَارِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّى بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَبِالنَّهَارِ أَرْبَعًا.
وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى ذَلِكَ فَرَأَى بَعْضُهُمْ أَنَّ صَلاَةَ
اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى وَرَأَوْا صَلاَةَ
التَّطَوُّعِ بِالنَّهَارِ أَرْبَعًا مِثْلَ الأَرْبَعِ قَبْلَ الظُّهْرِ
وَغَيْرِهَا مِنْ صَلاَةِ التَّطَوُّعِ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ
وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقَ.
307 - باب
كَيْفَ كَانَ تَطَوُّعُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِالنَّهَارِ. (302)
601 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ
صَلاَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ النَّهَارِ فَقَالَ إِنَّكُمْ
لاَ تُطِيقُونَ ذَاكَ. فَقُلْنَا مَنْ أَطَاقَ ذَاكَ مِنَّا. فَقَالَ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا
كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَا هُنَا عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَإِذَا
كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَا هُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَا هُنَا عِنْدَ الظُّهْرِ
صَلَّى أَرْبَعًا وَصَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ وَقَبْلَ
الْعَصْرِ أَرْبَعًا يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى
الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَمَنْ
تَبِعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ.
602 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِىٍّ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
أَحْسَنُ شَىْءٍ رُوِىَ فِى تَطَوُّعِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى النَّهَارِ
هَذَا. وَرُوِىَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ كَانَ يُضَعِّفُ
هَذَا الْحَدِيثَ. وَإِنَّمَا ضَعَّفَهُ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ لأَنَّهُ
لاَ يُرْوَى مِثْلُ هَذَا عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِىٍّ. وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ هُوَ
ثِقَةٌ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ قَالَ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ سُفْيَانُ كُنَّا نَعْرِفُ فَضْلَ حَدِيثِ عَاصِمِ
بْنِ ضَمْرَةَ عَلَى حَدِيثِ الْحَارِثِ.
308 - باب فِى
كَرَاهِيَةِ الصَّلاَةِ فِى لُحُفِ النِّسَاءِ. (303)
603 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ
أَشْعَثَ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- لاَ يُصَلِّى فِى لُحُفِ نِسَائِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- رُخْصَةٌ فِى
ذَلِكَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
اللحف : جمع لحاف وهو
ما يلتحف به
309 - باب
ذِكْرِ مَا يَجُوزُ مِنَ الْمَشْىِ وَالْعَمَلِ فِى صَلاَةِ التَّطَوُّعِ. (304)
604 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ
بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
جِئْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّى فِى الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ فَمَشَى حَتَّى فَتَحَ
لِى ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ. وَوَصَفَتِ الْبَابَ فِى الْقِبْلَةِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
310 - باب مَا
ذُكِرَ فِى قِرَاءَةِ سُورَتَيْنِ فِى رَكْعَةٍ. (305)
605 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ
عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ اللَّهِ
عَنْ هَذَا الْحَرْفِ (غَيْرِ آسِنٍ) أَوْ يَاسِنٍ قَالَ كُلَّ الْقُرْآنِ
قَرَأْتَ غَيْرَ هَذَا الْحَرْفِ قَالَ نَعَمْ. قَالَ إِنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَهُ
يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ إِنِّى لأَعْرِفُ
السُّوَرَ النَّظَائِرَ الَّتِى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ. قَالَ فَأَمَرْنَا عَلْقَمَةَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ عِشْرُونَ سُورَةً
مِنَ الْمُفَصَّلِ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرِنُ بَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ
فِى رَكْعَةٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الدقل : ردىء التمر
ويابسه
311 - باب مَا
ذُكِرَ فِى فَضْلِ الْمَشْىِ إِلَى الْمَسْجِدِ وَمَا يُكْتَبُ لَهُ مِنَ الأَجْرِ
فِى خُطَاهُ. (306)
606 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ
عَنِ الأَعْمَشِ سَمِعَ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ
خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ لاَ يُخْرِجُهُ أَوْ قَالَ لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ
إِيَّاهَا لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً أَوْ
حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ».
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
ينهز : يحفز ويدفع
312 - باب مَا
ذُكِرَ فِى الصَّلاَةِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ أَنَّهُ فِى الْبَيْتِ أَفْضَلُ. (307)
607 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى الْوَزِيرِ
الْبَصْرِىُّ ثِقَةٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ
بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ صَلَّى النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- فِى مَسْجِدِ بَنِى عَبْدِ الأَشْهَلِ الْمَغْرِبَ فَقَامَ
نَاسٌ يَتَنَفَّلُونَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « عَلَيْكُمْ
بِهَذِهِ الصَّلاَةِ فِى الْبُيُوتِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ
مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَالصَّحِيحُ
مَا رُوِىَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
يُصَلِّى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِى بَيْتِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
وَقَدْ رُوِىَ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى
الْمَغْرِبَ فَمَا زَالَ يُصَلِّى فِى الْمَسْجِدِ حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ
الآخِرَةَ. فَفِى هَذَا الْحَدِيثِ دِلاَلَةٌ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- صَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِى الْمَسْجِدِ.
313 - باب مَا
ذُكِرَ فِى الاِغْتِسَالِ عِنْدَمَا يُسْلِمُ الرَّجُلُ . (308)
608 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنِ الأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ
قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ أَنَّهُ أَسْلَمَ فَأَمَرَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لاَ نَعْرِفُهُ
إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ
لِلرَّجُلِ إِذَا أَسْلَمَ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَغْسِلَ ثِيَابَهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
السدر : شجر النبق
واحدته سدرة
314 - باب مَا
ذُكِرَ مِنَ التَّسْمِيَةِ عِنْدَ دُخُولِ الْخَلاَءِ. (309)
609 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِىُّ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ
سَلْمَانَ حَدَّثَنَا خَلاَّدٌ الصَّفَّارُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
النَّصْرِىِّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى جُحَيْفَةَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى
طَالِبٍ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « سَتْرُ
مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِى آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ
الْخَلاَءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِذَاكَ
الْقَوِىِّ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
أَشْيَاءُ فِى هَذَا.
315 - باب مَا
ذُكِرَ مِنْ سِيمَا هَذِهِ الأُمَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ السُّجُودِ
وَالطُّهُورِ. (310)
610 - حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ الدِّمَشْقِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو أَخْبَرَنِى يَزِيدُ بْنُ
خُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ « أُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ مُحَجَّلُونَ مِنَ
الْوُضُوءِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ
هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المحجل : أبيض مواضع
الوضوء من اليدين
الغر : جمع الأغر وهو
أبيض الوجه
316 - باب ما
يُسْتَحَبُّ مِنَ التَّيَمُّنِ فِى الطُّهُورِ. (311)
611 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِى الشَّعْثَاءِ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- كَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِى طُهُورِهِ إِذَا تَطَهَّرَ وَفِى
تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ وَفِى انْتِعَالِهِ إِذَا انْتَعَلَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو الشَّعْثَاءِ اسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ
أَسْوَدَ الْمُحَارِبِىُّ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الترجل : تسريح الشعر
وتنظيفه وتحسينه
317 - باب
قَدْرِ مَا يُجْزِئُ مِنَ الْمَاءِ فِى الْوُضُوءِ. (312)
612 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنِ
ابْنِ جَبْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ « يُجْزِئُ فِى الْوُضُوءِ رِطْلاَنِ مِنْ مَاءٍ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ عَلَى
هَذَا اللَّفْظِ. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
جَبْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ
يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ وَيَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِىَّ. وَرُوِىَ عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ. وَهَذَا
أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المكوك : مكيال يسع
صاعا ونصفا
318 - باب مَا
ذُكِرَ فِى نَضْحِ بَوْلِ الْغُلاَمِ الرَّضِيعِ. (313)
613 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ
قَتَادَةَ عَنْ أَبِى حَرْبِ بْنِ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىِّ
بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضى الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ فِى بَوْلِ الْغُلاَمِ الرَّضِيعِ « يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلاَمِ وَيُغْسَلُ
بَوْلُ الْجَارِيَةِ ». قَالَ قَتَادَةُ وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا فَإِذَا طَعِمَا غُسِلاَ جَمِيعًا.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. رَفَعَ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِىُّ هَذَا
الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ وَأَوْقَفَهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ
قَتَادَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
319 - باب مَا
ذُكِرَ فِى مَسْحِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
(313)
614 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ تَوَضَّأَ
وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فِى ذَلِكَ فَقَالَ رَأَيْتُ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. فَقُلْتُ
لَهُ أَقَبْلَ الْمَائِدَةِ أَمْ بَعْدَ الْمَائِدَةِ قَالَ مَا أَسْلَمْتُ إِلاَّ
بَعْدَ الْمَائِدَةِ.
615 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ
النَّحْوِىُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ زِيَادٍ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مُقَاتِلِ بْنِ
حَيَّانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
320 - باب مَا
ذُكِرَ فِى الرُّخْصَةِ لِلْجُنُبِ فِى الأَكْلِ وَالنَّوْمِ إِذَا تَوَضَّأَ.
(314)
616 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِىِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- رَخَّصَ لِلْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَشْرَبَ
أَوْ يَنَامَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
321 - باب مَا
ذُكِرَ فِى فَضْلِ الصَّلاَةِ. (315)
617 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ الْقَطَوَانِىُّ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا غَالِبٌ أَبُو بِشْرٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ
عَائِذٍ الطَّائِىِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ
كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ قَالَ لِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
أُعِيذُكَ بِاللَّهِ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ مِنْ أُمَرَاءَ يَكُونُونَ مِنْ
بَعْدِى فَمَنْ غَشِىَ أَبْوَابَهُمْ فَصَدَّقَهُمْ فِى كَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ
عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ وَلاَ يَرِدُ عَلَىَّ الْحَوْضَ
وَمَنْ غَشِىَ أَبْوَابَهُمْ أَوْ لَمْ يَغْشَ فَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ فِى
كَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَهُوَ مِنِّى وَأَنَا مِنْهُ
وَسَيَرِدُ عَلَىَّ الْحَوْضَ يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ الصَّلاَةُ بُرْهَانٌ
وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا
يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ إِنَّهُ لاَ يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ
سُحْتٍ إِلاَّ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ مُوسَى. وَأَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِىُّ يُضَعَّفُ وَيُقَالُ
كَانَ يَرَى رَأْىَ الإِرْجَاءِ. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
فَلَمْ يَعْرِفْهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى
وَاسْتَغْرَبَهُ جِدًّا.
__________
معانى بعض الكلمات :
يربو : يزيد
السحت : الحرام
618 - وَقَالَ
مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ
غَالِبٍ بِهَذَا.
322 - باب
مِنْهُ. (316)
619 - حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِىُّ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِى سُلَيْمُ بْنُ
عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- يَخْطُبُ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ « اتَّقُوا اللَّهَ
رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ
أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ ». قَالَ
فَقُلْتُ لأَبِى أُمَامَةَ مُنْذُ كَمْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ سَمِعْتُهُ وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثِينَ سَنَةً. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ے
3 - الزكاة
1 - باب مَا جَاءَ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى مَنْعِ الزَّكَاةِ مِنَ التَّشْدِيدِ.
(1)
620 - حَدَّثَنَا
هَنَّادُ بْنُ السَّرِىِّ التَّمِيمِىُّ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ جِئْتُ
إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ جَالِسٌ فِى ظِلِّ
الْكَعْبَةِ. قَالَ فَرَآنِى مُقْبِلاً فَقَالَ « هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». قَالَ فَقُلْتُ مَا لِى لَعَلَّهُ أُنْزِلَ
فِىَّ شَىْءٌ. قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ فِدَاكَ أَبِى وَأُمِّى. فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هُمُ الأَكْثَرُونَ إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا
وَهَكَذَا ». فَحَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ. ثُمَّ
قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَمُوتُ رَجُلٌ فَيَدَعُ إِبِلاً أَوْ
بَقَرًا لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهَا إِلاَّ جَاءَتْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ
مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا
كُلَّمَا نَفِدَتْ أُخْرَاهَا عَادَتْ عَلَيْهِ أُولاَهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ
النَّاسِ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مِثْلُهُ. وَعَنْ عَلِىِّ بْنِ
أَبِى طَالِبٍ رضى الله عنه قَالَ لُعِنَ مَانِعُ الصَّدَقَةِ. وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ
هُلْبٍ عَنْ أَبِيهِ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى ذَرٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَاسْمُ أَبِى ذَرٍّ جُنْدُبُ بْنُ السَّكَنِ وَيُقَالُ ابْنُ جُنَادَةَ.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ
مُزَاحِمٍ قَالَ الأَكْثَرُونَ أَصْحَابُ عَشَرَةِ آلاَفٍ. قَالَ وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُنِيرٍ مَرْوَزِىٌّ رَجُلٌ صَالِحٌ.
2 - باب مَا جَاءَ إِذَا
أَدَّيْتَ الزَّكَاةَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ. (2)
621 - حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ
هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ الْمِصْرِىُّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا
عَلَيْكَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ رُوِىَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ ذَكَرَ الزَّكَاةَ.
فَقَالَ رَجَلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَىَّ غَيْرُهَا فَقَالَ « لاَ إِلاَّ
أَنْ تَتَطَوَّعَ ».
622 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْكُوفِىُّ
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا
نَتَمَنَّى أَنْ يَأْتِىَ الأَعْرَابِىُّ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ
أَعْرَابِىٌّ فَجَثَا بَيْنَ يَدَىِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا
مُحَمَّدُ إِنَّ رَسُولَكَ أَتَانَا فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ
اللَّهَ أَرْسَلَكَ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ
فَبِالَّذِى رَفَعَ السَّمَاءَ وَبَسَطَ الأَرْضَ وَنَصَبَ الْجِبَالَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ
فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ
زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى الْيَوْمِ
وَاللَّيْلَةِ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ
فَبِالَّذِى أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ
عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرٍ فِى السَّنَةِ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
« صَدَقَ ». قَالَ فَبِالَّذِى أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا قَالَ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ
لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلَيْنَا فِى أَمْوَالِنَا الزَّكَاةَ. فَقَالَ النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- « صَدَقَ ». قَالَ فَبِالَّذِى أَرْسَلَكَ آللَّهُ أَمَرَكَ
بِهَذَا فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ فَإِنَّ رَسُولَكَ زَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ
أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ إِلَى الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. فَقَالَ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ». قَالَ فَبِالَّذِى أَرْسَلَكَ
آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « نَعَمْ ».
فَقَالَ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَدَعُ مِنْهُنَّ شَيْئًا وَلاَ
أُجَاوِزُهُنَّ. ثُمَّ وَثَبَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنْ صَدَقَ الأَعْرَابِىُّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم-. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِقْهُ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى
الْعَالِمِ وَالْعَرْضَ عَلَيْهِ جَائِزٌ مِثْلُ السَّمَاعِ. وَاحْتَجَّ
بِأَنَّ الأَعْرَابِىَّ عَرَضَ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَقَرَّ
بِهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-.
3 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ. (3)
623 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَدْ عَفَوْتُ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ فَهَاتُوا
صَدَقَةَ الرِّقَةِ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا وَلَيْسَ فِى تِسْعِينَ
وَمِائَةٍ شَىْءٌ فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا خَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ ».
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الأَعْمَشُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِىٍّ وَرَوَى سُفْيَانُ
الثَّوْرِىُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ
الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ. قَالَ وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
فَقَالَ كِلاَهُمَا عِنْدِى صَحِيحٌ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ
رُوِىَ عَنْهُمَا جَمِيعًا.
4 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ. (4)
624 - حَدَّثَنَا
زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِىُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْهَرَوِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ الْمَرْوَزِىُّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالُوا
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- كَتَبَ كِتَابَ الصَّدَقَةِ فَلَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى
قُبِضَ فَقَرَنَهُ بِسَيْفِهِ فَلَمَّا قُبِضَ عَمِلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى
قُبِضَ وَعُمَرُ حَتَّى قُبِضَ وَكَانَ فِيهِ « فِى خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ
وَفِى عَشْرٍ شَاتَانِ وَفِى خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلاَثُ شِيَاهٍ وَفِى عِشْرِينَ
أَرْبَعُ شِيَاهٍ وَفِى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِنْتُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ
فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ فَإِذَا
زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّةٌ إِلَى سِتِّينَ فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى
خَمْسٍ وَسَبْعِينَ فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ
فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَإِذَا زَادَتْ
عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِى كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ وَفِى كُلِّ أَرْبَعِينَ
ابْنَةُ لَبُونٍ. وَفِى الشَّاءِ فِى كُلِّ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ إِلَى عِشْرِينَ
وَمِائَةٍ فَإِذَا زَادَتْ فَشَاتَانِ إِلَى مِائَتَيْنِ فَإِذَا زَادَتْ
فَثَلاَثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلاَثِمِائَةِ شَاةٍ فَإِذَا زَادَتْ عَلَى ثَلاَثِمِائَةِ
شَاةٍ فَفِى كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ ثُمَّ لَيْسَ فِيهَا شَىْءٌ حَتَّى
تَبْلُغَ أَرْبَعَمِائَةٍ وَلاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلاَ يُفَرَّقُ
بَيْنَ مُجْتَمِعٍ مَخَافَةَ الصَّدَقَةِ وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ
فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ وَلاَ يُؤْخَذُ فِى الصَّدَقَةِ
هَرِمَةٌ وَلاَ ذَاتُ عَيْبٍ ». وَقَالَ الزُّهْرِىُّ إِذَا جَاءَ الْمُصَدِّقُ
قَسَّمَ الشَّاءَ أَثْلاَثًا ثُلُثٌ خِيَارٌ وَثُلُثٌ أَوْسَاطٌ وَثُلُثٌ شِرَارٌ
وَأَخَذَ الْمُصَدِّقُ مِنَ الْوَسَطِ. وَلَمْ يَذْكُرِ الزُّهْرِىُّ الْبَقَرَ.
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ وَبَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ. وَأَبِى ذَرٍّ وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ. وَقَدْ
رَوَى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ
هَذَا الْحَدِيثَ وَلَمْ يَرْفَعُوهُ وَإِنَّمَا رَفَعَهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الجذعة : التى أتى
عليها أربع سنين وطعنت فى الخامسة
الحقة : هى التى دخلت
فى الرابعة
ابنة لبون : ما أتى
عليه سنتان ودخل فى الثالثة فصارت أمه لبونا بوضع الحمل
بنت مخاض : ما دخل فى
السنة الثانية لأن أمه قد لحقت بالمخاض أى الحوامل
الهرمة : كبيرة السن
5 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ الْبَقَرِ. (5)
625 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِىُّ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالاَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « فِى ثَلاَثِينَ
مِنَ الْبَقَرِ تَبِيعٌ أَوْ تَبِيعَةٌ وَفِى أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ ». وَفِى
الْبَابِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ
عَنْ خُصَيْفٍ وَعَبْدُ السَّلاَمِ ثِقَةٌ حَافِظٌ. وَرَوَى شَرِيكٌ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَبُو
عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التبيع : ولد البقرة
أول سنة
المسنة : التى طلع
سنها فى السنة الثالثة
626 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ
قَالَ بَعَثَنِى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْيَمَنِ فَأَمَرَنِى أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلاَثِينَ
بَقَرَةً تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً وَمِنْ
كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عِدْلَهُ مَعَافِرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ
أَبِى وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ
مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ. وَهَذَا أَصَحُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَأَلْتُ
أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ هَلْ تَذْكُرُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا
قَالَ لاَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التبيع : ولد البقرة
أول سنة
التبيع : ولد البقرة
أول سنة
المعافر : نوع من
الثياب منسوب إلى معافر قبيلة باليمن
6 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ أَخْذِ خِيَارِ الْمَالِ فِى الصَّدَقَةِ. (6)
627 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ
الْمَكِّىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِىٍّ عَنْ أَبِى
مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ « إِنَّكَ
تَأْتِى قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ
أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ
عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِى أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ
عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ
وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ
حِجَابٌ ». وَفِى الْبَابِ عَنِ الصُّنَابِحِىِّ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ اسْمُهُ نَافِذٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الكرائم : جمع كريمة
وهى خيار المال وأفضله
7 - باب مَا جَاءَ فِى
صَدَقَةِ الزَّرْعِ وَالتَّمْرِ وَالْحُبُوبِ. (7)
628 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
يَحْيَى الْمَازِنِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ
صَدَقَةٌ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ
خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ
عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
__________
معانى بعض الكلمات :
الذود : من الإبل ما
بين الثنتين إلى التسع وقيل ما بين الثلاث إلى العشر
629 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ
أَبِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَمْرِو
بْنِ يَحْيَى. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ
رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْهُ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ
الْعِلْمِ أَنْ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ. وَالْوَسْقُ
سِتُّونَ صَاعًا وَخَمْسَةُ أَوْسُقٍ ثَلاَثُمِائَةِ صَاعٍ وَصَاعُ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- خَمْسَةُ أَرْطَالٍ وَثُلُثٌ وَصَاعُ أَهْلِ الْكُوفَةِ
ثَمَانِيَةُ أَرْطَالٍ.
وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ
خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ وَالأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَخَمْسُ أَوَاقٍ
مِائَتَا دِرْهَمٍ. وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ يَعْنِى لَيْسَ
فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ صَدَقَةٌ فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ
مِنَ الإِبِلِ فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ وَفِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ
الإِبِلِ فِى كُلِّ خَمْسٍ مِنَ الإِبِلِ شَاةٌ.
8 - باب مَا جَاءَ لَيْسَ
فِى الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ صَدَقَةٌ. (8)
630 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ قَالاَ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِى
فَرَسِهِ وَلاَ فِى عَبْدِهِ صَدَقَةٌ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ لَيْسَ فِى الْخَيْلِ السَّائِمَةِ
صَدَقَةٌ وَلاَ فِى الرَّقِيقِ إِذَا كَانُوا لِلْخِدْمَةِ صَدَقَةٌ إِلاَّ أَنْ
يَكُونُوا لِلتِّجَارَةِ فَإِذَا كَانُوا لِلتِّجَارَةِ فَفِى أَثْمَانِهِمُ
الزَّكَاةُ إِذَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ.
9 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ الْعَسَلِ. (9)
631 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِى
سَلَمَةَ التِّنِّيسِىُّ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَى بْنِ
يَسَارٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « فِى الْعَسَلِ فِى كُلِّ عَشَرَةِ أَزُقٍّ زِقٌّ ». وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى سَيَّارَةَ الْمُتَعِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِى إِسْنَادِهِ مَقَالٌ وَلاَ
يَصِحُّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى هَذَا الْبَابِ كَبِيرُ شَىْءٍ وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَيْسَ فِى الْعَسَلِ شَىْءٌ.
وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ بِحَافِظٍ وَقَدْ خُولِفَ صَدَقَةُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ فِى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ نَافِعٍ. حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ سَأَلَنِى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ عَنْ صَدَقَةِ الْعَسَلِ. قَالَ قُلْتُ مَا عِنْدَنَا عَسَلٌ نَتَصَدَّقُ
مِنْهُ وَلَكِنْ أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ فِى الْعَسَلِ
صَدَقَةٌ. فَقَالَ عُمَرُ عَدْلٌ مَرْضِىٌّ. فَكَتَبَ إِلَى النَّاسِ أَنْ
تُوضَعَ. يَعْنِى عَنْهُمْ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الزق : السقاء والزق
من الأهب كل وعاء اتخذ لشراب ونحوه
10 - باب مَا جَاءَ لاَ
زَكَاةَ عَلَى الْمَالِ الْمُسْتَفَادِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ. (10)
632 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ الطَّلْحِىُّ الْمَدَنِىُّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنِ اسْتَفَادَ مَالاً فَلاَ زَكَاةَ عَلَيْهِ
حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ عِنْدَ رَبِّهِ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ سَرَّاءَ
بِنْتِ نَبْهَانَ الْغَنَوِيَّةِ.
633 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَنِ اسْتَفَادَ مَالاً فَلاَ
زَكَاةَ فِيهِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ عِنْدَ رَبِّهِ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى أَيُّوبُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا. وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضَعِيفٌ فِى الْحَدِيثِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ
بْنُ حَنْبَلٍ وَعَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ
وَهُوَ كَثِيرُ الْغَلَطِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- أَنْ لاَ زَكَاةَ فِى الْمَالِ الْمُسْتَفَادِ حَتَّى
يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ. وَبِهِ يَقُولُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالشَّافِعِىُّ
وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا كَانَ عِنْدَهُ
مَالٌ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ فَفِيهِ الزَّكَاةُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ
سِوَى الْمَالِ الْمُسْتَفَادِ مَا تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ
فِى الْمَالِ الْمُسْتَفَادِ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ فَإِنِ اسْتَفَادَ
مَالاً قَبْلَ أَنْ يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ فَإِنَّهُ يُزَكِّى الْمَالَ
الْمُسْتَفَادَ مَعَ مَالِهِ الَّذِى وَجَبَتْ فِيهِ الزَّكَاةُ. وَبِهِ يَقُولُ
سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ.
11 - باب مَا جَاءَ لَيْسَ
عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِزْيَةٌ. (11)
634 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِى ظَبْيَانَ
عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « لاَ تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِى أَرْضٍ وَاحِدَةٍ وَلَيْسَ عَلَى
الْمُسْلِمِينَ جِزْيَةٌ ».
635 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ قَابُوسَ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
وَفِى الْبَابِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَجَدِّ حَرْبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
الثَّقَفِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ قَدْ رُوِىَ عَنْ
قَابُوسِ بْنِ أَبِى ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
مُرْسَلاً. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ
النَّصْرَانِىَّ إِذَا أَسْلَمَ وُضِعَتْ عَنْهُ جِزْيَةُ رَقَبَتِهِ. وَقَوْلُ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ »
إِنَّمَا يَعْنِى بِهِ جِزْيَةَ الرَّقَبَةِ وَفِى الْحَدِيثِ مَا يُفَسِّرُ هَذَا
حَيْثُ قَالَ « إِنَّمَا الْعُشُورُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَلَيْسَ عَلَى
الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ ».
12 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ الْحُلِىِّ. (12)
636 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ عَنِ ابْنِ أَخِى زَيْنَبَ امْرَأَةِ
عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَتْ
خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « يَا مَعْشَرَ
النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ
جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
637 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَخِى
زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ - عَنْ زَيْنَبَ - امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ -
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا
أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى مُعَاوِيَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَهِمَ فِى حَدِيثِهِ
فَقَالَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ أَخِى زَيْنَبَ. وَالصَّحِيحُ
إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَخِى زَيْنَبَ.
وَقَدْ رُوِىَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- أَنَّهُ رَأَى فِى الْحُلِىِّ زَكَاةً. وَفِى إِسْنَادِ هَذَا
الْحَدِيثِ مَقَالٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى ذَلِكَ فَرَأَى بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَالتَّابِعِينَ
فِى الْحُلِىِّ زَكَاةَ مَا كَانَ مِنْهُ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ. وَبِهِ يَقُولُ
سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ
بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمُ ابْنُ عُمَرَ
وَعَائِشَةُ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ لَيْسَ فِى
الْحُلِىِّ زَكَاةٌ. وَهَكَذَا رُوِىَ عَنْ بَعْضِ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ وَبِهِ
يَقُولُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
638 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ أَتَتَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
وَفِى أَيْدِيهِمَا سُوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُمَا « أَتُؤَدِّيَانِ زَكَاتَهُ
». قَالَتَا لاَ.
قَالَ فَقَالَ
لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا
اللَّهُ بِسُوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ ». قَالَتَا لاَ. قَالَ « فَأَدِّيَا زَكَاتَهُ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ قَدْ رَوَاهُ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ نَحْوَ هَذَا. وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ وَابْنُ
لَهِيعَةَ يُضَعَّفَانِ فِى الْحَدِيثِ وَلاَ يَصِحُّ فِى هَذَا الْبَابِ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- شَىْءٌ.
13 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ الْخُضْرَوَاتِ. (13)
639 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عُمَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عِيسَى بْنِ
طَلْحَةَ عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
يَسْأَلُهُ عَنِ الْخُضْرَوَاتِ وَهِىَ الْبُقُولُ فَقَالَ « لَيْسَ فِيهَا شَىْءٌ
». قَالَ أَبُو عِيسَى إِسْنَادُ هَذَا الْحَدِيثِ لَيْسَ بِصَحِيحٍ وَلَيْسَ
يَصِحُّ فِى هَذَا الْبَابِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- شَىْءٌ
وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- مُرْسَلاً. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ
لَيْسَ فِى الْخُضْرَوَاتِ صَدَقَةٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْحَسَنُ هُوَ ابْنُ عُمَارَةَ
وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ
وَتَرَكَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ.
14 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّدَقَةِ فِيمَا يُسْقَى بِالأَنْهَارِ وَغَيْرِهِ. (14)
640 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْمَدَنِىُّ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى ذُبَابٍ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ الْعُشْرُ وَفِيمَا سُقِىَ بِالنَّضْحِ
نِصْفُ الْعُشْرِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ
عُمَرَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ
وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. وَكَأَنَّ
هَذَا أَصَحُّ. وَقَدْ صَحَّ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- فِى هَذَا الْبَابِ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
النضح : الماء الذى
يحمله الناضح وهو الجمل
641 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا ابْنُ
وَهْبٍ حَدَّثَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ سَنَّ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا
الْعُشْرُ وَفِيمَا سُقِىَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
15 - باب مَا جَاءَ فِى
زَكَاةِ مَالِ الْيَتِيمِ. (15)
642 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- خَطَبَ
النَّاسَ فَقَالَ « أَلاَ مَنْ وَلِىَ يَتِيمًا لَهُ مَالٌ فَلْيَتَّجِرْ فِيهِ
وَلاَ يَتْرُكْهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الصَّدَقَةُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِنَّمَا
رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَفِى إِسْنَادِهِ مَقَالٌ لأَنَّ الْمُثَنَّى
بْنَ الصَّبَّاحِ يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. فَذَكَرَ هَذَا
الْحَدِيثَ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْبَابِ فَرَأَى غَيْرُ
وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى مَالِ الْيَتِيمِ
زَكَاةً. مِنْهُمْ عُمَرُ وَعَلِىٌّ وَعَائِشَةُ وَابْنُ عُمَرَ وَبِهِ يَقُولُ
مَالِكٌ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ لَيْسَ فِى مَالِ الْيَتِيمِ زَكَاةٌ.
وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِىُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ هُوَ
ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَشُعَيْبٌ قَدْ
سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَدْ تَكَلَّمَ يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ فِى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَقَالَ هُوَ عِنْدَنَا وَاهٍ. وَمَنْ
ضَعَّفَهُ فَإِنَّمَا ضَعَّفَهُ مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ يُحَدِّثُ مِنْ صَحِيفَةِ
جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَمَّا أَكْثَرُ أَهْلِ الْحَدِيثِ
فَيَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَيُثْبِتُونَهُ مِنْهُمْ
أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَغَيْرُهُمَا.
16 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الْعَجْمَاءَ جُرْحُهَا جُبَارٌ وَفِى الرِّكَازِ الْخُمُسُ. (16)
643 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا جُبَارٌ وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ
جُبَارٌ وَفِى الرِّكَازِ الْخُمْسُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَعَمْرِو بْنِ عَوْفٍ
الْمُزَنِىِّ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الجبار : هدر أى لا
دية له
الركاز : الكنز
المدفون فى الأرض
العجماء : البهيمة
17 - باب مَا جَاءَ فِى
الْخَرْصِ. (17)
644 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِىُّ أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ أَخْبَرَنِى خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ نِيَارٍ يَقُولُ جَاءَ سَهْلُ بْنُ أَبِى
حَثْمَةَ إِلَى مَجْلِسِنَا فَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
كَانَ يَقُولُ « إِذَا خَرَصْتُمْ فَخُذُوا وَدَعُوا الثُّلُثَ فَإِنْ لَمْ تَدَعُوا الثُّلُثَ
فَدَعُوا الرُّبُعَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَتَّابِ بْنِ
أَسِيدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ سَهْلِ
بْنِ أَبِى حَثْمَةَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى الْخَرْصِ وَبِحَدِيثِ
سَهْلِ بْنِ أَبِى حَثْمَةَ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَالْخَرْصُ إِذَا
أَدْرَكَتِ الثِّمَارُ مِنَ الرُّطَبِ وَالْعِنَبِ مِمَّا فِيهِ الزَّكَاةُ بَعَثَ
السُّلْطَانُ خَارِصًا يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ. وَالْخَرْصُ أَنْ يَنْظُرَ مَنْ
يُبْصِرُ ذَلِكَ فَيَقُولُ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا مِنَ الزَّبِيبِ كَذَا وَكَذَا وَمِنَ
التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا فَيُحْصَى عَلَيْهِمْ وَيَنْظُرُ مَبْلَغَ الْعُشْرِ مِنْ
ذَلِكَ فَيُثْبِتُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يُخَلِّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الثِّمَارِ
فَيَصْنَعُونَ مَا أَحَبُّوا فَإِذَا أَدْرَكَتِ الثِّمَارُ أُخِذَ مِنْهُمُ
الْعُشْرُ. هَكَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهَذَا يَقُولُ مَالِكٌ
وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
خَرص : قَدَّر ما على
النخل من الرطب تمپرا وما على الكرم من العنب زبيبا
645 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمْرٍو مُسْلِمُ بْنُ عَمْرٍو الْحَذَّاءُ الْمَدَنِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَبْعَثُ عَلَى النَّاسِ مَنْ يَخْرُصُ
عَلَيْهِمْ كُرُومَهُمْ وَثِمَارَهُمْ.
__________
معانى بعض الكلمات :
يخرص : يقدر ما على
النخل من الرطب تمرا وما على الكرم من العنب زبيبا
646 - وَبِهَذَا
الإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فِى زَكَاةِ الْكُرُومِ
« إِنَّهَا تُخْرَصُ كَمَا يُخْرَصُ النَّخْلُ ثُمَّ تُؤَدَّى زَكَاتُهُ زَبِيبًا
كَمَا تُؤَدَّى زَكَاةُ النَّخْلِ تَمْرًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ
جُرَيْجٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ حَدِيثُ ابْنِ جُرَيْجٍ
غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَحَدِيثُ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ
أَثْبَتُ وَأَصَحُّ.
18 - باب مَا جَاءَ فِى
الْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ. (18)
647 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ
عِيَاضٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ
عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَقُولُ « الْعَامِلُ عَلَى الصَّدَقَةِ بِالْحَقِّ كَالْغَازِى فِى سَبِيلِ
اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ رَافِعِ
بْنِ خَدِيجٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ضَعِيفٌ عِنْدَ
أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَصَحُّ.
19 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمُعْتَدِى فِى الصَّدَقَةِ. (19)
648 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ
بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « الْمُعْتَدِى فِى الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ أَحْمَدُ
بْنُ حَنْبَلٍ فِى سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ. وَهَكَذَا يَقُولُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ. وَيَقُولُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا
يَقُولُ وَالصَّحِيحُ سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَوْلُهُ « الْمُعْتَدِى فِى الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا » يَقُولُ عَلَى الْمُعْتَدِى
مِنَ الإِثْمِ كَمَا عَلَى الْمَانِعِ إِذَا مَنَعَ.
20 - باب مَا جَاءَ فِى
رِضَا الْمُصَدِّقِ. (20)
649 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ
الشَّعْبِىِّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ فَلاَ يُفَارِقَنَّكُمْ
إِلاَّ عَنْ رِضًا ».
650 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ
دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
بِنَحْوِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِىِّ أَصَحُّ مِنْ
حَدِيثِ مُجَالِدٍ.
وَقَدْ ضَعَّفَ
مُجَالِدًا بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُوَ كَثِيرُ الْغَلَطِ.
21 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الصَّدَقَةَ تُؤْخَذُ مِنَ الأَغْنِيَاءِ فَتُرَدُّ فِى الْفُقَرَاءِ. (21)
651 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِىُّ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
عَنْ أَشْعَثَ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِى جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَدِمَ
عَلَيْنَا مُصَدِّقُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخَذَ الصَّدَقَةَ مِنْ
أَغْنِيَائِنَا فَجَعَلَهَا فِى فُقَرَائِنَا وَكُنْتُ غُلاَمًا يَتِيمًا
فَأَعْطَانِى مِنْهَا قَلُوصًا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى جُحَيْفَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
القلوص : الشابة من
الإبل
22 - باب مَا جَاءَ مَنْ
تَحِلُّ لَهُ الزَّكَاةُ. (22)
652 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ - قَالَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَقَالَ
عَلِىٌّ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ
سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَسْأَلَتُهُ
فِى وَجْهِهِ خُمُوشٌ أَوْ خُدُوشٌ أَوْ كُدُوحٌ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا
يُغْنِيهِ قَالَ « خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ ».
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ تَكَلَّمَ
شُعْبَةُ فِى حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخدوش : جمع الخدش
وهو الجرح
الخموش : الخدوش
الكدوح : جمع الكدح
وهى الخدوش
653 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ صَاحِبُ شُعْبَةَ لَوْ
غَيْرُ حَكِيمٍ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ. فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ وَمَا لِحَكِيمٍ
لاَ يُحَدِّثُ عَنْهُ شُعْبَةُ قَالَ نَعَمْ. قَالَ سُفْيَانُ سَمِعْتُ زُبَيْدًا
يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِنَا وَبِهِ يَقُولُ الثَّوْرِىُّ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. قَالُوا إِذَا كَانَ
عِنْدَ الرَّجُلِ خَمْسُونَ دِرْهَمًا لَمْ تَحِلَّ لَهُ الصَّدَقَةُ. قَالَ وَلَمْ
يَذْهَبْ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى حَدِيثِ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَوَسَّعُوا فِى هَذَا وَقَالُوا إِذَا كَانَ عِنْدَهُ خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ
أَكْثَرُ وَهُوَ مُحْتَاجٌ فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الزَّكَاةِ وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ.
23 - باب مَا جَاءَ مَنْ
لاَ تَحِلُّ لَهُ الصَّدَقَةُ. (23)
654 - حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِىُّ
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ح وَحَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَيْحَانَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِىٍّ وَلاَ لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ ».
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَحُبْشِىِّ بْنِ جُنَادَةَ وَقَبِيصَةَ
بْنِ مُخَارِقٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَدِيثٌ
حَسَنٌ. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هَذَا الْحَدِيثَ
بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَقَدْ رُوِىَ فِى غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- « لاَ تَحِلُّ الْمَسْأَلَةُ لِغَنِىٍّ وَلاَ لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ ». وَإِذَا
كَانَ الرَّجُلُ قَوِيًّا مُحْتَاجًا وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَىْءٌ فَتُصُدِّقَ
عَلَيْهِ أَجْزَأَ عَنِ الْمُتَصَدِّقِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَوَجْهُ هَذَا
الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى الْمَسْأَلَةِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المرة : القوة
المرة : القوة
655 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِىِّ عَنْ حُبْشِىِّ بْنِ جُنَادَةَ
السَّلُولِىِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى حَجَّةِ
الْوَدَاعِ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ أَتَاهُ أَعْرَابِىٌّ فَأَخَذَ بِطَرَفِ
رِدَائِهِ فَسَأَلَهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَاهُ وَذَهَبَ فَعِنْدَ ذَلِكَ حَرُمَتِ
الْمَسْأَلَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْمَسْأَلَةَ
لاَ تَحِلُّ لِغَنِىٍّ وَلاَ لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ إِلاَّ لِذِى فَقْرٍ مُدْقِعٍ
أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ وَمَنْ سَأَلَ النَّاسَ لِيُثْرِىَ بِهِ مَالَهُ كَانَ
خُمُوشًا فِى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَضْفًا يَأْكُلُهُ مِنْ جَهَنَّمَ
فَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ ».
__________
معانى بعض الكلمات :
يثرى : يكثر
الخموش : الخدوش
المدقع : الشديد
الملصق لصاحبه بالأرض
الرضف : الحجارة
المحماة على النار واحدته رَضْفَة
الغرم : الحاجة
اللازمة من غرامة مثقلة
المرة : القوة
656 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ
بْنِ سُلَيْمَانَ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ.
24 - باب مَا جَاءَ مَنْ
تَحِلُّ لَهُ الصَّدَقَةُ مِنَ الْغَارِمِينَ وَغَيْرِهِمْ. (24)
657 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الأَشَجِّ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ
قَالَ أُصِيبَ رَجُلٌ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى ثِمَارٍ ابْتَاعَهَا فَكَثُرَ دَيْنُهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « تَصَدَّقُوا عَلَيْهِ ». فَتَصَدَّقَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَبْلُغْ ذَلِكَ وَفَاءَ
دَيْنِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِغُرَمَائِهِ « خُذُوا
مَا وَجَدْتُمْ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ
وَجُوَيْرِيَةَ وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
25 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الصَّدَقَةِ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَهْلِ بَيْتِهِ
وَمَوَالِيهِ. (25)
658 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مَكِّىُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيُوسُفُ بْنُ
يَعْقُوبَ الضُّبَعِىُّ السَّدُوسِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا
أُتِىَ بِشَىْءٍ سَأَلَ « أَصَدَقَةٌ هِىَ أَمْ هَدِيَّةٌ ». فَإِنْ قَالُوا صَدَقَةٌ لَمْ
يَأْكُلْ وَإِنْ قَالُوا هَدِيَّةٌ أَكَلَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سَلْمَانَ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ وَأَبِى عَمِيرَةَ جَدُّ مُعَرَّفِ
بْنِ وَاصِلٍ وَاسْمُهُ رُشَيْدُ بْنُ مَالِكٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَابْنِ
عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى رَافِعٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَلْقَمَةَ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى عَقِيلٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم-. وَجَدُّ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِىُّ.
قَالَ أَبُو عِيسَى وَحَدِيثُ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
659 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ أَبِى رَافِعٍ عَنْ أَبِى رَافِعٍ رضى الله
عنه أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ رَجُلاً مِنْ بَنِى مَخْزُومٍ عَلَى
الصَّدَقَةِ فَقَالَ لأَبِى رَافِعٍ اصْحَبْنِى كَيْمَا تُصِيبَ مِنْهَا. فَقَالَ
لاَ. حَتَّى آتِىَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْأَلَهُ.
فَانْطَلَقَ إِلَى
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَهُ فَقَالَ « إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَحِلُّ لَنَا وَإِنَّ مَوَالِىَ
الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَأَبُو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- اسْمُهُ أَسْلَمُ
وَابْنُ أَبِى رَافِعٍ هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى رَافِعٍ كَاتِبُ عَلِىِّ
بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضى الله عنه.
26 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّدَقَةِ عَلَى ذِى الْقَرَابَةِ. (26)
660 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ
حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ عَمِّهَا سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ
يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ
فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا
فَالْمَاءُ فَإِنَّهُ طَهُورٌ ». وَقَالَ « الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ
صَدَقَةٌ وَهِىَ عَلَى ذِى الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ
وَأَبِى هُرَيْرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالرَّبَابُ هِىَ أُمُّ الرَّائِحِ
بِنْتُ صُلَيْعٍ. وَهَكَذَا رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ
حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ
عَاصِمٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ
عَنِ الرَّبَابِ. وَحَدِيثُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ عُيَيْنَةَ أَصَحُّ.
وَهَكَذَا رَوَى ابْنُ عَوْنٍ وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ
سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
27 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
فِى الْمَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ. (27)
661 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَدُّويَهْ حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ
شَرِيكٍ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ
قَالَتْ سَأَلْتُ أَوْ سُئِلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الزَّكَاةِ
فَقَالَ « إِنَّ فِى الْمَالِ لَحَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ ». ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ
الآيَةَ الَّتِى فِى الْبَقَرَةِ (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ)
الآيَةَ.
662 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الطُّفَيْلِ
عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِىِّ عَنْ فَاطِمَةَ
بِنْتِ قَيْسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ فِى الْمَالِ
حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ لَيْسَ
بِذَاكَ. وَأَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ يُضَعَّفُ. وَرَوَى بَيَانٌ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ هَذَا الْحَدِيثَ قَوْلَهُ وَهَذَا
أَصَحُّ.
28 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ الصَّدَقَةِ. (28)
663 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ
وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ
بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً تَرْبُو فِى كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى
تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ
فَصِيلَهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ
وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى وَحَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَبُرَيْدَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
__________
معانى بعض الكلمات :
الفصيل : ولد الناقة
إذا فصل عن أمه
الفلو : المُهْر
الصغير إذا فطم
664 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا عَبَّادُ
بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ
وَيَأْخُذُهَا بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا لأَحَدِكُمْ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ
مُهْرَهُ حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحُدٍ ». وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ
فِى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( وَهُوَ الَّذِى يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ
عِبَادِهِ) (وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) وَ (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِى
الصَّدَقَاتِ ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ
عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوُ هَذَا. وَقَدْ قَالَ
غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا
مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالُوا قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ
فِى هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ كَيْفَ هَكَذَا
رُوِىَ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ
أَنَّهُمْ قَالُوا فِى هَذِهِ الأَحَادِيثِ أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ. وَهَكَذَا
قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ. وَأَمَّا
الْجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا هَذَا تَشْبِيهٌ.
وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ الْيَدَ
وَالسَّمْعَ وَالْبَصَرَ فَتَأَوَّلَتِ الْجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ
فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَقَالُوا إِنَّ اللَّهَ
لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ. وَقَالُوا إِنَّ مَعْنَى الْيَدِ هَا هُنَا الْقُوَّةُ.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ
يَدٌ كَيَدٍ أَوْ مِثْلُ يَدٍ أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ. فَإِذَا
قَالَ سَمْعٌ كَسَمْعٍ أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ فَهَذَا التَّشْبِيهُ وَأَمَّا إِذَا
قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ وَسَمْعٌ وَبَصَرٌ وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ
وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ وَلاَ كَسَمْعٍ فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا
وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى كِتَابِهِ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).
665 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا
صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سُئِلَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- أَىُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ فَقَالَ « شَعْبَانُ لِتَعْظِيمِ
رَمَضَانَ ». قِيلَ فَأَىُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ « صَدَقَةٌ فِى رَمَضَانَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَصَدَقَةُ
بْنُ مُوسَى لَيْسَ عِنْدَهُمْ بِذَاكَ الْقَوِىِّ.
666 - حَدَّثَنَا
عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عِيسَى الْخَزَّازُ الْبَصْرِىُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ
الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
29 - باب مَا جَاءَ فِى
حَقِّ السَّائِلِ. (29)
667 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ - وَكَانَتْ
مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- - أَنَّهَا قَالَتْ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِى فَمَا أَجِدُ لَهُ
شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنْ لَمْ
تَجِدِى شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلاَّ ظِلْفًا مُحْرَقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ
فِى يَدِهِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَحُسَيْنِ بْنِ عَلِىٍّ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَأَبِى أُمَامَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أُمِّ بُجَيْدٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المحرق : المشوى
الظلف : عند البقر
والغنم بمنزلة الحافر للفرس
30 - باب مَا جَاءَ فِى
إِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ. (30)
668 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنِ ابْنِ
الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ أَعْطَانِى رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَىَّ
فَمَا زَالَ يُعْطِينِى حَتَّى إِنَّهُ لأَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَىَّ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ بِهَذَا أَوْ شِبْهِهِ فِى
الْمُذَاكَرَةِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ صَفْوَانَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ قَالَ أَعْطَانِى رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم-. وَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ أَصَحُّ وَأَشْبَهُ إِنَّمَا
هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ صَفْوَانَ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى إِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
فَرَأَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ لاَ يُعْطَوْا. وَقَالُوا إِنَّمَا كَانُوا قَوْمًا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- كَانَ يَتَأَلَّفُهُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ حَتَّى أَسْلَمُوا. وَلَمْ
يَرَوْا أَنْ يُعْطَوُا الْيَوْمَ مِنَ الزَّكَاةِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى
وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَغَيْرِهِمْ وَبِهِ
يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَنْ كَانَ الْيَوْمَ عَلَى
مِثْلِ حَالِ هَؤُلاَءِ وَرَأَى الإِمَامُ أَنْ يَتَأَلَّفَهُمْ عَلَى الإِسْلاَمِ
فَأَعْطَاهُمْ جَازَ ذَلِكَ.
وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ.
31 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمُتَصَدِّقِ يَرِثُ صَدَقَتَهُ. (31)
669 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا
عِنْدَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى كُنْتُ
تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّى بِجَارِيَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ. قَالَ « وَجَبَ أَجْرُكِ
وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ ». قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَ
عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَصُومُ عَنْهَا قَالَ « صُومِى عَنْهَا ». قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ
قَطُّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ « نَعَمْ حُجِّى عَنْهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَلاَ يُعْرَفُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ
إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ
الْحَدِيثِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ
الرَّجُلَ إِذَا تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ وَرِثَهَا حَلَّتْ لَهُ. وَقَالَ
بَعْضُهُمْ إِنَّمَا الصَّدَقَةُ شَىْءٌ جَعَلَهَا لِلَّهِ فَإِذَا وَرِثَهَا
فَيَجِبُ أَنْ يَصْرِفَهَا فِى مِثْلِهِ. وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ
وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ.
32 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْعَوْدِ فِى الصَّدَقَةِ. (32)
670 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ
حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ رَآهَا تُبَاعُ فَأَرَادَ أَنْ
يَشْتَرِيَهَا فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَعُدْ فِى
صَدَقَتِكَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
33 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّدَقَةِ عَنِ الْمَيِّتِ. (33)
671 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا
بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّى تُوُفِّيَتْ
أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ فَإِنَّ لِى
مَخْرَفًا فَأُشْهِدُكَ أَنِّى قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَبِهِ يَقُولُ
أَهْلُ الْعِلْمِ. يَقُولُونَ لَيْسَ شَىْءٌ يَصِلُ إِلَى الْمَيِّتِ إِلاَّ
الصَّدَقَةُ وَالدُّعَاءُ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً.
قَالَ وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِنَّ لِى مَخْرَفًا.
يَعْنِى بُسْتَانًا.
__________
معانى بعض الكلمات :
المخرف : البستان
34 - باب مَا جَاءَ فِى
نَفَقَةِ الْمَرْأَةِ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا. (34)
672 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ
مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِىُّ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى خُطْبَتِهِ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ
يَقُولُ « لاَ تُنْفِقُ امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلاَّ بِإِذْنِ
زَوْجِهَا ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الطَّعَامُ قَالَ « ذَاكَ أَفْضَلُ
أَمْوَالِنَا ». وَفِى الْبَابِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ
أَبِى بَكْرٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَائِشَةَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى أُمَامَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
673 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يُحَدِّثُ عَنْ
عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « إِذَا تَصَدَّقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا
كَانَ لَهَا بِهِ أَجْرٌ وَلِلزَّوْجِ مِثْلُ ذَلِكَ وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ
وَلاَ يَنْقُصُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ أَجْرِ صَاحِبِهِ شَيْئًا لَهُ بِمَا
كَسَبَ وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
674 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ
عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « إِذَا أَعْطَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا بِطِيبِ
نَفْسٍ غَيْرَ مُفْسِدَةٍ كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِهِ لَهَا مَا نَوَتْ حَسَنًا
وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِى وَائِلٍ وَعَمْرُو
بْنُ مُرَّةَ لاَ يَذْكُرُ فِى حَدِيثِهِ عَنْ مَسْرُوقٍ.
35 - باب مَا جَاءَ فِى
صَدَقَةِ الْفِطْرِ. (35)
675 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ
كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- - صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ
تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ فَلَمْ نَزَلْ
نُخْرِجُهُ حَتَّى قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ فَتَكَلَّمَ فَكَانَ فِيمَا
كَلَّمَ بِهِ النَّاسَ إِنِّى لأَرَى مُدَّيْنِ مِنْ سَمْرَاءِ الشَّامِ تَعْدِلُ
صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. قَالَ فَأَخَذَ النَّاسُ بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَلاَ
أَزَالُ أُخْرِجُهُ كَمَا كُنْتُ أُخْرِجُهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَوْنَ
مِنْ كُلِّ شَىْءٍ صَاعًا. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ صَاعٌ إِلاَّ مِنَ الْبُرِّ فَإِنَّهُ يُجْزِئُ
نِصْفُ صَاعٍ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ
يَرَوْنَ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الأقط : اللبن المحمض
يجمد حتى يستحجر ويطبخ أو يطبخ به
السمراء : الحنطة
676 - حَدَّثَنَا
عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ مُنَادِيًا فِى فِجَاجِ مَكَّةَ « أَلاَ إِنَّ
صَدَقَةَ الْفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى حُرٍّ
أَوْ عَبْدٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ أَوْ سِوَاهُ صَاعٌ مِنْ
طَعَامٍ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى عُمَرُ بْنُ
هَارُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَقَالَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ
مِينَاءَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى لَمْ يَعْرِفْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الْحَدِيثَ.
677 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَدَقَةَ
الْفِطْرِ عَلَى الذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ
تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
قَالَ فَعَدَلَ
النَّاسُ إِلَى نِصْفِ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَدِّ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِى ذُبَابٍ وَثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِى صُعَيْرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو.
678 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ
نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ
صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ حَدِيثِ
أَيُّوبَ وَزَادَ فِيهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
نَافِعٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ
فِى هَذَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا كَانَ لِلرَّجُلِ عَبِيدٌ غَيْرُ مُسْلِمِينَ
لَمْ يُؤَدِّ عَنْهُمْ صَدَقَةَ الْفِطْرِ. وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَالشَّافِعِىِّ
وَأَحْمَدَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُؤَدِّى عَنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا غَيْرَ مُسْلِمِينَ.
وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقَ.
36 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْدِيمِهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ. (36)
679 - حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ أَبُو عَمْرٍو الْحَذَّاءُ الْمَدَنِىُّ
حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ عَنِ ابْنِ أَبِى الزِّنَادِ
عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَأْمُرُ بِإِخْرَاجِ الزَّكَاةِ قَبْلَ الْغُدُوِّ لِلصَّلاَةِ
يَوْمَ الْفِطْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
وَهُوَ الَّذِى يَسْتَحِبُّهُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنْ يُخْرِجَ الرَّجُلُ صَدَقَةَ
الْفِطْرِ قَبْلَ الْغُدُوِّ إِلَى الصَّلاَةِ.
37 - باب مَا جَاءَ فِى
تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ. (37)
680 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ
الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ
الْعَبَّاسَ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ تَعْجِيلِ
صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ فَرَخَّصَ لَهُ فِى ذَلِكَ.
681 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ
إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ جَحْلٍ عَنْ
حُجْرٍ الْعَدَوِىِّ عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
لِعُمَرَ « إِنَّا قَدْ أَخَذْنَا زَكَاةَ الْعَبَّاسِ عَامَ الأَوَّلِ لِلْعَامِ
». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى لاَ أَعْرِفُ حَدِيثَ
تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ
إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَحَدِيثُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا عَنِ
الْحَجَّاجِ عِنْدِى أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
دِينَارٍ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى تَعْجِيلِ
الزَّكَاةِ قَبْلَ مَحِلِّهَا فَرَأَى طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ لاَ يُعَجِّلَهَا.
وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ قَالَ أَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ لاَ
يُعَجِّلَهَا. وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنْ عَجَّلَهَا قَبْلَ
مَحِلِّهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ. وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ.
38 - باب مَا جَاءَ فِى
النَّهْىِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ. (38)
682 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ
أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- يَقُولُ « لأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ
فَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَيَسْتَغْنِىَ بِهِ عَنِ النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ
يَسْأَلَ رَجُلاً أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا
أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ وَالزُّبَيْرِ بْنِ
الْعَوَّامِ وَعَطِيَّةَ السَّعْدِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
وَمَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ وَثَوْبَانَ وَزِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ
الصُّدَائِىِّ وَأَنَسٍ وَحُبْشِىِّ بْنِ جُنَادَةَ وَقَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ وَسَمُرَةَ
وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ غَرِيبٌ يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ بَيَانٍ عَنْ قَيْسٍ.
683 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيِعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الْمَسْأَلَةَ كَدٌّ
يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ إِلاَّ أَنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطَانًا أَوْ
فِى أَمْرٍ لاَ بُدَّ مِنْهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الكد : الإتعاب
4 - الصوم
1 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ. (1)
684 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ بْنِ كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ
بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ
وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا
بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِى
مُنَادٍ يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ
وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَسَلْمَانَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
صفدت : قيدت
المردة : جمع مارد
وهو المتجرد للشر
685 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ وَالْمُحَارِبِىُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ
أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ الَّذِى رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدِيثٌ
غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ
الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى
بَكْرٍ.
686 - قَالَ
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ « إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ».
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ مُحَمَّدٌ وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدِى مِنْ حَدِيثِ أَبِى
بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
2 - باب مَا جَاءَ لاَ
تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ بِصَوْمٍ. (2)
687 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- « لاَ تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ بِيَوْمٍ وَلاَ بِيَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ
يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ
وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ ثُمَّ
أَفْطِرُوا ». رَوَى مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَنْ رِبْعِىِّ بْنِ حِرَاشٍ
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِنَحْوِ هَذَا. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا أَنْ يَتَعَجَّلَ الرَّجُلُ بِصِيَامٍ
قَبْلَ دُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ لِمَعْنَى رَمَضَانَ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يَصُومُ
صَوْمًا فَوَافَقَ صِيَامُهُ ذَلِكَ فَلاَ بَأْسَ بِهِ عِنْدَهُمْ.
688 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِصِيَامٍ
قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا
فَلْيَصُمْهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
3 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ صَوْمِ يَوْمِ الشَّكِّ. (3)
689 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ
الأَحْمَرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِىِّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ
صِلَةَ بْنِ زُفَرَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ فَأُتِىَ بِشَاةٍ
مَصْلِيَّةٍ فَقَالَ كُلُوا. فَتَنَحَّى بَعْضُ الْقَوْمِ فَقَالَ إِنِّى صَائِمٌ.
فَقَالَ عَمَّارٌ مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِى يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ فَقَدْ عَصَى
أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَمَّارٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِىُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ
وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ كَرِهُوا أَنْ يَصُومَ الرَّجُلُ
الْيَوْمَ الَّذِى يُشَكُّ فِيهِ وَرَأَى أَكْثَرُهُمْ إِنْ صَامَهُ فَكَانَ مِنْ شَهْرِ
رَمَضَانَ أَنْ يَقْضِىَ يَوْمًا مَكَانَهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المصلية : المشوية
4 - باب مَا جَاءَ فِى
إِحْصَاءِ هِلاَلِ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ. (4)
690 - حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ حَجَّاجٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَحْصُوا هِلاَلَ
شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ لاَ نَعْرِفُهُ مِثْلَ هَذَا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى
مُعَاوِيَةَ. وَالصَّحِيحُ مَا رُوِىَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى
سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ
تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلاَ يَوْمَيْنِ ». وَهَكَذَا رُوِىَ عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوُ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
اللَّيْثِىِّ.
5 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الصَّوْمَ لِرُؤْيَةِ الْهِلاَلِ وَالإِفْطَارَ لَهُ. (5)
691 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَصُومُوا قَبْلَ رَمَضَانَ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ
وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ حَالَتْ دُونَهُ غَيَايَةٌ فَأَكْمِلُوا
ثَلاَثِينَ يَوْمًا ». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى بَكْرَةَ
وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الغياية : السحابة
6 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ. (6)
692 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ
أَخْبَرَنِى عِيسَى بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
أَبِى ضِرَارٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ مَا صُمْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْنَا ثَلاَثِينَ. قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَسَعْدِ بْنِ أَبِى
وَقَّاصٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَجَابِرٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ
وَأَبِى بَكْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الشَّهْرُ
يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ ».
693 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ
أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ آلَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ نِسَائِهِ
شَهْرًا فَأَقَامَ فِى مَشْرُبَةٍ تِسْعًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا قَالُوا يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا فَقَالَ « الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
آلى : حلف لا يدخل
عليهن
المشربة : الغرفة
العالية
7 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّوْمِ بِالشَّهَادَةِ. (7)
694 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ أَبِى ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى رَأَيْتُ الْهِلاَلَ. قَالَ « أَتَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ».
قَالَ نَعَمْ. قَالَ « يَا بِلاَلُ أَذِّنْ فِى النَّاسِ أَنْ يَصُومُوا غَدًا ».
695 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِىُّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ سِمَاكٍ
نَحْوَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ اخْتِلاَفٌ.
وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَغَيْرُهُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ سِمَاكٍ رَوَوْا
عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ
أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا تُقْبَلُ شَهَادَةُ رَجُلٍ وَاحِدٍ فِى
الصِّيَامِ . وَبِهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ
وَأَهْلُ الْكُوفَةِ. قَالَ إِسْحَاقُ لاَ يُصَامُ إِلاَّ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ.
وَلَمْ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الإِفْطَارِ أَنَّهُ لاَ يُقْبَلُ فِيهِ
إِلاَّ شَهَادَةُ رَجُلَيْنِ.
8 - باب مَا جَاءَ
شَهْرَا عِيدٍ لاَ يَنْقُصَانِ. (8)
696 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى
بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « شَهْرَا عِيدٍ لاَ يَنْقُصَانِ رَمَضَانُ وَذُو
الْحِجَّةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى بَكْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ
رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. قَالَ أَحْمَدُ مَعْنَى هَذَا
الْحَدِيثِ « شَهْرَا عِيدٍ لاَ يَنْقُصَانِ ». يَقُولُ لاَ يَنْقُصَانِ مَعًا فِى
سَنَةٍ وَاحِدَةٍ شَهْرُ رَمَضَانَ وَذُو الْحِجَّةِ إِنْ نَقَصَ أَحَدُهُمَا
تَمَّ الآخَرُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ مَعْنَاهُ « لاَ يَنْقُصَانِ » يَقُولُ وَإِنْ كَانَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ فَهُوَ تَمَامٌ
غَيْرُ نُقْصَانٍ. وَعَلَى مَذْهَبِ إِسْحَاقَ يَكُونُ يَنْقُصُ الشَّهْرَانِ
مَعًا فِى سَنَةٍ وَاحِدَةٍ.
9 - باب مَا جَاءَ
لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتُهُمْ. (9)
697 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ أَبِى حَرْمَلَةَ أَخْبَرَنِى كُرَيْبٌ أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ
الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ. قَالَ فَقَدِمْتُ الشَّامَ
فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا وَاسْتُهِلَّ عَلَىَّ هِلاَلُ رَمَضَانَ وَأَنَا بِالشَّامِ
فَرَأَيْنَا الْهِلاَلَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِى
آخِرِ الشَّهْرِ فَسَأَلَنِى ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلاَلَ فَقَالَ
مَتَى رَأَيْتُمُ الْهِلاَلَ فَقُلْتُ رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ أَأَنْتَ
رَأَيْتَهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَقُلْتُ رَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا وَصَامَ
مُعَاوِيَةُ. قَالَ لَكِنْ رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَلاَ نَزَالُ نَصُومُ
حَتَّى نُكْمِلَ ثَلاَثِينَ يَوْمًا أَوْ نَرَاهُ. فَقُلْتُ أَلاَ تَكْتَفِى
بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ قَالَ لاَ هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ
لِكُلِّ أَهْلِ بَلَدٍ رُؤْيَتَهُمْ.
10 - باب مَا جَاءَ مَا
يُسْتَحَبُّ عَلَيْهِ الإِفْطَارُ. (10)
698 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِىٍّ الْمُقَدَّمِىُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
عَامِرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ وَجَدَ
تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيْهِ وَمَنْ لاَ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّ
الْمَاءَ طَهُورٌ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَ
هَذَا غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَلاَ
نَعْلَمُ لَهُ أَصْلاً مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ. وَقَدْ
رَوَى أَصْحَابُ شُعْبَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ
عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ
عَامِرٍ. وَهَكَذَا رَوَوْا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ
سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ شُعْبَةُ عَنِ الرَّبَابِ.
وَالصَّحِيحُ مَا رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ
عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ. وَابْنُ عَوْنٍ يَقُولُ عَنْ أُمِّ الرَّائِحِ
بِنْتِ صُلَيْعٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ. وَالرَّبَابُ هِىَ أُمُّ الرَّائِحِ.
699 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ ح وَحَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ
الأَحْوَلِ. وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنِ الرَّبَابِ عَنْ سَلْمَانَ
بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ ». زَادَ ابْنُ عُيَيْنَةَ «
فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ
طَهُورٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
700 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ « كَانَ النَّبِىُّ -صلى
الله عليه وسلم- يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ
فَتُمَيْرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَرُوِىَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُفْطِرُ فِى الشِّتَاءِ عَلَى
تَمَرَاتٍ وَفِى الصَّيْفِ عَلَى الْمَاءِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحسوات : جمع حسوة
وهى الجرعة من الشراب
11 - باب مَا جَاءَ الصَّوْمُ
يَوْمَ تَصُومُونَ وَالْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ.
(11)
701 - أَخْبَرَنِى
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَخْنَسِىِّ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الصَّوْمُ يَوْمَ
تَصُومُونَ وَالْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا أَنَّ الصَّوْمَ وَالْفِطْرَ
مَعَ الْجَمَاعَةِ وَعُظْمِ النَّاسِ.
12 - باب مَا جَاءَ إِذَا
أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ. (12)
702 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا
أَقْبَلَ اللَّيْلُ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ وَغَابَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرْتَ
». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ أَبِى أَوْفَى وَأَبِى سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
13 - باب مَا جَاءَ فِى
تَعْجِيلِ الإِفْطَارِ. (13)
703 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ أَبِى حَازِمٍ ح قَالَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ قِرَاءَةً
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَأَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَهُوَ الَّذِى اخْتَارَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمُ اسْتَحَبُّوا تَعْجِيلَ الْفِطْرِ. وَبِهِ يَقُولُ
الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
704 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ
الأَوْزَاعِىِّ عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ
أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبُّ عِبَادِى إِلَىَّ أَعْجَلُهُمْ
فِطْرًا ».
705 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو
الْمُغِيرَةِ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
706 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ
عُمَيْرٍ عَنْ أَبِى عَطِيَّةَ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ عَلَى عَائِشَةَ
فَقُلْنَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلاَنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- أَحَدُهُمَا يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاَةَ
وَالآخَرُ يُؤَخِّرُ الإِفْطَارَ وَيُؤَخِّرُ الصَّلاَةَ. قَالَتْ أَيُّهُمَا
يُعَجِّلُ الإِفْطَارَ وَيُعَجِّلُ الصَّلاَةَ قُلْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْعُودٍ. قَالَتْ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
وَالآخَرُ أَبُو مُوسَى.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَأَبُو عَطِيَّةَ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أَبِى
عَامِرٍ الْهَمْدَانِىُّ وَيُقَالُ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ الْهَمْدَانِىُّ وَابْنُ
عَامِرٍ أَصَحُّ.
14 - باب مَا جَاءَ فِى
تَأْخِيرِ السُّحُورِ. (14)
707 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِىُّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتَوَائِىُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ قَالَ تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قُمْنَا
إِلَى الصَّلاَةِ. قَالَ قُلْتُ كَمْ كَانَ قَدْرُ ذَلِكَ قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ
آيَةً.
708 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ بِنَحْوِهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ قَدْرُ
قِرَاءَةِ خَمْسِينَ آيَةً. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ حُذَيْفَةَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَبِهِ يَقُولُ
الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ اسْتَحَبُّوا تَأْخِيرَ السُّحُورِ.
15 - باب مَا جَاءَ فِى
بَيَانِ الْفَجْرِ. (15)
709 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا مُلاَزِمُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
النُّعْمَانِ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ حَدَّثَنِى أَبِى طَلْقُ بْنُ عَلِىٍّ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ يَهِيدَنَّكُمُ السَّاطِعُ
الْمُصْعِدُ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمُ الأَحْمَرُ ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ وَأَبِى ذَرٍّ وَسَمُرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ طَلْقِ بْنِ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ لاَ يَحْرُمُ عَلَى
الصَّائِمِ الأَكْلُ وَالشُّرْبُ حَتَّى يَكُونَ الْفَجْرُ الأَحْمَرُ
الْمُعْتَرِضُ. وَبِهِ يَقُولُ عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المصعد : المرتفع أى
لا تنزعجوا للفجر المستطيل فتمتنعوا به عن السحور
يهيد : يمنع
710 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ وَيُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِى هِلاَلٍ
عَنْ سَوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ هُوَ الْقُشَيْرِىُّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَمْنَعَنَّكُمْ مِنْ
سُحُورِكُمْ أَذَانُ بِلاَلٍ وَلاَ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ وَلَكِنِ الْفَجْرُ
الْمُسْتَطِيرُ فِى الأُفُقِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المستطير : الذى
انتشر ضوؤه
16 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّشْدِيدِ فِى الْغِيبَةِ لِلصَّائِمِ. (16)
711 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ
أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ لَمْ يَدَعْ
قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ بِأَنْ يَدَعَ
طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
17 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ السُّحُورِ. (17)
712 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِى السُّحُورِ بَرَكَةً ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَعُتْبَةَ
بْنِ عَبْدٍ وَأَبِى الدَّرْدَاءِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
713 - وَرُوِىَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ
أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ ». حَدَّثَنَا بِذَلِكَ قُتَيْبَةُ
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى قَيْسٍ
مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- بِذَلِكَ. قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَأَهْلُ مِصْرَ
يَقُولُونَ مُوسَى بْنُ عَلِىٍّ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ مُوسَى بْنُ
عُلَىٍّ وَهُوَ مُوسَى بْنُ عَلِىِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِىُّ.
18 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الصَّوْمِ فِى السَّفَرِ. (18)
714 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ
كُرَاعَ الْغَمِيمِ وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ
شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ وَإِنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ فِيمَا فَعَلْتَ.
فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ
فَأَفْطَرَ بَعْضُهُمْ وَصَامَ بَعْضُهُمْ فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا
فَقَالَ « أُولَئِكَ الْعُصَاةُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ
وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ
قَالَ « لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِى السَّفَرِ ». وَاخْتَلَفَ أَهْلُ
الْعِلْمِ فِى الصَّوْمِ فِى السَّفَرِ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْفِطْرَ فِى السَّفَرِ
أَفْضَلُ حَتَّى رَأَى بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ الإِعَادَةَ إِذَا صَامَ فِى السَّفَرِ. وَاخْتَارَ
أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ الْفِطْرَ فِى السَّفَرِ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَحَسَنٌ وَهُوَ أَفْضَلُ
وَإِنْ أَفْطَرَ فَحَسَنٌ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ وَإِنَّمَا مَعْنَى
قَوْلِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِى
السَّفَرِ ». وَقَوْلُهُ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا فَقَالَ « أُولَئِكَ
الْعُصَاةُ ». فَوَجْهُ هَذَا إِذَا لَمْ يَحْتَمِلْ قَلْبُهُ قَبُولَ رُخْصَةِ
اللَّهِ فَأَمَّا مَنْ رَأَى الْفِطْرَ مُبَاحًا وَصَامَ وَقَوِىَ عَلَى ذَلِكَ
فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَىَّ.
19 - باب مَا جَاءَ مِنَ
الرُّخْصَةِ فِى الصَّوْمِ فِى السَّفَرِ. (19)
715 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ
عَمْرٍو الأَسْلَمِىَّ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ
الصَّوْمِ فِى السَّفَرِ وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِى سَعِيدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى الدَّرْدَاءِ وَحَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو
الأَسْلَمِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو
سَأَلَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
716 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِى مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ
قَالَ كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى رَمَضَانَ
فَمَا يَعِيبُ عَلَى الصَّائِمِ صَوْمَهُ وَلاَ عَلَى الْمُفْطِرِ إِفْطَارَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
717 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِىُّ
ح قَالَ وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ
عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِىِّ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ
الْخُدْرِىِّ قَالَ كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ فَلاَ يَجِدُ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ
وَلاَ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مَنْ وَجَدَ
قُوَّةً فَصَامَ فَحَسَنٌ وَمَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأَفْطَرَ فَحَسَنٌ. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
20 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ لِلْمُحَارِبِ فِى الإِفْطَارِ. (20)
718 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ مَعْمَرِ
بْنِ أَبِى حُيَيَّةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ
فِى السَّفَرِ فَحَدَّثَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ غَزَوْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى رَمَضَانَ غَزْوَتَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ
وَالْفَتْحِ فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ
أَمَرَ بِالْفِطْرِ فِى غَزْوَةٍ غَزَاهَا. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
نَحْوُ هَذَا أَنَّهُ رَخَّصَ فِى الإِفْطَارِ عِنْدَ لِقَاءِ الْعَدُوِّ وَبِهِ
يَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ.
21 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ فِى الإِفْطَارِ لِلْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. (21)
719 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ وَيُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا أَبُو
هِلاَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٌ مِنْ
بَنِى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدْتُهُ
يَتَغَدَّى فَقَالَ « ادْنُ فَكُلْ ». فَقُلْتُ إِنِّى صَائِمٌ.
فَقَالَ « ادْنُ أُحَدِّثْكَ
عَنِ الصَّوْمِ أَوِ الصِّيَامِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ
الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ وَعَنِ الْحَامِلِ أَوِ الْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ
الصِّيَامَ ». وَاللَّهِ لَقَدْ قَالَهُمَا النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
كِلْتَيْهِمَا أَوْ إِحْدَاهُمَا فَيَا لَهْفَ نَفْسِى أَنْ لاَ أَكُونَ طَعِمْتُ
مِنْ طَعَامِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى
أُمَيَّةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِىِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَلاَ نَعْرِفُ لأَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ هَذَا عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ
الْوَاحِدِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ تُفْطِرَانِ وَتَقْضِيَانِ
وَتُطْعِمَانِ. وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ تُفْطِرَانِ وَتُطْعِمَانِ وَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ
شَاءَتَا قَضَتَا وَلاَ إِطْعَامَ عَلَيْهِمَا. وَبِهِ يَقُولُ إِسْحَاقُ.
22 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّوْمِ عَنِ الْمَيِّتِ. (22)
720 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنِ الأَعْمَشِ
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ إِنَّ أُخْتِى مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ.
قَالَ « أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَقْضِينَهُ ».
قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ « فَحَقُّ اللَّهِ أَحَقُّ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ بُرَيْدَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ.
721 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنِ الأَعْمَشِ بِهَذَا
الإِسْنَادِ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. قَالَ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ جَوَّدَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ
هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ
وَقَدْ رَوَى غَيْرُ أَبِى خَالِدٍ عَنِ الأَعْمَشِ مِثْلَ رِوَايَةِ أَبِى
خَالِدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا
الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَلَمْ يَذْكُرُوا
فِيهِ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ وَلاَ عَنْ عَطَاءٍ وَلاَ عَنْ مُجَاهِدٍ. وَاسْمُ
أَبِى خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ.
23 - باب مَا جَاءَ فِى
الْكَفَّارَةِ فِى الصَّوْمِ. (23)
722 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدٍ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ فَلْيُطْعِمْ
عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ
عُمَرَ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالصَّحِيحُ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفٌ قَوْلُهُ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى هَذَا
الْبَابِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ يُصَامُ عَنِ الْمَيِّتِ. وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ قَالاَ إِذَا كَانَ عَلَى الْمَيِّتِ نَذْرُ صِيَامٍ يَصُومُ عَنْهُ
وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ رَمَضَانَ أَطْعَمَ عَنْهُ. وَقَالَ مَالِكٌ
وَسُفْيَانُ وَالشَّافِعِىُّ لاَ يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ. قَالَ وَأَشْعَثُ
هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ. وَمُحَمَّدٌ هُوَ عِنْدِى ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى
لَيْلَى.
24 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّائِمِ يَذْرَعُهُ الْقَىْءُ. (24)
723 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ
الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثٌ لاَ
يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ الْحِجَامَةُ وَالْقَىْءُ وَالاِحْتِلاَمُ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَقَدْ رَوَى
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
وَغَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مُرْسَلاً. وَلَمْ
يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. قَالَ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجْزِىَّ يَقُولُ
سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ فَقَالَ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ لاَ بَأْسَ بِهِ. قَالَ
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَذْكُرُ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِىِّ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ثِقَةٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضَعِيفٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ وَلاَ أَرْوِى عَنْهُ شَيْئًا.
25 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا. (25)
724 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ « مَنْ ذَرَعَهُ الْقَىْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنِ
اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ
وَثَوْبَانَ وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ لاَ أَرَاهُ
مَحْفُوظًا. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ
وَجْهٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَلاَ يَصِحُّ
إِسْنَادُهُ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ وَثَوْبَانَ وَفَضَالَةَ بْنِ
عُبَيْدٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَاءَ فَأَفْطَرَ. وَإِنَّمَا
مَعْنَى هَذَا أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ صَائِمًا مُتَطَوِّعًا
فَقَاءَ فَضَعُفَ فَأَفْطَرَ لِذَلِكَ. هَكَذَا رُوِىَ فِى بَعْضِ الْحَدِيثِ مُفَسَّرًا. وَالْعَمَلُ عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- أَنَّ الصَّائِمَ إِذَا ذَرَعَهُ الْقَىْءُ فَلاَ قَضَاءَ عَلَيْهِ وَإِذَا
اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ. وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ
وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
ذرع : غلب وسبق
26 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّائِمِ يَأْكُلُ أَوْ يَشْرَبُ نَاسِيًا. (26)
725 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ
أَرْطَاةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا فَلاَ
يُفْطِرْ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ ».
726 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَوْفٍ عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ وَخِلاَسٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَهُ
أَوْ نَحْوَهُ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَأُمِّ إِسْحَاقَ الْغَنَوِيَّةِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَالشَّافِعِىُّ
وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِذَا أَكَلَ فِى رَمَضَانَ
نَاسِيًا فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.
وَالْقَوْلُ
الأَوَّلُ أَصَحُّ.
27 - باب مَا جَاءَ فِى
الإِفْطَارِ مُتَعَمِّدًا. (27)
727 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِىٍّ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُطَوِّسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلاَ
مَرَضٍ لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ أَبُو الْمُطَوِّسِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ
الْمُطَوِّسِ وَلاَ أَعْرِفُ لَهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
28 - باب مَا جَاءَ فِى
كَفَّارَةِ الْفِطْرِ فِى رَمَضَانَ. (28)
728 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ وَأَبُو عَمَّارٍ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ
وَاللَّفْظُ لَفْظُ أَبِى عَمَّارٍ قَالاَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ.
قَالَ « وَمَا
أَهْلَكَكَ ». قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِى فِى رَمَضَانَ. قَالَ « هَلْ
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعْتِقَ رَقَبَةً ». قَالَ لاَ. قَالَ « فَهَلْ تَسْتَطِيعُ
أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ». قَالَ لاَ. قَالَ « فَهَلْ تَسْتَطِيعُ
أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا ». قَالَ لاَ. قَالَ « اجْلِسْ ». فَجَلَسَ فَأُتِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ - وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ الضَّخْمُ قَالَ « تَصَدَّقْ
بِهِ ». فَقَالَ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَحَدٌ أَفْقَرَ مِنَّا. قَالَ فَضَحِكَ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ. قَالَ «
فَخُذْهُ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
وَعَائِشَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ فِى مَنْ أَفْطَرَ فِى رَمَضَانَ مُتَعَمِّدًا مِنْ جِمَاعٍ
وَأَمَّا مَنْ أَفْطَرَ مُتَعَمِّدًا مِنْ أَكْلٍ أَوْ شُرْبٍ فَإِنَّ أَهْلَ
الْعِلْمِ قَدِ اخْتَلَفُوا فِى ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ
وَالْكَفَّارَةُ. وَشَبَّهُوا الأَكْلَ وَالشُّرْبَ بِالْجِمَاعِ. وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ
الْقَضَاءُ وَلاَ كَفَّارَةَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ إِنَّمَا ذُكِرَ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- الْكَفَّارَةُ فِى الْجِمَاعِ وَلَمْ تُذْكَرْ عَنْهُ فِى
الأَكْلِ وَالشُّرْبِ. وَقَالُوا لاَ يُشْبِهُ الأَكْلُ وَالشُّرْبُ الْجِمَاعَ.
وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ وَقَوْلُ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- لِلرَّجُلِ الَّذِى أَفْطَرَ فَتَصَدَّقَ عَلَيْهِ « خُذْهُ فَأَطْعِمْهُ
أَهْلَكَ ». يَحْتَمِلُ هَذَا مَعَانِىَ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ الْكَفَّارَةُ
عَلَى مَنْ قَدَرَ عَلَيْهَا وَهَذَا رَجُلٌ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَفَّارَةِ
فَلَمَّا أَعْطَاهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا وَمَلَكَهُ فَقَالَ
الرَّجُلُ مَا أَحَدٌ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنَّا. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- « خُذْهُ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ ». لأَنَّ الْكَفَّارَةَ إِنَّمَا
تَكُونُ بَعْدَ الْفَضْلِ عَنْ قُوتِهِ. وَاخْتَارَ الشَّافِعِىُّ لِمَنْ كَانَ
عَلَى مِثْلِ هَذَا الْحَالِ أَنْ يَأْكُلَهُ وَتَكُونَ الْكَفَّارَةُ عَلَيْهِ دَيْنًا
فَمَتَى مَا مَلَكَ يَوْمًا مَا كَفَّرَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
العرق : مكتل يسع
ثلاثين صاعا
29 - باب مَا جَاءَ فِى
السِّوَاكِ لِلصَّائِمِ. (29)
729 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ
بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- مَا
لاَ أُحْصِى يَتَسَوَّكُ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ بِالسِّوَاكِ لِلصَّائِمِ
بَأْسًا إِلاَّ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا السِّوَاكَ لِلصَّائِمِ
بِالْعُودِ الرَّطْبِ وَكَرِهُوا لَهُ السِّوَاكَ آخِرَ النَّهَارِ وَلَمْ يَرَ الشَّافِعِىُّ
بِالسِّوَاكِ بَأْسًا أَوَّلَ النَّهَارِ وَلاَ آخِرَهُ وَكَرِهَ أَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ السِّوَاكَ آخِرَ النَّهَارِ.
30 - باب مَا جَاءَ فِى
الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ. (30)
730 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ وَاصِلٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاتِكَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ اشْتَكَتْ عَيْنِى أَفَأَكْتَحِلُ
وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى رَافِعٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
أَنَسٍ حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِىِّ وَلاَ يَصِحُّ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- فِى هَذَا الْبَابِ شَىْءٌ . وَأَبُو عَاتِكَةَ يُضَعَّفُ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ فَكَرِهَهُ بَعْضُهُمْ
وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَرَخَّصَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى الْكُحْلِ لِلصَّائِمِ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
31 - باب مَا جَاءَ فِى
الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ. (31)
731 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ وَقُتَيْبَةُ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ زِيَادِ بْنِ
عِلاَقَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- كَانَ يُقَبِّلُ فِى شَهْرِ الصَّوْمِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَحَفْصَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَابْنِ
عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ
الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
فِى الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ فَرَخَّصَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- فِى الْقُبْلَةِ لِلشَّيْخِ وَلَمْ يُرَخِّصُوا لِلشَّابِّ مَخَافَةَ
أَنْ لاَ يَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ وَالْمُبَاشَرَةُ عِنْدَهُمْ أَشَدُّ. وَقَدْ
قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْقُبْلَةُ تَنْقُصُ الأَجْرَ وَلاَ تُفْطِرُ
الصَّائِمَ. وَرَأَوْا أَنَّ لِلصَّائِمِ إِذَا مَلَكَ نَفْسَهُ أَنْ يُقَبِّلَ
وَإِذَا لَمْ يَأْمَنْ عَلَى نَفْسِهِ تَرَكَ الْقُبْلَةَ لِيَسْلَمَ لَهُ صَوْمُهُ.
وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ.
32 - باب مَا جَاءَ فِى مُبَاشَرَةِ
الصَّائِمِ. (32)
732 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى مَيْسَرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- يُبَاشِرُنِى وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الإرب : الحاجة
733 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو مَيْسَرَةَ اسْمُهُ
عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ. وَمَعْنَى لإِرْبِهِ لِنَفْسِهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الإرب : الحاجة
33 - باب مَا جَاءَ لاَ
صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَعْزِمْ مِنَ اللَّيْلِ. (33)
734 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِى مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى
بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلاَ
صِيَامَ لَهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ حَفْصَةَ حَدِيثٌ لاَ نَعْرِفُهُ
مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَوْلُهُ وَهُوَ أَصَحُّ وَهَكَذَا أَيْضًا رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ
الزُّهْرِىِّ مَوْقُوفًا وَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ إِلاَّ يَحْيَى بْنَ
أَيُّوبَ. وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ صِيَامَ لِمَنْ
لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِى رَمَضَانَ أَوْ فِى قَضَاءِ
رَمَضَانَ أَوْ فِى صِيَامِ نَذْرٍ إِذَا لَمْ يَنْوِهِ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ
يُجْزِهِ وَأَمَّا صِيَامُ التَّطَوُّعِ فَمُبَاحٌ لَهُ أَنْ يَنْوِيَهُ بَعْدَ
مَا أَصْبَحَ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
34 - باب مَا جَاءَ فِى
إِفْطَارِ الصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ. (34)
735 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ ابْنِ
أُمِّ هَانِئٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ كُنْتُ قَاعِدَةً عِنْدَ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- فَأُتِىَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ نَاوَلَنِى
فَشَرِبْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ إِنِّى أَذْنَبْتُ فَاسْتَغْفِرْ لِى. فَقَالَ « وَمَا
ذَاكِ ». قَالَتْ كُنْتُ صَائِمَةً فَأَفْطَرْتُ. فَقَالَ « أَمِنْ قَضَاءٍ كُنْتِ
تَقْضِينَهُ ». قَالَتْ لاَ. قَالَ « فَلاَ يَضُرُّكِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
أَبِى سَعِيدٍ وَعَائِشَةَ.
736 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ
كُنْتُ أَسْمَعُ سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ أَحَدُ ابْنَىْ أُمِّ هَانِئٍ
حَدَّثَنِى فَلَقِيتُ أَنَا أَفْضَلَهُمَا وَكَانَ اسْمُهُ جَعْدَةَ وَكَانَتْ
أُمُّ هَانِئٍ جَدَّتَهُ فَحَدَّثَنِى عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا فَدَعَى بِشَرَابٍ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا
فَشَرِبَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنِّى كُنْتُ صَائِمَةً. فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الصَّائِمُ الْمُتَطَوِّعُ أَمِينُ
نَفْسِهِ إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ ». قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ لَهُ أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أُمِّ هَانِئٍ
قَالَ لاَ أَخْبَرَنِى أَبُو صَالِحٍ وَأَهْلُنَا عَنْ أُمِّ هَانِئٍ. وَرَوَى
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ فَقَالَ عَنْ
هَارُونَ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ هَانِئٍ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ. وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ
أَحْسَنُ. هَكَذَا حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ عَنْ أَبِى دَاوُدَ
فَقَالَ « أَمِينُ نَفْسِهِ ». وَحَدَّثَنَا غَيْرُ مَحْمُودٍ عَنْ أَبِى دَاوُدَ فَقَالَ « أَمِيرُ نَفْسِهِ
أَوْ أَمِينُ نَفْسِهِ ». عَلَى الشَّكِّ وَهَكَذَا رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ
عَنْ شُعْبَةَ « أَمِينُ أَوْ أَمِيرُ نَفْسِهِ » عَلَى الشَّكِّ. قَالَ وَحَدِيثُ
أُمِّ هَانِئٍ فِى إِسْنَادِهِ مَقَالٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ
عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الصَّائِمَ الْمُتَطَوِّعَ إِذَا أَفْطَرَ فَلاَ قَضَاءَ
عَلَيْهِ إِلاَّ أَنْ يُحِبَّ أَنْ يَقْضِيَهُ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَالشَّافِعِىِّ.
35 - باب صِيَامِ
الْمُتَطَوِّعِ بِغَيْرِ تَبْيِيتٍ. (35)
737 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ
بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ « هَلْ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ
». قَالَتْ قُلْتُ لاَ. قَالَ « فَإِنِّى صَائِمٌ ».
738 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يَأْتِينِى فَيَقُولُ « أَعِنْدَكِ
غَدَاءٌ ».
فَأَقُولُ لاَ.
فَيَقُولُ « إِنِّى صَائِمٌ ». قَالَتْ فَأَتَانِى يَوْمًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ أُهْدِيَتْ لَنَا هَدِيَّةٌ. قَالَ « وَمَا هِىَ ». قَالَتْ قُلْتُ
حَيْسٌ. قَالَ « أَمَا إِنِّى قَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا ». قَالَتْ ثُمَّ أَكَلَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحيس : الخليط من
التمر والسمن والأقط
36 - باب مَا جَاءَ فِى
إِيجَابِ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ. (36)
739 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
بُرْقَانَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَنَا
وَحَفْصَةُ صَائِمَتَيْنِ فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَا
مِنْهُ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَدَرَتْنِى إِلَيْهِ
حَفْصَةُ وَكَانَتِ ابْنَةَ أَبِيهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا
صَائِمَتَيْنِ فَعُرِضَ لَنَا طَعَامٌ اشْتَهَيْنَاهُ فَأَكَلْنَا مِنْهُ. قَالَ « اقْضِيَا
يَوْمًا آخَرَ مَكَانَهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى صَالِحُ بْنُ أَبِى
الأَخْضَرِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِى حَفْصَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِىِّ
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَ هَذَا. وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
وَمَعْمَرٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَائِشَةَ مُرْسَلاً.
وَلَمْ يَذْكُرُوا
فِيهِ عَنْ عُرْوَةَ وَهَذَا أَصَحُّ.
740 - لأَنَّهُ
رُوِىَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ سَأَلْتُ الزُّهْرِىَّ قُلْتُ لَهُ أَحَدَّثَكَ
عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ فِى هَذَا شَيْئًا
وَلَكِنِّى سَمِعْتُ فِى خِلاَفَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ نَاسٍ
عَنْ بَعْضِ مَنْ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ
عَلِىُّ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِلَى
هَذَا الْحَدِيثِ فَرَأَوْا عَلَيْهِ الْقَضَاءَ إِذَا أَفْطَرَ وَهُوَ قَوْلُ
مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
37 - باب مَا جَاءَ فِى
وِصَالِ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ. (37)
741 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
يَصُومُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلاَّ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ. وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
742 - وَقَدْ رُوِىَ
هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ
مَا رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا
مِنْهُ فِى شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُهُ إِلاَّ قَلِيلاً بَلْ كَانَ يَصُومُهُ
كُلَّهُ. حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
بِذَلِكَ.
وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ
أَنَّهُ قَالَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ جَائِزٌ فِى كَلاَمِ الْعَرَبِ إِذَا
صَامَ أَكْثَرَ الشَّهْرِ أَنْ يُقَالَ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ وَيُقَالُ قَامَ
فُلاَنٌ لَيْلَهُ أَجْمَعَ. وَلَعَلَّهُ تَعَشَّى وَاشْتَغَلَ بِبَعْضِ أَمْرِهِ.
كَأَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَدْ رَأَى كِلاَ الْحَدِيثَيْنِ مُتَّفِقَيْنِ
يَقُولُ إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ أَكْثَرَ
الشَّهْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رَوَى سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ نَحْوَ رِوَايَةِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو.
38 - باب مَا جَاءَ فِى كَرَاهِيَةِ
الصَّوْمِ فِى النِّصْفِ الثَّانِى مِنْ شَعْبَانَ لِحَالِ رَمَضَانَ. (38)
743 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « إِذَا بَقِىَ نِصْفٌ مِنْ شَعْبَانَ فَلاَ تَصُومُوا ».
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ لاَ
نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ. وَمَعْنَى هَذَا
الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ مُفْطِرًا
فَإِذَا بَقِىَ مِنْ شَعْبَانَ شَىْءٌ أَخَذَ فِى الصَّوْمِ لِحَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ.
وَقَدْ رُوِىَ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَا يُشْبِهُ قَوْلَهُمْ
حَيْثُ قَالَ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَقَدَّمُوا شَهْرَ رَمَضَانَ بِصِيَامٍ
إِلاَّ أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ ». وَقَدْ دَلَّ
فِى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّمَا الْكَرَاهِيَةُ عَلَى مَنْ يَتَعَمَّدُ الصِّيَامَ لِحَالِ
رَمَضَانَ.
39 - باب مَا جَاءَ فِى لَيْلَةِ
النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ. (39)
744 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ
بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ
فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ فَقَالَ « أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ».
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ.
فَقَالَ « إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى
السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ ».
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ
هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ الْحَجَّاجِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يُضَعِّفُ هَذَا
الْحَدِيثَ وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ
وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
يحيف : يميل
40 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ الْمُحَرَّمِ. (40)
745 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ
رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
746 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ
سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَىُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِى أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ
رَمَضَانَ قَالَ لَهُ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَسْأَلُ عَنْ هَذَا إِلاَّ رَجُلاً
سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا قَاعِدٌ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَىُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِى أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ
رَمَضَانَ قَالَ « إِنْ كُنْتَ صَائِمًا بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ فَإِنَّهُ
شَهْرُ اللَّهِ فِيهِ يَوْمٌ تَابَ اللَّهُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ
عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
41 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ. (41)
747 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَطَلْقُ بْنُ
غَنَّامٍ عَنْ شَيْبَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَقَلَّمَا
كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَقَدِ اسْتَحَبَّ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ صِيَامَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ
وَإِنَّمَا يُكْرَهُ أَنْ يَصُومَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لاَ يَصُومُ قَبْلَهُ وَلاَ
بَعْدَهُ. قَالَ وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ هَذَا الْحَدِيثَ وَلَمْ
يَرْفَعْهُ.
42 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ . (42)
748 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَصُومُ
أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ أَنْ يَصُومَ قَبْلَهُ أَوْ يَصُومَ
بَعْدَهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَجَابِرٍ وَجُنَادَةَ الأَزْدِىِّ
وَجُوَيْرِيَةَ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَخْتَصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ
لاَ يَصُومُ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ. وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
43 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ. (43)
749 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ
يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ
أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَصُومُوا
يَوْمَ السَّبْتِ إِلاَّ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ
أَحَدُكُمْ إِلاَّ لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَمَعْنَى
كَرَاهَتِهِ فِى هَذَا أَنْ يَخُصَّ الرَّجُلُ يَوْمَ السَّبْتِ بِصِيَامٍ لأَنَّ
الْيَهُودَ تُعَظِّمُ يَوْمَ السَّبْتِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
اللحاء : القشرة
44 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ. (44)
750 - حَدَّثَنَا
أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ الْفَلاَّسُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
دَاوُدَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ رَبِيعَةَ
الْجُرَشِىِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
يَتَحَرَّى صَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ حَفْصَةَ وَأَبِى قَتَادَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ.
751 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ
قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ
السَّبْتَ وَالأَحَدَ وَالاِثْنَيْنِ وَمِنَ الشَّهْرِ الآخَرِ الثُّلاَثَاءَ
وَالأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِىٍّ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
752 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رِفَاعَةَ
عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ
أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ
فِى هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
45 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ. (45)
753 - حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرِيرِىُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَدُّويَهْ قَالاَ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ سَلْمَانَ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ
أَوْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ فَقَالَ
« إِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا صُمْ رَمَضَانَ وَالَّذِى يَلِيهِ وَكُلَّ
أَرْبِعَاءٍ وَخَمِيسٍ فَإِذًا أَنْتَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ وَأَفْطَرْتَ ».
وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِىِّ
حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
وَرَوَى بَعْضُهُمْ
عَنْ هَارُونَ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ.
46 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ صَوْمِ عَرَفَةَ. (46)
754 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِىِّ
عَنْ أَبِى قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « صِيَامُ
يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّى أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ
الَّتِى قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
أَبِى سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى قَتَادَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدِ اسْتَحَبَّ
أَهْلُ الْعِلْمِ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلاَّ بِعَرَفَةَ.
47 - باب كَرَاهِيَةِ
صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. (47)
755 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ
فَشَرِبَ. وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ
الْفَضْلِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ حَجَجْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- فَلَمْ يَصُمْهُ يَعْنِى يَوْمَ عَرَفَةَ وَمَعَ أَبِى بَكْرٍ فَلَمْ
يَصُمْهُ وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ
الإِفْطَارَ بِعَرَفَةَ لِيَتَقَوَّى بِهِ الرَّجُلُ عَلَى الدُّعَاءِ وَقَدْ
صَامَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ.
756 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ
فَقَالَ حَجَجْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يَصُمْهُ وَمَعَ
أَبِى بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ وَمَعَ عُثْمَانَ
فَلَمْ يَصُمْهُ. وَأَنَا لاَ أَصُومُهُ وَلاَ آمُرُ بِهِ وَلاَ أَنْهَى عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ
ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَأَبُو نَجِيحٍ
اسْمُهُ يَسَارٌ.
48 - باب مَا جَاءَ فِى
الْحَثِّ عَلَى صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. (48)
757 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ
الزِّمَّانِىِّ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
« صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّى أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ
الَّتِى قَبْلَهُ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَمُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِىٍّ وَسَلَمَةَ
بْنِ الأَكْوَعِ وَهِنْدِ بْنِ أَسْمَاءَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ
مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْخُزَاعِىِّ عَنْ
عَمِّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ذَكَرُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- أَنَّهُ حَثَّ عَلَى صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى لاَ نَعْلَمُ فِى شَىْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ قَالَ « صِيَامُ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ ». إِلاَّ فِى حَدِيثِ أَبِى قَتَادَةَ.
وَبِحَدِيثِ أَبِى
قَتَادَةَ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
49 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ فِى تَرْكِ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. (49)
758 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ
عَاشُورَاءُ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِى الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ
وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ هُوَ
الْفَرِيضَةَ وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ.
وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَجَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَمُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ
الْعِلْمِ عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ لاَ يَرَوْنَ صِيَامَ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَاجِبًا إِلاَّ مَنْ رَغِبَ فِى صِيَامِهِ لِمَا ذُكِرَ فِيهِ
مِنَ الْفَضْلِ.
50 - باب مَا جَاءَ
عَاشُورَاءُ أَىُّ يَوْمٍ هُوَ. (50)
759 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَاجِبِ بْنِ عُمَرَ
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ
مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى زَمْزَمَ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِى عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
أَىُّ يَوْمٍ هُوَ أَصُومُهُ فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ
فَاعْدُدْ ثُمَّ أَصْبِحْ مِنَ التَّاسِعِ صَائِمًا. قَالَ فَقُلْتُ أَهَكَذَا
كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ نَعَمْ.
760 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمَ
الْعَاشِرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَقَدِ اخْتَلَفَ
أَهْلُ الْعِلْمِ فِى يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَوْمُ التَّاسِعِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَوْمُ الْعَاشِرِ. وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ
قَالَ صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ. وَبِهَذَا
الْحَدِيثِ يَقُولُ الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
51 - باب مَا جَاءَ فِى
صِيَامِ الْعَشْرِ. (51)
761 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ
الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
صَائِمًا فِى الْعَشْرِ قَطُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ. وَرَوَى
الثَّوْرِىُّ وَغَيْرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يُرَ صَائِمًا فِى الْعَشْرِ. وَرَوَى
أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ.
وَلَمْ يَذْكُرْ
فِيهِ عَنِ الأَسْوَدِ. وَقَدِ اخْتَلَفُوا عَلَى مَنْصُورٍ فِى هَذَا الْحَدِيثِ
وَرِوَايَةُ الأَعْمَشِ أَصَحُّ وَأَوْصَلُ إِسْنَادًا.
قَالَ وَسَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ يَقُولُ سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ
الأَعْمَشُ أَحْفَظُ لإِسْنَادِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ مَنْصُورٍ.
52 - باب مَا جَاءَ فِى
الْعَمَلِ فِى أَيَّامِ الْعَشْرِ. (52)
762 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ هُوَ
الْبَطِينُ وَهُوَ ابْنُ عِمْرَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ أَيَّامٍ
الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ
الْعَشْرِ ». فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلٌ
خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَىْءٍ ». وَفِى
الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
غَرِيبٌ.
763 - حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ وَاصِلٍ عَنْ نَهَّاسِ
بْنِ قَهْمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى
اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِى الْحِجَّةِ يَعْدِلُ
صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا
بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ
نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مَسْعُودِ بْنِ وَاصِلٍ عَنِ النَّهَّاسِ. قَالَ
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ مِنْ غَيْرِ هَذَا
الْوَجْهِ مِثْلَ هَذَا. وَقَالَ قَدْ رُوِىَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً شَىْءٌ مِنْ هَذَا. وَقَدْ
تَكَلَّمَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فِى نَهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.
53 - باب مَا جَاءَ فِى
صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ. (53)
764 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ
عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ
فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ
وَثَوْبَانَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى أَيُّوبَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَقَدِ اسْتَحَبَّ
قَوْمٌ صِيَامَ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ هُوَ حَسَنٌ هُوَ مِثْلُ صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ
شَهْرٍ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيُرْوَى فِى بَعْضِ الْحَدِيثِ « وَيُلْحَقُ
هَذَا الصِّيَامُ بِرَمَضَانَ ». وَاخْتَارَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَنْ تَكُونَ سِتَّةَ أَيَّامٍ فِى
أَوَّلِ الشَّهْرِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ إِنْ صَامَ
سِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ مُتَفَرِّقًا فَهُوَ جَائِزٌ. قَالَ وَقَدْ رَوَى
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَسَعْدِ بْنِ
سَعِيدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- هَذَا. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعْدِ بْنِ
سَعِيدٍ هَذَا الْحَدِيثَ. وَسَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِىِّ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِى سَعْدِ بْنِ
سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ عَلِىٍّ الْجُعْفِىُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ أَبِى مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِىِّ
قَالَ كَانَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ صِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ
فَيَقُولُ وَاللَّهِ لَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ بِصِيَامِ هَذَا الشَّهْرِ عَنِ
السَّنَةِ كُلِّهَا.
54 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. (54)
765 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِى
الرَّبِيعِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ عَهِدَ إِلَىَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- ثَلاَثَةً أَنْ لاَ أَنَامَ إِلاَّ عَلَى وِتْرٍ وَصَوْمَ ثَلاَثَةِ
أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَأَنْ أُصَلِّىَ الضُّحَى.
766 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ
عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَامٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُوسَى بْنِ
طَلْحَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
فَصُمْ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ ». وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى قَتَادَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَقُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ
الْمُزَنِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى عَقْرَبٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ
وَعَائِشَةَ وَقَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِى
وَجَرِيرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى ذَرٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَقَدْ رُوِىَ فِى
بَعْضِ الْحَدِيثِ أَنَّ « مَنْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ كَانَ
كَمَنْ صَامَ الدَّهْرَ ».
767 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِى
عُثْمَانَ النَّهْدِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ
الدَّهْرِ ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِى كِتَابِهِ
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ). الْيَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ أَبِى شِمْرٍ وَأَبِى التَّيَّاحِ عَنْ أَبِى عُثْمَانَ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
768 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ
يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاذَةَ قَالَتْ قُلْتُ لِعَائِشَةَ أَكَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ قَالَتْ نَعَمْ. قُلْتُ
مِنْ أَيِّهِ كَانَ يَصُومُ قَالَتْ كَانَ لاَ يُبَالِى مِنْ أَيِّهِ صَامَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ وَيَزِيدُ الرِّشْكُ هُوَ
يَزِيدُ الضُّبَعِىُّ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَهُوَ الْقَسَّامُ
وَالرِّشْكُ هُوَ الْقَسَّامُ بِلُغَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
القسام : الذى يقسم
الأشياء بين الناس
55 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ الصَّوْمِ. (55)
769 - حَدَّثَنَا
عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْقَزَّازُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ
حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ رَبَّكُمْ
يَقُولُ كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ وَالصَّوْمُ
لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ وَلَخُلُوفُ فَمِ
الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ
جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّى صَائِمٌ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ مُعَاذِ
بْنِ جَبَلٍ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وَسَلاَمَةَ بْنِ
قَيْصَرٍ وَبَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ. وَاسْمُ بَشِيرٍ زَحْمُ بْنُ مَعْبَدٍ وَالْخَصَاصِيَةُ هِىَ أُمُّهُ. قَالَ
أَبُو عِيسَى وَحَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخلوف : تغير ريح
الفم
770 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِىُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ
سَعْدٍ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ فِى الْجَنَّةِ لَبَابًا يُدْعَى الرَّيَّانَ يُدْعَى
لَهُ الصَّائِمُونَ فَمَنْ كَانَ مِنَ الصَّائِمِينَ دَخَلَهُ وَمَنْ دَخَلَهُ
لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
غَرِيبٌ.
771 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى
صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ وَفَرْحَةٌ
حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى
وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
56 - باب مَا جَاءَ فِى
صَوْمِ الدَّهْرِ. (56)
772 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ أَبِى
قَتَادَةَ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ بِمَنْ صَامَ الدَّهْرَ قَالَ «
لاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ ». أَوْ « لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَأَبِى
مُوسَى. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى قَتَادَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ
كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ صِيَامَ الدَّهْرِ وَأَجَازَهُ قَوْمٌ
آخَرُونَ وَقَالُوا إِنَّمَا يَكُونُ صِيَامُ الدَّهْرِ إِذَا لَمْ يُفْطِرْ
يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَمَنْ أَفْطَرَ
هَذِهِ الأَيَّامَ فَقَدْ خَرَجَ مِنْ حَدِّ الْكَرَاهِيَةِ وَلاَ يَكُونُ قَدْ
صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ. هَكَذَا رُوِىَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ. وَقَالَ
أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ نَحْوًا مِنْ هَذَا وَقَالاَ لاَ يَجِبُ أَنْ يُفْطِرَ
أَيَّامًا غَيْرَ هَذِهِ الْخَمْسَةِ الأَيَّامِ الَّتِى نَهَى رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- عَنْهَا يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الأَضْحَى وَأَيَّامَ
التَّشْرِيقِ.
57 - باب مَا جَاءَ فِى
سَرْدِ الصَّوْمِ. (57)
773 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صِيَامِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَتْ كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ
قَدْ أَفْطَرَ. قَالَتْ وَمَا صَامَ رَسُولُ اللَّهُ -صلى الله عليه وسلم- شَهْرًا
كَامِلاً إِلاَّ رَمَضَانَ. وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
774 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ كَانَ يَصُومُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَرَى أَنَّهُ لاَ يُرِيدُ أَنْ
يُفْطِرَ مِنْهُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَرَى أَنَّهُ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ مِنْهُ
شَيْئًا وَكُنْتَ لاَ تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلاَّ
رَأَيْتَهُ مُصَلِّيًا وَلاَ نَائِمًا إِلاَّ رَأَيْتَهُ نَائِمًا. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
775 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ
عَنْ أَبِى الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَفْضَلُ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِى دَاوُدَ كَانَ
يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَلاَ يَفِرُّ إِذَا لاَقَى ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو الْعَبَّاسِ هُوَ الشَّاعِرُ
الْمَكِّىُّ الأَعْمَى وَاسْمُهُ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخَ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ أَفْضَلُ الصِّيَامِ أَنْ تَصُومَ يَوْمًا وَتُفْطِرَ يَوْمًا.
وَيُقَالُ هَذَا هُوَ
أَشَدُّ الصِّيَامِ.
58 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الصَّوْمِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ. (58)
776 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى عُبَيْدٍ مَوْلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِى
يَوْمِ النَّحْرِ بَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عَنْ صَوْمِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ
أَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ فَفِطْرُكُمْ مِنْ صَوْمِكُمْ وَعِيدٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا
يَوْمُ الأَضْحَى فَكُلُوا مِنْ لُحُومِ نُسُكِكُمْ. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَأَبُو عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ اسْمُهُ سَعْدٌ
وَيُقَالُ لَهُ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ أَيْضًا وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ هُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ.
777 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ نَهَى رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ صِيَامَيْنِ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ
الْفِطْرِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَعَلِىٍّ وَعَائِشَةَ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى هُوَ ابْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ
الْمَازِنِىُّ الْمَدَنِىُّ وَهُوَ ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ
وَشُعْبَةُ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ.
59 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الصَّوْمِ فِى أَيَّامِ التَّشْرِيقِ . (59)
778 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَىٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ
بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَوْمُ عَرَفَةَ
وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِىَ
أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَسَعْدٍ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ وَنُبَيْشَةَ وَبِشْرِ بْنِ سُحَيْمٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حُذَافَةَ وَأَنَسٍ وَحَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِىِّ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَعَائِشَةَ
وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى
وَحَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ
الصِّيَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ إِلاَّ أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ رَخَّصُوا لِلْمُتَمَتِّعِ إِذَا
لَمْ يَجِدْ هَدْيًا وَلَمْ يَصُمْ فِى الْعَشْرِ أَنْ يَصُومَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ.
وَبِهِ يَقُولُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
وَأَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ مُوسَى بْنُ عَلِىِّ بْنِ رَبَاحٍ وَأَهْلُ مِصْرَ
يَقُولُونَ مُوسَى بْنُ عُلَىٍّ. وَقَالَ سَمِعْتُ قُتَيْبَةُ يَقُولُ سَمِعْتُ اللَّيْثَ
بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ قَالَ مُوسَى بْنُ عَلِىٍّ لاَ أَجْعَلُ أَحَدًا فِى حِلٍّ
صَغَّرَ اسْمَ أَبِى.
60 - باب كَرَاهِيَةِ
الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ. (60)
779 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ النَّيْسَابُورِىُّ وَمَحْمُودُ
بْنُ غَيْلاَنَ وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالُوا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ قَارِظٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَسَعْدٍ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَثَوْبَانَ
وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَعَائِشَةَ وَمَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ وَيُقَالُ ابْنُ
يَسَارٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى مُوسَى وَبِلاَلٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى وَحَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَذُكِرَ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ أَنَّهُ قَالَ أَصَحُّ شَىْءٍ فِى هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ
رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. وَذُكِرَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ
أَصَحُّ شَىْءٍ فِى هَذَا الْبَابِ حَدِيثُ ثَوْبَانَ وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ
لأَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِى كَثِيرٍ رَوَى عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ الْحَدِيثَيْنِ
جَمِيعًا حَدِيثَ ثَوْبَانَ وَحَدِيثَ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ. وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمُ
الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ حَتَّى أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- احْتَجَمَ بِاللَّيْلِ مِنْهُمْ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِىُّ وَابْنُ عُمَرَ
وَبِهَذَا يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. قَالَ أَبُو عِيسَى سَمِعْتُ إِسْحَاقَ
بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ مَنِ احْتَجَمَ
وَهُوَ صَائِمٌ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ
مَنْصُورٍ وَهَكَذَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ
أَبُو عِيسَى وَأَخْبَرَنِى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِىُّ قَالَ
قَالَ الشَّافِعِىُّ قَدْ رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ وَرُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ ».
وَلاَ أَعْلَمُ وَاحِدًا مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ ثَابِتًا وَلَوْ تَوَقَّى
رَجُلٌ الْحِجَامَةَ وَهُوَ صَائِمٌ كَانَ أَحَبَّ إِلَىَّ وَلَوِ احْتَجَمَ
صَائِمٌ لَمْ أَرَ ذَلِكَ أَنْ يُفْطِرَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا كَانَ
قَوْلُ الشَّافِعِىِّ بِبَغْدَادَ وَأَمَّا بِمِصْرَ فَمَالَ إِلَى الرُّخْصَةِ
وَلَمْ يَرَ بِالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا وَاحْتَجَّ بِأَنَّ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ.
61 - باب مَا جَاءَ مِنَ
الرُّخْصَةِ فِى ذَلِكَ. (61)
780 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ احْتَجَمَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَهَكَذَا رَوَى
وُهَيْبٌ نَحْوَ رِوَايَةِ عَبْدِ الْوَارِثِ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلاً وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ.
781 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأَنْصَارِىُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ
وَهُوَ صَائِمٌ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
782 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ يَزِيدَ
بْنِ أَبِى زِيَادٍ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- احْتَجَمَ فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ مُحْرِمٌ
صَائِمٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَجَابِرٍ
وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ
ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَرَوْا بِالْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ
بَأْسًا. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
وَالشَّافِعِىِّ.
62 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْوِصَالِ لِلصَّائِمِ. (62)
783 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَخَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تُوَاصِلُوا ». قَالُوا فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِنِّى
لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ إِنَّ رَبِّى يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِى ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ
وَجَابِرٍ وَأَبِى سَعِيدٍ وَبَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ كَرِهُوا الْوِصَالَ فِى الصِّيَامِ. وَرُوِىَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ كَانَ يُوَاصِلُ الأَيَّامَ وَلاَ
يُفْطِرُ.
63 - باب مَا جَاءَ فِى
الْجُنُبِ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ يُرِيدُ الصَّوْمَ. (63)
784 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَتْنِى عَائِشَةُ
وَأُمُّ سَلَمَةَ زَوْجَا النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- كَانَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ
يَغْتَسِلُ فَيَصُومُ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ وَالشَّافِعِىِّ
وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ مِنَ التَّابِعِينَ إِذَا أَصْبَحَ
جُنُبًا يَقْضِى ذَلِكَ الْيَوْمَ.
وَالْقَوْلُ
الأَوَّلُ أَصَحُّ.
64 - باب مَا جَاءَ فِى
إِجَابَةِ الصَّائِمِ الدَّعْوَةَ. (64)
785 - حَدَّثَنَا
أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ فَلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ صَائِمًا
فَلْيُصَلِّ ». يَعْنِى الدُّعَاءَ.
786 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ
إِنِّى صَائِمٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَكِلاَ الْحَدِيثَيْنِ فِى هَذَا الْبَابِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
65 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ صَوْمِ الْمَرْأَةِ إِلاَّ بِإِذْنِ زَوْجِهَا. (65)
787 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَنَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ
يَوْمًا مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِى
الزِّنَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِى عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
66 - باب مَا جَاءَ فِى
تَأْخِيرِ قَضَاءِ رَمَضَانَ. (66)
788 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّىِّ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ الْبَهِىِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا كُنْتُ أَقْضِى مَا يَكُونُ
عَلَىَّ مِنْ رَمَضَانَ إِلاَّ فِى شَعْبَانَ حَتَّى تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ
وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىُّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ
عَائِشَةَ نَحْوَ هَذَا.
67 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ الصَّائِمِ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ. (67)
789 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ لَيْلَى
عَنْ مَوْلاَتِهَا عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الصَّائِمُ إِذَا
أَكَلَ عِنْدَهُ الْمَفَاطِيرُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ لَيْلَى
عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ.
790 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ
حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ مَوْلاَةً لَنَا يُقَالُ لَهَا لَيْلَى
تُحَدِّثُ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ طَعَامًا
فَقَالَ « كُلِى ». فَقَالَتْ إِنِّى صَائِمَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « إِنَّ الصَّائِمَ تُصَلِّى عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ إِذَا
أُكِلَ عِنْدَهُ حَتَّى يَفْرُغُوا ». وَرُبَّمَا قَالَ « حَتَّى يَشْبَعُوا ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ
شَرِيكٍ.
791 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مَوْلاَةٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهَا لَيْلَى عَنْ
جَدَّتِهِ أُمِّ عُمَارَةَ بِنْتِ كَعْبٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ « حَتَّى يَفْرُغُوا أَوْ يَشْبَعُوا ». قَالَ
أَبُو عِيسَى وَأُمُّ عُمَارَةَ هِىَ جَدَّةُ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ الأَنْصَارِىِّ.
68 - باب مَا جَاءَ فِى
قَضَاءِ الْحَائِضِ الصِّيَامَ دُونَ الصَّلاَةِ . (68)
792 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّا نَحِيضُ عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ نَطْهُرُ فَيَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ
الصِّيَامِ وَلاَ يَأْمُرُنَا بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ مُعَاذَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَيْضًا.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ نَعْلَمُ بَيْنَهُمُ اخْتِلاَفًا
أَنَّ الْحَائِضَ تَقْضِى الصِّيَامَ وَلاَ تَقْضِى الصَّلاَةَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَعُبَيْدَةُ هُوَ ابْنُ مُعَتِّبٍ الضَّبِّىُّ الْكُوفِىُّ يُكْنَى أَبَا
عَبْدِ الْكَرِيمِ.
69 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ مُبَالَغَةِ الاِسْتِنْشَاقِ لِلصَّائِمِ. (69)
793 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْبَغْدَادِىُّ الْوَرَّاقُ وَأَبُو
عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
حَدَّثَنِى إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ لَقِيطِ بْنِ
صَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِى عَنِ
الْوُضُوءِ. قَالَ « أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ وَبَالِغْ
فِى الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ كَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ السَّعُوطَ لِلصَّائِمِ
وَرَأَوْا أَنَّ ذَلِكَ يُفْطِرُهُ وَفِى الْحَدِيثِ مَا يُقَوِّى قَوْلَهُمْ.
__________
معانى بعض الكلمات :
السعوط : دواء يوضع
فى الأنف
70 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَلاَ يَصُومُ إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ. (70)
794 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ وَاقِدٍ
الْكُوفِىُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ نَزَلَ عَلَى قَوْمٍ فَلاَ
يَصُومَنَّ تَطَوُّعًا إِلاَّ بِإِذْنِهِمْ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
مُنْكَرٌ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا مِنَ الثِّقَاتِ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَقَدْ رَوَى مُوسَى بْنُ دَاوُدَ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الْمَدِينِىِّ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- نَحْوًا مِنْ هَذَا. قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ
أَيْضًا. وَأَبُو بَكْرٍ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَبُو بَكْرٍ
الْمَدَنِىُّ الَّذِى رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ اسْمُهُ الْفَضْلُ
بْنُ مُبَشِّرٍ وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ هَذَا وَأَقْدَمُ.
71 - باب مَا جَاءَ فِى
الاِعْتِكَافِ. (71)
795 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ
عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
وَعُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ
يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَبِى لَيْلَى وَأَبِى سَعِيدٍ
وَأَنَسٍ وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ
وَعَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
796 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا أَرَادَ
أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ فِى مُعْتَكَفِهِ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. رَوَاهُ مَالِكٌ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ مُرْسَلاً. وَرَوَاهُ
الأَوْزَاعِىُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ
بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَعْتَكِفَ
صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ فِى مُعْتَكَفِهِ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَعْتَكِفَ فَلْتَغِبْ لَهُ الشَّمْسُ مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِى يُرِيدُ أَنْ
يَعْتَكِفَ فِيهَا مِنَ الْغَدِ وَقَدْ قَعَدَ فِى مُعْتَكَفِهِ.
وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
72 - باب مَا جَاءَ فِى
لَيْلَةِ الْقَدْرِ. (72)
797 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُجَاوِرُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ
وَيَقُولُ « تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ
رَمَضَانَ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَأُبَىٍّ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ
وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عُمَرَ وَالْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ
وَأَنَسٍ وَأَبِى سَعِيدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ وَأَبِى بَكْرَةَ
وَابْنِ عَبَّاسٍ وَبِلاَلٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَوْلُهَا يُجَاوِرُ يَعْنِى يَعْتَكِفُ.
وَأَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «
الْتَمِسُوهَا فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِى كُلِّ وِتْرٍ ». وَرُوِىَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا لَيْلَةُ
إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسٍ وَعِشْرِينَ
وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَتِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَآخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى قَالَ الشَّافِعِىُّ كَأَنَّ هَذَا عِنْدِى وَاللَّهُ أَعْلَمُ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُجِيبُ عَلَى نَحْوِ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يُقَالُ
لَهُ نَلْتَمِسُهَا فِى لَيْلَةِ كَذَا فَيَقُولُ الْتَمِسُوهَا فِى لَيْلَةِ
كَذَا. قَالَ الشَّافِعِىُّ وَأَقْوَى الرِّوَايَاتِ عِنْدِى فِيهَا لَيْلَةُ
إِحْدَى وَعِشْرِينَ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ
أَنَّهُ كَانَ يَحْلِفُ أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.
وَيَقُولُ
أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَلاَمَتِهَا فَعَدَدْنَا
وَحَفِظْنَا. وَرُوِىَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ أَنَّهُ قَالَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ
تَنْتَقِلُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ
بِهَذَا.
__________
معانى بعض الكلمات :
يجاور : يعتكف
798 - حَدَّثَنَا
وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ
عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قُلْتُ لأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّى عَلِمْتَ أَبَا
الْمُنْذِرِ أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ قَالَ بَلَى أَخْبَرَنَا
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّهَا لَيْلَةٌ صَبِيحَتُهَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ
». فَعَدَدْنَا وَحَفِظْنَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهَا فِى
رَمَضَانَ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ
يُخْبِرَكُمْ فَتَتَّكِلُوا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
799 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ ذُكِرَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ
عِنْدَ أَبِى بَكْرَةَ فَقَالَ مَا أَنَا بِمُلْتَمِسِهَا لِشَىْءٍ سَمِعْتُهُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ
فَإِنِّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ « الْتَمِسُوهَا فِى تِسْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ فِى
سَبْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ فِى خَمْسٍ يَبْقَيْنَ أَوْ فِى ثَلاَثٍ أَوْ آخِرِ
لَيْلَةٍ ». قَالَ وَكَانَ أَبُو بَكْرَةَ يُصَلِّى فِى الْعِشْرِينَ مِنْ
رَمَضَانَ كَصَلاَتِهِ فِى سَائِرِ السَّنَةِ فَإِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ اجْتَهَدَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
73 - باب مِنْهُ. (73)
800 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ عَنْ عَلِىٍّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
801 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَجْتَهِدُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ
يَجْتَهِدُ فِى غَيْرِهَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
74 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّوْمِ فِى الشِّتَاءِ. (74)
802 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِى الشِّتَاءِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ. عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ لَمْ يُدْرِكِ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- وَهُوَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ الْقُرَشِىِّ الَّذِى
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِىُّ.
75 - باب مَا جَاءَ
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ). (75)
803 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ
الأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (وَعَلَى
الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا
أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِىَ حَتَّى نَزَلَتِ الآيَةُ الَّتِى بَعْدَهَا
فَنَسَخَتْهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
وَيَزِيدُ هُوَ ابْنُ أَبِى عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ.
76 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ أَكَلَ ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ سَفَرًا. (76)
804 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ
أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فِى رَمَضَانَ وَهُوَ يُرِيدُ سَفَرًا وَقَدْ
رُحِلَتْ لَهُ رَاحِلَتُهُ وَلَبِسَ ثِيَابَ السَّفَرِ فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلَ
فَقُلْتُ لَهُ سُنَّةٌ قَالَ سُنَّةٌ. ثُمَّ رَكِبَ.
805 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ فِى رَمَضَانَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ ابْنُ أَبِى كَثِيرٍ هُوَ
مَدِينِىٌّ ثِقَةٌ وَهُوَ أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ ابْنُ نَجِيحٍ وَالِدُ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْمَدِينِىِّ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُضَعِّفُهُ.
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَقَالُوا لِلْمُسَافِرِ أَنْ يُفْطِرَ
فِى بَيْتِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَقْصُرَ الصَّلاَةَ حَتَّى
يَخْرُجَ مِنْ جِدَارِ الْمَدِينَةِ أَوِ الْقَرْيَةِ. وَهُوَ قَوْلُ إِسْحَاقَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِىِّ.
77 - باب مَا جَاءَ فِى
تُحْفَةِ الصَّائِمِ. (77)
806 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَأْمُونٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ « تُحْفَةُ الصَّائِمِ الدُّهْنُ وَالْمِجْمَرُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ
حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ. وَسَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ يُضَعَّفُ وَيُقَالُ عُمَيْرُ
بْنُ مَأْمُومٍ أَيْضًا.
__________
معانى بعض الكلمات :
المجمر : الذى يوضع
فيه النار للبخور
78 - باب مَا جَاءَ فِى
الْفِطْرِ وَالأَضْحَى مَتَى يَكُونُ (78)
807 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « الْفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ وَالأَضْحَى يَوْمَ
يُضَحِّى النَّاسُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى سَأَلْتُ مُحَمَّدًا قُلْتُ لَهُ
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ قَالَ نَعَمْ يَقُولُ فِى
حَدِيثِهِ سَمِعْتُ عَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
79 - باب مَا جَاءَ فِى
الاِعْتِكَافِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ. (79)
808 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا
حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- يَعْتَكِفُ فِى الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَلَمْ
يَعْتَكِفْ عَامًا فَلَمَّا كَانَ فِى الْعَامِ الْمُقْبِلِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الْمُعْتَكِفِ إِذَا قَطَعَ
اعْتِكَافَهُ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّهُ عَلَى مَا نَوَى فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ إِذَا نَقَضَ اعْتِكَافَهُ وَجَبَ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ. وَاحْتَجُّوا بِالْحَدِيثِ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنِ اعْتِكَافِهِ فَاعْتَكَفَ
عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ. وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ نَذْرُ اعْتِكَافٍ أَوْ
شَىْءٌ أَوْجَبَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ مُتَطَوِّعًا فَخَرَجَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ
أَنْ يَقْضِىَ إِلاَّ أَنْ يُحِبَّ ذَلِكَ اخْتِيَارًا مِنْهُ وَلاَ يَجِبُ ذَلِكَ
عَلَيْهِ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
قَالَ الشَّافِعِىُّ
فَكُلُّ عَمَلٍ لَكَ أَنْ لاَ تَدْخُلَ فِيهِ فَإِذَا دَخَلْتَ فِيهِ فَخَرَجْتَ
مِنْهُ فَلَيْسَ عَلَيْكَ أَنْ تَقْضِىَ إِلاَّ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ. وَفِى
الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
80 - باب الْمُعْتَكِفُ
يَخْرُجُ لِحَاجَتِهِ أَمْ لاَ. (80)
809 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَنِىُّ قِرَاءَةً عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اعْتَكَفَ أَدْنَى إِلَىَّ رَأْسَهُ
فَأُرَجِّلُهُ وَكَانَ لاَ يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلاَّ لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ
عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ
عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَالصَّحِيحُ عَنْ عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
أرجل : أسرح الشعر
وأنظفه وأحسنه
810 - حَدَّثَنَا
بِذَلِكَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ
عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ
الْعِلْمِ إِذَا اعْتَكَفَ الرَّجُلُ أَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنِ اعْتِكَافِهِ إِلاَّ
لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ وَاجْتَمَعُوا عَلَى هَذَا أَنَّهُ يَخْرُجُ لِقَضَاءِ
حَاجَتِهِ لِلْغَائِطِ وَالْبَوْلِ. ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى
عِيَادَةِ الْمَرِيضِ وَشُهُودِ الْجُمُعَةِ وَالْجَنَازَةِ لِلْمُعْتَكِفِ
فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
أَنْ يَعُودَ الْمَرِيضَ وَيُشَيِّعَ الْجَنَازَةَ وَيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ إِذَا
اشْتَرَطَ ذَلِكَ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا مِنْ هَذَا وَرَأَوْا
لِلْمُعْتَكِفِ إِذَا كَانَ فِى مِصْرٍ يُجَمَّعُ فِيهِ أَنْ لاَ يَعْتَكِفَ
إِلاَّ فِى مَسْجِدِ الْجَامِعِ لأَنَّهُمْ كَرِهُوا الْخُرُوجَ لَهُ مِنْ
مُعْتَكَفِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَلَمْ يَرَوْا لَهُ أَنْ يَتْرُكَ الْجُمُعَةَ
فَقَالُوا لاَ يَعْتَكِفُ إِلاَّ فِى مَسْجِدِ الْجَامِعِ حَتَّى لاَ يَحْتَاجُ
إِلَى أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مُعْتَكَفِهِ لِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةِ الإِنْسَانِ لأَنَّ
خُرُوجَهُ لِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةِ الإِنْسَانِ قَطْعٌ عِنْدَهُمْ لِلاِعْتِكَافِ.
وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَالشَّافِعِىِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ لاَ يَعُودُ الْمَرِيضَ
وَلاَ يَتْبَعُ الْجَنَازَةَ عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ. وَقَالَ إِسْحَاقُ إِنِ
اشْتَرَطَ ذَلِكَ فَلَهُ أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ وَيَعُودَ الْمَرِيضَ.
81 - باب مَا جَاءَ فِى
قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ. (81)
811 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِىِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ
نُفَيْرٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ صُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِىَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ فَقَامَ بِنَا
حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا فِى السَّادِسَةِ وَقَامَ
بِنَا فِى الْخَامِسَةِ حَتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ فَقُلْنَا لَهُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ لَوْ نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ فَقَالَ «
إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ
». ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتَّى بَقِىَ ثَلاَثٌ مِنَ الشَّهْرِ وَصَلَّى بِنَا
فِى الثَّالِثَةِ وَدَعَا أَهْلَهُ وَنِسَاءَهُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا
الْفَلاَحَ. قُلْتُ لَهُ وَمَا الْفَلاَحُ قَالَ السُّحُورُ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ
الْعِلْمِ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ فَرَأَى بَعْضُهُمْ أَنْ يُصَلِّىَ إِحْدَى
وَأَرْبَعِينَ رَكْعَةً مَعَ الْوِتْرِ . وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَهُمْ بِالْمَدِينَةِ. وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا رُوِىَ عَنْ
عُمَرَ وَعَلِىٍّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عِشْرِينَ
رَكْعَةً. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ
وَالشَّافِعِىِّ.
وَقَالَ
الشَّافِعِىُّ وَهَكَذَا أَدْرَكْتُ بِبَلَدِنَا بِمَكَّةَ يُصَلُّونَ عِشْرِينَ
رَكْعَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ رُوِىَ فِى هَذَا أَلْوَانٌ. وَلَمْ يَقْضِ فِيهِ
بِشَىْءٍ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بَلْ نَخْتَارُ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ رَكْعَةً
عَلَى مَا رُوِىَ عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ. وَاخْتَارَ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ الصَّلاَةَ مَعَ الإِمَامِ فِى شَهْرِ رَمَضَانَ. وَاخْتَارَ
الشَّافِعِىُّ أَنْ يُصَلِّىَ الرَّجُلُ وَحْدَهُ إِذَا كَانَ قَارِئًا. وَفِى
الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
82 - باب مَا جَاءَ فِى فَضْلِ
مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا. (82)
812 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ
مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
83 - باب التَّرْغِيبِ فِى
قِيَامِ رَمَضَانَ وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الْفَضْلِ. (83)
813 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُرَغِّبُ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ
يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ وَيَقُولُ « مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». فَتُوُفِّىَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ
كَذَلِكَ فِى خِلاَفَةِ أَبِى بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ عَلَى ذَلِكَ. وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ أَيْضًا عَنِ الزُّهْرِىِّ
عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
ے
5 - الحج
1 - باب مَا جَاءَ فِى
حُرْمَةِ مَكَّةَ. (1)
814 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْعَدَوِىِّ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ
سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ ائْذَنْ لِى أَيُّهَا الأَمِيرُ
أُحَدِّثْكَ قَوْلاً قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْغَدَ
مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ سَمِعَتْهُ أُذُنَاىَ وَوَعَاهُ قَلْبِى وَأَبْصَرَتْهُ
عَيْنَاىَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ أَنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ
قَالَ « إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ وَلاَ
يَحِلُّ لاِمْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ فِيهَا
دَمًا أَوْ يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيهَا فَقُولُوا لَهُ إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ
لِرَسُولِهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ يَأْذَنْ لَكَ وَإِنَّمَا أَذِنَ لِى
فِيهِ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ
كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ». فَقِيلَ لأَبِى
شُرَيْحٍ مَا قَالَ لَكَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ
بِذَلِكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ إِنَّ الْحَرَمَ لاَ يُعِيذُ عَاصِيًا وَلاَ فَارًّا
بِدَمٍ وَلاَ فَارًّا بِخَرْبَةٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
وَيُرْوَى وَلاَ فَارًّا بِخِزْيَةٍ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى شُرَيْحٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِىُّ
اسْمُهُ خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ الْعَدَوِىُّ وَهُوَ الْكَعْبِىُّ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ « وَلاَ فَارًّا بِخَرْبَةٍ » يَعْنِى الْجِنَايَةَ يَقُولُ
مَنْ جَنَى جِنَايَةً أَوْ أَصَابَ دَمًا ثُمَّ لَجَأَ إِلَى الْحَرَمِ فَإِنَّهُ
يُقَامُ عَلَيْهِ الْحَدُّ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخربة : العيب
والمراد الذى يفر إلى الحرم وقد فعل ما لا يجيزه الشرع
الخزية : الجريمة
التى يستحيا منها
يعضد : يقطع
2 - باب مَا جَاءَ فِى
ثَوَابِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ. (2)
815 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو
خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ
وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عُمَرَ وَعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حُبْشِىٍّ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ
مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ.
816 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى
حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَأَبُو حَازِمٍ كُوفِىٌّ وَهُوَ الأَشْجَعِىُّ وَاسْمُهُ سَلْمَانُ مَوْلَى
عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ.
3 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّغْلِيظِ فِى تَرْكِ الْحَجِّ. (3)
817 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقُطَعِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ
عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِىِّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ
عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ
فَلاَ عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ
يَقُولُ فِى كِتَابِهِ (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً) ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ
إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَفِى إِسْنَادِهِ مَقَالٌ. وَهِلاَلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ مَجْهُولٌ وَالْحَارِثُ يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. 812
4 - باب مَا جَاءَ فِى
إِيجَابِ الْحَجِّ بِالزَّادِ وَالرَّاحِلَةِ. (4)
818 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُوجِبُ
الْحَجَّ قَالَ « الزَّادُ وَالرَّاحِلَةُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا
مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً وَجَبَ عَلَيْهِ الْحَجُّ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ
هُوَ الْخُوزِىُّ الْمَكِّىُّ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
قِبَلِ حِفْظِهِ.
5 - باب مَا جَاءَ كَمْ
فُرِضَ الْحَجُّ (5)
819 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ
عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى الْبَخْتَرِىِّ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى
طَالِبٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِى كُلِّ عَامٍ فَسَكَتَ. فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِى كُلِّ عَامٍ قَالَ « لاَ وَلَوْ قُلْتُ
نَعَمْ لَوَجَبَتْ ». فَأَنْزَلَ اللَّهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ
تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ). قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَاسْمُ
أَبِى الْبَخْتَرِىِّ سَعِيدُ بْنُ أَبِى عِمْرَانَ وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ.
6 - باب مَا جَاءَ كَمْ
حَجَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- (6)
820 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ
عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- حَجَّ ثَلاَثَ حِجَجٍ
حَجَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَحَجَّةً بَعْدَ مَا هَاجَرَ وَمَعَهَا
عُمْرَةٌ فَسَاقَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً وَجَاءَ عَلِىٌّ مِنَ الْيَمَنِ
بِبَقِيَّتِهَا فِيهَا جَمَلٌ لأَبِى جَهْلٍ فِى أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ
فَنَحَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ فَطُبِخَتْ وَشَرِبَ مِنْ
مَرَقِهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ لاَ
نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ. وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ فِى كُتُبِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِى زِيَادٍ. قَالَ وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا فَلَمْ يَعْرِفْهُ
مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِىِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَأَيْتُهُ لاَ يَعُدُّ هَذَا الْحَدِيثَ
مَحْفُوظًا. وَقَالَ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ الثَّوْرِىِّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ
عَنْ مُجَاهِدٍ مُرْسَلاً.
__________
معانى بعض الكلمات :
البُرَة : الحلقة
821 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ كَمْ حَجَّ النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- قَالَ حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ وَاعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ
عُمْرَةٌ فِى ذِى الْقَعْدَةِ وَعُمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةٌ مَعَ
حَجَّتِهِ وَعُمْرَةُ الْجِعِرَّانَةِ إِذْ قَسَّمَ غَنِيمَةَ حُنَيْنٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَحَبَّانُ بْنُ
هِلاَلٍ هُوَ أَبُو حَبِيبٍ الْبَصْرِىُّ هُوَ جَلِيلٌ ثِقَةٌ وَثَّقَهُ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
7 - باب مَا جَاءَ كَمِ
اعْتَمَرَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- (7)
822 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةَ
الثَّانِيَةِ مِنْ قَابِلٍ وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ فِى ذِى الْقَعْدَةِ وَعُمْرَةَ
الثَّالِثَةِ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ وَالرَّابِعَةِ الَّتِى مَعَ حَجَّتِهِ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
823 - وَرَوَى
ابْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ. وَلَمْ
يَذْكُرْ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
8 - باب مَا جَاءَ مِنْ
أَىِّ مَوْضِعٍ أَحْرَمَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. (8)
824 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا أَرَادَ النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- الْحَجَّ أَذَّنَ فِى النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا فَلَمَّا أَتَى
الْبَيْدَاءَ أَحْرَمَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
825 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
الْبَيْدَاءُ الَّتِى يَكْذِبُونَ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- وَاللَّهِ مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ مِنْ
عِنْدِ الْمَسْجِدِ مِنْ عِنْدِ الشَّجَرَةِ. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
9 - باب مَا جَاءَ مَتَى
أَحْرَمَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- (9)
826 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ خُصَيْفٍ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- أَهَلَّ فِى دُبُرِ الصَّلاَةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُ
أَحَدًا رَوَاهُ غَيْرَ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ حَرْبٍ. وَهُوَ الَّذِى يَسْتَحِبُّهُ
أَهْلُ الْعِلْمِ أَنْ يُحْرِمَ الرَّجُلُ فِى دُبُرِ الصَّلاَةِ.
10 - باب مَا جَاءَ فِى
إِفْرَادِ الْحَجِّ. (10)
827 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُصْعَبٍ قِرَاءَةً عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- أَفْرَدَ الْحَجَّ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
828 - وَرُوِىَ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَفْرَدَ الْحَجَّ
وَأَفْرَدَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ.
حَدَّثَنَا بِذَلِكَ
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِهَذَا.
قَالَ أَبُو عِيسَى
وَقَالَ الثَّوْرِىُّ إِنْ أَفْرَدْتَ الْحَجَّ فَحَسَنٌ وَإِنْ قَرَنْتَ فَحَسَنٌ
وَإِنْ تَمَتَّعْتَ فَحَسَنٌ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ مِثْلَهُ. وَقَالَ أَحَبُّ
إِلَيْنَا الإِفْرَادُ ثُمَّ التَّمَتُّعُ ثُمَّ الْقِرَانُ.
11 - باب مَا جَاءَ فِى
الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ. (11)
829 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَعِمْرَانَ
بْنِ حُصَيْنٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ
ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا. وَاخْتَارُوهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَغَيْرِهِمْ.
12 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّمَتُّعِ. (12)
830 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تَمَتَّعَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَأَوَّلُ مَنْ
نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ.
831 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِى
وَقَّاصٍ وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ وَهُمَا يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ
بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ لاَ يَصْنَعُ
ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللَّهِ. فَقَالَ سَعْدٌ بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا
ابْنَ أَخِى. فَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ. فَقَالَ سَعْدٌ قَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
832 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِى يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ
حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
وَهُوَ يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ
إِلَى الْحَجِّ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ هِىَ حَلاَلٌ. فَقَالَ
الشَّامِىُّ إِنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْهَا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِى نَهَى عَنْهَا وَصَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- أَأَمْرَ أَبِى نَتَّبِعُ أَمْ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- فَقَالَ الرَّجُلُ بَلْ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم-.
فَقَالَ لَقَدْ
صَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَعُثْمَانَ وَجَابِرٍ وَسَعْدٍ
وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ وَابْنِ عُمَرَ. وَقَدِ اخْتَارَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمُ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ. وَالتَّمَتُّعُ
أَنْ يَدْخُلَ الرَّجُلُ بِعُمْرَةٍ فِى أَشْهُرِ الْحَجِّ ثُمَّ يُقِيمَ حَتَّى
يَحُجَّ فَهُوَ مُتَمَتِّعٌ وَعَلَيْهِ دَمٌ مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ
فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فِى الْحَجِّ وَسَبْعَةً إِذَا
رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ وَيُسْتَحَبُّ لِلْمُتَمَتِّعِ إِذَا صَامَ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ فِى الْحَجِّ أَنْ يَصُومَ فِى الْعَشْرِ وَيَكُونَ آخِرُهَا يَوْمَ
عَرَفَةَ فَإِنْ لَمْ يَصُمْ فِى الْعَشْرِ صَامَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فِى
قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
مِنْهُمُ ابْنُ عُمَرَ وَعَائِشَةُ وَبِهِ يَقُولُ مَالِكٌ وَالشَّافِعِىُّ
وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ يَصُومُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ. وَهُوَ
قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَأَهْلُ الْحَدِيثِ يَخْتَارُونَ
التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ فِى الْحَجِّ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ.
13 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّلْبِيَةِ. (13)
833 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ تَلْبِيَةَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
كَانَتْ « لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ
إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ. قَالَ الشَّافِعِىُّ وَإِنْ زَادَ فِى التَّلْبِيَةِ شَيْئًا مِنْ
تَعْظِيمِ اللَّهِ فَلاَ بَأْسَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَأَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ
يَقْتَصِرَ عَلَى تَلْبِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ
الشَّافِعِىُّ وَإِنَّمَا قُلْنَا لاَ بَأْسَ بِزِيَادَةِ تَعْظِيمِ اللَّهِ
فِيهَا لِمَا جَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ حَفِظَ التَّلْبِيَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ زَادَ ابْنُ عُمَرَ فِى تَلْبِيَتِهِ مِنْ قِبَلِهِ
لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ.
834 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ أَهَلَّ
فَانْطَلَقَ يُهِلُّ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لاَ
شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لاَ
شَرِيكَ لَكَ. قَالَ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ هَذِهِ
تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَكَانَ يَزِيدُ مِنْ عِنْدِهِ فِى أَثَرِ تَلْبِيَةِ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ
وَالْخَيْرُ فِى يَدَيْكَ لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ . قَالَ
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
14 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ التَّلْبِيَةِ وَالنَّحْرِ. (14)
835 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِى فُدَيْكٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ
أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ أَىُّ
الْحَجِّ أَفْضَلُ قَالَ « الْعَجُّ وَالثَّجُّ ».
__________
معانى بعض الكلمات :
الثج : سيلان دم
الهدى والأضاحى
العج : رفع الصوت
بالتلبية
836 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ
عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُلَبِّى إِلاَّ لَبَّى مَنْ عَنْ يَمِينِهِ
أَوْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ مَدَرٍ حَتَّى تَنْقَطِعَ
الأَرْضُ مِنْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا ».
__________
معانى بعض الكلمات :
المدَر : الطين
اليابس جمع مدرة
837 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِىُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ
أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ. قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى بَكْرٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ
لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِى فُدَيْكٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ
عُثْمَانَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَرْبُوعٍ وَقَدْ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ أَبِيهِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.
وَرَوَى أَبُو
نُعَيْمٍ الطَّحَّانُ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِى
فُدَيْكٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وَأَخْطَأَ فِيهِ ضِرَارٌ.
قَالَ أَبُو عِيسَى سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ مَنْ قَالَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنِ
ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ أَبِيهِ فَقَدْ أَخْطَأَ. قَالَ
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ وَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ ضِرَارِ بْنِ صُرَدٍ عَنِ
ابْنِ أَبِى فُدَيْكٍ فَقَالَ هُوَ خَطَأٌ. فَقُلْتُ قَدْ رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنِ
ابْنِ أَبِى فُدَيْكٍ أَيْضًا مِثْلَ رِوَايَتِهِ. فَقَالَ لاَ شَىْءَ إِنَّمَا رَوَوْهُ
عَنِ ابْنِ أَبِى فُدَيْكٍ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ. وَرَأَيْتُهُ يُضَعِّفُ ضِرَارَ بْنَ صُرَدٍ. وَالْعَجُّ
هُوَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ. وَالثَّجُّ هُوَ نَحْرُ الْبُدْنِ.
15 - باب مَا جَاءَ فِى
رَفْعِ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ. (15)
838 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِى بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
هِشَامٍ عَنْ خَلاَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ خَلاَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَتَانِى جِبْرِيلُ فَأَمَرَنِى أَنْ
آمُرَ أَصْحَابِى أَنْ يَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالإِهْلاَلِ وَالتَّلْبِيَةِ ».
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ
عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ خَلاَّدٍ عَنْ أَبِيهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ خَلاَّدِ بْنِ السَّائِبِ
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَلاَ يَصِحُّ وَالصَّحِيحُ
هُوَ عَنْ خَلاَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ. وَهُوَ خَلاَّدُ بْنُ
السَّائِبِ بْنِ خَلاَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِىُّ.
16 - باب مَا جَاءَ فِى
الاِغْتِسَالِ عِنْدَ الإِحْرَامِ. (16)
839 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ
الْمَدَنِىُّ عَنِ ابْنِ أَبِى الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ رَأَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
تَجَرَّدَ لإِهْلاَلِهِ وَاغْتَسَلَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ. وَقَدِ اسْتَحَبَّ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ الاِغْتِسَالَ عِنْدَ
الإِحْرَامِ وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِىُّ.
17 - باب مَا جَاءَ فِى
مَوَاقِيتِ الإِحْرَامِ لأَهْلِ الآفَاقِ. (17)
840 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ مِنْ أَيْنَ نُهِلُّ يَا
رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ « يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِى الْحُلَيْفَةِ
وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ ». قَالَ وَيَقُولُونَ
وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ.
841 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى
زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ َنَّ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- وَقَّتَ لأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِيقَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِىِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ.
18 - باب مَا جَاءَ فِيمَا
لاَ يَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ لُبْسُهُ. (18)
842 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ
قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ
الثِّيَابِ فِى الْحَرَمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ
تَلْبَسُوا الْقُمُصَ وَلاَ السَّرَاوِيلاَتِ وَلاَ الْبَرَانِسَ وَلاَ
الْعَمَائِمَ وَلاَ الْخِفَافَ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ
نَعْلاَنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا مَا أَسْفَلَ مِنَ
الْكَعْبَيْنِ وَلاَ تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ
وَلاَ الْوَرْسُ وَلاَ تَنْتَقِبِ الْمَرْأَةُ الْحَرَامُ وَلاَ تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ
». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الورس : نبات يستخدم
لتلوين الحرير
19 - باب مَا جَاءَ فِى
لُبْسِ السَّرَاوِيلِ وَالْخُفَّيْنِ لِلْمُحْرِمِ إِذَا لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ
وَالنَّعْلَيْنِ. (19)
843 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ
زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَقُولُ « الْمُحْرِمُ إِذَا لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ
وَإِذَا لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ ».
844 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرٍو نَحْوَهُ. قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا إِذَا
لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ الإِزَارَ لَبِسَ السَّرَاوِيلَ وَإِذَا لَمْ يَجِدِ
النَّعْلَيْنِ لَبِسَ الْخُفَّيْنِ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ
عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ
الْخُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ ».
وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَبِهِ يَقُولُ مَالِكٌ.
20 - باب مَا جَاءَ فِى
الَّذِى يُحْرِمُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ أَوْ جُبَّةٌ . (20)
845 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ
رَأَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أَعْرَابِيًّا قَدْ أَحْرَمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزِعَهَا.
__________
معانى بعض الكلمات :
الجبة : ثوب سابغ
واسع الكمين مشقوق المقدم يلبس فوق الثياب
846 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ. وَهَذَا أَصَحُّ وَفِى الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَكَذَا رَوَاهُ قَتَادَةُ وَالْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ
عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ. وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى عَمْرُو بْنُ
دِينَارٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
21 - باب مَا يَقْتُلُ
الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ. (21)
847 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « خَمْسُ فَوَاسِقَ
يُقْتَلْنَ فِى الْحَرَمِ الْفَأْرَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْغُرَابُ وَالْحُدَيَّا
وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ
عُمَرَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
العقور : كل سبع يجرح
ويقتل ويفترس
848 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِى
زِيَادٍ عَنِ ابْنِ أَبِى نُعْمٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ « يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ السَّبُعَ الْعَادِىَ وَالْكَلْبَ
الْعَقُورَ وَالْفَأْرَةَ وَالْعَقْرَبَ وَالْحِدَأَةَ وَالْغُرَابَ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالُوا
الْمُحْرِمُ يَقْتُلُ السَّبُعَ الْعَادِىَ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ
وَالشَّافِعِىِّ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ كُلُّ سَبُعٍ عَدَا عَلَى النَّاسِ أَوْ
عَلَى دَوَابِّهِمْ فَلِلْمُحْرِمِ قَتْلُهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
العقور : كل سبع يجرح
ويقتل ويفترس
22 - باب مَا جَاءَ فِى
الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ. (22)
849 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ
طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ
ابْنِ بُحَيْنَةَ وَجَابِرٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ مِنْ
أَهْلِ الْعِلْمِ فِى الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ وَقَالُوا لاَ يَحْلِقُ شَعَرًا.
وَقَالَ مَالِكٌ لاَ يَحْتَجِمُ الْمُحْرِمُ إِلاَّ مِنْ ضَرُورَةٍ. وَقَالَ
سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَالشَّافِعِىُّ لاَ بَأْسَ أَنْ يَحْتَجِمَ الْمُحْرِمُ
وَلاَ يَنْزِعُ شَعَرًا.
23 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ تَزْوِيجِ الْمُحْرِمِ. (23)
850 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ أَرَادَ ابْنُ مَعْمَرٍ
أَنْ يُنْكِحَ ابْنَهُ فَبَعَثَنِى إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَمِيرُ
الْمَوْسِمِ بِمَكَّةَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ أَخَاكَ يُرِيدُ أَنْ يُنْكِحَ
ابْنَهُ فَأَحَبَّ أَنْ يُشْهِدَكَ ذَلِكَ. قَالَ لاَ أُرَاهُ إِلاَّ أَعْرَابِيًّا
جَافِيًا إِنَّ الْمُحْرِمَ لاَ يَنْكِحُ وَلاَ يُنْكِحُ.
أَوْ كَمَا قَالَ
ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ مِثْلَهُ يَرْفَعُهُ. وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى رَافِعٍ
وَمَيْمُونَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُثْمَانَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ وَابْنُ عُمَرَ
وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ وَبِهِ يَقُولُ مَالِكٌ
وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ لاَ يَرَوْنَ أَنْ يَتَزَوَّجَ
الْمُحْرِمُ قَالُوا فَإِنْ نَكَحَ فَنِكَاحُهُ بَاطِلٌ.
851 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ
أَبِى رَافِعٍ قَالَ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَيْمُونَةَ وَهُوَ
حَلاَلٌ وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلاَلٌ وَكُنْتُ أَنَا الرَّسُولَ فِيمَا
بَيْنَهُمَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا
أَسْنَدَهُ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ رَبِيعَةَ.
وَرَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ رَبِيعَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حَلاَلٌ. رَوَاهُ مَالِكٌ مُرْسَلاً.
قَالَ وَرَوَاهُ أَيْضًا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ رَبِيعَةَ مُرْسَلاً. قَالَ
أَبُو عِيسَى وَرُوِىَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ
تَزَوَّجَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ حَلاَلٌ. وَيَزِيدُ
بْنُ الأَصَمِّ هُوَ ابْنُ أُخْتِ مَيْمُونَةَ.
24 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ فِى ذَلِكَ. (24)
852 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ
هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى
الله عليه وسلم- تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَأَهْلُ
الْكُوفَةِ.
853 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ
مُحْرِمٌ.
854 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو الشَّعْثَاءِ اسْمُهُ جَابِرُ بْنُ
زَيْدٍ. وَاخْتَلَفُوا فِى تَزْوِيجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَيْمُونَةَ
لأَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَهَا فِى طَرِيقِ مَكَّةَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ تَزَوَّجَهَا حَلاَلاً
وَظَهَرَ أَمْرُ تَزْوِيجِهَا وَهُوَ مُحْرِمٌ ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهُوَ حَلاَلٌ
بِسَرِفَ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ وَمَاتَتْ مَيْمُونَةُ بِسَرِفَ حَيْثُ بَنَى بِهَا
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَدُفِنَتْ بِسَرِفَ.
855 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِى قَالَ
سَمِعْتُ أَبَا فَزَارَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ مَيْمُونَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجَهَا وَهُوَ حَلاَلٌ وَبَنَى بِهَا
حَلاَلاً وَمَاتَتْ بِسَرِفَ وَدَفَنَّاهَا فِى الظُّلَّةِ الَّتِى بَنَى بِهَا
فِيهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا
الْحَدِيثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ مُرْسَلاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حَلاَلٌ.
25 - باب مَا جَاءَ فِى
أَكْلِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ. (25)
856 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِى
عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « صَيْدُ الْبَرِّ لَكُمْ حَلاَلٌ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ مَا
لَمْ تَصِيدُوهُ أَوْ يُصَدْ لَكُمْ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ
وَطَلْحَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ مُفَسَّرٌ.
وَالْمُطَّلِبُ لاَ نَعْرِفُ لَهُ سَمَاعًا مِنْ جَابِرٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ بِأَكْلِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ بَأْسًا
إِذَا لَمْ يَصْطَدْهُ أَوْ لَمْ يُصْطَدْ مِنْ أَجْلِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا أَحْسَنُ حَدِيثٍ رُوِىَ فِى هَذَا الْبَابِ وَأَفْسَرُ وَالَعَمَلُ عَلَى
هَذَا وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
857 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِى النَّضْرِ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى
أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِى قَتَادَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ
لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا فَاسْتَوَى
عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا
فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ ثُمَّ شَدَّ عَلَى
الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَأَبَى بَعْضُهُمْ فَأَدْرَكُوا النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ « إِنَّمَا هِىَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا
اللَّهُ ».
858 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ
عَنْ أَبِى قَتَادَةَ فِى حِمَارِ الْوَحْشِ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِى النَّضْرِ
غَيْرَ أَنَّ فِى حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ « هَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَىْءٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
26 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ لَحْمِ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ. (26)
859 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ
أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِهِ بِالأَبْوَاءِ
أَوْ بِوَدَّانَ فَأَهْدَى لَهُ حِمَارًا وَحْشِيًّا فَرَدَّهُ عَلَيْهِ فَلَمَّا
رَأَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا فِى وَجْهِهِ مِنَ الْكَرَاهِيَةِ قَالَ « إِنَّهُ
لَيْسَ بِنَا رَدٌّ عَلَيْكَ وَلَكِنَّا حُرُمٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ
وَكَرِهُوا أَكْلَ الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ إِنَّمَا وَجْهُ
هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَنَا إِنَّمَا رَدَّهُ عَلَيْهِ لَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ صِيدَ
مِنْ أَجْلِهِ وَتَرَكَهُ عَلَى التَّنَزُّهِ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ
الزُّهْرِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ هَذَا الْحَدِيثَ وَقَالَ أَهْدَى لَهُ لَحْمَ
حِمَارِ وَحْشٍ. وَهُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَلِىٍّ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ.
27 - باب مَا جَاءَ فِى
صَيْدِ الْبَحْرِ لِلْمُحْرِمِ. (27)
860 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِى
الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- فِى حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ
فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- « كُلُوهُ فَإِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ أَبِى الْمُهَزِّمِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ. وَأَبُو الْمُهَزِّمِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ وَقَدْ
تَكَلَّمَ فِيهِ شُعْبَةُ. وَقَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَصِيدَ الْجَرَادَ وَيَأْكُلَهُ وَرَأَى بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ
صَدَقَةً إِذَا اصْطَادَهُ وَأَكَلَهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الرجْل : القطيع
28 - باب مَا جَاءَ فِى
الضَّبُعِ يُصِيبُهَا الْمُحْرِمُ. (28)
861 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا
ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِى
عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبُعُ أَصَيْدٌ هِىَ
قَالَ نَعَمْ. قَالَ قُلْتُ آكُلُهَا قَالَ نَعَمْ. قَالَ قُلْتُ أَقَالَهُ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ نَعَمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قَالَ عَلِىُّ بْنُ
الْمَدِينِىِّ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ هَذَا
الْحَدِيثَ فَقَالَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ.
وَحَدِيثُ ابْنِ
جُرَيْجٍ أَصَحُّ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى الْمُحْرِمِ إِذَا أَصَابَ ضَبُعًا
أَنَّ عَلَيْهِ الْجَزَاءَ.
29 - باب مَا جَاءَ فِى
الاِغْتِسَالِ لِدُخُولِ مَكَّةَ. (29)
862 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ الطَّلْحِىُّ حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ اغْتَسَلَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- لِدُخُولِهِ مَكَّةَ بِفَخٍّ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى
نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ لِدُخُولِ مَكَّةَ. وَبِهِ
يَقُولُ الشَّافِعِىُّ يُسْتَحَبُّ الاِغْتِسَالُ لِدُخُولِ مَكَّةَ. وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضَعِيفٌ فِى الْحَدِيثِ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ
بْنُ حَنْبَلٍ وَعَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ وَغَيْرُهُمَا وَلاَ نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ
مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِهِ.
30 - باب مَا جَاءَ فِى
دُخُولِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ مِنْ أَعْلاَهَا وَخُرُوجِهِ
مِنْ أَسْفَلِهَا. (30)
863 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا جَاءَ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ أَعْلاَهَا وَخَرَجَ
مِنْ أَسْفَلِهَا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَاَلَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
31 - باب مَا جَاءَ فِى
دُخُولِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ نَهَارًا. (31)
864 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْعُمَرِىُّ عَنْ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ مَكَّةَ
نَهَارًا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
32 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَيْتِ. (32)
865 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى قَزَعَةَ
الْبَاهِلِىِّ عَنِ الْمُهَاجِرِ الْمَكِّىِّ قَالَ سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ أَيَرْفَعُ الرَّجُلُ يَدَيْهِ إِذَا رَأَى الْبَيْتَ فَقَالَ حَجَجْنَا
مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَفَكُنَّا نَفْعَلُهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى رَفْعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ
رُؤْيَةِ الْبَيْتِ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى قَزَعَةَ.
وَأَبُو قَزَعَةَ اسْمُهُ سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ.
33 - باب مَا جَاءَ كَيْفَ
الطَّوَافُ (33)
866 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِىُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ
لَمَّا قَدِمَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ ثُمَّ مَضَى عَلَى يَمِينِهِ
فَرَمَلَ ثَلاَثًا وَمَشَى أَرْبَعًا ثُمَّ أَتَى الْمَقَامَ فَقَالَ (
وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ
وَالْمَقَامُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ ثُمَّ أَتَى الْحَجَرَ بَعْدَ
الرَّكْعَتَيْنِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا أَظُنُّهُ قَالَ
(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ). قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
رمل : الرمل إسراع
المشى مع تقارب الخطا
34 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّمَلِ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ. (34)
867 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلاَثًا وَمَشَى
أَرْبَعًا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
قَالَ الشَّافِعِىُّ
إِذَا تَرَكَ الرَّمَلَ عَمْدًا فَقَدْ أَسَاءَ وَلاَ شَىْءَ عَلَيْهِ وَإِذَا
لَمْ يَرْمُلْ فِى الأَشْوَاطِ الثَّلاَثَةِ لَمْ يَرْمُلْ فِيمَا بَقِىَ. وَقَالَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَيْسَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ رَمَلٌ وَلاَ عَلَى مَنْ
أَحْرَمَ مِنْهَا.
__________
معانى بعض الكلمات :
رمل : الرمل إسراع
المشى مع تقارب الخطا
35 - باب مَا جَاءَ فِى
اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ وَالرُّكْنِ الْيَمَانِى دُونَ مَا سِوَاهُمَا. (35)
868 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ
وَمَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ قَالَ كُنْتُ مَعَ ابْنِ
عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةُ لاَ يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلاَّ اسْتَلَمَهُ فَقَالَ لَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَكُنْ يَسْتَلِمُ إِلاَّ الْحَجَرَ
الأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِىَ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَيْسَ شَىْءٌ مِنَ الْبَيْتِ
مَهْجُورًا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ
عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ
الْعِلْمِ أَنْ لاَ يَسْتَلِمَ إِلاَّ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ
الْيَمَانِىَ.
36 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- طَافَ مُضْطَبِعًا. (36)
869 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ ابْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- طَافَ بِالْبَيْتِ مُضْطَبِعًا وَعَلَيْهِ
بُرْدٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثُ الثَّوْرِىِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَلاَ
نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَعَبْدُ
الْحَمِيدِ هُوَ ابْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ. عَنِ ابْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ
وَهُوَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المضطبع : الاضطباع
هو تعرية المنكب الأيمن وجمع الرداء على الأيسر
37 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْبِيلِ الْحَجَرِ. (37)
870 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُقَبِّلُ
الْحَجَرَ وَيَقُولُ إِنِّى أُقَبِّلُكَ وَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ وَلَوْلاَ
أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُكَ لَمْ
أُقَبِّلْكَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
871 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبِىٍّ
أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ فَقَالَ رَأَيْتُ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ . فَقَالَ الرَّجُلُ
أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ عَلَيْهِ أَرَأَيْتَ إِنْ زُوحِمْتُ فَقَالَ ابْنُ
عُمَرَ اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَسْتَلِمُهُ
وَيُقَبِّلُهُ. قَالَ وَهَذَا هُوَ الزُّبَيْرُ بْنُ عَرَبِىٍّ رَوَى عَنْهُ
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَرَبِىٍّ كُوفِىٌّ يُكْنَى أَبَا
سَلَمَةَ سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ
وَجْهٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ
تَقْبِيلَ الْحَجَرِ فَإِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ وَلَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ اسْتَلَمَهُ
بِيَدِهِ وَقَبَّلَ يَدَهُ وَإِنْ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ اسْتَقْبَلَهُ إِذَا
حَاذَى بِهِ وَكَبَّرَ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
38 - باب مَا جَاءَ
أَنَّهُ يَبْدَأُ بِالصَّفَا قَبْلَ الْمَرْوَةِ. (38)
872 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَأَتَى
الْمَقَامَ فَقَرَأَ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) فَصَلَّى
خَلْفَ الْمَقَامِ ثُمَّ أَتَى الْحَجَرَ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ قَالَ « نَبْدَأُ
بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ ». فَبَدَأَ بِالصَّفَا وَقَرَأَ (إِنَّ الصَّفَا
وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يَبْدَأُ بِالصَّفَا
قَبْلَ الْمَرْوَةِ فَإِنْ بَدَأَ بِالْمَرْوَةِ قَبْلَ الصَّفَا لَمْ يُجْزِهِ
وَبَدَأَ بِالصَّفَا. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَلَمْ
يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حَتَّى رَجَعَ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ إِنْ لَمْ يَطُفْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حَتَّى خَرَجَ مِنْ
مَكَّةَ فَإِنْ ذَكَرَ وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْهَا رَجَعَ فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا
وَالْمَرْوَةِ وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ حَتَّى أَتَى بِلاَدَهُ أَجْزَأَهُ وَعَلَيْهِ
دَمٌ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنْ تَرَكَ
الطَّوَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى بِلاَدِهِ
فَإِنَّهُ لاَ يُجْزِيهِ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ. قَالَ الطَّوَافُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
وَاجِبٌ لاَ يَجُوزُ الْحَجُّ إِلاَّ بِهِ.
39 - باب مَا جَاءَ فِى
السَّعْىِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. (39)
873 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ
طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّمَا سَعَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لِيُرِىَ الْمُشْرِكِينَ
قُوَّتَهُ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ الَّذِى
يَسْتَحِبُّهُ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنْ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
فَإِنْ لَمْ يَسْعَ وَمَشَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ رَأَوْهُ جَائِزًا.
874 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ
كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِى فِى السَّعْىِ
فَقُلْتُ لَهُ أَتَمْشِى فِى السَّعْىِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَ
لَئِنْ سَعَيْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْعَى
وَلَئِنْ مَشَيْتُ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَمْشِى وَأَنَا
شَيْخٌ كَبِيرٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرُوِىَ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوُهُ.
40 - باب مَا جَاءَ فِى
الطَّوَافِ رَاكِبًا. (40)
875 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الصَّوَّافُ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ
سَعِيدٍ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ
عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ طَافَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
عَلَى رَاحِلَتِهِ فَإِذَا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ أَشَارَ إِلَيْهِ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَأَبِى الطُّفَيْلِ وَأُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ
أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَطُوفَ الرَّجُلُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا
وَالْمَرْوَةِ رَاكِبًا إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
41 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ الطَّوَافِ. (41)
876 - حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً
خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ
وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِىِّ قَالَ كَانُوا يَعُدُّونَ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَفْضَلَ مِنْ أَبِيهِ. وَلِعَبْدِ اللَّهِ
أَخٌ يُقَالُ لَهُ َبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَدْ رَوَى
عَنْهُ أَيْضًا.
42 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ لِمَنْ يَطُوفُ. (42)
877 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ وَعَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « يَا بَنِى
عَبْدِ مَنَافٍ لاَ تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّةَ
سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ ». وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَأَبِى ذَرٍّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ بَابَاهْ أَيْضًا.
وَقَدِ اخْتَلَفَ
أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ
فَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ بَأْسَ بِالصَّلاَةِ وَالطَّوَافِ بَعْدَ الْعَصْرِ
وَبَعْدَ الصُّبْحِ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- هَذَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا طَافَ بَعْدَ
الْعَصْرِ لَمْ يُصَلِّ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَكَذَلِكَ إِنْ طَافَ بَعْدَ
صَلاَةِ الصُّبْحِ لَمْ يُصَلِّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وَاحْتَجُّوا
بِحَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ طَافَ بَعْدَ صَلاَةِ الصُّبْحِ فَلَمْ يُصَلِّ وَخَرَجَ
مِنْ مَكَّةَ حَتَّى نَزَلَ بِذِى طُوًى فَصَلَّى بَعْدَ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ.
وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
43 - باب مَا جَاءَ مَا
يُقْرَأُ فِى رَكْعَتَىِ الطَّوَافِ. (43)
878 - أَخْبَرَنَا
أَبُو مُصْعَبٍ الْمَدَنِىُّ قِرَاءَةً عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ فِى رَكْعَتَىِ الطَّوَافِ بِسُورَتَىِ الإِخْلاَصِ (قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ).
879 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ
أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِى رَكْعَتَىِ الطَّوَافِ بِ
(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ). قَالَ أَبُو
عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ وَحَدِيثُ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ فِى هَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ضَعِيفٌ فِى الْحَدِيثِ.
44 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الطَّوَافِ عُرْيَانًا. (44)
880 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ قَالَ سَأَلْتُ عَلِيًّا بِأَىِّ شَىْءٍ
بُعِثْتَ قَالَ بِأَرْبَعٍ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ
وَلاَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَلاَ يَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ
وَالْمُشْرِكُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ وَمَنْ لاَ
مُدَّةَ لَهُ فَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
881 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ وَنَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ نَحْوَهُ وَقَالاَ زَيْدُ بْنُ يُثَيْعٍ. وَهَذَا
أَصَحُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَشُعْبَةُ وَهِمَ فِيهِ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أُثَيْلٍ.
45 - باب مَا جَاءَ فِى
دُخُولِ الْكَعْبَةِ. (45)
882 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- مِنْ عِنْدِى وَهُوَ قَرِيرُ الْعَيْنِ طَيِّبُ النَّفْسِ فَرَجَعَ
إِلَىَّ وَهُوَ حَزِينٌ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ « إِنِّى دَخَلْتُ الْكَعْبَةَ
وَوَدِدْتُ أَنِّى لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُ إِنِّى أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتْعَبْتُ
أُمَّتِى مِنْ بَعْدِى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
القرير : المسرور
46 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ فِى الْكَعْبَةِ. (46)
883 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ عَنْ بِلاَلٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى فِى
جَوْفِ الْكَعْبَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَمْ يُصَلِّ وَلَكِنَّهُ كَبَّرَ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ
وَعُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
بِلاَلٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ
الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ بِالصَّلاَةِ فِى الْكَعْبَةِ بَأْسًا. وَقَالَ مَالِكُ
بْنُ أَنَسٍ لاَ بَأْسَ بِالصَّلاَةِ النَّافِلَةِ فِى الْكَعْبَةِ. وَكَرِهَ أَنْ
تُصَلَّى الْمَكْتُوبَةُ فِى الْكَعْبَةِ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ لاَ بَأْسَ أَنْ
تُصَلَّى الْمَكْتُوبَةُ وَالتَّطَوُّعُ فِى الْكَعْبَةِ لأَنَّ حُكْمَ
النَّافِلَةِ وَالْمَكْتُوبَةِ فِى الطَّهَارَةِ وَالْقِبْلَةِ سَوَاءٌ.
47 - باب مَا جَاءَ فِى
كَسْرِ الْكَعْبَةِ. (47)
884 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ
حَدِّثْنِى بِمَا كَانَتْ تُفْضِى إِلَيْكَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ يَعْنِى
عَائِشَةَ فَقَالَ حَدَّثَتْنِى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
لَهَا « لَوْلاَ أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ لَهَدَمْتُ
الْكَعْبَةَ وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ ».
قَالَ فَلَمَّا
مَلَكَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدَمَهَا وَجَعَلَ لَهَا بَابَيْنِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
48 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ فِى الْحِجْرِ. (48)
885 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
أَبِى عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ
أَدْخُلَ الْبَيْتَ فَأُصَلِّىَ فِيهِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- بِيَدِى فَأَدْخَلَنِى الْحِجْرَ فَقَالَ « صَلِّى فِى الْحِجْرِ إِنْ
أَرَدْتِ دُخُولَ الْبَيْتِ فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ الْبَيْتِ وَلَكِنَّ
قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوهُ حِينَ بَنَوُا الْكَعْبَةَ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْبَيْتِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَعَلْقَمَةُ بْنُ أَبِى
عَلْقَمَةَ هُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ بِلاَلٍ.
49 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ وَالرُّكْنِ وَالْمَقَامِ. (49)
886 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ
اللَّبَنِ فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِى آدَمَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
887 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ رَجَاءٍ أَبِى يَحْيَى قَالَ
سَمِعْتُ مُسَافِعًا الْحَاجِبَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو
يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ الرُّكْنَ
وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا
وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو مَوْقُوفًا قَوْلُهُ. وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ أَيْضًا وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
50 - باب مَا جَاءَ فِى
الْخُرُوجِ إِلَى مِنًى وَالْمُقَامِ بِهَا. (50)
888 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ صَلَّى بِنَا
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ
وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ ثُمَّ غَدَا إِلَى عَرَفَاتٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.
889 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ عَنِ الأَعْمَشِ
عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- صَلَّى بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْفَجْرَ ثُمَّ غَدَا إِلَى عَرَفَاتٍ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ
قَالَ يَحْيَى قَالَ شُعْبَةُ لَمْ يَسْمَعِ الْحَكَمُ مِنْ مِقْسَمٍ إِلاَّ
خَمْسَةَ أَشْيَاءَ. وَعَدَّهَا وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ فِيمَا عَدَّ شُعْبَةُ.
51 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ. (51)
890 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ
إِسْرَائِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ
أُمِّهِ مُسَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ
نَبْنِى لَكَ بَيْتًا يُظِلُّكَ بِمِنًى قَالَ « لاَ مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المناخ : مبرك الإبل
52 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْصِيرِ الصَّلاَةِ بِمِنًى. (52)
891 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ
وَهْبٍ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِمِنًى آمَنَ مَا كَانَ النَّاسُ وَأَكْثَرَهُ رَكْعَتَيْنِ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ . قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرُوِىَ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ أَبِى بَكْرٍ وَمَعَ عُمَرَ وَمَعَ عُثْمَانَ
رَكْعَتَيْنِ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى
تَقْصِيرِ الصَّلاَةِ بِمِنًى لأَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
لَيْسَ لأَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَقْصُرُوا الصَّلاَةَ بِمِنًى إِلاَّ مَنْ كَانَ
بِمِنًى مُسَافِرًا. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَيَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ
بَعْضُهُمْ لاَ بَأْسَ لأَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَقْصُرُوا الصَّلاَةَ بِمِنًى.
وَهُوَ قَوْلُ الأَوْزَاعِىِّ وَمَالِكٍ وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِىٍّ.
53 - باب مَا جَاءَ فِى
الْوُقُوفِ بِعَرَفَاتٍ وَالدُّعَاءِ بِهَا. (53)
892 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ
عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَيْبَانَ قَالَ
أَتَانَا ابْنُ مِرْبَعٍ الأَنْصَارِىُّ وَنَحْنُ وُقُوفٌ بِالْمَوْقِفِ مَكَانًا
يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو - فَقَالَ إِنِّى رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- إِلَيْكُمْ يَقُولُ « كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ
». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَعَائِشَةَ وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ
وَالشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ
مِرْبَعٍ الأَنْصَارِىِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ
عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَابْنُ مِرْبَعٍ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ
مِرْبَعٍ الأَنْصَارِىُّ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المشاعر : جمع مشعر
يريد بها مواضع النسك
893 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِىُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ كَانَ
عَلَى دِينِهَا وَهُمُ الْحُمْسُ يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ يَقُولُونَ نَحْنُ
قَطِينُ اللَّهِ. وَكَانَ مَنْ سِوَاهُمْ يَقِفُونَ بِعَرَفَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ). قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ
كَانُوا لاَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْحَرَمِ وَعَرَفَةُ خَارِجٌ مِنَ الْحَرَمِ
وَأَهْلُ مَكَّةَ كَانُوا يَقِفُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَيَقُولُونَ نَحْنُ
قَطِينُ اللَّهِ يَعْنِى سُكَّانَ اللَّهِ وَمَنْ سِوَى أَهْلِ مَكَّةَ كَانُوا
يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ
حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ). وَالْحُمْسُ هُمْ أَهْلُ الْحَرَمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحمس : جمع الأحمس
وهم قريش سموا حمسا لأنهم تحمسوا فى دينهم أى تشددوا
القطين : سكان بيت
الله
54 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
عَرَفَةَ كُلَّهَا مَوْقِفٌ. (54)
894 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِى
رَبِيعَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِى رَافِعٍ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ رضى الله عنه قَالَ وَقَفَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَةَ فَقَالَ « هَذِهِ عَرَفَةُ وَهَذَا هُوَ
الْمَوْقِفُ وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ». ثُمَّ أَفَاضَ حِينَ غَرَبَتِ
الشَّمْسُ وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَجَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ عَلَى هَيْئَتِهِ
وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالاً يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ وَيَقُولُ «
يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ ». ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَصَلَّى بِهِمُ الصَّلاَتَيْنِ جَمِيعًا
فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى قُزَحَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَقَالَ « هَذَا قُزَحُ وَهُوَ الْمَوْقِفُ
وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ ». ثُمَّ أَفَاضَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى وَادِى
مُحَسِّرٍ فَقَرَعَ نَاقَتَهُ فَخَبَّتْ حَتَّى جَاوَزَ الْوَادِىَ فَوَقَفَ
وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ ثُمَّ أَتَى الْجَمْرَةَ فَرَمَاهَا ثُمَّ أَتَى الْمَنْحَرَ
فَقَالَ « هَذَا الْمَنْحَرُ وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ ». وَاسْتَفْتَتْهُ
جَارِيَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمٍ فَقَالَتْ إِنَّ أَبِى شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ
أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِى الْحَجِّ أَفَيُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ
قَالَ « حُجِّى عَنْ أَبِيكِ ». قَالَ وَلَوَى عُنُقَ الْفَضْلِ فَقَالَ
الْعَبَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ قَالَ « رَأَيْتُ
شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا ». ثُمَّ أَتَاهُ
رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ.
قَالَ « احْلِقْ أَوْ
قَصِّرْ وَلاَ حَرَجَ ». قَالَ وَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى
ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِىَ. قَالَ « ارْمِ وَلاَ حَرَجَ ». قَالَ ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَطَافَ
بِهِ ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ « يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَوْلاَ أَنْ
يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَنْهُ لَنَزَعْتُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ
حَدِيثِ عَلِىٍّ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الثَّوْرِىِّ
مِثْلَ هَذَا. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ رَأَوْا أَنْ
يُجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِعَرَفَةَ فِى وَقْتِ الظُّهْرِ. وَقَالَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ فِى رَحْلِهِ وَلَمْ يَشْهَدِ
الصَّلاَةَ مَعَ الإِمَامِ إِنْ شَاءَ جَمَعَ هُوَ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ مِثْلَ
مَا صَنَعَ الإِمَامُ. قَالَ وَزَيْدُ بْنُ عَلِىٍّ هُوَ ابْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِىِّ
بْنِ أَبِى طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
خب : عدا عدوا
قرع : ضرب بالسوط
55 - باب مَا جَاءَ فِى
الإِفَاضَةِ مِنْ عَرَفَاتٍ. (55)
895 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَبِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ وَأَبُو
نُعَيْمٍ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَوْضَعَ فِى وَادِى مُحَسِّرٍ. وَزَادَ فِيهِ
بِشْرٌ وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَأَمَرَهُمْ
بِالسَّكِينَةِ. وَزَادَ فِيهِ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُوا
بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ وَقَالَ « لَعَلِّى لاَ أَرَاكُمْ بَعْدَ عَامِى هَذَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخذف : الحصى الصغير
فى حجم الفولة
أوضع : حمل البعير
على سرعة السير
56 - باب مَا جَاءَ فِى
الْجَمْعِ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ. (56)
896 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى بِجَمْعٍ فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ
وَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَعَلَ مِثْلَ هَذَا فِى
هَذَا الْمَكَانِ.
897 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أَبِى خَالِدٍ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِمِثْلِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ يَحْيَى
وَالصَّوَابُ حَدِيثُ سُفْيَانَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَأَبِى
أَيُّوبَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِى رِوَايَةِ سُفْيَانَ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ وَحَدِيثُ سُفْيَانَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ.
قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى إِسْرَائِيلُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَخَالِدٍ ابْنَىْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَحَدِيثُ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ أَيْضًا
رَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَأَمَّا أَبُو
إِسْحَاقَ فَرَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَخَالِدٍ ابْنَىْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ.
وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لأَنَّهُ لاَ تُصَلَّى صَلاَةُ الْمَغْرِبِ دُونَ
جَمْعٍ فَإِذَا أَتَى جَمْعًا وَهُوَ الْمُزْدَلِفَةُ جَمَعَ بَيْنَ
الصَّلاَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَمْ يَتَطَوَّعْ فِيمَا بَيْنَهُمَا
وَهُوَ الَّذِى اخْتَارَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَذَهَبَ إِلَيْهِ. وَهُوَ
قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ. قَالَ سُفْيَانُ وَإِنْ شَاءَ صَلَّى الْمَغْرِبَ
ثُمَّ تَعَشَّى وَوَضَعَ ثِيَابَهُ ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ.
وَقَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمُزْدَلِفَةِ
بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ يُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ وَيُقِيمُ وَيُصَلِّى الْمَغْرِبَ
ثُمَّ يُقِيمُ وَيُصَلِّى الْعِشَاءَ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
57 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ أَدْرَكَ الإِمَامَ بِجَمْعٍ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ. (57)
898 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِىٍّ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ
مُنَادِيًا فَنَادَى « الْحَجُّ عَرَفَةُ مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ
طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ أَيَّامُ مِنًى ثَلاَثَةٌ فَمَنْ
تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلاَ إِثْمَ
عَلَيْهِ ». قَالَ مُحَمَّدٌ وَزَادَ يَحْيَى وَأَرْدَفَ رَجُلاً فَنَادَى بِهِ.
899 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِىِّ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِى
عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَهَذَا أَجْوَدُ حَدِيثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِىُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَعْمَرَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَقِفْ بِعَرَفَاتٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ
فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ وَلاَ يُجْزِئُ عَنْهُ إِنْ جَاءَ بَعْدَ طُلُوعِ
الْفَجْرِ وَيَجْعَلُهَا عُمْرَةً وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ. وَهُوَ
قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ نَحْوَ حَدِيثِ الثَّوْرِىِّ.
قَالَ وَسَمِعْتُ الْجَارُودَ يَقُولُ سَمِعْتُ وَكِيعًا أَنَّهُ ذَكَرَ هَذَا
الْحَدِيثَ فَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ أُمُّ الْمَنَاسِكِ.
900 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِى هِنْدٍ وَإِسْمَاعِيلَ
بْنِ أَبِى خَالِدٍ وَزَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ مُضَرِّسِ بْنِ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ لاَمٍ الطَّائِىِّ قَالَ
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالْمُزْدَلِفَةِ حِينَ خَرَجَ
إِلَى الصَّلاَةِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى جِئْتُ مِنْ جَبَلَىْ
طَيِّئٍ أَكْلَلْتُ رَاحِلَتِى وَأَتْعَبْتُ نَفْسِى وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ مِنْ
حَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ فَهَلْ لِى مِنْ حَجٍّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « مَنْ شَهِدَ صَلاَتَنَا هَذِهِ وَوَقَفَ مَعَنَا حَتَّى نَدْفَعَ
وَقَدْ وَقَفَ بِعَرَفَةَ قَبْلَ ذَلِكَ لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَقَدْ أَتَمَّ
حَجَّهُ وَقَضَى تَفَثَهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قَالَ قَوْلُهُ « تَفَثَهُ ».
يَعْنِى نُسُكَهُ. قَوْلُهُ
« مَا تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ إِلاَّ وَقَفْتُ عَلَيْهِ ». إِذَا كَانَ مِنْ رَمْلٍ يُقَالُ لَهُ حَبْلٌ وَإِذَا كَانَ مِنْ حِجَارَةٍ
يُقَالُ لَهُ جَبَلٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التفث : ما يفعله
المحرم بالحج إذا حل وقيل هو إذهاب الشعث والدرن .. مطلقا
حبل : المستطيل من
الرمل
أكللت : أتعبت
58 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْدِيمِ الضَّعَفَةِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ. (58)
901 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَعَثَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى ثَقَلٍ
مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ حَبِيبَةَ
وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ وَالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ بَعَثَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى
ثَقَلٍ حَدِيثٌ صَحِيحٌ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. وَرَوَى شُعْبَةُ هَذَا
الْحَدِيثَ عَنْ مُشَاشٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ مِنْ
جَمْعٍ بِلَيْلٍ. وَهَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ أَخْطَأَ فِيهِ مُشَاشٌ وَزَادَ فِيهِ
عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُ هَذَا
الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَمُشَاشٌ بَصْرِىٌّ
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الثقل : الأمتعة
=========================
ج4. المؤلف : محمد بن
عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك الترمذي
902 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْمَسْعُودِىِّ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ
مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَدَّمَ
ضَعَفَةَ أَهْلِهِ وَقَالَ « لاَ تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لَمْ يَرَوْا بَأْسًا
أَنْ يَتَقَدَّمَ الضَّعَفَةُ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ يَصِيرُونَ إِلَى
مِنًى. وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِحَدِيثِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- أَنَّهُمْ لاَ يَرْمُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وَرَخَّصَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ فِى أَنْ يَرْمُوا بِلَيْلٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُمْ لاَ يَرْمُونَ. وَهُوَ قَوْلُ
الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ.
59 - باب مَا جَاءَ فِى
رَمْىِ يَوْمِ النَّحْرِ ضُحًى. (59)
903 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ
أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
يَرْمِى يَوْمَ النَّحْرِ ضُحًى وَأَمَّا بَعْدَ ذَلِكَ فَبَعْدَ زَوَالِ
الشَّمْسِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ لاَ يَرْمِى بَعْدَ
يَوْمِ النَّحْرِ إِلاَّ بَعْدَ الزَّوَالِ.
60 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الإِفَاضَةَ مِنْ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ . (60)
904 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الْحَكَمِ
عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَفَاضَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَإِنَّمَا كَانَ أَهْلُ
الْجَاهِلِيَّةِ يَنْتَظِرُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ يُفِيضُونَ.
905 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ يَقُولُ
كُنَّا وُقُوفًا بِجَمْعٍ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ
كَانُوا لاَ يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَكَانُوا يَقُولُونَ أَشْرِقْ
ثَبِيرُ. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَالَفَهُمْ. فَأَفَاضَ
عُمَرُ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
61 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الْجِمَارَ الَّتِى يُرْمَى بِهَا مِثْلُ حَصَى الْخَذْفِ. (61)
906 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا
ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَرْمِى الْجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ عَنْ أُمِّهِ
وَهِىَ أُمُّ جُنْدُبٍ الأَزْدِيَّةُ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَالْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِىِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ الَّذِى اخْتَارَهُ أَهْلُ
الْعِلْمِ أَنْ تَكُونَ الْجِمَارُ الَّتِى يُرْمَى بِهَا مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخذف : الحصى الصغير
فى حجم الفولة
62 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّمْىِ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ. (62)
907 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَرْمِى الْجِمَارَ إِذَا زَالَتِ
الشَّمْسُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
63 - باب مَا جَاءَ فِى
رَمْىِ الْجِمَارِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا. (63)
908 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى زَائِدَةَ
أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ رَاكِبًا.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَقُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأُمِّ سُلَيْمَانَ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَاخْتَارَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَمْشِىَ إِلَى
الْجِمَارِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- أَنَّهُ كَانَ يَمْشِى إِلَى الْجِمَارِ. وَوَجْهُ هَذَا الْحَدِيثِ
عِنْدَنَا أَنَّهُ رَكِبَ فِى بَعْضِ الأَيَّامِ لِيُقْتَدَى بِهِ فِى فِعْلِهِ
وَكِلاَ الْحَدِيثَيْنِ مُسْتَعْمَلٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
909 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا
رَمَى الْجِمَارَ مَشَى إِلَيْهَا ذَاهِبًا وَرَاجِعًا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُهُمْ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يَرْكَبُ يَوْمَ النَّحْرِ
وَيَمْشِى فِى الأَيَّامِ الَّتِى بَعْدَ يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
وَكَأَنَّ مَنْ قَالَ هَذَا إِنَّمَا أَرَادَ اتِّبَاعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- فِى فِعْلِهِ لأَنَّهُ إِنَّمَا رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- أَنَّهُ رَكِبَ يَوْمَ النَّحْرِ حَيْثُ ذَهَبَ يَرْمِى الْجِمَارَ وَلاَ
يَرْمِى يَوْمَ النَّحْرِ إِلاَّ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ.
64 - باب مَا جَاءَ كَيْفَ
تُرْمَى الْجِمَارُ. (64)
910 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِىُّ عَنْ جَامِعِ
بْنِ شَدَّادٍ أَبِى صَخْرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ لَمَّا
أَتَى عَبْدُ اللَّهِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ اسْتَبْطَنَ الْوَادِىَ وَاسْتَقْبَلَ
الْقِبْلَةَ وَجَعَلَ يَرْمِى الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ رَمَى
بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ الَّذِى
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ مِنْ هَا هُنَا رَمَى الَّذِى أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ
الْبَقَرَةِ.
911 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْمَسْعُودِىِّ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ
عُمَرَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ أَنْ يَرْمِىَ الرَّجُلُ مِنْ
بَطْنِ الْوَادِى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ. وَقَدْ
رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَرْمِىَ مِنْ بَطْنِ
الْوَادِى رَمَى مِنْ حَيْثُ قَدَرَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِى بَطْنِ
الْوَادِى.
912 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ وَعَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالاَ حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى زِيَادٍ عَنِ الْقَاسِمِ
بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّمَا جُعِلَ رَمْىُ الْجِمَارِ وَالسَّعْىُ
بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
65 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ طَرْدِ النَّاسِ عِنْدَ رَمْىِ الْجِمَارِ. (65)
913 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ
نَابِلٍ عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- يَرْمِى الْجِمَارَ عَلَى نَاقَةٍ لَيْسَ ضَرْبٌ وَلاَ طَرْدٌ وَلاَ
إِلَيْكَ إِلَيْكَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَإِنَّمَا يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَهُوَ حَدِيثُ
أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ وَهُوَ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ.
66 - باب مَا جَاءَ فِى
الاِشْتِرَاكِ فِى الْبَدَنَةِ وَالْبَقَرَةِ. (66)
914 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ
قَالَ نَحَرْنَا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ
الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ. قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
يَرَوْنَ الْجَزُورَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ. وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْجَزُورَ
عَنْ عَشَرَةٍ. وَهُوَ قَوْلُ إِسْحَاقَ وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَحَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ.
915 - حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُوسَى عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى
سَفَرٍ. فَحَضَرَ الأَضْحَى فَاشْتَرَكْنَا فِى الْبَقَرَةِ سَبْعَةً وَفِى الْجَزُورِ
عَشَرَةً. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَهُوَ حَدِيثُ
حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ.
67 - باب مَا جَاءَ فِى إِشْعَارِ
الْبُدْنِ. (67)
916 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوَائِىِّ عَنْ قَتَادَةَ
عَنْ أَبِى حَسَّانَ الأَعْرَجِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- قَلَّدَ نَعْلَيْنِ وَأَشْعَرَ الْهَدْىَ فِى الشِّقِّ الأَيْمَنِ
بِذِى الْحُلَيْفَةِ وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَأَبُو حَسَّانَ
الأَعْرَجُ اسْمُهُ مُسْلِمٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يَرَوْنَ
الإِشْعَارَ. وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ عِيسَى يَقُولُ سَمِعْتُ وَكِيعًا
يَقُولُ حِينَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ لاَ تَنْظُرُوا إِلَى قَوْلِ أَهْلِ
الرَّأْىِ فِى هَذَا فَإِنَّ الإِشْعَارَ سُنَّةٌ وَقَوْلَهُمْ بِدْعَةٌ. قَالَ
وَسَمِعْتُ أَبَا السَّائِبِ يَقُولُ كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ فَقَالَ لِرَجُلٍ
عِنْدَهُ مِمَّنْ يَنْظُرُ فِى الرَّأْىِ أَشْعَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- وَيَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ مُثْلَةٌ. قَالَ الرَّجُلُ فَإِنَّهُ قَدْ
رُوِىَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ أَنَّهُ قَالَ الإِشْعَارُ مُثْلَةٌ. قَالَ
فَرَأَيْتُ وَكِيعًا غَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا وَقَالَ أَقُولُ لَكَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَقُولُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ مَا أَحَقَّكَ بِأَنْ
تُحْبَسَ ثُمَّ لاَ تَخْرُجَ حَتَّى تَنْزِعَ عَنْ قَوْلِكَ هَذَا.
__________
معانى بعض الكلمات :
أشعر : طعن فى أحد
جانبى سنام البعير حتى يسيل دمها
قلد : جعل فى عنق
الهدى نعلين
68 - باب (...) (68)
917 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ
عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِىِّ إِلاَّ
مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ الْيَمَانِ. وَرُوِىَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ
اشْتَرَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيْدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ.
69 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْلِيدِ الْهَدْىِ لِلْمُقِيمِ. (69)
918 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ فَتَلْتُ قَلاَئِدَ هَدْىِ رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ لَمْ يُحْرِمْ وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا مِنَ
الثِّيَابِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا إِذَا قَلَّدَ الرَّجُلُ الْهَدْىَ
وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ لَمْ يَحْرُمْ عَلَيْهِ شَىْءٌ مِنَ الثِّيَابِ وَالطِّيبِ
حَتَّى يُحْرِمَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا قَلَّدَ الرَّجُلُ
هَدْيَهُ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ مَا وَجَبَ عَلَى الْمُحْرِمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
القلائد : جمع قلادة
وهو ما يجعل فى عنق البدنة من نعل ونحوه فيعلم أنها هدى
70 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْلِيدِ الْغَنَمِ. (70)
919 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ
سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ كُنْتُ أَفْتِلُ قَلاَئِدَ هَدْىِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
كُلَّهَا غَنَمًا ثُمَّ لاَ يُحْرِمُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يَرَوْنَ تَقْلِيدَ الْغَنَمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
القلائد : جمع قلادة
وهو ما يجعل فى عنق البدنة من نعل ونحوه فيعلم أنها هدى
71 - باب مَا جَاءَ إِذَا
عَطِبَ الْهَدْىُ مَا يُصْنَعُ بِهِ (71)
920 - حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَاجِيَةَ الْخُزَاعِىِّ صَاحِبِ
بُدْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْبُدْنِ قَالَ « انْحَرْهَا ثُمَّ اغْمِسْ
نَعْلَهَا فِى دَمِهَا ثُمَّ خَلِّ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَهَا فَيَأْكُلُوهَا ».
وَفِى الْبَابِ عَنْ ذُؤَيْبٍ أَبِى قَبِيصَةَ الْخُزَاعِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ نَاجِيَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ
الْعِلْمِ قَالُوا فِى هَدْىِ التَّطَوُّعِ إِذَا عَطِبَ لاَ يَأْكُلُ هُوَ وَلاَ
أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِهِ وَيُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ
يَأْكُلُونَهُ وَقَدْ أَجْزَأَ عَنْهُ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ. وَقَالُوا إِنْ أَكَلَ مِنْهُ شَيْئًا غَرِمَ بِقَدْرِ مَا أَكَلَ
مِنْهُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا أَكَلَ مِنْ هَدْىِ التَّطَوُّعِ
شَيْئًا فَقَدْ ضَمِنَ الَّذِى أَكَلَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
عطب : قارب الهلاك
72 - باب مَا جَاءَ فِى
رُكُوبِ الْبَدَنَةِ. (72)
921 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى رَجُلاً يَسُوقُ بَدَنَةً فَقَالَ لَهُ «
ارْكَبْهَا ». فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قَالَ لَهُ فِى
الثَّالِثَةِ أَوْ فِى الرَّابِعَةِ « ارْكَبْهَا وَيْحَكَ ». أَوْ « وَيْلَكَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
عَلِىٍّ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ فِى رُكُوبِ الْبَدَنَةِ إِذَا
احْتَاجَ إِلَى ظَهْرِهَا. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ يَرْكَبُ مَا لَمْ يُضْطَرَّ إِلَيْهَا.
73 - باب مَا جَاءَ
بِأَىِّ جَانِبِ الرَّأْسِ يَبْدَأُ فِى الْحَلْقِ. (73)
922 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
لَمَّا رَمَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- الْجَمْرَةَ نَحَرَ نُسُكَهُ ثُمَّ
نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الأَيْمَنَ فَحَلَقَهُ فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ
ثُمَّ نَاوَلَهُ شِقَّهُ الأَيْسَرَ فَحَلَقَهُ فَقَالَ « اقْسِمْهُ بَيْنَ
النَّاسِ ».
923 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
74 - باب مَا جَاءَ فِى
الْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ. (74)
924 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ حَلَقَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَحَلَقَ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ
وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ « رَحِمَ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ». مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ
قَالَ « وَالْمُقَصِّرِينَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَابْنِ أُمِّ الْحُصَيْنِ وَمَارِبَ وَأَبِى سَعِيدٍ وَأَبِى مَرْيَمَ
وَحُبْشِىِّ بْنِ جُنَادَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ
لِلرَّجُلِ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ وَإِنْ قَصَّرَ يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ يُجْزِئُ
عَنْهُ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ.
75 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْحَلْقِ لِلنِّسَاءِ. (75)
925 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِىُّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ خِلاَسِ بْنِ عَمْرٍو
عَنْ عَلِىٍّ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَحْلِقَ الْمَرْأَةُ
رَأْسَهَا.
926 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ خِلاَسٍ
نَحْوَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ عَلِىٍّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
عَلِىٍّ فِيهِ اضْطِرَابٌ. وَرُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ تَحْلِقَ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ عَلَى الْمَرْأَةِ حَلْقًا
وَيَرَوْنَ أَنَّ عَلَيْهَا التَّقْصِيرَ.
76 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ أَوْ نَحَرَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِىَ. (76)
927 - حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِىُّ وَابْنُ أَبِى عُمَرَ قَالاَ
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عِيسَى بْنِ
طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ فَقَالَ « اذْبَحْ
وَلاَ حَرَجَ ». وَسَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِىَ قَالَ «
ارْمِ وَلاَ حَرَجَ ».
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَلِىٍّ وَجَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأُسَامَةَ بْنِ
شَرِيكٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُوَ قَوْلُ
أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا قَدَّمَ نُسُكًا قَبْلَ
نُسُكٍ فَعَلَيْهِ دَمٌ.
77 - باب مَا جَاءَ فِى
الطِّيبِ عِنْدَ الإِحْلاَلِ قَبْلَ الزِّيَارَةِ . (77)
928 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ يَعْنِى ابْنَ
زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ
وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ. وَفِى
الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يَرَوْنَ أَنَّ الْمُحْرِمَ إِذَا
رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ وَذَبَحَ وَحَلَقَ أَوْ قَصَّرَ فَقَدْ
حَلَّ لَهُ كُلُّ شَىْءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ إِلاَّ النِّسَاءَ . وَهُوَ
قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَىْءٍ إِلاَّ النِّسَاءَ وَالطِّيبَ.
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
78 - باب مَا جَاءَ مَتَى
تُقْطَعُ التَّلْبِيَةُ فِى الْحَجِّ (78)
929 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
أَرْدَفَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى فَلَمْ
يَزَلْ يُلَبِّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ. وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَابْنِ
مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْفَضْلِ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْحَاجَّ لاَ يَقْطَعُ التَّلْبِيَةَ
حَتَّى يَرْمِىَ الْجَمْرَةَ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
79 - باب مَا جَاءَ مَتَى
تُقْطَعُ التَّلْبِيَةُ فِى الْعُمْرَةِ (79)
930 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ أَنَّهُ كَانَ يُمْسِكُ عَنِ التَّلْبِيَةِ فِى
الْعُمْرَةِ إِذَا اسْتَلَمَ الْحَجَرَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا لاَ يَقْطَعُ
الْمُعْتَمِرُ التَّلْبِيَةَ حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ
إِذَا انْتَهَى إِلَى بُيُوتِ مَكَّةَ قَطَعَ التَّلْبِيَةَ. وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ وَالشَّافِعِىُّ
وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
80 - باب مَا جَاءَ فِى
طَوَافِ الزِّيَارَةِ بِاللَّيْلِ. (80)
931 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَخَّرَ طَوَافَ الزِّيَارَةِ إِلَى اللَّيْلِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ فِى أَنْ يُؤَخَّرَ طَوَافُ الزِّيَارَةِ إِلَى اللَّيْلِ وَاسْتَحَبَّ
بَعْضُهُمْ أَنْ يَزُورَ يَوْمَ النَّحْرِ وَوَسَّعَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُؤَخَّرَ
وَلَوْ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ مِنًى.
81 - باب مَا جَاءَ فِى
نُزُولِ الأَبْطَحِ. (81)
932 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى
الله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَنْزِلُونَ الأَبْطَحَ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِى رَافِعٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا
نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَقَدِ اسْتَحَبَّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ نُزُولَ الأَبْطَحِ مِنْ غَيْرِ أَنْ
يَرَوْا ذَلِكَ وَاجِبًا إِلاَّ مَنْ أَحَبَّ ذَلِكَ. قَالَ الشَّافِعِىُّ وَنُزُولُ
الأَبْطَحِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِى شَىْءٍ إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-.
933 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَيْسَ التَّحْصِيبُ بِشَىْءٍ إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ
نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى التَّحْصِيبُ
نُزُولُ الأَبْطَحِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التحصيب : نزول
الأبطح
82 - باب مَنْ نَزَلَ
الأَبْطَحَ. (82)
934 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا
حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ إِنَّمَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الأَبْطَحَ
لأَنَّهُ كَانَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
935 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ نَحْوَهُ.
83 - باب مَا جَاءَ فِى
حَجِّ الصَّبِىِّ. (83)
936 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ رَفَعَتِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِهَذَا حَجٌّ قَالَ « نَعَمْ وَلَكِ
أَجْرٌ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ
غَرِيبٌ.
937 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ يُوسُفَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَجَّ بِى أَبِى مَعَ رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ
سِنِينَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
938 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْبَاهِلِىُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ.
يَعْنِى حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ . قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِىَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً.
وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ أَنَّ الصَّبِىَّ إِذَا حَجَّ قَبْلَ أَنْ
يُدْرِكَ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ إِذَا أَدْرَكَ لاَ تُجْزِئُ عَنْهُ تِلْكَ
الْحَجَّةُ عَنْ حَجَّةِ الإِسْلاَمِ وَكَذَلِكَ الْمَمْلُوكُ إِذَا حَجَّ فِى
رِقِّهِ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ الْحَجُّ إِذَا وَجَدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً وَلاَ
يُجْزِئُ عَنْهُ مَا حَجَّ فِى حَالِ رِقِّهِ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ
وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
84 - باب (...) (84)
939 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِىُّ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ عَنْ
أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ كُنَّا إِذَا
حَجَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَكُنَّا نُلَبِّى عَنِ
النِّسَاءِ وَنَرْمِى عَنِ الصِّبْيَانِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ
أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ لاَ يُلَبِّى عَنْهَا غَيْرُهَا
بَلْ هِىَ تُلَبِّى عَنْ نَفْسِهَا وَيُكْرَهُ لَهَا رَفْعُ الصَّوْتِ
بِالتَّلْبِيَةِ.
85 - باب مَا جَاءَ فِى
الْحَجِّ عَنِ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْمَيِّتِ. (85)
940 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً
مِنْ خَثْعَمٍ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِى أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ
اللَّهِ فِى الْحَجِّ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِىَ
عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ. قَالَ « حُجِّى عَنْهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
عَلِىٍّ وَبُرَيْدَةَ وَحُصَيْنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَبِى رَزِينٍ الْعُقَيْلِىِّ وَسَوْدَةَ
بِنْتِ زَمْعَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْفَضْلِ بْنِ
عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ حُصَيْنِ
بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرُوِىَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا عَنْ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِىِّ عَنْ
عَمَّتِهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذِهِ
الرِّوَايَاتِ فَقَالَ أَصَحُّ شَىْءٍ فِى هَذَا الْبَابِ مَا رَوَى ابْنُ
عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
قَالَ مُحَمَّدٌ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنَ الْفَضْلِ
وَغَيْرِهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ رَوَى هَذَا عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَرْسَلَهُ وَلَمْ يَذْكُرِ الَّذِى سَمِعَهُ
مِنْهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- فِى هَذَا الْبَابِ غَيْرُ حَدِيثٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
وَبِهِ يَقُولُ الثَّوْرِىُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ يَرَوْنَ أَنْ يُحَجَّ عَنِ الْمَيِّتِ. وَقَالَ مَالِكٌ إِذَا
أَوْصَى أَنْ يُحَجَّ عَنْهُ حُجَّ عَنْهُ. وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُهُمْ أَنْ
يُحَجَّ عَنِ الْحَىِّ إِذَا كَانَ كَبِيرًا أَوْ بِحَالٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ
يَحُجَّ. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىِّ.
86 - باب مِنْهُ. (86)
941 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ
الثَّوْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ. قَالَ وَحَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ
حُجْرٍ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّى مَاتَتْ وَلَمْ تَحُجَّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا
قَالَ « نَعَمْ حُجِّى عَنْهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
87 - باب مِنْهُ. (87)
942 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِى رَزِينٍ الْعُقَيْلِىِّ أَنَّهُ أَتَى
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِى شَيْخٌ
كَبِيرٌ لاَ يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ وَلاَ الْعُمْرَةَ وَلاَ الظَّعْنَ. قَالَ «
حُجَّ عَنْ أَبِيكَ وَاعْتَمِرْ » قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَإِنَّمَا ذُكِرَتِ الْعُمْرَةُ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ يَعْتَمِرَ
الرَّجُلُ عَنْ غَيْرِهِ. وَأَبُو رَزِينٍ الْعُقَيْلِىُّ اسْمُهُ لَقِيطُ بْنُ
عَامِرٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الظَّعن : السفر
88 - باب مَا جَاءَ فِى
الْعُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ هِىَ أَمْ لاَ (88)
943 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِىُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِىٍّ
عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنِ الْعُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ هِىَ قَالَ
« لاَ وَأَنْ تَعْتَمِرُوا هُوَ أَفْضَلُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا الْعُمْرَةُ
لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ.
وَكَانَ يُقَالُ
هُمَا حَجَّانِ الْحَجُّ الأَكْبَرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَالْحَجُّ الأَصْغَرُ
الْعُمْرَةُ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ الْعُمْرَةُ سُنَّةٌ لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا
رَخَّصَ فِى تَرْكِهَا وَلَيْسَ فِيهَا شَىْءٌ ثَابِتٌ بِأَنَّهَا تَطَوُّعٌ
وَقَدْ رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِإِسْنَادٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لاَ تَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ وَقَدْ
بَلَغَنَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُوجِبُهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى
كُلُّهُ كَلاَمُ الشَّافِعِىِّ.
89 - باب مِنْهُ. (89)
944 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِى زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- قَالَ « دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِى الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ
وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ
حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَمَعْنَى هَذَا
الْحَدِيثِ أَنْ لاَ بَأْسَ بِالْعُمْرَةِ فِى أَشْهُرِ الْحَجِّ. وَهَكَذَا
قَالَ الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ . وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ
أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا لاَ يَعْتَمِرُونَ فِى أَشْهُرِ الْحَجِّ فَلَمَّا
جَاءَ الإِسْلاَمُ رَخَّصَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى ذَلِكَ فَقَالَ «
دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِى الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». يَعْنِى لاَ
بَأْسَ بِالْعُمْرَةِ فِى أَشْهُرِ الْحَجِّ. وَأَشْهُرُ الْحَجِّ شَوَّالٌ وَذُو
الْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِى الْحِجَّةِ لاَ يَنْبَغِى لِلرَّجُلِ أَنْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ
إِلاَّ فِى أَشْهُرِ الْحَجِّ. وَأَشْهُرُ الْحُرُمِ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ
وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ. هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ.
90 - باب مَا ذُكِرَ فِى
فَضْلِ الْعُمْرَةِ. (90)
945 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُمَىٍّ عَنْ أَبِى
صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ
الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
91 - باب مَا جَاءَ فِى
الْعُمْرَةِ مِنَ التَّنْعِيمِ. (91)
946 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى وَابْنُ أَبِى عُمَرَ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى بَكْرٍ أَنْ يُعْمِرَ عَائِشَةَ مِنَ التَّنْعِيمِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
92 - باب مَا جَاءَ فِى
الْعُمْرَةِ مِنَ الْجِعْرَانَةِ. (92)
947 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ أَبِى مُزَاحِمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ
مِنَ الْجِعْرَانَةِ لَيْلاً مُعْتَمِرًا فَدَخَلَ مَكَّةَ لَيْلاً فَقَضَى
عُمْرَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ بِالْجِعْرَانَةِ كَبَائِتٍ
فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ سَرِفَ حَتَّى جَاءَ
مَعَ الطَّرِيقِ طَرِيقِ جَمْعٍ بِبَطْنِ سَرِفَ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ خَفِيَتْ عُمْرَتُهُ
عَلَى النَّاسِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَلاَ نَعْرِفُ
لِمُحَرِّشٍ الْكَعْبِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- غَيْرَ هَذَا
الْحَدِيثِ.
93 - باب مَا جَاءَ فِى
عُمْرَةِ رَجَبٍ. (93)
948 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ
عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ سُئِلَ
ابْنُ عُمَرَ فِى أَىِّ شَهْرٍ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فَقَالَ فِى رَجَبٍ. قَالَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ وَهُوَ مَعَهُ تَعْنِى ابْنَ عُمَرَ وَمَا اعْتَمَرَ
فِى شَهْرِ رَجَبٍ قَطُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. سَمِعْتُ
مُحَمَّدًا يَقُولُ حَبِيبُ بْنُ أَبِى ثَابِتٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ.
949 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- اعْتَمَرَ أَرْبَعًا إِحْدَاهُنَّ فِى رَجَبٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
94 - باب مَا جَاءَ فِى
عُمْرَةِ ذِى الْقَعْدَةِ. (94)
950 - حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ هُوَ
السَّلُولِىُّ الْكُوفِىُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ
الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- اعْتَمَرَ فِى ذِى الْقَعْدَةِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ.
95 - باب مَا جَاءَ فِى
عُمْرَةِ رَمَضَانَ. (95)
951 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أُمِّ
مَعْقِلٍ عَنْ أُمِّ مَعْقِلٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
عُمْرَةٌ فِى رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً ». وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَجَابِرٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ وَوَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَيُقَالُ هَرَمُ بْنُ خَنْبَشٍ. قَالَ بَيَانٌ وَجَابِرٌ عَنِ الشَّعْبِىِّ
عَنْ وَهْبِ بْنِ خَنْبَشٍ. وَقَالَ دَاوُدُ الأَوْدِىُّ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ
هَرَمِ بْنِ خَنْبَشٍ . وَوَهْبٌ أَصَحُّ. وَحَدِيثُ أُمِّ مَعْقِلٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ قَدْ ثَبَتَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ عُمْرَةً فِى رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً. قَالَ إِسْحَاقُ
مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ مِثْلُ مَا رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ
قَالَ « مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ».
96 - باب مَا جَاءَ فِى
الَّذِى يُهِلُّ بِالْحَجِّ فَيُكْسَرُ أَوْ يَعْرُجُ. (96)
952 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ
الصَّوَّافُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ
حَدَّثَنِى الْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ وَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى ».
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لأَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالاَ صَدَقَ.
953 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الأَنْصَارِىُّ عَنِ الْحَجَّاجِ مِثْلَهُ. قَالَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- يَقُولُهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. هَكَذَا رَوَاهُ
غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَى
مَعْمَرٌ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى
كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
عَمْرٍو عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- هَذَا الْحَدِيثَ.
وَحَجَّاجٌ
الصَّوَّافُ لَمْ يَذْكُرْ فِى حَدِيثِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَافِعٍ. وَحَجَّاجٌ
ثِقَةٌ حَافِظٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ رِوَايَةُ
مَعْمَرٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلاَّمٍ أَصَحُّ.
954 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ عَنِ
الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ.
97 - باب مَا جَاءَ فِى
الاِشْتِرَاطِ فِى الْحَجِّ. (97)
955 - حَدَّثَنَا
زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَوَّامٍ عَنْ
هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ضُبَاعَةَ
بِنْتَ الزُّبَيْرِ أَتَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنِّى أُرِيدُ الْحَجَّ أَفَأَشْتَرِطُ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَتْ كَيْفَ
أَقُولُ قَالَ « قُولِى لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ مَحِلِّى مِنَ
الأَرْضِ حَيْثُ تَحْبِسُنِى ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَأَسْمَاءَ
بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَوْنَ
الاِشْتِرَاطَ فِى الْحَجِّ وَيَقُولُونَ إِنِ اشْتَرَطَ فَعَرَضَ لَهُ مَرَضٌ
أَوْ عُذْرٌ فَلَهُ أَنْ يَحِلَّ وَيَخْرُجَ مِنْ إِحْرَامِهِ. وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَلَمْ يَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ
الاِشْتِرَاطَ فِى الْحَجِّ وَقَالُوا إِنِ اشْتَرَطَ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَخْرُجَ
مِنْ إِحْرَامِهِ. وَيَرَوْنَهُ كَمَنْ لَمْ يَشْتَرِطْ.
98 - باب مِنْهُ. (98)
956 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنِى
مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ
الاِشْتِرَاطَ فِى الْحَجِّ وَيَقُولُ أَلَيْسَ حَسْبُكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ
-صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
99 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمَرْأَةِ تَحِيضُ بَعْدَ الإِفَاضَةِ. (99)
957 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ ذَكَرْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ حَاضَتْ فِى أَيَّامِ مِنًى. فَقَالَ «
أَحَابِسَتُنَا هِىَ ». قَالُوا إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « فَلاَ إِذًا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ
عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا طَافَتْ
طَوَافَ الزِّيَارَةِ ثُمَّ حَاضَتْ فَإِنَّهَا تَنْفِرُ وَلَيْسَ عَلَيْهَا
شَىْءٌ. وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
958 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرُ
عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ إِلاَّ الْحُيَّضَ وَرَخَّصَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ.
100 - باب مَا
جَاءَ مَا تَقْضِى الْحَائِضُ مِنَ الْمَنَاسِكِ. (100)
959 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ جَابِرٍ وَهُوَ ابْنُ يَزِيدَ
الْجُعْفِىُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ حِضْتُ فَأَمَرَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ
أَقْضِىَ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا إِلاَّ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ. قَالَ أَبُو
عِيسَى الْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ
الْحَائِضَ تَقْضِى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا مَا خَلاَ الطَّوَافَ بِالْبَيْتِ.
وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَائِشَةَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ أَيْضًا.
960 - حَدَّثَنَا
زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ الْجَزَرِىُّ عَنْ
خُصَيْفٍ عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَ
الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَّ النُّفَسَاءَ
وَالْحَائِضَ تَغْتَسِلُ وَتُحْرِمُ وَتَقْضِى الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنْ
لاَ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
101 - باب مَا
جَاءَ مَنْ حَجَّ أَوِ اعْتَمَرَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ. (101)
961 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِىُّ عَنِ
الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِىِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ عَنِ الْحَارِثِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
يَقُولُ « مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ
بِالْبَيْتِ ». فَقَالَ لَهُ عُمَرُ خَرَرْتَ مِنْ يَدَيْكَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ تُخْبِرْنَا بِهِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَوْسٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ
بْنِ أَرْطَاةَ مِثْلَ هَذَا وَقَدْ خُولِفَ الْحَجَّاجُ فِى بَعْضِ هَذَا
الإِسْنَادِ.
102 - باب مَا
جَاءَ أَنَّ الْقَارِنَ يَطُوفُ طَوَافًا وَاحِدًا. (102)
962 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِى
الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَرَنَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا
وَاحِدًا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ قَالُوا الْقَارِنُ
يَطُوفُ طَوَافًا وَاحِدًا. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ . وَقَالَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ يَطُوفُ طَوَافَيْنِ وَيَسْعَى سَعْيَيْنِ. وَهُوَ قَوْلُ
الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ.
963 - حَدَّثَنَا
خَلاَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ أَحْرَمَ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ
أَجْزَأَهُ طَوَافٌ وَاحِدٌ وَسَعْىٌ وَاحِدٌ عَنْهُمَا حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا
جَمِيعًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ
بِهِ الدَّرَاوَرْدِىُّ عَلَى ذَلِكَ اللَّفْظِ. وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَرْفَعُوهُ. وَهُوَ أَصَحُّ.
103 - باب مَا
جَاءَ أَنْ يَمْكُثَ الْمُهَاجِرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ الصَّدَرِ ثَلاَثًا. (103)
964 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ سَمِعَ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ
الْحَضْرَمِىِّ يَعْنِى مَرْفُوعًا قَالَ « يَمْكُثُ الْمُهَاجِرُ بَعْدَ قَضَاءِ
نُسُكِهِ بِمَكَّةَ ثَلاَثًا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا.
104 - باب مَا
جَاءَ مَا يَقُولُ عِنْدَ الْقُفُولِ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ. (104)
965 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوَةٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَعَلاَ فَدْفَدًا مِنَ الأَرْضِ
أَوْ شَرَفًا كَبَّرَ ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ
لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ
قَدِيرٌ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَائِحُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ صَدَقَ اللَّهُ
وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ». وَفِى الْبَابِ عَنِ الْبَرَاءِ وَأَنَسٍ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الشرف : المرتفع من
الأرض
الفدفد : المكان الذى
فيه ارتفاع وغلظ
105 - باب مَا
جَاءَ فِى الْمُحْرِمِ يَمُوتُ فِى إِحْرَامِهِ. (105)
966 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنَّا مَعَ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَرَأَى رَجُلاً قَدْ سَقَطَ عَنْ
بَعِيرِهِ فَوُقِصَ فَمَاتَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِى ثَوْبَيْهِ وَلاَ
تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُهِلُّ أَوْ
يُلَبِّى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ
وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا مَاتَ الْمُحْرِمُ
انْقَطَعَ إِحْرَامُهُ وَيُصْنَعُ بِهِ كَمَا يُصْنَعُ بِغَيْرِ الْمُحْرِمِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
تخمر : تغطى
السدر : شجر النبق
واحدته سدرة
وقص : كسر عنقه
106 - باب مَا
جَاءَ فِى الْمُحْرِمِ يَشْتَكِى عَيْنَهُ فَيَضْمِدُهَا بِالصَّبِرِ. (106)
967 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ
مُوسَى عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
مَعْمَرٍ اشْتَكَى عَيْنَيْهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَسَأَلَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ
فَقَالَ اضْمِدْهُمَا بِالصَّبِرِ فَإِنِّى سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ
يَذْكُرُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « اضْمِدْهُمَا
بِالصَّبِرِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ بَأْسًا أَنْ يَتَدَاوَى
الْمُحْرِمُ بِدَوَاءٍ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ طِيبٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
اضمد : لف بخرقة
107 - باب مَا
جَاءَ فِى الْمُحْرِمِ يَحْلِقُ رَأْسَهُ فِى إِحْرَامِهِ مَا عَلَيْهِ. (107)
968 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ
السَّخْتِيَانِىِّ وَابْنِ أَبِى نَجِيحٍ وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ وَعَبْدِ
الْكَرِيمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى عَنْ
كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ َنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِهِ وَهُوَ
بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَهُوَ يُوقِدُ
تَحْتَ قِدْرٍ وَالْقَمْلُ يَتَهَافَتُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ « أَتُؤْذِيكَ
هَوَامُّكَ هَذِهِ ». فَقَالَ نَعَمْ. فَقَالَ « احْلِقْ وَأَطْعِمْ فَرَقًا بَيْنَ سِتَّةِ
مَسَاكِينَ ». وَالْفَرَقُ ثَلاَثَةُ آصُعٍ « أَوْ صُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ أَوِ
انْسُكْ نَسِيكَةً ». قَالَ ابْنُ أَبِى نَجِيحٍ « أَوِ اذْبَحْ شَاةً ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ
الْمُحْرِمَ إِذَا حَلَقَ رَأْسَهُ أَوْ لَبِسَ مِنَ الثِّيَابِ مَا لاَ يَنْبَغِى
لَهُ أَنْ يَلْبَسَ فِى إِحْرَامِهِ أَوْ تَطَيَّبَ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ
بِمِثْلِ مَا رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
__________
معانى بعض الكلمات :
الفرق : مكيال يسع
ستة عشر رطلا
النسيكة : الذبيحة
108 - باب مَا
جَاءَ فِى الرُّخْصَةِ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا يَوْمًا.
(108)
969 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
أَبِى الْبَدَّاحِ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- أَرْخَصَ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا يَوْمًا. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ. وَرَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى الْبَدَّاحِ بْنِ
عَاصِمِ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ أَبِيهِ. وَرِوَايَةُ مَالِكٍ أَصَحُّ. وَقَدْ رَخَّصَ
قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ لِلرِّعَاءِ أَنْ يَرْمُوا يَوْمًا وَيَدَعُوا
يَوْمًا وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
970 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
أَبِى الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِىٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَخَّصَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِرِعَاءِ الإِبِلِ فِى الْبَيْتُوتَةِ أَنْ
يَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَجْمَعُوا رَمْىَ يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ
النَّحْرِ فَيَرْمُونَهُ فِى أَحَدِهِمَا.
قَالَ مَالِكٌ
ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ فِى الأَوَّلِ مِنْهُمَا ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ
النَّفْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ أَصَحُّ مِنْ
حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ.
109 - باب
(...) (109)
971 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنِى أَبِى
حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ سَمِعْتُ مَرْوَانَ الأَصْفَرَ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَلِيًّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ « بِمَ أَهْلَلْتَ ». قَالَ أَهْلَلْتُ بِمَا
أَهَلَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ « لَوْلاَ أَنَّ مَعِى هَدْيًا لأَحْلَلْتُ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
110 - باب مَا
جَاءَ فِى يَوْمِ الْحَجِّ الأَكْبَرِ. (110)
972 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبِى
عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ
عَنْ عَلِىٍّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ يَوْمِ
الْحَجِّ الأَكْبَرِ فَقَالَ « يَوْمُ النَّحْرِ ».
973 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ
عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَهَذَا أَصَحُّ مِنَ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ
وَرِوَايَةُ ابْنِ عُيَيْنَةَ مَوْقُوفًا أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ مَرْفُوعًا. هَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ مَوْقُوفًا. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ
أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ
عَلِىٍّ مَوْقُوفًا.
111 - باب مَا
جَاءَ فِى اسْتِلاَمِ الرُّكْنَيْنِ. (111)
974 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ
بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى
الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- يَفْعَلُهُ. فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّكَ تُزَاحِمُ
عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- يُزَاحِمُ عَلَيْهِ . فَقَالَ إِنْ أَفْعَلْ فَإِنِّى سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا
». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ « مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا فَأَحْصَاهُ
كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ « لاَ يَضَعُ قَدَمًا وَلاَ يَرْفَعُ أُخْرَى إِلاَّ حَطَّ اللَّهُ
عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَكَتَبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ بْنِ
عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
112 - باب مَا
جَاءَ فِى الْكَلاَمِ فِى الطَّوَافِ. (112)
975 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الطَّوَافُ حَوْلَ الْبَيْتِ مِثْلُ الصَّلاَةِ إِلاَّ
أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلاَ يَتَكَلَّمَنَّ
إِلاَّ بِخَيْرٍ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ
وَغَيْرِهِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا. وَلاَ نَعْرِفُهُ
مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ
يَسْتَحِبُّونَ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمَ الرَّجُلُ فِى الطَّوَافِ إِلاَّ لَحَاجَةٍ
أَوْ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ مِنَ الْعِلْمِ.
113 - باب مَا
جَاءَ فِى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ. (113)
976 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ عَنْ جَرِيرٍ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الْحَجَرِ «
وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ
بِهِمَا وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
114 - باب
(...) (114)
977 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِىِّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- كَانَ يَدَّهِنُ بِالزَّيْتِ وَهُوَ مُحْرِمٌ غَيْرَ الْمُقَتَّتِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى الْمُقَتَّتُ الْمُطَيَّبُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ فَرْقَدٍ السَّبَخِىِّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَقَدْ تَكَلَّمَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فِى فَرْقَدٍ السَّبَخِىِّ
وَرَوَى عَنْهُ النَّاسُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المقتت : المخلوط
بأدهان طيبة
115 - باب
(...) (115)
978 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِىُّ حَدَّثَنَا
زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِلُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ
وَتُخْبِرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَحْمِلُهُ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ.
116 - باب
(...) (116)
979 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَزِيرِ الْوَاسِطِىُّ الْمَعْنَى
وَاحِدٌ قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَدِّثْنِى
بِشَىْءٍ عَقَلْتَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَيْنَ صَلَّى
الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ قَالَ بِمِنًى. قَالَ قُلْتُ فَأَيْنَ صَلَّى
الْعَصْرَ يَوْمَ النَّفْرِ قَالَ بِالأَبْطَحِ. ثُمَّ قَالَ افْعَلْ كَمَا
يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ يُسْتَغْرَبُ
مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الأَزْرَقِ عَنِ الثَّوْرِىِّ.
6 - الجنائز
1 - باب مَا جَاءَ فِى
ثَوَابِ الْمَرِيضِ. (1)
980 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ
الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
لاَ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا
دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سَعْدِ
بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ وَأَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَأَبِى هُرَيْرَةَ
وَأَبِى أُمَامَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
وَأَسَدِ بْنِ كُرْزٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَزْهَرَ وَأَبِى مُوسَى. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
981 - حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى
سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « مَا مِنْ شَىْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ حَزَنٍ وَلاَ
وَصَبٍ حَتَّى الْهَمُّ يَهُمُّهُ إِلاَّ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ فِى هَذَا الْبَابِ. قَالَ وَسَمِعْتُ
الْجَارُودَ يَقُولُ سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ لَمْ يُسْمَعْ فِى الْهَمِّ
أَنَّهُ يَكُونُ كَفَّارَةً إِلاَّ فِى هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
__________
معانى بعض الكلمات :
النَّصب : التعب
الوصب : الألم والسقم
الدائم
2 - باب مَا جَاءَ فِى
عِيَادَةِ الْمَرِيضِ. (2)
982 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ الرَّحَبِىِّ عَنْ
ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِى خُرْفَةِ
الْجَنَّةِ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَأَبِى مُوسَى وَالْبَرَاءِ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ثَوْبَانَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ. وَرَوَى أَبُو غِفَارٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِى
قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ فَهُوَ أَصَحُّ. قَالَ مُحَمَّدٌ
وَأَحَادِيثُ أَبِى قِلاَبَةَ إِنَّمَا هِىَ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ إِلاَّ هَذَا
الْحَدِيثَ فَهُوَ عِنْدِى عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخرفة : أى اجتناء
ثمر الجنة
983 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِىُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ عَنْ أَبِى
أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. وَزَادَ
فِيهِ قِيلَ مَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ قَالَ « جَنَاهَا ».
__________
معانى بعض الكلمات :
الخرفة : أى اجتناء
ثمر الجنة
984 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ
أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ حَدِيثِ خَالِدٍ. وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَبِى الأَشْعَثِ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَاهُ
بَعْضُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
985 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ عَنْ ثُوَيْرٍ هُوَ ابْنُ أَبِى فَاخِتَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَخَذَ
عَلِىٌّ بِيَدِى قَالَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ. فَوَجَدْنَا
عِنْدَهُ أَبَا مُوسَى فَقَالَ عَلِىٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَعَائِدًا جِئْتَ يَا
أَبَا مُوسَى أَمْ زَائِرًا فَقَالَ لاَ بَلْ عَائِدًا. فَقَالَ عَلِىٌّ سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا
غُدْوَةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِىَ وَإِنْ
عَادَهُ عَشِيَّةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى
يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِى الْجَنَّةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عَلِىٍّ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ
وَجْهٍ مِنْهُمْ مَنْ وَقَفَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَأَبُو فَاخِتَةَ اسْمُهُ
سَعِيدُ بْنُ عِلاَقَةَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخريف : البستان
3 - باب مَا جَاءَ فِى
النَّهْىِ عَنِ التَّمَنِّى لِلْمَوْتِ. (3)
986 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى
خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى فِى بَطْنِهِ فَقَالَ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- لَقِىَ مِنَ الْبَلاَءِ مَا لَقِيتُ لَقَدْ
كُنْتُ وَمَا أَجِدُ دِرْهَمًا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَفِى نَاحِيَةٍ مِنْ بَيْتِى أَرْبَعُونَ أَلْفًا وَلَوْلاَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَانَا - أَوْ نَهَى - أَنْ نَتَمَنَّى الْمَوْتَ لَتَمَنَّيْتُ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ خَبَّابٍ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
987 - وَقَدْ
رُوِىَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ
قَالَ « لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ وَلْيَقُلِ
اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِى وَتَوَفَّنِى إِذَا
كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِى ». حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- بِذَلِكَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
4 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّعَوُّذِ لِلْمَرِيضِ. (4)
988 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ الْبَصْرِىُّ الصَّوَّافُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ
سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى
سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ
اشْتَكَيْتَ قَالَ « نَعَمْ ». قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ
شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ وَعَيْنِ حَاسِدٍ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وَاللَّهُ يَشْفِيكَ.
989 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَثَابِتٌ الْبُنَانِىُّ عَلَى أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ فَقَالَ ثَابِتٌ يَا أَبَا حَمْزَةَ اشْتَكَيْتُ. فَقَالَ أَنَسٌ أَفَلاَ أَرْقِيكَ
بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ بَلَى. قَالَ «
اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِى لاَ شَافِىَ
إِلاَّ أَنْتَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ هَذَا
الْحَدِيثِ فَقُلْتُ لَهُ رِوَايَةُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ
أَبِى سَعِيدٍ أَصَحُّ أَوْ حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
كِلاَهُمَا صَحِيحٌ. وَرَوَى عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى
سَعِيدٍ وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ.
5 - باب مَا جَاءَ فِى
الْحَثِّ عَلَى الْوَصِيَّةِ. (5)
990 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَىْءٌ
يُوصِى فِيهِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ أَبِى أَوْفَى. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
6 - باب مَا جَاءَ فِى
الْوَصِيَّةِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ. (6)
991 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِى عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِىِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ عَادَنِى رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا مَرِيضٌ فَقَالَ « أَوْصَيْتَ ». قُلْتُ
نَعَمْ. قَالَ « بِكَمْ ». قُلْتُ بِمَالِى كُلِّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ «
فَمَا تَرَكْتَ لِوَلَدِكَ ». قُلْتُ هُمْ أَغْنِيَاءُ بِخَيْرٍ. قَالَ « أَوْصِ بِالْعُشْرِ ».
فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ حَتَّى قَالَ « أَوْصِ بِالثُّلُثِ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ ». قَالَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَنَحْنُ نَسْتَحِبُّ أَنْ يَنْقُصَ مِنَ الثُّلُثِ
لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ سَعْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ
وَقَدْ رُوِىَ عَنْهُ « وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ ». وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ أَنْ يُوصِىَ
الرَّجُلُ بِأَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ وَيَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَنْقُصَ مِنَ
الثُّلُثِ. قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ فِى الْوَصِيَّةِ
الْخُمُسَ دُونَ الرُّبُعِ وَالرُّبُعَ دُونَ الثُّلُثِ وَمَنْ أَوْصَى
بِالثُّلُثِ فَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا وَلاَ يَجُوزُ لَهُ إِلاَّ الثُّلُثُ.
7 - باب مَا جَاءَ فِى
تَلْقِينِ الْمَرِيضِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَالدُّعَاءِ لَهُ عِنْدَهُ. (7)
992 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ
أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ
وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَسُعْدَى الْمُرِّيَّةِ وَهِىَ امْرَأَةُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
صَحِيحٌ.
993 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا حَضَرْتُمُ
الْمَرِيضَ أَوِ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ
يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ». قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ
أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ
أَبَا سَلَمَةَ مَاتَ.
قَالَ « فَقُولِى اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِى وَلَهُ وَأَعْقِبْنِى مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً ». قَالَتْ فَقُلْتُ فَأَعْقَبَنِى اللَّهُ مِنْهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ
مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى شَقِيقٌ هُوَ ابْنُ
سَلَمَةَ أَبُو وَائِلٍ الأَسَدِىُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ كَانَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُلَقَّنَ الْمَرِيضُ
عِنْدَ الْمَوْتِ قَوْلَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا قَالَ ذَلِكَ مَرَّةً فَمَا
لَمْ يَتَكَلَّمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَلاَ يَنْبَغِى أَنْ يُلَقَّنَ وَلاَ يُكْثَرَ عَلَيْهِ
فِى هَذَا. وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ
الْوَفَاةُ جَعَلَ رَجُلٌ يُلَقِّنُهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَكْثَرَ
عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا قُلْتُ مَرَّةً فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ
مَا لَمْ أَتَكَلَّمْ بِكَلاَمٍ. وَإِنَّمَا مَعْنَى قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ
إِنَّمَا أَرَادَ مَا رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ كَانَ
آخِرُ قَوْلِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ».
__________
معانى بعض الكلمات :
أعقب : بدل وعوض
8 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّشْدِيدِ عِنْدَ الْمَوْتِ. (8)
994 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ َأَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ بِالْمَوْتِ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ مَاءٌ
وَهُوَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِى الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ
يَقُولُ « اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ». أَوْ « سَكَرَاتِ
الْمَوْتِ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
995 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِىُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلاَءِ عَنْ أَبِيهِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا أَغْبِطُ أَحَدًا بِهَوْنِ مَوْتٍ
بَعْدَ الَّذِى رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم-. قَالَ سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَقُلْتُ لَهُ مَنْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلاَءِ فَقَالَ هُوَ ابْنُ الْعَلاَءِ بْنِ
اللَّجْلاَجِ. وَإِنَّمَا عَرَّفَهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
أغبط : الغبطة أن يرى
المغبوط فى حال حسنة فيتمناها دون زوالها عن المغبوط
996 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
حَدَّثَنَا حُسَامُ بْنُ الْمِصَكِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنِ تَخْرُجُ رَشْحًا وَلاَ أُحِبُّ مَوْتًا
كَمَوْتِ الْحِمَارِ ». قِيلَ وَمَا مَوْتُ الْحِمَارِ قَالَ « مَوْتُ الْفَجْأَةِ
».
__________
معانى بعض الكلمات :
الرشح : العرق
9 - باب (...) (9)
997 - حَدَّثَنَا
زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِىُّ عَنْ
تَمَّامِ بْنِ نَجِيحٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ حَافِظَيْنِ رَفَعَا إِلَى اللَّهِ مَا حَفِظَا مِنْ لَيْلٍ
أَوْ نَهَارٍ فَيَجِدُ اللَّهُ فِى أَوَّلِ الصَّحِيفَةِ وَفِى آخِرِ الصَّحِيفَةِ
خَيْرًا إِلاَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أُشْهِدُكُمْ أَنِّى قَدْ غَفَرْتُ
لِعَبْدِى مَا بَيْنَ طَرَفَىِ الصَّحِيفَةِ ».
10 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الْمُؤْمِنَ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ. (10)
998 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ
سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ لا نَعْرِفُ لِقَتَادَةَ سَمَاعًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بُرَيْدَةَ.
11 - باب (...) (11)
999 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ الْكُوفِىُّ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِى الْمَوْتِ فَقَالَ « كَيْفَ تَجِدُكَ
». قَالَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَرْجُو اللَّهَ وَإِنِّى أَخَافُ
ذُنُوبِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَجْتَمِعَانِ
فِى قَلْبِ عَبْدٍ فِى مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو
وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ
رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- مُرْسَلاً.
12 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ النَّعْىِ. (12)
1000 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِىُّ حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وَهَارُونُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
إِيَّاكُمْ وَالنَّعْىَ فَإِنَّ النَّعْىَ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ ». قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ وَالنَّعْىُ أَذَانٌ بِالْمَيِّتِ. وَفِى الْبَابِ عَنْ حُذَيْفَةَ.
1001 - حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْوَلِيدِ الْعَدَنِىُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ
وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ وَالنَّعْىُ أَذَانٌ بِالْمَيِّتِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَنْبَسَةَ عَنْ أَبِى حَمْزَةَ. وَأَبُو حَمْزَةَ
هُوَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِىِّ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ كَرِهَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ النَّعْىَ وَالنَّعْىُ عِنْدَهُمْ أَنْ يُنَادَى فِى
النَّاسِ أَنَّ فُلاَنًا مَاتَ لِيَشْهَدُوا جَنَازَتَهُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ بَأْسَ أَنْ يُعْلِمَ أَهْلَ قَرَابَتِهِ
وَإِخْوَانَهُ. وَرُوِىَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ قَالَ لاَ بَأْسَ بِأَنْ
يُعْلِمَ الرَّجُلُ قَرَابَتَهُ.
1002 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْسِىُّ عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى
الْعَبْسِىِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ إِذَا مِتُّ فَلاَ تُؤْذِنُوا
بِى أَحَدًا إِنِّى أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيًا فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَى عَنِ النَّعْىِ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
13 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الصَّبْرَ فِى الصَّدْمَةِ الأُولَى. (13)
1003 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ
بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
الصَّبْرُ فِى الصَّدْمَةِ الأُولَى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ
مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
1004 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِىِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ « الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى ». قَالَ هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
14 - باب مَا جَاءَ فِى
تَقْبِيلِ الْمَيِّتِ. (14)
1005 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ
مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ وَهُوَ يَبْكِى. أَوْ قَالَ عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ وَعَائِشَةَ قَالُوا إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ مَيِّتٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
15 - باب مَا جَاءَ فِى
غُسْلِ الْمَيِّتِ. (15)
1006 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ وَمَنْصُورٌ
وَهِشَامٌ فَأَمَّا خَالِدٌ وَهِشَامٌ فَقَالاَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَحَفْصَةَ وَقَالَ
مَنْصُورٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ تُوُفِّيَتْ إِحْدَى بَنَاتِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « اغْسِلْنَهَا وِتْرًا ثَلاَثًا أَوْ
خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ وَاغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ
وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِى الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا
فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِى ». فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا
حِقْوَهُ فَقَالَ « أَشْعِرْنَهَا بِهِ ». قَالَ هُشَيْمٌ وَفِى حَدِيثِ غَيْرِ
هَؤُلاَءِ وَلاَ أَدْرِى وَلَعَلَّ هِشَامًا مِنْهُمْ قَالَتْ وَضَفَّرْنَا
شَعْرَهَا ثَلاَثَةَ قُرُونٍ. قَالَ هُشَيْمٌ أَظُنُّهُ قَالَ فَأَلْقَيْنَاهُ
خَلْفَهَا. قَالَ هُشَيْمٌ فَحَدَّثَنَا خَالِدٌ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ عَنْ
حَفْصَةَ وَمُحَمَّدٍ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ وَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « وَابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ ». وَفِى الْبَابِ
عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أُمِّ عَطِيَّةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ أَنَّهُ قَالَ غُسْلُ الْمَيِّتِ كَالْغُسْلِ مِنَ
الْجَنَابَةِ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ لَيْسَ لِغُسْلِ الْمَيِّتِ عِنْدَنَا
حَدٌّ مُؤَقَّتٌ وَلَيْسَ لِذَلِكَ صِفَةٌ مَعْلُومَةٌ وَلَكِنْ يُطَهَّرُ.
وَقَالَ الشَّافِعِىُّ إِنَّمَا قَالَ مَالِكٌ قَوْلاً مُجْمَلاً يُغَسَّلُ
وَيُنْقَى وَإِذَا أُنْقِىَ الْمَيِّتُ بِمَاءٍ قَرَاحٍ أَوْ مَاءٍ غَيْرِهِ
أَجْزَأَ ذَلِكَ مِنْ غُسْلِهِ وَلَكِنْ أَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ يُغْسَلَ ثَلاَثًا
فَصَاعِدًا لاَ يُنْقَصُ عَنْ ثَلاَثٍ لِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا أَوْ خَمْسًا ». وَإِنْ أَنْقَوْا فِى أَقَلَّ
مِنْ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ أَجْزَأَ وَلاَ يَرَى أَنَّ قَوْلَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- إِنَّمَا هُوَ عَلَى مَعْنَى الإِنْقَاءِ ثَلاَثًا أَوْ خَمْسًا وَلَمْ
يُؤَقِّتْ. وَكَذَلِكَ قَالَ الْفُقَهَاءُ وَهُمْ أَعْلَمُ بِمَعَانِى الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَتَكُونُ الْغَسَلاَتُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَيَكُونُ
فِى الآخِرَةِ شَىْءٌ مِنْ كَافُورٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحقو : الإزار
أشعرنها : اجعلنه
شعارها والشعار هو الثوب الذى يلى الجسد
16 - باب فِى مَا جَاءَ
فِى الْمِسْكِ لِلْمَيِّتِ. (16)
1007 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَشَبَابَةُ قَالاَ حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ سَمِعَ أَبَا نَضْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى
سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1008 - حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ
جَعْفَرٍ عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- سُئِلَ عَنِ الْمِسْكِ فَقَالَ « هُوَ أَطْيَبُ طِيبِكُمْ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُوَ
قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَقَدْ كَرِهَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمِسْكَ لِلْمَيِّتِ.
قَالَ وَقَدْ رَوَاهُ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ أَيْضًا عَنْ أَبِى
نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ عَلِىٌّ
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ ثِقَةٌ. قَالَ
يَحْيَى خُلَيْدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثِقَةٌ.
17 - باب مَا جَاءَ فِى
الْغُسْلِ مِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ. (17)
1009 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مِنْ غُسْلِهِ
الْغُسْلُ وَمِنْ حَمْلِهِ الْوُضُوءُ ». يَعْنِى الْمَيِّتَ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَعَائِشَةَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ َقَدْ رُوِىَ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الَّذِى يُغَسِّلُ
الْمَيِّتَ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِذَا غَسَّلَ مَيِّتًا فَعَلَيْهِ الْغُسْلُ. وَقَالَ
بَعْضُهُمْ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَسْتَحِبُّ الْغُسْلَ مِنْ غُسْلِ
الْمَيِّتِ وَلاَ أَرَى ذَلِكَ وَاجِبًا. وَهَكَذَا قَالَ الشَّافِعِىُّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ
مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا أَرْجُو أَنْ لاَ يَجِبَ عَلَيْهِ الْغُسْلُ وَأَمَّا
الْوُضُوءُ فَأَقَلُّ مَا قِيلَ فِيهِ. وَقَالَ إِسْحَاقُ لاَ بُدَّ مِنَ
الْوُضُوءِ. قَالَ وَقَدْ رُوِىَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ
قَالَ لاَ بَأْسَ أَنْ لاَ يَغْتَسِلَ وَلاَ يَتَوَضَّأَ مَنْ غَسَّلَ الْمَيِّتَ.
18 - باب مَا يُسْتَحَبُّ
مِنَ الأَكْفَانِ. (18)
1010 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ
ثِيَابِكُمْ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ سَمُرَةَ
وَابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَهُوَ الَّذِى يَسْتَحِبُّهُ أَهْلُ الْعِلْمِ. وَقَالَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ أَحَبُّ إِلَىَّ أَنْ يُكَفَّنَ فِى ثِيَابِهِ الَّتِى كَانَ
يُصَلِّى فِيهَا. وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ أَحَبُّ الثِّيَابِ إِلَيْنَا أَنْ
يُكَفَّنَ فِيهَا الْبَيَاضُ وَيُسْتَحَبُّ حُسْنُ الْكَفَنِ.
19 - باب مِنْهُ. (19)
1011 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ
بْنُ عَمَّارٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ
أَبِى قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا وَلِىَ
أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ ». وَفِيهِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ سَلاَّمُ بْنُ أَبِى مُطِيعٍ فِى قَوْلِهِ
« وَلْيُحَسِّنْ أَحَدُكُمْ كَفَنَ أَخِيهِ » قَالَ هُوَ الصِّفَاقُ لَيْسَ
بِالْمُرْتَفِعِ.
20 - باب مَا جَاءَ فِى
كَفَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. (20)
1012 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُفِّنَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ يَمَانِيَةٍ
لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ. قَالَ فَذَكَرُوا لِعَائِشَةَ قَوْلَهُمْ فِى
ثَوْبَيْنِ وَبُرْدِ حِبَرَةٍ. فَقَالَتْ قَدْ أُتِىَ بِالْبُرْدِ وَلَكِنَّهُمْ
رَدُّوهُ وَلَمْ يُكَفِّنُوهُ فِيهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
برد : كساء مخطط
يلتحف به
الحبرة : ثوب من قطن
أو كتان يصنع باليمن
1013 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَفَّنَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
فِى نَمِرَةٍ فِى ثَوْبٍ وَاحِدٍ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَلِىٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَابْنِ عُمَرَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ فِى
كَفَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- رِوَايَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ وَحَدِيثُ عَائِشَةَ أَصَحُّ الأَحَادِيثِ الَّتِى
رُوِيَتْ فِى كَفَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ
عَائِشَةَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ. قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ يُكَفَّنُ الرَّجُلُ فِى
ثَلاَثِ أَثْوَابٍ إِنْ شِئْتَ فِى قَمِيصٍ وَلِفَافَتَيْنِ وَإِنْ شِئْتَ فِى
ثَلاَثِ لَفَائِفَ وَيُجْزِئُ ثَوْبٌ وَاحِدٌ إِنْ لَمْ يَجِدُوا ثَوْبَيْنِ
وَالثَّوْبَانِ يُجْزِيَانِ وَالثَّلاَثَةُ لِمَنْ وَجَدَهَا أَحَبُّ إِلَيْهِمْ.
وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. قَالُوا تُكَفَّنُ
الْمَرْأَةُ فِى خَمْسَةِ أَثْوَابٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
النمرة : كساء فيه
خطوط بيض وسود تلبسه الأعراب
21 - باب مَا جَاءَ فِى
الطَّعَامِ يُصْنَعُ لأَهْلِ الْمَيِّتِ. (21)
1014 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
جَعْفَرٍ قَالَ لَمَّا جَاءَ نَعْىُ جَعْفَرٍ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- « اصْنَعُوا لأَهْلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ
». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ شَىْءٌ
لِشُغْلِهِمْ بِالْمُصِيبَةِ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَجَعْفَرُ
بْنُ خَالِدٍ هُوَ ابْنُ سَارَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ.
22 - باب مَا جَاءَ فِى
النَّهْىِ عَنْ ضَرْبِ الْخُدُودِ وَشَقِّ الْجُيُوبِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. (22)
1015 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ
حَدَّثَنِى زُبَيْدٌ الأَيَامِىُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ وَضَرَبَ الْخُدُودَ
وَدَعَا بِدَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
23 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ النَّوْحِ. (23)
1016 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ الأَسَدِىُّ وَمَرْوَانُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِىِّ
عَنْ عَلِىِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِىِّ قَالَ مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ
يُقَالُ لَهُ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ فَنِيحَ عَلَيْهِ فَجَاءَ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ مَا
بَالُ النَّوْحِ فِى الإِسْلاَمِ أَمَا إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ عُذِّبَ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ ». وَفِى
الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَعَلِىٍّ وَأَبِى مُوسَى وَقَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَجُنَادَةَ بْنِ مَالِكٍ وَأَنَسٍ وَأُمِّ عَطِيَّةَ وَسَمُرَةَ
وَأَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ حَدِيثٌ
غَرِيبٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1017 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ
وَالْمَسْعُودِىُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِى الرَّبِيعِ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ
الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعَهُنَّ النَّاسُ النِّيَاحَةُ وَالطَّعْنُ فِى
الأَحْسَابِ وَالْعَدْوَى أَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِائَةَ بَعِيرٍ مَنْ
أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الأَوَّلَ وَالأَنْوَاءُ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الأنواء : جمع النوء
وهو المنزلة من منازل القمر وكانت العرب تنسب المطر إليها
24 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ. (24)
1018 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ
سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ
أَهْلِهِ عَلَيْهِ ». وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ الْبُكَاءَ عَلَى الْمَيِّتِ قَالُوا الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ
أَهْلِهِ عَلَيْهِ. وَذَهَبُوا إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ أَرْجُو إِنْ كَانَ يَنْهَاهُمْ فِى حَيَاتِهِ أَنْ لاَ يَكُونَ
عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَىْءٌ.
1019 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِى أَسِيدُ بْنُ
أَبِى أَسِيدٍ أَنَّ مُوسَى بْنَ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ أَخْبَرَهُ عَنْ
أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ مَيِّتٍ
يَمُوتُ فَيَقُومُ بَاكِيهِ فَيَقُولُ وَاجَبَلاَهُ وَاسَيِّدَاهُ أَوْ نَحْوَ
ذَلِكَ إِلاَّ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَلْهَزَانِهِ أَهَكَذَا كُنْتَ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
يلهز : يضرب ويدفع
25 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ فِى الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ. (25)
1020 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِىُّ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ
يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنَّهُ وَهِمَ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِرَجُلٍ مَاتَ يَهُودِيًّا « إِنَّ
الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ
وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ
عَنْ عَائِشَةَ.
وَقَدْ ذَهَبَ أَهْلُ
الْعِلْمِ إِلَى هَذَا وَتَأَوَّلُوا هَذِهِ الآيَةَ (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ
وِزْرَ أُخْرَى) وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ.
1021 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِى لَيْلَى
عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخَذَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى ابْنِهِ
إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَأَخَذَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- فَوَضَعَهُ فِى حِجْرِهِ فَبَكَى فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَتَبْكِى
أَوَلَمْ تَكُنْ نَهَيْتَ عَنِ الْبُكَاءِ قَالَ « لاَ وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ
صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشِ وُجُوهٍ
وَشَقِّ جُيُوبٍ وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ ». وَفِى الْحَدِيثِ كَلاَمٌ أَكْثَرُ مِنْ
هَذَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
خمش : خمشت المرأة
وجهها إذا قشرته بالأظفار
1022 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا
مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ
أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ إِنَّ
الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَىِّ عَلَيْهِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ غَفَرَ
اللَّهُ لأَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ وَلَكِنَّهُ
نَسِىَ أَوْ أَخْطَأَ إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى
يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا فَقَالَ « إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا
وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِى قَبْرِهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ.
26 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمَشْىِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ. (26)
1023 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ
وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ قَالُوا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ.
1024 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ عَنْ
هَمَّامٍ عَنْ مَنْصُورٍ وَبَكْرٍ الْكُوفِىِّ وَزِيَادٍ وَسُفْيَانَ كُلُّهُمْ
يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ
أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ
يَمْشُونَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ.
1025 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ
قَالَ كَانَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَمْشُونَ
أَمَامَ الْجَنَازَةِ. قَالَ الزُّهْرِىُّ وَأَخْبَرَنِى سَالِمٌ أَنَّ أَبَاهُ
كَانَ يَمْشِى أَمَامَ الْجَنَازَةِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ
هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. وَرَوَى
مَعْمَرٌ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَمَالِكٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ
عَنِ الزُّهْرِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَمْشِى أَمَامَ
الْجَنَازَةِ. قَالَ الزُّهْرِىُّ وَأَخْبَرَنِى سَالِمٌ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ
يَمْشِى أَمَامَ الْجَنَازَةِ. وَأَهْلُ الْحَدِيثِ كُلُّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ الْحَدِيثَ الْمُرْسَلَ
فِى ذَلِكَ أَصَحُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُوسَى يَقُولُ قَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ حَدِيثُ الزُّهْرِىِّ فِى هَذَا
مُرْسَلٌ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ َأَرَى
ابْنَ جُرَيْجٍ أَخَذَهُ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى
هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زِيَادٍ وَهُوَ ابْنُ سَعْدٍ
وَمَنْصُورٍ وَبَكْرٍ وَسُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ.
وَإِنَّمَا هُوَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ رَوَى عَنْهُ هَمَّامٌ. وَاخْتَلَفَ
أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الْمَشْىِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ
الْمَشْىَ أَمَامَهَا أَفْضَلُ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ. قَالَ وَحَدِيثُ
أَنَسٍ فِى هَذَا الْبَابِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
1026 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَمْشُونَ
أَمَامَ الْجَنَازَةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا
الْحَدِيثِ فَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ خَطَأٌ أَخْطَأَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
وَإِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجَنَازَةِ.
قَالَ الزُّهْرِىُّ
وَأَخْبَرَنِى سَالِمٌ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَمْشِى أَمَامَ الْجَنَازَةِ. قَالَ
مُحَمَّدٌ وَهَذَا أَصَحُّ.
27 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمَشْىِ خَلْفَ الْجَنَازَةِ. (27)
1027 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ
يَحْيَى إِمَامِ بَنِى تَيْمِ اللَّهِ عَنْ أَبِى مَاجِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ
الْمَشْىِ خَلْفَ الْجَنَازَةِ فَقَالَ « مَا دُونَ الْخَبَبِ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا عَجَّلْتُمُوهُ وَإِنْ
كَانَ شَرًّا فَلاَ يُبَعَّدُ إِلاَّ أَهْلُ النَّارِ الْجَنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلاَ
تَتْبَعُ وَلَيْسَ مِنْهَا مَنْ تَقَدَّمَهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
لاَ يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ. قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يُضَعِّفُ حَدِيثَ أَبِى
مَاجِدٍ هَذَا. وَقَالَ مُحَمَّدٌ قَالَ الْحُمَيْدِىُّ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ
قِيلَ لِيَحْيَى مَنْ أَبُو مَاجِدٍ هَذَا قَالَ طَائِرٌ طَارَ فَحَدَّثَنَا.
وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِلَى هَذَا رَأَوْا أَنَّ الْمَشْىَ خَلْفَهَا أَفْضَلُ.
وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَإِسْحَاقُ. قَالَ إِنَّ أَبَا مَاجِدٍ
رَجُلٌ مَجْهُولٌ لاَ يُعْرَفُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْهُ حَدِيثَانِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
وَيَحْيَى إِمَامُ بَنِى تَيْمِ اللَّهِ ثِقَةٌ يُكْنَى أَبَا الْحَارِثِ
وَيُقَالُ لَهُ يَحْيَى الْجَابِرُ وَيُقَالُ لَهُ يَحْيَى الْمُجْبِرُ أَيْضًا
وَهُوَ كُوفِىٌّ رَوَى لَهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَأَبُو الأَحْوَصِ
وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الخبب : نوع من العدو
28 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الرُّكُوبِ خَلْفَ الْجَنَازَةِ. (28)
1028 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ
أَبِى مَرْيَمَ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ َرَجْنَا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى جَنَازَةٍ فَرَأَى نَاسًا رُكْبَانًا
فَقَالَ « أَلاَ تَسْتَحْيُونَ إِنَّ مَلاَئِكَةَ اللَّهِ عَلَى أَقْدَامِهِمْ
وَأَنْتُمْ عَلَى ظُهُورِ الدَّوَابِّ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ثَوْبَانَ
قَدْ رُوِىَ عَنْهُ مَوْقُوفًا قَالَ مُحَمَّدٌ الْمَوْقُوفُ مِنْهُ أَصَحُّ.
29 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ فِى ذَلِكَ. (29)
1029 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ يَقُولُ كُنَّا مَعَ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى جَنَازَةِ أَبِى الدَّحْدَاحِ وَهُوَ عَلَى
فَرَسٍ لَهُ يَسْعَى وَنَحْنُ حَوْلَهُ وَهُوَ يَتَوَقَّصُ بِهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
يتوقص : يتوثب ويقارب
الخطو
1030 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْهَاشِمِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ عَنِ
الْجَرَّاحِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- اتَّبَعَ جَنَازَةَ أَبِى الدَّحْدَاحِ مَاشِيًا وَرَجَعَ عَلَى
فَرَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
30 - باب مَا جَاءَ فِى
الإِسْرَاعِ بِالْجَنَازَةِ. (30)
1031 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ فَإِنْ يَكُنْ خَيْرًا تُقَدِّمُوهَا
إِلَيْهِ وَإِنْ يَكُنْ شَرًّا تَضَعُوهُ عَنْ رِقَابِكُمْ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ
أَبِى بَكْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
31 - باب مَا جَاءَ فِى
قَتْلَى أُحُدٍ وَذِكْرِ حَمْزَةَ. (31)
1032 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- عَلَى حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ
فَقَالَ « لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِى نَفْسِهَا لَتَرَكْتُهُ حَتَّى
تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ حَتَّى يُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطُونِهَا ».
قَالَ ثُمَّ دَعَا بِنَمِرَةٍ فَكَفَّنَهُ فِيهَا فَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى
رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلاَهُ وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ.
قَالَ فَكَثُرَ الْقَتْلَى وَقَلَّتِ الثِّيَابُ. قَالَ فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ
وَالثَّلاَثَةُ فِى الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ثُمَّ يُدْفَنُونَ فِى قَبْرٍ وَاحِدٍ
فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَسْأَلُ عَنْهُمْ « أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا ». فَيُقَدِّمُهُ
إِلَى الْقِبْلَةِ. قَالَ فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ
يُصَلِّ عَلَيْهِمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. النَّمِرَةُ
الْكِسَاءُ الْخَلَقُ. وَقَدْ خُولِفَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فِى رِوَايَةِ هَذَا
الْحَدِيثِ فَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَى
مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ جَابِرٍ.
وَلاَ نَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَهُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ أُسَامَةَ
بْنَ زَيْدٍ. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ حَدِيثُ
اللَّيْثِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ
عَنْ جَابِرٍ أَصَحُّ.
__________
معانى بعض الكلمات :
العافية : كل طالب
رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر
النمرة : كساء فيه
خطوط بيض وسود تلبسه الأعراب
32 - باب آخَرُ. (32)
1033 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُسْلِمٍ الأَعْوَرِ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَازَةَ وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ وَيُجِيبُ
دَعْوَةَ الْعَبْدِ وَكَانَ يَوْمَ بَنِى قُرَيْظَةَ عَلَى حِمَارٍ مَخْطُومٍ
بِحَبْلٍ مِنْ لِيفٍ عَلَيْهِ إِكَافُ لِيفٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ. وَمُسْلِمٌ الأَعْوَرُ
يُضَعَّفُ وَهُوَ مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الْمُلاَئِىُّ تُكُلِّمَ فِيهِ وَقَدْ
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الإكاف : البرذعة
33 - باب (...) (33)
1034 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى
بَكْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اخْتَلَفُوا فِى دَفْنِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ
سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا مَا نَسِيتُهُ قَالَ
« مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ فِى الْمَوْضِعِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ
يُدْفَنَ فِيهِ ». ادْفِنُوهُ فِى مَوْضِعِ فِرَاشِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ الْمُلَيْكِىُّ يُضَعَّفُ مِنْ
قِبَلِ حِفْظِهِ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ
فَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- أَيْضًا.
34 - باب آخَرُ. (34)
1035 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ
الْمَكِّىِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ « اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ عِمْرَانُ
بْنُ أَنَسٍ الْمَكِّىُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ عَطَاءٍ
عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِى أَنَسٍ مِصْرِىٌّ أَقْدَمُ وَأَثْبَتُ
مِنْ عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ الْمَكِّىِّ.
35 - باب مَا جَاءَ فِى
الْجُلُوسِ قَبْلَ أَنْ تُوضَعَ. (35)
1036 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى عَنْ بِشْرِ بْنِ
رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ جُنَادَةَ بْنِ أَبِى
أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اتَّبَعَ الْجَنَازَةَ لَمْ يَقْعُدْ
حَتَّى تُوضَعَ فِى اللَّحْدِ فَعَرَضَ لَهُ حَبْرٌ فَقَالَ هَكَذَا نَصْنَعُ يَا
مُحَمَّدُ. قَالَ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ «
خَالِفُوهُمْ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَبِشْرُ بْنُ رَافِعٍ
لَيْسَ بِالْقَوِىِّ فِى الْحَدِيثِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحبر : عالم من
علماء اليهود
36 - باب فَضْلِ
الْمُصِيبَةِ إِذَا احْتَسَبَ. (36)
1037 - حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِى سِنَانٍ قَالَ دَفَنْتُ ابْنِى سِنَانًا وَأَبُو
طَلْحَةَ الْخَوْلاَنِىُّ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَلَمَّا أَرَدْتُ
الْخُرُوجَ أَخَذَ بِيَدِى فَقَالَ أَلاَ أُبَشِّرُكَ يَا أَبَا سِنَانٍ. قُلْتُ
بَلَى. فَقَالَ حَدَّثَنِى الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَرْزَبٍ
عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ « إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ قَبَضْتُمْ
وَلَدَ عَبْدِى. فَيَقُولُونَ نَعَمْ. فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ. فَيَقُولُونَ
نَعَمْ. فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِى فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ.
فَيَقُولُ اللَّهُ ابْنُوا لِعَبْدِى بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ
الْحَمْدِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الشفير : الطرف
37 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ. (37)
1038 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا
مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَى النَّجَاشِىِّ فَكَبَّرَ أَرْبَعًا. قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ أَبِى أَوْفَى وَجَابِرٍ وَيَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ
وَأَنَسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَيَزِيدُ بْنُ ثَابِتٍ هُوَ أَخُو زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ شَهِدَ بَدْرًا وَزَيْدٌ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يَرَوْنَ التَّكْبِيرَ عَلَى الْجَنَازَةِ أَرْبَعَ
تَكْبِيرَاتٍ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ
وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
1039 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا
شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى لَيْلَى
قَالَ كَانَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ يُكَبِّرُ عَلَى جَنَائِزِنَا أَرْبَعًا
وَإِنَّهُ كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ خَمْسًا فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُكَبِّرُهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ رَأَوُا التَّكْبِيرَ عَلَى الْجَنَازَةِ خَمْسًا. وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ
إِذَا كَبَّرَ الإِمَامُ عَلَى الْجَنَازَةِ خَمْسًا فَإِنَّهُ يُتَّبَعُ
الإِمَامُ.
38 - باب مَا يَقُولُ فِى
الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ. (38)
1040 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ حَدَّثَنِى أَبُو إِبْرَاهِيمَ الأَشْهَلِىُّ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا صَلَّى
عَلَى الْجَنَازَةِ قَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَشَاهِدِنَا
وَغَائِبِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا ».
1041 - قَالَ
يَحْيَى وَحَدَّثَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَ ذَلِكَ وَزَادَ فِيهِ «
اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلاَمِ وَمَنْ
تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
وَعَائِشَةَ وَأَبِى قَتَادَةَ وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَجَابِرٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ وَالِدِ أَبِى إِبْرَاهِيمَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرَوَى هِشَامٌ
الدَّسْتَوَائِىُّ وَعَلِىُّ بْنُ الْمُبَارَكِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. وَرَوَى عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ يَحْيَى
بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-. وَحَدِيثُ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَعِكْرِمَةُ
رُبَّمَا يَهِمُ فِى حَدِيثِ يَحْيَى. وَرُوِىَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ أَصَحُّ
الرِّوَايَاتِ فِى هَذَا حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى
إِبْرَاهِيمَ الأَشْهَلِىِّ عَنْ أَبِيهِ. وَسَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِ أَبِى
إِبْرَاهِيمَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ.
1042 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- يُصَلِّى عَلَى مَيِّتٍ فَفَهِمْتُ مِنْ صَلاَتِهِ عَلَيْهِ «
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَاغْسِلْهُ بِالْبَرَدِ وَاغْسِلْهُ كَمَا
يُغْسَلُ الثَّوْبُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَصَحُّ شَىْءٍ فِى هَذَا الْبَابِ هَذَا الْحَدِيثُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
البرد : الماء الجامد
ينزل من السماء قطعا صغارا
39 - باب مَا جَاءَ فِى
الْقِرَاءَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. (39)
1043 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عُثْمَانَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَرَأَ عَلَى الْجَنَازَةِ بِفَاتِحَةِ
الْكِتَابِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَلِكَ الْقَوِىِّ. إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عُثْمَانَ هُوَ أَبُو شَيْبَةَ الْوَاسِطِىُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ مِنَ السُّنَّةِ الْقِرَاءَةُ عَلَى
الْجَنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
1044 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ ابْنَ
عَبَّاسٍ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ
إِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ أَوْ مِنْ تَمَامِ السُّنَّةِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يَخْتَارُونَ أَنْ
يُقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى. وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ
يُقْرَأُ فِى الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ إِنَّمَا هُوَ ثَنَاءٌ عَلَى اللَّهِ
وَالصَّلاَةُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَالدُّعَاءُ لِلْمَيِّتِ.
وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
وَطَلْحَةُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ هُوَ ابْنُ أَخِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ
رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِىُّ.
40 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ وَالشَّفَاعَةِ لِلْمَيِّتِ. (40)
1045 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَيُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ
مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِىِّ قَالَ كَانَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ
إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَتَقَالَّ النَّاسَ عَلَيْهَا جَزَّأَهُمْ
ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلاَثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ حَبِيبَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَمَيْمُونَةَ زَوْجِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ مَالِكِ بْنِ
هُبَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ وَأَدْخَلَ بَيْنَ
مَرْثَدٍ وَمَالِكِ بْنِ هُبَيْرَةَ رَجُلاً. وَرِوَايَةُ هَؤُلاَءِ أَصَحُّ عِنْدَنَا.
1046 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِىُّ عَنْ أَيُّوبَ. وَحَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَعَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
يَزِيدَ رَضِيعٌ كَانَ لِعَائِشَةَ - عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ
يَمُوتُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَتُصَلِّى عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
يَبْلُغُونَ أَنْ يَكُونُوا مِائَةً فَيَشْفَعُوا لَهُ إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ ».
وَقَالَ عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ فِى حَدِيثِهِ « مِائَةً فَمَا فَوْقَهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ أَوْقَفَهُ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
41 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ
غُرُوبِهَا. (41)
1047 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَىِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّىَ فِيهِنَّ أَوْ نَقْبُرَ
فِيهِنَّ مَوْتَانَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ
وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ
لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يَكْرَهُونَ الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنَازَةِ فِى هَذِهِ
السَّاعَاتِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ نَقْبُرَ
فِيهِنَّ مَوْتَانَا. يَعْنِى الصَّلاَةَ عَلَى الْجَنَازَةِ. وَكَرِهَ الصَّلاَةَ
عَلَى الْجَنَازَةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا وَإِذَا
انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ. قَالَ الشَّافِعِىُّ لاَ بَأْسَ بِالصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ فِى السَّاعَاتِ
الَّتِى تُكْرَهُ فِيهِنَّ الصَّلاَةُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
تضيف : تميل
42 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ عَلَى الأَطْفَالِ. (42)
1048 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ آدَمَ ابْنُ بِنْتِ أَزْهَرَ السَّمَّانِ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ زِيَادِ
بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الرَّاكِبُ خَلْفَ الْجَنَازَةِ وَالْمَاشِى حَيْثُ شَاءَ
مِنْهَا وَالطِّفْلُ يُصَلَّى عَلَيْهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ. وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ قَالُوا يُصَلَّى عَلَى الطِّفْلِ
وَإِنْ لَمْ يَسْتَهِلَّ بَعْدَ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّهُ خُلِقَ. وَهُوَ قَوْلُ
أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
43 - باب مَا جَاءَ فِى
تَرْكِ الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنِينِ حَتَّى يَسْتَهِلَّ. (43)
1049 - حَدَّثَنَا
أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ
الْوَاسِطِىُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّىِّ عَنْ أَبِى
الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الطِّفْلُ
لاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَلاَ يَرِثُ وَلاَ يُورَثُ حَتَّى يَسْتَهِلَّ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ قَدِ اضْطَرَبَ النَّاسُ فِيهِ فَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ
عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مَرْفُوعًا.
وَرَوَى أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرٍ مَوْقُوفًا. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى
رَبَاحٍ عَنْ جَابِرٍ مَوْقُوفًا. وَكَأَنَّ هَذَا أَصَحُّ مِنَ الْحَدِيثِ
الْمَرْفُوعِ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا قَالُوا لاَ
يُصَلَّى عَلَى الطِّفْلِ حَتَّى يَسْتَهِلَّ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ
وَالشَّافِعِىِّ.
44 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ عَلَى الْمَيِّتِ فِى الْمَسْجِدِ. (44)
1050 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ
الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِى الْمَسْجِدِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
قَالَ الشَّافِعِىُّ قَالَ مَالِكٌ لاَ يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ فِى
الْمَسْجِدِ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ فِى الْمَسْجِدِ.
وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
45 - باب مَا جَاءَ أَيْنَ
يَقُومُ الإِمَامُ مِنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ (45)
1051 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِى
غَالِبٍ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَلَى جَنَازَةِ رَجُلٍ فَقَامَ
حِيَالَ رَأْسِهِ ثُمَّ جَاءُوا بِجَنَازَةِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا
يَا أَبَا حَمْزَةَ صَلِّ عَلَيْهَا. فَقَامَ حِيَالَ وَسَطِ السَّرِيرِ. فَقَالَ
لَهُ الْعَلاَءُ بْنُ زِيَادٍ هَكَذَا رَأَيْتَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
قَامَ عَلَى الْجَنَازَةِ مُقَامَكَ مِنْهَا وَمِنَ الرَّجُلِ مُقَامَكَ مِنْهُ قَالَ
نَعَمْ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ احْفَظُوا. وَفِى الْبَابِ عَنْ سَمُرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَنَسٍ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ هَمَّامٍ
مِثْلَ هَذَا. وَرَوَى وَكِيعٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هَمَّامٍ فَوَهِمَ فِيهِ
فَقَالَ عَنْ غَالِبٍ عَنْ أَنَسٍ. وَالصَّحِيحُ عَنْ أَبِى غَالِبٍ. وَقَدْ رَوَى
هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِى
غَالِبٍ مِثْلَ رِوَايَةِ هَمَّامٍ. وَاخْتَلَفُوا فِى اسْمِ أَبِى غَالِبٍ هَذَا فَقَالَ
بَعْضُهُمْ يُقَالُ اسْمُهُ نَافِعٌ وَيُقَالُ رَافِعٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
1052 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَالْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَى
امْرَأَةٍ فَقَامَ وَسَطَهَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ
رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ.
46 - باب مَا جَاءَ فِى
تَرْكِ الصَّلاَةِ عَلَى الشَّهِيدِ. (46)
1053 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ
قَتْلَى أُحُدٍ فِى الثَّوْبِ الْوَاحِدِ ثُمَّ يَقُولُ « أَيُّهُمَا أَكْثَرُ
أَخْذًا لِلْقُرْآنِ ». فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِى
اللَّحْدِ وَقَالَ « أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِى دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ وَلَمْ
يُغَسَّلُوا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرُوِىَ عَنِ الزُّهْرِىِّ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِى صُعَيْرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم-. وَمِنْهُمْ مَنْ ذَكَرَهُ عَنْ جَابِرٍ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ
الْعِلْمِ فِى الصَّلاَةِ عَلَى الشَّهِيدِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ يُصَلَّى عَلَى
الشَّهِيدِ. وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِىُّ
وَأَحْمَدُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُصَلَّى عَلَى الشَّهِيدِ. وَاحْتَجُّوا
بِحَدِيثِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ صَلَّى عَلَى حَمْزَةَ. وَهُوَ
قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَبِهِ يَقُولُ إِسْحَاقُ.
47 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ عَلَى الْقَبْرِ. (47)
1054 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِىُّ
حَدَّثَنَا الشَّعْبِىُّ أَخْبَرَنِى مَنْ رَأَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
وَرَأَى قَبْرًا مُنْتَبِذًا فَصَفَّ أَصْحَابَهُ خَلْفَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ
فَقِيلَ لَهُ مَنْ أَخْبَرَكَهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَنَسٍ وَبُرَيْدَةَ وَيَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعَامِرِ
بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبِى قَتَادَةَ وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يُصَلَّى عَلَى الْقَبْرِ.
وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ إِذَا
دُفِنَ الْمَيِّتُ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ صُلِّىَ عَلَى الْقَبْرِ. وَرَأَى
ابْنُ الْمُبَارَكِ الصَّلاَةَ عَلَى الْقَبْرِ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ
يُصَلَّى عَلَى الْقَبْرِ إِلَى شَهْرٍ. وَقَالاَ أَكْثَرُ مَا سَمِعْنَا عَنِ
ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- صَلَّى عَلَى قَبْرِ أُمِّ
سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ بَعْدَ شَهْرٍ.
1055 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى
عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أُمَّ سَعْدٍ
مَاتَتْ وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- غَائِبٌ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى
عَلَيْهَا وَقَدْ مَضَى لِذَلِكَ شَهْرٌ.
48 - باب مَا جَاءَ فِى
صَلاَةِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى النَّجَاشِىِّ. (48)
1056 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ َحْيَى بْنُ خَلَفٍ وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ عَنْ أَبِى الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ لَنَا
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِىَّ قَدْ مَاتَ
فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ ». قَالَ فَقُمْنَا فَصَفَفْنَا كَمَا يُصَفُّ عَلَى
الْمَيِّتِ وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ. وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِى سَعِيدٍ
وَحُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو
قِلاَبَةَ عَنْ عَمِّهِ أَبِى الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. وَأَبُو
الْمُهَلَّبِ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو وَيُقَالُ مُعَاوِيَةُ بْنُ
عَمْرٍو.
49 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ. (49)
1057 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ
تَبِعَهَا حَتَّى يُقْضَى دَفْنُهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ أَحَدُهُمَا أَوْ
أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ ». فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لاِبْنِ عُمَرَ فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ
فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ
لَقَدْ فَرَّطْنَا فِى قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ. وَفِى الْبَابِ عَنِ الْبَرَاءِ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى سَعِيدٍ
وَأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ وَابْنِ عُمَرَ وَثَوْبَانَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . قَدْ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
50 - باب آخَرُ. (50)
1058 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ
بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْمُهَزَّمِ قَالَ صَحِبْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ عَشْرَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً وَحَمَلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ
فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ مِنْ حَقِّهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ.
وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ
بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَأَبُو الْمُهَزَّمِ اسْمُهُ يَزِيدُ
بْنُ سُفْيَانَ وَضَعَّفَهُ شُعْبَةُ.
51 - باب مَا جَاءَ فِى
الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ. (51)
1059 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم-.
1060 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عَامِرِ
بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا
رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ أَوْ تُوضَعَ ».
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَجَابِرٍ وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَامِرِ
بْنِ رَبِيعَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1061 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ
الْحُلْوَانِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ
الدَّسْتَوَائِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ
أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا لَهَا فَمَنْ تَبِعَهَا فَلاَ
يَقْعُدَنَّ حَتَّى تُوضَعَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى سَعِيدٍ فِى
هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ
قَالاَ مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلاَ يَقْعُدَنَّ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ أَعْنَاقِ الرِّجَالِ.
وَقَدْ رُوِىَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَقَدَّمُونَ الْجَنَازَةَ
فَيَقْعُدُونَ قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِىَ إِلَيْهِمُ الْجَنَازَةُ. وَهُوَ قَوْلُ
الشَّافِعِىِّ.
52 - باب الرُّخْصَةِ فِى
تَرْكِ الْقِيَامِ لَهَا. (52)
1062 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ
وَاقِدٍ وَهُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ
جُبَيْرٍ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّهُ
ذُكِرَ الْقِيَامُ فِى الْجَنَائِزِ حَتَّى تُوضَعَ فَقَالَ عَلِىٌّ قَامَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ قَعَدَ. وَفِى الْبَابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
عَلِىٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَفِيهِ رِوَايَةُ
أَرْبَعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ الشَّافِعِىُّ
وَهَذَا أَصَحُّ شَىْءٍ فِى هَذَا الْبَابِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ نَاسِخٌ
لِلْحَدِيثِ الأَوَّلِ « إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ فَقُومُوا ». وَقَالَ
أَحْمَدُ إِنْ شَاءَ قَامَ وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَقُمْ. وَاحْتَجَّ بِأَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ رُوِىَ عَنْهُ أَنَّهُ قَامَ ثُمَّ قَعَدَ.
وَهَكَذَا قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو عِيسَى مَعْنَى قَوْلِ
عَلِىٍّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الْجَنَازَةِ ثُمَّ
قَعَدَ. يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا رَأَى
الْجَنَازَةَ قَامَ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ بَعْدُ فَكَانَ لاَ يَقُومُ إِذَا رَأَى الْجَنَازَةَ.
53 - باب مَا جَاءَ فِى
قَوْلِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا
». (53)
1063 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ وَنَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِىُّ وَيُوسُفُ بْنُ
مُوسَى الْقَطَّانُ الْبَغْدَادِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ عَنْ
عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّحْدُ لَنَا
وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا ». وَفِى الْبَابِ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَائِشَةَ وَابْنِ
عُمَرَ وَجَابِرٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
54 - باب مَا يَقُولُ
إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ. (54)
1064 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ حَدَّثَنَا
الْحَجَّاجُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- كَانَ إِذَا أُدْخِلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ - وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ مَرَّةً
إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِى لَحْدِهِ قَالَ مَرَّةً « بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ
وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ». وَقَالَ مَرَّةً « بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ
وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وَقَدْ رُوِىَ هَذَا الْحَدِيثُ
مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-. وَرَوَاهُ أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِىُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ رُوِىَ عَنْ أَبِى الصِّدِّيقِ
النَّاجِىِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا أَيْضًا.
55 - باب مَا جَاءَ فِى
الثَّوْبِ الْوَاحِدِ يُلْقَى تَحْتَ الْمَيِّتِ فِى الْقَبْرِ. (55)
1065 - حَدَّثَنَا
زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
فَرْقَدٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ الَّذِى
أَلْحَدَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَبُو طَلْحَةَ وَالَّذِى
أَلْقَى الْقَطِيفَةَ تَحْتَهُ شُقْرَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم-. قَالَ جَعْفَرٌ وَأَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى رَافِعٍ قَالَ
سَمِعْتُ شُقْرَانَ يَقُولُ أَنَا وَاللَّهِ طَرَحْتُ الْقَطِيفَةَ تَحْتَ رَسُولِ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى الْقَبْرِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ شُقْرَانَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى
عَلِىُّ بْنُ الْمَدِينِىِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ فَرْقَدٍ هَذَا الْحَدِيثَ.
1066 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ
أَبِى حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جُعِلَ فِى قَبْرِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ.
1067 - قَالَ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ فِى مَوْضِعٍ آخَرَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ وَيَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى جَمْرَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَهَذَا أَصَحُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ
عَنْ أَبِى حَمْزَةَ الْقَصَّابِ وَاسْمُهُ عِمْرَانُ بْنُ أَبِى عَطَاءٍ وَرُوِىَ
عَنْ أَبِى جَمْرَةَ الضُّبَعِىِّ وَاسْمُهُ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ وَكِلاَهُمَا
مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَدْ رُوِىَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَرِهَ
أَنْ يُلْقَى تَحْتَ الْمَيِّتِ فِى الْقَبْرِ شَىْءٌ. وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ.
56 - باب مَا جَاءَ فِى
تَسْوِيَةِ الْقُبُورِ. (56)
1068 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ أَنَّ عَلِيًّا
قَالَ لأَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى بِهِ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنْ لاَ تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ وَلاَ
تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ
الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ أَنْ يُرْفَعَ الْقَبْرُ فَوْقَ الأَرْضِ.
قَالَ الشَّافِعِىُّ
أَكْرَهُ أَنْ يُرْفَعَ الْقَبْرُ إِلاَّ بِقَدْرِ مَا يُعْرَفُ أَنَّهُ قَبْرٌ
لِكَيْلاَ يُوطَأَ وَلاَ يُجْلَسَ عَلَيْهِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المشرف : المرتفع من
الأرض
57 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْمَشْىِ عَلَى الْقُبُورِ وَالْجُلُوسِ عَلَيْهَا وَالصَّلاَةِ
إِلَيْهَا. (57)
1069 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى
إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىِّ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَنْ أَبِى مَرْثَدٍ
الْغَنَوِىِّ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَجْلِسُوا عَلَى
الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ وَعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَبَشِيرِ ابْنِ الْخَصَاصِيَةِ.
1070 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
1071 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ وَأَبُو عَمَّارٍ قَالاَ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ عَنْ أَبِى مَرْثَدٍ
الْغَنَوِىِّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ.
وَلَيْسَ فِيهِ عَنْ
أَبِى إِدْرِيسَ وَهَذَا الصَّحِيحُ. قَالَ أَبُو عِيسَى قَالَ مُحَمَّدٌ وَحَدِيثُ ابْنِ الْمُبَارَكِ
خَطَأٌ أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَزَادَ فِيهِ عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىِّ
وَإِنَّمَا هُوَ بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ
هَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ
وَلَيْسَ فِيهِ عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىِّ وَبُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ قَدْ سَمِعَ مِنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ.
58 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ تَجْصِيصِ الْقُبُورِ وَالْكِتَابَةِ عَلَيْهَا. (58)
1072 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرٍ قَالَ نَهَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ تُجَصَّصَ الْقُبُورُ
وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهَا وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا وَأَنْ تُوطَأَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ قَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ
جَابِرٍ. وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمُ الْحَسَنُ الْبَصْرِىُّ
فِى تَطْيِينِ الْقُبُورِ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ لاَ بَأْسَ أَنْ يُطَيَّنَ الْقَبْرُ.
59 - باب مَا يَقُولُ
الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ الْمَقَابِرَ. (59)
1073 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ أَبِى كُدَيْنَةَ عَنْ
قَابُوسِ بْنِ أَبِى ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِقُبُورِ الْمَدِينَةِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ « السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ أَنْتُمْ
سَلَفُنَا وَنَحْنُ بِالأَثَرِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ بُرَيْدَةَ
وَعَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَأَبُو كُدَيْنَةَ اسْمُهُ
يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ وَأَبُو ظَبْيَانَ اسْمُهُ حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ.
60 - باب مَا جَاءَ فِى
الرُّخْصَةِ فِى زِيَارَةِ الْقُبُورِ. (60)
1074 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ
الْخَلاَّلُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ
فَقَدْ أُذِنَ لِمُحَمَّدٍ فِى زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا
تُذَكِّرُ الآخِرَةَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَابْنِ
مَسْعُودٍ وَأَنَسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ بُرَيْدَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ
بِزِيَارَةِ الْقُبُورِ بَأْسًا. وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ
وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
61 - باب مَا جَاءَ فِى
زِيَارَةِ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ. (61)
1075 - حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ تُوُفِّىَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِى بَكْرٍ بِحُبْشِىٍّ. قَالَ فَحُمِلَ إِلَى مَكَّةَ فَدُفِنَ فِيهَا
فَلَمَّا قَدِمَتْ عَائِشَةُ أَتَتْ قَبْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ
فَقَالَتْ وَكُنَّا كَنَدْمَانَىْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ
لَنْ يَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّى وَمَالِكًا لِطُولِ اجْتِمَاعٍ
لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا ثُمَّ قَالَتْ وَاللَّهِ لَوْ حَضَرْتُكَ مَا دُفِنْتَ
إِلاَّ حَيْثُ مُتَّ وَلَوْ شَهِدْتُكَ مَا زُرْتُكَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الندمانى : جمع
الندمان وهو الذى يرافقك ويشاربك
62 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ زِيَارَةِ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ . (62)
1076 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ. قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ
أَنْ يُرَخِّصَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى زِيَارَةِ الْقُبُورِ
فَلَمَّا رَخَّصَ دَخَلَ فِى رُخْصَتِهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ. وَقَالَ
بَعْضُهُمْ إِنَّمَا كُرِهَ زِيَارَةُ الْقُبُورِ لِلنِّسَاءِ لِقِلَّةِ
صَبْرِهِنَّ وَكَثْرَةِ جَزَعِهِنَّ.
63 - باب مَا جَاءَ فِى
الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ. (63)
1077 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو السَّوَّاقُ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ الْيَمَانِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ
أَرْطَاةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- دَخَلَ قَبْرًا لَيْلاً فَأُسْرِجَ لَهُ سِرَاجٌ فَأَخَذَهُ مِنْ قِبَلِ
الْقِبْلَةِ وَقَالَ « رَحِمَكَ اللَّهُ إِنْ كُنْتَ لأَوَّاهًا تَلاَّءً
لِلْقُرْآنِ ». وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ
وَيَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ وَهُوَ أَخُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَكْبَرُ مِنْهُ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ إِلَى هَذَا وَقَالُوا يُدْخَلُ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مِنْ قِبَلِ
الْقِبْلَةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُسَلُّ سَلاًّ. وَرَخَّصَ أَكْثَرُ أَهْلِ
الْعِلْمِ فِى الدَّفْنِ بِاللَّيْلِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
السل : انتزاع الشىء
فى رفق
64 - باب مَا جَاءَ فِى
الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَى الْمَيِّتِ. (64)
1078 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ
عَنْ أَنَسٍ قَالَ مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِجَنَازَةٍ
فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
وَجَبَتْ ». ثُمَّ قَالَ « أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِى الأَرْضِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عُمَرَ وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1079 - حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مُوسَى وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ قَالاَ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِىُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِى الْفُرَاتِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ الدِّيلِىِّ
قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَمَرُّوا
بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ وَجَبَتْ. فَقُلْتُ
لِعُمَرَ وَمَا وَجَبَتْ قَالَ أَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاَثَةٌ إِلاَّ وَجَبَتْ
لَهُ الْجَنَّةُ ». قَالَ قُلْنَا وَاثْنَانِ قَالَ « وَاثْنَانِ ». قَالَ وَلَمْ
نَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْوَاحِدِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو الأَسْوَدِ الدِّيلِىُّ
اسْمُهُ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ.
65 - باب مَا جَاءَ فِى
ثَوَابِ مَنْ قَدَّمَ وَلَدًا. (65)
1080 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ح وَحَدَّثَنَا الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا
مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ « لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ
فَتَمَسَّهُ النَّارُ إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ
عُمَرَ وَمُعَاذٍ وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ وَأُمِّ سُلَيْمٍ
وَجَابِرٍ وَأَنَسٍ وَأَبِى ذَرٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِىِّ
وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَأَبِى سَعِيدٍ وَقُرَّةَ بْنِ إِيَاسٍ
الْمُزَنِىِّ. قَالَ وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِىُّ لَهُ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- حَدِيثٌ وَاحِدٌ هُوَ هَذَا الْحَدِيثُ وَلَيْسَ هُوَ
الْخُشَنِىَّ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
1081 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِى مُحَمَّدٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ قَدَّمَ ثَلاَثَةً لَمْ يَبْلُغُوا
الْحُلُمَ كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ ». قَالَ أَبُو ذَرٍّ قَدَّمْتُ
اثْنَيْنِ. قَالَ « وَاثْنَيْنِ ». فَقَالَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ سَيِّدُ
الْقُرَّاءِ قَدَّمْتُ وَاحِدًا قَالَ « وَوَاحِدًا وَلَكِنْ إِنَّمَا ذَاكَ
عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
وَأَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ.
1082 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ وَأَبُو الْخَطَّابِ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى
الْبَصْرِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِىُّ قَالَ
سَمِعْتُ جَدِّى أَبَا أُمِّى سِمَاكَ بْنَ الْوَلِيدِ الْحَنَفِىَّ يُحَدِّثُ
أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِى أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهِمَا الْجَنَّةَ ».
فَقَالَتْ لَهُ
عَائِشَةُ فَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ قَالَ « وَمَنْ كَانَ لَهُ
فَرَطٌ يَا مُوَفَّقَةُ ». قَالَتْ فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ
قَالَ « فَأَنَا فَرَطُ أُمَّتِى لَنْ يُصَابُوا بِمِثْلِى ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ رَبِّهِ
بْنِ بَارِقٍ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الفرَط : صغار الرجل
ما لم يدركوا
1083 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُرَابِطِىُّ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ
أَنْبَأَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
وَسِمَاكُ بْنُ
الْوَلِيدِ هُوَ أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِىُّ.
66 - باب مَا جَاءَ فِى
الشُّهَدَاءِ مَنْ هُمْ (66)
1084 - حَدَّثَنَا
الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ ح وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُمَىٍّ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الشُّهَدَاءُ خَمْسٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ
وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَنَسٍ وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ وَجَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ وَخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ
وَسُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ وَأَبِى مُوسَى وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1085 - حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِىُّ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا
أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِىُّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ
السَّبِيعِىِّ قَالَ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ لِخَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ
أَوْ خَالِدٌ لِسُلَيْمَانَ أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَقُولُ « مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِى قَبْرِهِ ». فَقَالَ
أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ نَعَمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ فِى هَذَا الْبَابِ وَقَدْ
رُوِىَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ.
67 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْفِرَارِ مِنَ الطَّاعُونِ. (67)
1086 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- ذَكَرَ الطَّاعُونَ فَقَالَ « بَقِيَّةُ رِجْزٍ - أَوْ عَذَابٍ أُرْسِلَ
عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ
بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا فَلاَ
تَهْبِطُوا عَلَيْهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سَعْدٍ وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَجَابِرٍ وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
68 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ. (68)
1087 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مِقْدَامٍ أَبُو الأَشْعَثِ الْعِجْلِىُّ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ
عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ
أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ
كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى مُوسَى وَأَبِى هُرَيْرَةَ
وَعَائِشَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1088 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ ح قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ
زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا
ذَكَرَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ أَحَبَّ
لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ
اللَّهُ لِقَاءَهُ ». قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ.
قَالَ « لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ
وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ
وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ كَرِهَ لِقَاءَ
اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
69 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ. (69)
1089 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ نَفْسَهُ
فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى هَذَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ
يُصَلَّى عَلَى كُلِّ مَنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَةِ وَعَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ.
وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ أَحْمَدُ لاَ يُصَلِّى الإِمَامُ
عَلَى قَاتِلِ النَّفْسِ وَيُصَلِّى عَلَيْهِ غَيْرُ الإِمَامِ.
70 - باب مَا جَاءَ فِى
الصَّلاَةِ عَلَى الْمَدْيُونِ. (70)
1090 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
أَبِى قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
أُتِىَ بِرَجُلٍ لِيُصَلِّىَ عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «
صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَإِنَّ عَلَيْهِ دَيْنًا ». قَالَ أَبُو قَتَادَةَ
هُوَ عَلَىَّ.
فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بِالْوَفَاءِ ». قَالَ بِالْوَفَاءِ. فَصَلَّى عَلَيْهِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ
وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى قَتَادَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1091 - حَدَّثَنَا
أَبُو الْفَضْلِ مَكْتُومُ بْنُ الْعَبَّاسِ التِّرْمِذِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِى اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُؤْتَى
بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ فَيَقُولُ « هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ
مِنْ قَضَاءٍ ». فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ وَإِلاَّ
قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ « صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ ». فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ
الْفُتُوحَ قَامَ فَقَالَ « أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
فَمَنْ تُوُفِّىَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا عَلَىَّ قَضَاؤُهُ وَمَنْ
تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَقَدْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ اللَّيْثِ
بْنِ سَعْدٍ نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ.
71 - باب مَا جَاءَ فِى
عَذَابِ الْقَبْرِ. (71)
1092 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ - أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ
أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ
فَيَقُولاَنِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِى هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ
هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
فَيَقُولاَنِ قَدْ
كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا. ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِى قَبْرِهِ
سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِى سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ.
فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِى فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولاَنِ نَمْ كَنَوْمَةِ
الْعَرُوسِ الَّذِى لاَ يُوقِظُهُ إِلاَّ أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ. حَتَّى
يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ
سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لاَ أَدْرِى.
فَيَقُولاَنِ قَدْ
كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ. فَيُقَالُ لِلأَرْضِ الْتَئِمِى عَلَيْهِ. فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ. فَتَخْتَلِفُ
فِيهَا أَضْلاَعُهُ فَلاَ يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ
مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ». وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
وَابْنِ عَبَّاسٍ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَأَبِى أَيُّوبَ وَأَنَسٍ وَجَابِرٍ
وَعَائِشَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ كُلُّهُمْ رَوَوْا عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- فِى عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
1093 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا مَاتَ
الْمَيِّتُ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ فَإِنْ كَانَ
مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ
النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى
يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ.
72 - باب مَا جَاءَ فِى
أَجْرِ مَنْ عَزَّى مُصَابًا. (72)
1094 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا وَاللَّهِ
مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ إِبَرْاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ عَلِىِّ
بْنِ عَاصِمٍ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ بِهَذَا
الإِسْنَادِ مِثْلَهُ مَوْقُوفًا وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَيُقَالُ أَكْثَرُ مَا ابْتُلِىَ بِهِ عَلِىُّ بْنُ عَاصِمٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ
نَقَمُوا عَلَيْهِ.
73 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. (73)
1095 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ وَأَبُو
عَامِرٍ الْعَقَدِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِى هِلاَلٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ
». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ.
رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ إِنَّمَا يَرْوِى عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْحُبُلِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلاَ نَعْرِفُ لِرَبِيعَةَ بْنِ
سَيْفٍ سَمَاعًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
74 - باب مَا جَاءَ فِى
تَعْجِيلِ الْجَنَازَةِ. (74)
1096 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْجُهَنِىِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- قَالَ لَهُ « يَا عَلِىُّ ثَلاَثٌ لاَ تُؤَخِّرْهَا الصَّلاَةُ إِذَا
آنَتْ وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ وَالأَيِّمُ إِذَا وَجَدْتَ لَهَا كُفْؤًا ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَمَا أَرَى إِسْنَادَهُ بِمُتَّصِلٍ.
75 - باب آخَرُ فِى فَضْلِ
التَّعْزِيَةِ. (75)
1097 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ
حَدَّثَتْنَا أُمُّ الأَسْوَدِ عَنْ مُنْيَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ بْنِ أَبِى بَرْزَةَ
عَنْ جَدِّهَا أَبِى بَرْزَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
مَنْ عَزَّى ثَكْلَى كُسِىَ بُرْدًا فِى الْجَنَّةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِىِّ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الثكلى : المرأة التى
فقدت ولدها
76 - باب مَا جَاءَ فِى
رَفْعِ الْيَدَيْنِ عَلَى الْجَنَازَةِ. (76)
1098 - حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ
الْوَرَّاقُ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الأَسْلَمِىِّ عَنْ أَبِى فَرْوَةَ يَزِيدَ
بْنِ سِنَانٍ عَنْ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ أَبِى أُنَيْسَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهُ -صلى الله
عليه وسلم- كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِى أَوَّلِ تَكْبِيرَةٍ وَوَضَعَ
الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ
نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى هَذَا
فَرَأَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ يَدَيْهِ فِى كُلِّ تَكْبِيرَةٍ عَلَى
الْجَنَازَةِ . وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ . وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلاَّ فِى
أَوَّلِ مَرَّةٍ. وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ. وَذُكِرَ عَنِ ابْنِ
الْمُبَارَكِ أَنَّهُ قَالَ فِى الصَّلاَةِ عَلَى الْجَنَازَةِ لاَ يَقْبِضُ
يَمِينَهُ عَلَى شِمَالِهِ. وَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَقْبِضَ
بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ كَمَا يَفْعَلُ فِى الصَّلاَةِ. قَالَ
أَبُو عِيسَى يَقْبِضُ أَحَبُّ إِلَىَّ.
77 - باب مَا جَاءَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ
بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ ». (77)
1099 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِى
زَائِدَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « نَفْسُ
الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ ».
1100 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَهُوَ أَصَحُّ مِنَ الأَوَّلِ.
ے
7 - النكاح
1 - باب مَا جَاءَ فِى
فَضْلِ التَّزْوِيجِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ. (1)
1101 - حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ
مَكْحُولٍ عَنْ أَبِى الشِّمَالِ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ الْحَيَاءُ
وَالتَّعَطُّرُ وَالسِّوَاكُ وَالنِّكَاحُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُثْمَانَ وَثَوْبَانَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةَ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى نَجِيحٍ وَجَابِرٍ وَعَكَّافٍ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَبِى أَيُّوبَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
1102 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ
عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِى الشِّمَالِ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ حَدِيثِ حَفْصٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِىُّ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِى
أَيُّوبَ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ أَبِى الشِّمَالِ وَحَدِيثُ حَفْصِ بْنِ
غِيَاثٍ وَعَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ أَصَحُّ.
1103 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- وَنَحْنُ شَبَابٌ لاَ نَقْدِرُ عَلَى شَىْءٍ فَقَالَ « يَا
مَعْشَرَ الشَّبَابِ عَلَيْكُمْ بِالْبَاءَةِ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ
وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ
فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الباءة : النكاح
الوجاء : الحماية
1104 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ
حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ عُمَارَةَ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الأَعْمَشِ
بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَ هَذَا. وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِىُّ عَنِ
الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى كِلاَهُمَا صَحِيحٌ.
2 - باب مَا جَاءَ فِى
النَّهْىِ عَنِ التَّبَتُّلِ. (2)
1105 - حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِىُّ وَزَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ الطَّائِىُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِىُّ قَالُوا حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- نَهَى عَنِ التَّبَتُّلِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
وَزَادَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ فِى حَدِيثِهِ وَقَرَأَ قَتَادَةُ (وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ).
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سَعْدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ
عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ سَمُرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى
الأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ
بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. وَيُقَالُ
كِلاَ الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التبتل : ترك نكاح
النساء للانقطاع لعبادة الله
1106 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ وَلَوْ أَذِنَ لَهُ
لاَخْتَصَيْنَا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التبتل : ترك نكاح
النساء للانقطاع لعبادة الله
3 - باب مَا جَاءَ إِذَا
جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ فَزَوِّجُوهُ . (3)
1107 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ
عَنِ ابْنِ وَثِيمَةَ النَّصْرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ
وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ
وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى حَاتِمٍ الْمُزَنِىِّ
وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ قَدْ خُولِفَ عَبْدُ
الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ فِى هَذَا الْحَدِيثِ. فَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- مُرْسَلاً. قَالَ أَبُو عِيسَى قَالَ مُحَمَّدٌ وَحَدِيثُ اللَّيْثِ
أَشْبَهُ. وَلَمْ يَعُدَّ حَدِيثَ عَبْدِ الْحَمِيدِ مَحْفُوظًا.
1108 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو السَّوَّاقُ الْبَلْخِىُّ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ مُحَمَّدٍ
وَسَعِيدٍ ابْنَىْ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِى حَاتِمٍ الْمُزَنِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ
وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ
وَفَسَادٌ ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ « إِذَا
جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ». ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَأَبُو حَاتِمٍ الْمُزَنِىُّ
لَهُ صُحْبَةٌ وَلاَ نَعْرِفُ لَهُ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- غَيْرَ هَذَا
الْحَدِيثِ.
4 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ. (4)
1109 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ
الأَزْرَقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ
عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِنَّ الْمَرْأَةَ
تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا وَمَالِهَا وَجَمَالِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ
تَرِبَتْ يَدَاكَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَعَائِشَةَ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
5 - باب مَا جَاءَ فِى
النَّظَرِ إِلَى الْمَخْطُوبَةِ. (5)
1110 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى زَائِدَةَ قَالَ حَدَّثَنِى عَاصِمُ
بْنُ سُلَيْمَانَ هُوَ الأَحْوَلُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىِّ
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالَ النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- « انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ
بَيْنَكُمَا ». وَفِى الْبَابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ وَجَابِرٍ وَأَنَسٍ
وَأَبِى حُمَيْدٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا
الْحَدِيثِ وَقَالُوا لاَ بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا مَا لَمْ يَرَ مِنْهَا
مُحَرَّمًا. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ « أَحْرَى
أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا » قَالَ أَحْرَى أَنْ تَدُومَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا.
__________
معانى بعض الكلمات :
يؤدم : يوفق ويؤلف
6 - باب مَا جَاءَ فِى
إِعْلاَنِ النِّكَاحِ. (6)
1111 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَرَامِ وَالْحَلاَلِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَأَبُو بَلْجٍ
اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِى سُلَيْمٍ وَيُقَالُ ابْنُ سُلَيْمٍ أَيْضًا.
وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ قَدْ رَأَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ
غُلاَمٌ صَغِيرٌ.
1112 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ
مَيْمُونٍ الأَنْصَارِىُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ
وَاجْعَلُوهُ فِى الْمَسَاجِدِ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ حَسَنٌ فِى هَذَا الْبَابِ. وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ
الأَنْصَارِىُّ يُضَعَّفُ فِى الْحَدِيثِ. وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ الَّذِى
يَرْوِى عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ التَّفْسِيرَ هُوَ ثِقَةٌ.
1113 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ
جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَدَخَلَ عَلَىَّ غَدَاةَ بُنِىَ بِى
فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِى كَمَجْلِسِكَ مِنِّى وَجُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِدُفُوفِهِنَّ
وَيَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِى يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى أَنْ قَالَتْ
إِحْدَاهُنَّ وَفِينَا نَبِىٌّ يَعْلَمُ مَا فِى غَدٍ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اسْكُتِى عَنْ هَذِهِ
وَقُولِى الَّذِى كُنْتِ تَقُولِينَ قَبْلَهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
7 - باب مَا جَاءَ فِيمَا
يُقَالُ لِلْمُتَزَوِّجِ. (7)
1114 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِى
صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ « بَارَكَ اللَّهُ
لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِى خَيْرٍ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَقِيلِ بْنِ أَبِى طَالِبٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
رفأ : أراد أن يدعو
بالرفاء وهو الالتئام والاجتماع
8 - باب مَا جَاءَ فِيمَا
يَقُولُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ. (8)
1115 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ
سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ
قَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ
مَا رَزَقْتَنَا فَإِنْ قَضَى اللَّهُ بَيْنَهُمَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ
الشَّيْطَانُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
9 - باب مَا جَاءَ فِى
الأَوْقَاتِ الَّتِى يُسْتَحَبُّ فِيهَا النِّكَاحُ . (9)
1116 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فِى شَوَّالٍ وَبَنَى بِى فِى شَوَّالٍ. وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ
يُبْنَى بِنِسَائِهَا فِى شَوَّالٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِىِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ.
10 - باب مَا جَاءَ فِى
الْوَلِيمَةِ. (10)
1117 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ فَقَالَ
« مَا هَذَا ». فَقَالَ إِنِّى تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ
. فَقَالَ « بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَزُهَيْرِ
بْنِ عُثْمَانَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ ثَلاَثَةِ
دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ. وَقَالَ إِسْحَاقُ هُوَ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ.
1118 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ وَائِلِ بْنِ
دَاوُدَ عَنِ ابْنِهِ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَوْلَمَ عَلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَىٍّ
بِسَوِيقٍ وَتَمْرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
السويق : طعام يتخذ
من دقيق الحنطة والشعير
1119 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ عَنْ سُفْيَانَ نَحْوَ هَذَا.
وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ وَائِلٍ عَنِ ابْنِهِ.
قَالَ أَبُو عِيسَى وَكَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يُدَلِّسُ فِى هَذَا
الْحَدِيثِ فَرُبَّمَا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ وَائِلٍ عَنِ ابْنِهِ وَرُبَّمَا
ذَكَرَهُ.
1120 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « طَعَامُ أَوَّلِ
يَوْمٍ حَقٌّ وَطَعَامُ يَوْمِ الثَّانِى سُنَّةٌ وَطَعَامُ يَوْمِ الثَّالِثِ
سُمْعَةٌ وَمَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
ابْنِ مَسْعُودٍ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ زِيَادِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ. وَزِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ. قَالَ
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ
قَالَ قَالَ وَكِيعٌ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَعَ شَرَفِهِ لاَ يَكْذِبُ فِى
الْحَدِيثِ.
11 - باب مَا جَاءَ فِى
إِجَابَةِ الدَّاعِى. (11)
1121 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ائْتُوا الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَالْبَرَاءِ وَأَنَسٍ وَأَبِى
أَيُّوبَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
12 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ يَجِىءُ إِلَى الْوَلِيمَةِ مِنْ غَيْرِ دَعْوَةٍ. (12)
1122 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ أَبِى
مَسْعُودٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْبٍ إِلَى غُلاَمٍ لَهُ
لَحَّامٍ فَقَالَ اصْنَعْ لِى طَعَامًا يَكْفِى خَمْسَةً فَإِنِّى رَأَيْتُ فِى
وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْجُوعَ. قَالَ فَصَنَعَ طَعَامًا
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَدَعَاهُ وَجُلَسَاءَهُ
الَّذِينَ مَعَهُ فَلَمَّا قَامَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- اتَّبَعَهُمْ
رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ دُعُوا فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- إِلَى الْبَابِ قَالَ لِصَاحِبِ الْمَنْزِلِ « إِنَّهُ اتَّبَعَنَا
رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا حِينَ دَعَوْتَنَا فَإِنْ أَذِنْتَ لَهُ دَخَلَ ».
قَالَ فَقَدْ أَذِنَّا لَهُ فَلْيَدْخُلْ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
اللحام : بائع اللحم
13 - باب مَا جَاءَ فِى
تَزْوِيجِ الأَبْكَارِ. (13)
1123 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ
-صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَتَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ ». فَقُلْتُ نَعَمْ. فَقَالَ « بِكْرًا
أَمْ ثَيِّبًا ».
فَقُلْتُ لاَ بَلْ
ثَيِّبًا. فَقَالَ « هَلاَّ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ ». فَقُلْتُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَاتَ وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعًا
فَجِئْتُ بِمَنْ يَقُومُ عَلَيْهِنَّ. قَالَ فَدَعَا لِى. قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
14 - باب مَا جَاءَ لاَ
نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ. (14)
1124 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ ح وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِىٍّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ
أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى
هُرَيْرَةَ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَأَنَسٍ.
1125 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَيُّمَا امْرَأَةٍ نُكِحَتْ
بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ
فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ
مِنْ فَرْجِهَا فَإِنِ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِىُّ مَنْ لاَ وَلِىَّ لَهُ
». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِىُّ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَغَيْرُ
وَاحِدٍ مِنَ الْحُفَّاظِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَ هَذَا. قَالَ أَبُو عِيسَى
وَحَدِيثُ أَبِى مُوسَى حَدِيثٌ فِيهِ اخْتِلاَفٌ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَقَيْسُ بْنُ
الرَّبِيعِ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم-.
وَرَوَى أَسْبَاطُ
بْنُ مُحَمَّدٍ وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ
أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ. وَقَدْ رُوِىَ
عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- أَيْضًا. وَرَوَى شُعْبَةُ وَالثَّوْرِىُّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ
أَبِى بُرْدَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ ». وَقَدْ ذَكَرَ
بَعْضُ أَصْحَابِ سُفْيَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى
بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى. وَلاَ يَصِحُّ. وَرِوَايَةُ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ رَوَوْا
عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ ». عِنْدِى أَصَحُّ لأَنَّ
سَمَاعَهُمْ مِنْ أَبِى إِسْحَاقَ فِى أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَإِنْ كَانَ
شُعْبَةُ وَالثَّوْرِىُّ أَحْفَظَ وَأَثْبَتَ مِنْ جَمِيعِ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ
رَوَوْا عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ فَإِنَّ رِوَايَةَ هَؤُلاَءِ
عِنْدِى أَشْبَهُ لأَنَّ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِىَّ سَمِعَا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ
أَبِى إِسْحَاقَ فِى مَجْلِسٍ وَاحِدٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
اشتجر : تنازع واختلف
1126 - وَمِمَّا
يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىَّ
يَسْأَلُ أَبَا إِسْحَاقَ أَسَمِعْتَ أَبَا بُرْدَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ ». فَقَالَ نَعَمْ.
فَدَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ سَمَاعَ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِىِّ هَذَا
الْحَدِيثَ فِى وَقْتٍ وَاحِدٍ. وَإِسْرَائِيلُ هُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ فِى أَبِى
إِسْحَاقَ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِىٍّ يَقُولُ مَا فَاتَنِى مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِىِّ عَنْ
أَبِى إِسْحَاقَ الَّذِى فَاتَنِى إِلاَّ لَمَّا اتَّكَلْتُ بِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ
لأَنَّهُ كَانَ يَأْتِى بِهِ أَتَمَّ. - وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِى هَذَا الْبَابِ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ » حَدِيثٌ
عِنْدِى حَسَنٌ. رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وَرَوَاهُ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ
الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وَرُوِىَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- مِثْلُهُ. وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِى
حَدِيثِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ثُمَّ لَقِيتُ الزُّهْرِىَّ فَسَأَلْتُهُ
فَأَنْكَرَهُ. فَضَعَّفُوا هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَجْلِ هَذَا. وَذُكِرَ عَنْ
يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ لَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْحَرْفَ عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ إِلاَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ
مَعِينٍ وَسَمَاعُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ لَيْسَ
بِذَاكَ إِنَّمَا صَحَّحَ كُتُبَهُ عَلَى كُتُبِ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ أَبِى رَوَّادٍ مَا سَمِعَ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَضَعَّفَ يَحْيَى
رِوَايَةَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. - وَالْعَمَلُ فِى هَذَا الْبَابِ عَلَى حَدِيثِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ ». عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلِىُّ بْنُ
أَبِى طَالِبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَهَكَذَا رُوِىَ عَنْ بَعْضِ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا لاَ
نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ. مِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالْحَسَنُ
الْبَصْرِىُّ وَشُرَيْحٌ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِىُّ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمْ وَبِهَذَا يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ
وَالأَوْزَاعِىُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَمَالِكٌ وَالشَّافِعِىُّ
وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
15 - باب مَا جَاءَ لاَ
نِكَاحَ إِلاَّ بِبَيِّنَةٍ. (15)
1127 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى
عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْبَغَايَا اللاَّتِى يُنْكِحْنَ أَنْفُسَهُنَّ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ ». قَالَ يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ رَفَعَ عَبْدُ الأَعْلَى هَذَا
الْحَدِيثَ فِى التَّفْسِيرِ وَأَوْقَفَهُ فِى كِتَابِ الطَّلاَقِ وَلَمْ
يَرْفَعْهُ.
1128 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى
عَرُوبَةَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. وَهَذَا أَصَحُّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ لاَ نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ إِلاَّ مَا رُوِىَ عَنْ
عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ مَرْفُوعًا. وَرُوِىَ عَنْ عَبْدِ
الأَعْلَى عَنْ سَعِيدٍ هَذَا الْحَدِيثُ مَوْقُوفًا وَالصَّحِيحُ مَا رُوِىَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِبَيِّنَةٍ هَكَذَا رَوَى أَصْحَابُ قَتَادَةَ
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لاَ نِكَاحَ إِلاَّ
بِبَيِّنَةٍ. وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ
نَحْوَ هَذَا مَوْقُوفًا. وَفِى هَذَا الْبَابِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ
وَأَنَسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ وَغَيْرِهِمْ قَالُوا
لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِشُهُودٍ. لَمْ يَخْتَلِفُوا فِى ذَلِكَ مَنْ مَضَى مِنْهُمْ
إِلاَّ قَوْمًا مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَإِنَّمَا
اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى هَذَا إِذَا شَهِدَ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ
فَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَغَيْرِهِمْ لاَ
يَجُوزُ النِّكَاحُ حَتَّى يَشْهَدَ الشَّاهِدَانِ مَعًا عِنْدَ عُقْدَةِ
النِّكَاحِ.
وَقَدْ رَأَى بَعْضُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ إِذَا أُشْهِدَ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ جَائِزٌ إِذَا
أَعْلَنُوا ذَلِكَ. وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ. هَكَذَا قَالَ
إِسْحَاقُ فِيمَا حَكَى عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ يَجُوزُ شَهَادَةُ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ فِى النِّكَاحِ. وَهُوَ
قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
16 - باب مَا جَاءَ فِى
خُطْبَةِ النِّكَاحِ. (16)
1129 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى
إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَلَّمَنَا رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- التَّشَهُّدَ فِى الصَّلاَةِ وَالتَّشَهُّدَ فِى الْحَاجَةِ قَالَ « التَّشَهُّدُ
فِى الصَّلاَةِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا
وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ». وَالتَّشَهُّدُ فِى
الْحَاجَةِ « إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا فَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ
فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ».
وَيَقْرَأُ ثَلاَثَ آيَاتٍ. قَالَ عَبْثَرٌ فَفَسَّرَهُ لَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِىُّ (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ
وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ). قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ حَدِيثٌ
حَسَنٌ رَوَاهُ الأَعْمَشُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَكِلاَ الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ
لأَنَّ إِسْرَائِيلَ جَمَعَهُمَا فَقَالَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى
الأَحْوَصِ وَأَبِى عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
وَقَدْ قَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ النِّكَاحَ جَائِزٌ بِغَيْرِ خُطْبَةٍ. وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ.
1130 - حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَاصِمِ
بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهُّدٌ فَهِىَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ
». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
17 - باب مَا جَاءَ فِى
اسْتِئْمَارِ الْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ. (17)
1131 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تُنْكَحُ الثَّيِّبُ
حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلاَ تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ وَإِذْنُهَا
الصُّمُوتُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ
وَالْعُرْسِ بْنِ عَمِيرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الثَّيِّبَ
لاَ تُزَوَّجُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَإِنْ زَوَّجَهَا الأَبُ مِنْ غَيْرِ أَنْ
يَسْتَأْمِرَهَا فَكَرِهَتْ ذَلِكَ فَالنِّكَاحُ مَفْسُوخٌ عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ
الْعِلْمِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى تَزْوِيجِ الأَبْكَارِ إِذَا
زَوَّجَهُنَّ الآبَاءُ فَرَأَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ
وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الأَبَ إِذَا زَوَّجَ الْبِكْرَ وَهِىَ بَالِغَةٌ بِغَيْرِ
أَمْرِهَا فَلَمْ تَرْضَ بِتَزْوِيجِ الأَبِ فَالنِّكَاحُ مَفْسُوخٌ.
وَقَالَ بَعْضُ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ تَزْوِيجُ الأَبِ عَلَى الْبِكْرِ جَائِزٌ وَإِنْ كَرِهَتْ ذَلِكَ.
وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
1132 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْفَضْلِ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا
وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِى نَفْسِهَا وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا ». هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ هَذَا
الْحَدِيثَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. وَقَدِ احْتَجَّ بَعْضُ النَّاسِ فِى
إِجَازَةِ النِّكَاحِ بِغَيْرِ وَلِىٍّ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَيْسَ فِى هَذَا
الْحَدِيثِ مَا احْتَجُّوا بِهِ لأَنَّهُ قَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ نِكَاحَ إِلاَّ
بِوَلِىٍّ » وَهَكَذَا أَفْتَى بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ بَعْدَ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- فَقَالَ لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِىٍّ.
وَإِنَّمَا مَعْنَى
قَوْلِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « الأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ
وَلِيِّهَا ». عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْوَلِىَّ لاَ يُزَوِّجُهَا إِلاَّ
بِرِضَاهَا وَأَمْرِهَا فَإِنْ زَوَّجَهَا فَالنِّكَاحُ مَفْسُوخٌ عَلَى حَدِيثِ
خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ حَيْثُ زَوَّجَهَا أَبُوهَا وَهِىَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ
ذَلِكَ فَرَدَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- نِكَاحَهُ.
18 - باب مَا جَاءَ فِى
إِكْرَاهِ الْيَتِيمَةِ عَلَى التَّزْوِيجِ. (18)
1133 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « الْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ فِى نَفْسِهَا فَإِنْ صَمَتَتْ
فَهُوَ إِذْنُهَا وَإِنْ أَبَتْ فَلاَ جَوَازَ عَلَيْهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى مُوسَى وَابْنِ عُمَرَ وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى تَزْوِيجِ
الْيَتِيمَةِ فَرَأَى بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْيَتِيمَةَ إِذَا زُوِّجَتْ
فَالنِّكَاحُ مَوْقُوفٌ حَتَّى تَبْلُغَ فَإِذَا بَلَغَتْ فَلَهَا الْخِيَارُ فِى
إِجَازَةِ النِّكَاحِ أَوْ فَسْخِهِ. وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ التَّابِعِينَ
وَغَيْرِهِمْ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ يَجُوزُ نِكَاحُ الْيَتِيمَةِ حَتَّى
تَبْلُغَ. وَلاَ يَجُوزُ الْخِيَارُ فِى النِّكَاحِ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَغَيْرِهِمَا
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ إِذَا بَلَغَتِ الْيَتِيمَةُ
تِسْعَ سِنِينَ فَزُوِّجَتْ فَرَضِيَتْ فَالنِّكَاحُ جَائِزٌ وَلاَ خِيَارَ لَهَا
إِذَا أَدْرَكَتْ. وَاحْتَجَّا بِحَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله
عليه وسلم- بَنَى بِهَا وَهِىَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ. وَقَدْ قَالَتْ عَائِشَةُ
إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ تِسْعَ سِنِينَ فَهِىَ امْرَأَةٌ.
19 - باب مَا جَاءَ فِى
الْوَلِيَّيْنِ يُزَوِّجَانِ. (19)
1134 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ
قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ فَهِىَ
لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا وَمَنْ بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ
مِنْهُمَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ نَعْلَمُ بَيْنَهُمْ فِى ذَلِكَ اخْتِلاَفًا إِذَا
زَوَّجَ أَحَدُ الْوَلِيَّيْنِ قَبْلَ الآخَرِ فَنِكَاحُ الأَوَّلِ جَائِزٌ وَنِكَاحُ
الآخَرِ مَفْسُوخٌ وَإِذَا زَوَّجَا جَمِيعًا فَنِكَاحُهُمَا جَمِيعًا مَفْسُوخٌ.
وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
20 - باب مَا جَاءَ فِى
نِكَاحِ الْعَبْدِ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ. (20)
1135 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَيُّمَا عَبْدٍ
تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ فَهُوَ عَاهِرٌ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرَوَى
بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَلاَ يَصِحُّ
وَالصَّحِيحُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ نِكَاحَ الْعَبْدِ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ
لاَ يَجُوزُ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ وَغَيْرِهِمَا.
1136 - حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ فَهُوَ عَاهِرٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
21 - باب مَا جَاءَ فِى
مُهُورِ النِّسَاءِ. (21)
1137 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَهْدِىٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ
عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ
رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِى فَزَارَةَ تَزَوَّجَتْ عَلَى
نَعْلَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَرَضِيتِ مِنْ
نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ فَأَجَازَهُ. قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَأَبِى
سَعِيدٍ وَأَنَسٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَأَبِى حَدْرَدٍ الأَسْلَمِىِّ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَاخْتَلَفَ
أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الْمَهْرِ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمَهْرُ عَلَى
مَا تَرَاضَوْا عَلَيْهِ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ
وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ لاَ يَكُونُ الْمَهْرُ
أَقَلَّ مِنْ رُبْعِ دِينَارٍ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْكُوفَةِ لاَ يَكُونُ الْمَهْرُ أَقَلَّ مِنْ
عَشْرَةِ دَرَاهِمَ.
22 - باب مِنْهُ. (22)
1138 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ قَالاَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ
أَبِى حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِىِّ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنِّى وَهَبْتُ نَفْسِى لَكَ.
فَقَامَتْ طَوِيلاً فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَزَوِّجْنِيهَا إِنْ لَمْ
تَكُنْ لَكَ بِهَا حَاجَةٌ. فَقَالَ « هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَىْءٍ تُصْدِقُهَا ».
فَقَالَ مَا عِنْدِى إِلاَّ إِزَارِى هَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « إِزَارَكَ إِنْ أَعْطَيْتَهَا جَلَسْتَ وَلاَ إِزَارَ لَكَ
فَالْتَمِسْ شَيْئًا » قَالَ مَا أَجِدُ. قَالَ « فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ ». قَالَ
فَالْتَمَسَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَىْءٌ ». قَالَ نَعَمْ سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ
كَذَا. لِسُوَرٍ سَمَّاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «
زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ الشَّافِعِىُّ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ إِنْ
لَمْ يَكُنْ لَهُ شَىْءٌ يُصْدِقُهَا وَتَزَوَّجَهَا عَلَى سُورَةٍ مِنَ
الْقُرْآنِ فَالنِّكَاحُ جَائِزٌ وَيُعَلِّمُهَا سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ. وَقَالَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ النِّكَاحُ جَائِزٌ وَيَجْعَلُ لَهَا صَدَاقَ مِثْلِهَا.
وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ
1139 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ
سِيرِينَ عَنْ أَبِى الْعَجْفَاءِ السُّلَمِىِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ أَلاَ لاَ تُغَالُوا صَدُقَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً
فِى الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ لَكَانَ أَوْلاَكُمْ بِهَا نَبِىُّ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ وَلاَ أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى
أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِىُّ اسْمُهُ هَرَمٌ.
وَالأُوقِيَّةُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَثِنْتَا عَشْرَةَ
أُوقِيَّةً أَرْبَعُمِائَةٍ وَثَمَانُونَ دِرْهَمًا.
23 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يَعْتِقُ الأَمَةَ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا . (23)
1140 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَعْتَقَ
صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ صَفِيَّةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَكَرِهَ
بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُجْعَلَ عِتْقُهَا صَدَاقَهَا حَتَّى يَجْعَلَ
لَهَا مَهْرًا سِوَى الْعِتْقِ. وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.
24 - باب مَا جَاءَ فِى
الْفَضْلِ فِى ذَلِكَ. (24)
1141 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ
الشَّعْبِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ بْنِ أَبِى مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ عَبْدٌ أَدَّى حَقَّ
اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ فَذَلِكَ يُؤْتَى أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ وَرَجُلٌ كَانَتْ
عِنْدَهُ جَارِيَةٌ وَضِيئَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا ثُمَّ
أَعْتَقَهَا ثُمَّ تَزَوَّجَهَا يَبْتَغِى بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ فَذَلِكَ
يُؤْتَى أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ وَرَجُلٌ آمَنَ بِالْكِتَابِ الأَوَّلِ ثُمَّ جَاءَ
الْكِتَابُ الآخَرُ فَآمَنَ بِهِ فَذَلِكَ يُؤْتَى أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ ».
1142 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ ابْنُ
حَىٍّ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِى مُوسَى عَنِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى مُوسَى حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِى مُوسَى اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ. وَرَوَى شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ هَذَا الْحَدِيثَ
عَنْ صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَىٍّ. وَصَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَىٍّ هُوَ وَالِدُ الْحَسَنِ بْنِ
صَالِحِ بْنِ حَىٍّ.
25 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ ثُمَّ يُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا
هَلْ يَتَزَوَّجُ ابْنَتَهَا أَمْ لاَ (25)
1143 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَيُّمَا رَجُلٍ
نَكَحَ امْرَأَةً فَدَخَلَ بِهَا فَلاَ يَحِلُّ لَهُ نِكَاحُ ابْنَتِهَا فَإِنْ لَمْ
يَكُنْ دَخَلَ بِهَا فَلْيَنْكِحِ ابْنَتَهَا وَأَيُّمَا رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةً
فَدَخَلَ بِهَا أَوْ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فَلاَ يَحِلُّ لَهُ نِكَاحُ أُمِّهَا ».
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لاَ يَصِحُّ مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ وَإِنَّمَا
رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ. وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ وَابْنُ لَهِيعَةَ يُضَعَّفَانِ فِى
الْحَدِيثِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا
إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةً ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا
حَلَّ لَهُ أَنْ يَنْكِحَ ابْنَتَهَا وَإِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الاِبْنَةَ فَطَلَّقَهَا
قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا لَمْ يَحِلَّ لَهُ نِكَاحُ أُمِّهَا لِقَوْلِ اللَّهِ
تَعَالَى ( وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ) وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ.
26 - باب مَا جَاءَ فِيمَنْ
يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا فَيَتَزَوَّجُهَا آخَرُ فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ
أَنْ يَدْخُلَ بِهَا . (26)
1144 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَتِ
امْرَأَةُ رِفَاعَةَ الْقُرَظِىِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فَقَالَتْ إِنِّى كُنْتُ عِنْدَ رِفَاعَةَ فَطَلَّقَنِى فَبَتَّ طَلاَقِى
فَتَزَوَّجْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَمَا مَعَهُ إِلاَّ مِثْلُ
هُدْبَةِ الثَّوْبِ. فَقَالَ « أَتُرِيدِينَ أَنْ تَرْجِعِى إِلَى رِفَاعَةَ لاَ حَتَّى تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ
وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ
وَالرُّمَيْصَاءِ أَوِ الْغُمَيْصَاءِ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ ثَلاَثًا فَتَزَوَّجَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ فَطَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ
يَدْخُلَ بِهَا أَنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِلزَّوْجِ الأَوَّلِ إِذَا لَمْ يَكُنْ
جَامَعَ الزَّوْجُ الآخَرُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
العسيلة : تصغير عسل
والمراد لذة الجماع
الهدبة : طرف الثوب
والمراد أنه لا يستطيع جماعها
27 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمُحِلِّ وَالْمُحَلَّلِ لَهُ. (27)
1145 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
زُبَيْدٍ الأَيَامِىُّ حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ وَعَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ قَالاَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- لَعَنَ الْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ. قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنِ ابِنْ مَسْعُودٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَابْنِ
عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىٍّ وَجَابِرٍ حَدِيثٌ مَعْلُولٌ.
هَكَذَا رَوَى أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ هُوَ
الشَّعْبِىُّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ وَعَامِرٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ
إِسْنَادُهُ بِالْقَائِمِ لأَنَّ مُجَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ قَدْ ضَعَّفَهُ بَعْضُ
أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُجَالِدٍ
عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِىٍّ. وَهَذَا قَدْ وَهِمَ
فِيهِ ابْنُ نُمَيْرٍ وَالْحَدِيثُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.
وَقَدْ رَوَاهُ
مُغِيرَةُ وَابْنُ أَبِى خَالِدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنِ
الْحَارِثِ عَنْ عَلِىٍّ.
1146 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِىُّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ أَبِى قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْمُحِلَّ
وَالْمُحَلَّلَ لَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَأَبُو
قَيْسٍ الأَوْدِىُّ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ. وَقَدْ رُوِىَ
هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانُ
بْنُ عَفَّانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمْ وَهُوَ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ
مِنَ التَّابِعِينَ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَالشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. قَالَ وَسَمِعْتُ الْجَارُودَ بْنَ
مُعَاذٍ يَذْكُرُ عَنْ وَكِيعٍ أَنَّهُ قَالَ بِهَذَا وَقَالَ يَنْبَغِى أَنْ
يُرْمَى بِهَذَا الْبَابِ مِنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الرَّأْىِ.
قَالَ جَارُودٌ قَالَ
وَكِيعٌ وَقَالَ سُفْيَانُ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ لِيُحَلِّلَهَا
ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا فَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا حَتَّى يَتَزَوَّجَهَا
بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ.
28 - باب مَا جَاءَ فِى تَحْرِيمِ
نِكَاحِ الْمُتْعَةِ. (28)
1147 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
وَالْحَسَنِ ابْنَىْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ عَلِىِّ بْنِ
أَبِى طَالِبٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنْ مُتْعَةِ
النِّسَاءِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ. قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ سَبْرَةَ الْجُهَنِىِّ وَأَبِى هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ عَلِىٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَإِنَّمَا رُوِىَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَىْءٌ مِنَ الرُّخْصَةِ فِى الْمُتْعَةِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْ
قَوْلِهِ حَيْثُ أُخْبِرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمْرُ أَكْثَرِ
أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى تَحْرِيمِ الْمُتْعَةِ وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَابْنِ
الْمُبَارَكِ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
1148 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو قَبِيصَةَ
بْنِ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّمَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ
فِى أَوَّلِ الإِسْلاَمِ كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ الْبَلْدَةَ لَيْسَ لَهُ بِهَا
مَعْرِفَةٌ فَيَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ بِقَدْرِ مَا يَرَى أَنَّهُ يُقِيمُ
فَتَحْفَظُ لَهُ مَتَاعَهُ وَتُصْلِحُ لَهُ شَيْئَهُ حَتَّى إِذَا نَزَلَتِ
الآيَةُ (إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ فَكُلُّ فَرْجٍ سِوَى هَذَيْنِ فَهُوَ حَرَامٌ.
29 - باب مَا جَاءَ فِى
النَّهْىِ عَنْ نِكَاحِ الشِّغَارِ. (29)
1149 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ وَهُوَ الطَّوِيلُ قَالَ حَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ جَلَبَ
وَلاَ جَنَبَ وَلاَ شِغَارَ فِى الإِسْلاَمِ وَمَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً فَلَيْسَ
مِنَّا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ وَأَبِى رَيْحَانَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَمُعَاوِيَةَ
وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الْجلب : لا يقرب
العامل أموال الناس إليه لما فيه من المشقة عليهم
الجلب : أن يتبع
الرجل فرسه رجلا فيزجره
الجنب : أن ينزل
العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة ثم يأمر بالأموال أن تجنب
جنب : أن يجنب فرسا
إلى فرسه الذى سابق عليه
الشغار : أن يزوج
الرجل الرجل وليته ويزوجه الآخر بلا صداق بينهما
1150 - حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنِ
الشِّغَارِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ نِكَاحَ الشِّغَارِ.
وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ
ابْنَتَهُ أَوْ أُخْتَهُ وَلاَ صَدَاقَ بَيْنَهُمَا. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ نِكَاحُ الشِّغَارِ مَفْسُوخٌ وَلاَ يَحِلُّ وَإِنْ جُعِلَ لَهُمَا
صَدَاقًا.
وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ
وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَرُوِىَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ أَنَّهُ قَالَ
يُقَرَّانِ عَلَى نِكَاحِهِمَا وَيُجْعَلُ لَهُمَا صَدَاقُ الْمِثْلِ. وَهُوَ
قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الشغار : أن يزوج
الرجل الرجل وليته ويزوجه الآخر بلا صداق بينهما
30 - باب مَا جَاءَ لاَ
تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلاَ عَلَى خَالَتِهَا. (30)
1151 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ الْجَهْضَمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ أَبِى حَرِيزٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ تُزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى
عَمَّتِهَا أَوْ عَلَى خَالَتِهَا. وَأَبُو حَرِيزٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ.
1152 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
بِمِثْلِهِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرٍو وَأَبِى سَعِيدٍ وَأَبِى أُمَامَةَ وَجَابِرٍ وَعَائِشَةَ وَأَبِى
مُوسَى وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ.
1153 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا
دَاوُدُ بْنُ أَبِى هِنْدٍ حَدَّثَنَا عَامِرٌ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا
أَوِ الْعَمَّةُ عَلَى ابْنَةِ أَخِيهَا أَوِ الْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا أَوِ
الْخَالَةُ عَلَى بِنْتِ أُخْتِهَا لاَ تُنْكَحُ الصُّغْرَى عَلَى الْكُبْرَى
وَلاَ الْكُبْرَى عَلَى الصُّغْرَى. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَأَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ
عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ نَعْلَمُ بَيْنَهُمُ اخْتِلاَفًا أَنَّهُ لاَ
يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا أَوْ
خَالَتِهَا فَإِنْ نَكَحَ امْرَأَةً عَلَى عَمَّتِهَا أَوْ خَالَتِهَا أَوِ
الْعَمَّةَ عَلَى بِنْتِ أَخِيهَا فَنِكَاحُ الأُخْرَى مِنْهُمَا مَفْسُوخٌ.
وَبِهِ يَقُولُ عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ. قَالَ أَبُو عِيسَى أَدْرَكَ
الشَّعْبِىُّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَرَوَى عَنْهُ. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا فَقَالَ
صَحِيحٌ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَرَوَى الشَّعْبِىُّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ.
31 - باب مَا جَاءَ فِى
الشَّرْطِ عِنْدَ عُقْدَةِ النِّكَاحِ. (31)
1154 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ
جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الْيَزَنِىِّ أَبِى الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِىِّ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوفَى بِهَا مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ
الْفُرُوجَ ».
1155 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ إِذَا
تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَشَرَطَ لَهَا أَنْ لاَ يُخْرِجَهَا مِنْ مِصْرِهَا
فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُخْرِجَهَا. وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَبِهِ
يَقُولُ الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَرُوِىَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ شَرْطُ
اللَّهِ قَبْلَ شَرْطِهَا. كَأَنَّهُ رَأَى لِلزَّوْجِ أَنْ يُخْرِجَهَا وَإِنْ كَانَتِ
اشْتَرَطَتْ عَلَى زَوْجِهَا أَنْ لاَ يُخْرِجَهَا. وَذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ إِلَى هَذَا وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَبَعْضِ أَهْلِ
الْكُوفَةِ.
32 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ . (32)
1156 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ مَعْمَرٍ
عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ
غَيْلاَنَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِىَّ أَسْلَمَ وَلَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِى
الْجَاهِلِيَّةِ فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ فَأَمَرَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-
أَنْ يَتَخَيَّرَ أَرْبَعًا مِنْهُنَّ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَاهُ
مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ وَسَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَالصَّحِيحُ
مَا رَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ
حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِىِّ أَنَّ غَيْلاَنَ بْنَ
سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ وَإِنَّمَا
حَدِيثُ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً مِنْ ثَقِيفٍ طَلَّقَ
نِسَاءَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ أَوْ لأَرْجُمَنَّ
قَبْرَكَ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِى رِغَالٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْعَمَلُ
عَلَى حَدِيثِ غَيْلاَنَ بْنِ سَلَمَةَ عِنْدَ أَصْحَابِنَا مِنْهُمُ
الشَّافِعِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ.
33 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يُسْلِمُ وَعِنْدَهُ أُخْتَانِ. (33)
1157 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِى وَهْبٍ الْجَيْشَانِىِّ أَنَّهُ
سَمِعَ ابْنَ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِىَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَسْلَمْتُ
وَتَحْتِى أُخْتَانِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اخْتَرْ
أَيَّتَهُمَا شِئْتَ ».
1158 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِى قَالَ
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ
أَبِى وَهْبٍ الْجَيْشَانِىِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِىِّ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَسْلَمْتُ وَتَحْتِى
أُخْتَانِ. قَالَ « اخْتَرْ أَيَّتَهُمَا شِئْتَ ». هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَأَبُو
وَهْبٍ الْجَيْشَانِىُّ اسْمُهُ الدَّيْلَمُ بْنُ هُوشَعَ.
34 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يَشْتَرِى الْجَارِيَةَ وَهِىَ حَامِلٌ . (34)
1159 - حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الشَّيْبَانِىُّ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَهْبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ
بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَسْقِ
مَاءَهُ وَلَدَ غَيْرِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَدْ
رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَرَوْنَ لِلرَّجُلِ إِذَا اشْتَرَى جَارِيَةً وَهِىَ
حَامِلٌ أَنْ يَطَأَهَا حَتَّى تَضَعَ. وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ
وَابْنِ عَبَّاسٍ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَأَبِى سَعِيدٍ.
35 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يَسْبِى الأَمَةَ وَلَهَا زَوْجٌ هَلْ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَطَأَهَا. (35)
1160 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الْبَتِّىُّ عَنْ
أَبِى الْخَلِيلِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ أَصَبْنَا سَبَايَا
يَوْمَ أَوْطَاسٍ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ فِى قَوْمِهِنَّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ
لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَنَزَلَتْ (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ
النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ. وَهَكَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِىُّ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّىِّ عَنْ
أَبِى الْخَلِيلِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ. وَأَبُو الْخَلِيلِ اسْمُهُ صَالِحُ بْنُ أَبِى
مَرْيَمَ.
1161 - وَرَوَى
هَمَّامٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ صَالِحٍ أَبِى الْخَلِيلِ عَنْ
أَبِى عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِىِّ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ.
36 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ مَهْرِ الْبَغِىِّ. (36)
1162 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ نَهَى رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِىِّ
وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَأَبِى
جُحَيْفَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
أَبِى مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
البغى : الزانية
الحلوان : الأجر
والرشوة
37 - باب مَا جَاءَ أَنْ
لاَ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ . (37)
1163 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَقُتَيْبَةُ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ
قُتَيْبَةُ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ أَحْمَدُ -
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ
وَلاَ يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ سَمُرَةَ وَابْنِ
عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِنَّمَا مَعْنَى كَرَاهِيَةِ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ
عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ إِذَا خَطَبَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَرَضِيَتْ بِهِ
فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَتِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ مَعْنَى
هَذَا الْحَدِيثِ « لاَ يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ». هَذَا عِنْدَنَا
إِذَا خَطَبَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَرَضِيَتْ بِهِ وَرَكَنَتْ إِلَيْهِ فَلَيْسَ
لأَحَدٍ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَتِهِ فَأَمَّا قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ رِضَاهَا
أَوْ رُكُونَهَا إِلَيْهِ فَلاَ بَأْسَ أَنْ يَخْطُبَهَا وَالْحُجَّةُ فِى ذَلِكَ
حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ حَيْثُ جَاءَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِى
سُفْيَانَ خَطَبَاهَا فَقَالَ « أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ لاَ يَرْفَعُ عَصَاهُ عَنِ النِّسَاءِ وَأَمَّا
مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ وَلَكِنِ انْكِحِى أُسَامَةَ ». فَمَعْنَى
هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ فَاطِمَةَ لَمْ تُخْبِرْهُ
بِرِضَاهَا بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا وَلَوْ أَخْبَرَتْهُ لَمْ يُشِرْ عَلَيْهَا
بِغَيْرِ الَّذِى ذَكَرَتْ.
1164 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ
قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى الْجَهْمِ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا
وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ
فَحَدَّثَتْنَا أَنَّ زَوْجَهَا طَلَّقَهَا ثَلاَثًا وَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا
سُكْنَى وَلاَ نَفَقَةً. قَالَتْ وَوَضَعَ لِى عَشَرَةَ أَقْفِزَةٍ عِنْدَ ابْنِ
عَمٍّ لَهُ خَمْسَةً شَعِيرًا وَخَمْسَةً بُرًّا. قَالَتْ فَأَتَيْتُ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ. قَالَتْ فَقَالَ « صَدَقَ
». قَالَتْ فَأَمَرَنِى أَنْ أَعْتَدَّ فِى بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ثُمَّ قَالَ لِى رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ بَيْتَ أُمِّ شَرِيكٍ بَيْتٌ يَغْشَاهُ
الْمُهَاجِرُونَ وَلَكِنِ اعْتَدِّى فِى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَعَسَى
أَنْ تُلْقِى ثِيَابَكِ فَلاَ يَرَاكِ فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُكِ فَجَاءَ أَحَدٌ
يَخْطُبُكِ فَآذِنِينِى ». فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِى خَطَبَنِى أَبُو جَهْمٍ
وَمُعَاوِيَةُ. قَالَتْ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ « أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ لاَ مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ
شَدِيدٌ عَلَى النِّسَاءِ ». قَالَتْ فَخَطَبَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ
فَتَزَوَّجَنِى فَبَارَكَ اللَّهُ لِى فِى أُسَامَةَ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الأقفزة : جمع القفيز
وهو مكيال معروف لأهل العراق
1165 - وَقَدْ
رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى الْجَهْمِ نَحْوَ
هَذَا الْحَدِيثِ وَزَادَ فِيهِ فَقَالَ لِىَ النَّبِىُّ -صلى الله
عليه وسلم- « انْكِحِى أُسَامَةَ ». حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ أَبِى الْجَهْمِ
بِهَذَا.
38 - باب مَا جَاءَ فِى
الْعَزْلِ. (38)
1166 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى الشَّوَارِبِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَعْزِلُ فَزَعَمَتِ الْيَهُودُ أَنَّهَا الْمَوْءُودَةُ
الصُّغْرَى. فَقَالَ « كَذَبَتِ الْيَهُودُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَهُ
لَمْ يَمْنَعْهُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَالْبَرَاءِ وَأَبِى هُرَيْرَةَ
وَأَبِى سَعِيدٍ.
1167 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَابْنُ أَبِى عُمَرَ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. وَقَدْ رَخَّصَ قَوْمٌ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ فِى الْعَزْلِ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ تُسْتَأْمَرُ الْحُرَّةُ
فِى الْعَزْلِ وَلاَ تُسْتَأْمَرُ الأَمَةُ.
39 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الْعَزْلِ. (39)
1168 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ وَقُتَيْبَةُ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنِ ابْنِ أَبِى نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ قَزَعَةَ هُوَ ابْنُ يَحْيَى عَنْ
أَبِى سَعِيدٍ قَالَ ذُكِرَ الْعَزْلُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- فَقَالَ « لِمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ ». زَادَ ابْنُ أَبِى عُمَرَ فِى
حَدِيثِهِ وَلَمْ يَقُلْ لاَ يَفْعَلْ ذَاكَ أَحَدُكُمْ. قَالاَ فِى حَدِيثِهِمَا « فَإِنَّهَا
لَيْسَتْ نَفْسٌ مَخْلُوقَةٌ إِلاَّ اللَّهُ خَالِقُهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
سَعِيدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِى
سَعِيدٍ. وَقَدْ كَرِهَ الْعَزْلَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ.
40 - باب مَا جَاءَ فِى
الْقِسْمَةِ لِلْبِكْرِ وَالثَّيِّبِ. (40)
1169 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لَوْ
شِئْتُ أَنْ أَقُولَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَكِنَّهُ
قَالَ السُّنَّةُ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ عَلَى امْرَأَتِهِ أَقَامَ
عِنْدَهَا سَبْعًا وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ عَلَى امْرَأَتِهِ أَقَامَ
عِنْدَهَا ثَلاَثًا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رَفَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يَرْفَعْهُ
بَعْضُهُمْ. قَالَ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ
قَالُوا إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةً بِكْرًا عَلَى امْرَأَتِهِ أَقَامَ عِنْدَهَا
سَبْعًا ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَهُمَا بَعْدُ بِالْعَدْلِ وَإِذَا تَزَوَّجَ
الثَّيِّبَ عَلَى امْرَأَتِهِ أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاَثًا. وَهُوَ
قَوْلُ مَالِكٍ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ إِذَا تَزَوَّجَ الْبِكْرَ عَلَى امْرَأَتِهِ
أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلاَثًا وَإِذَا تَزَوَّجَ الثَّيِّبَ أَقَامَ عِنْدَهَا
لَيْلَتَيْنِ. وَالْقَوْلُ الأَوَّلُ أَصَحُّ.
41 - باب مَا جَاءَ فِى
التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الضَّرَائِرِ. (41)
1170 - حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِىِّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ
نِسَائِهِ فَيَعْدِلُ وَيَقُولُ « اللَّهُمَّ هَذِهِ قِسْمَتِى فِيمَا أَمْلِكُ فَلاَ تَلُمْنِى فِيمَا تَمْلِكُ
وَلاَ أَمْلِكُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ هَكَذَا رَوَاهُ غَيْرُ
وَاحِدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- كَانَ يَقْسِمُ. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ مُرْسَلاً أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
كَانَ يَقْسِمُ. وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَمَعْنَى
قَوْلِهِ « لاَ تَلُمْنِى فِيمَا تَمْلِكُ وَلاَ أَمْلِكُ ». إِنَّمَا يَعْنِى
بِهِ الْحُبَّ وَالْمَوَدَّةَ كَذَا فَسَّرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ.
1171 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا كَانَ
عِنْدَ الرَّجُلِ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا جَاءَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ سَاقِطٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِنَّمَا أَسْنَدَ هَذَا الْحَدِيثَ هَمَّامُ
بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ. وَرَوَاهُ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِىُّ عَنْ قَتَادَةَ
قَالَ كَانَ يُقَالُ. وَلاَ نَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ
حَدِيثِ هَمَّامٍ.
42 - باب مَا جَاءَ فِى
الزَّوْجَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ يُسْلِمُ أَحَدُهُمَا. (42)
1172 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَهَنَّادٌ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ
الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِى الْعَاصِى
بْنِ الرَّبِيعِ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ فِى إِسْنَادِهِ مَقَالٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ
أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَسْلَمَتْ قَبْلَ زَوْجِهَا ثُمَّ
أَسْلَمَ زَوْجُهَا وَهِىَ فِى الْعِدَّةِ أَنَّ زَوْجَهَا أَحَقُّ بِهَا مَا كَانَتْ
فِى الْعِدَّةِ.
وَهُوَ قَوْلُ
مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالأَوْزَاعِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
1173 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ
حَدَّثَنِى دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
رَدَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِى الْعَاصِى بْنِ الرَّبِيعِ بَعْدَ
سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الأَوَّلِ وَلَمْ يُحْدِثْ نِكَاحًا. قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ وَلَكِنْ لاَ نَعْرِفُ وَجْهَ هَذَا
الْحَدِيثِ وَلَعَلَّهُ قَدْ جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنْ
قِبَلِ حِفْظِهِ.
1174 - سَمِعْتُ
عَبْدَ بْنَ حُمَيْدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَذْكُرُ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ هَذَا الْحَدِيثَ وَحَدِيثَ الْحَجَّاجِ عَنْ عَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَدَّ
ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِى الْعَاصِى بِمَهْرٍ جَدِيدٍ وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَجْوَدُ إِسْنَادًا.
وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
1175 - حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ
مُسْلِمًا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَتُهُ مُسْلِمَةً فَقَالَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ أَسْلَمَتْ مَعِى فَرُدَّهَا عَلَىَّ. فَرَدَّهَا
عَلَيْهِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
43 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ فَيَمُوتُ عَنْهَا قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ لَهَا.
(43)
1176 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ
يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا لاَ وَكْسَ
وَلاَ شَطَطَ وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ وَلَهَا الْمِيرَاثُ. فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ
سِنَانٍ الأَشْجَعِىُّ فَقَالَ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى
بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ امْرَأَةٍ مِنَّا مِثْلَ الَّذِى قَضَيْتَ . فَفَرِحَ
بِهَا ابْنُ مَسْعُودٍ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ الْجَرَّاحِ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الشطط : الجور والظلم
والبعد عن الحق
الوكس : الغش والبخس
1177 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ
الرَّزَّاقِ كِلاَهُمَا عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ نَحْوَهُ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِىَ عَنْهُ مِنْ
غَيْرِ وَجْهٍ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَبِهِ يَقُولُ
الثَّوْرِىُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- مِنْهُمْ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ
وَابْنُ عُمَرَ إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا
وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا حَتَّى مَاتَ قَالُوا لَهَا الْمِيرَاثُ وَلاَ
صَدَاقَ لَهَا وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ قَالَ لَوْ
ثَبَتَ حَدِيثُ بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ لَكَانَتِ الْحُجَّةُ فِيمَا رُوِىَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرُوِىَ عَنِ الشَّافِعِىِّ أَنَّهُ رَجَعَ بِمِصْرَ بَعْدُ عَنْ
هَذَا الْقَوْلِ وَقَالَ بِحَدِيثِ بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ.
8 - الرضاع
1 - باب مَا جَاءَ
يُحَرَّمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يُحَرَّمُ مِنَ النَّسَبِ . (1)
1178 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى
طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ
مِنَ النَّسَبِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأُمِّ
حَبِيبَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىٍّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1179 - حَدَّثَنَا
بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا مَالِكٌ ح
وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ
حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
يَسَارٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ
مِنَ الْوِلاَدَةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ لاَ نَعْلَمُ بَيْنَهُمْ فِى ذَلِكَ اخْتِلاَفًا.
2 - باب مَا جَاءَ فِى
لَبَنِ الْفَحْلِ. (2)
1180 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءَ عَمِّى مِنَ الرَّضَاعَةِ
يَسْتَأْذِنُ عَلَىَّ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْمِرَ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ فَإِنَّهُ
عَمُّكِ ». قَالَتْ إِنَّمَا أَرْضَعَتْنِى الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِى
الرَّجُلُ. قَالَ « فَإِنَّهُ عَمُّكِ فَلْيَلِجْ عَلَيْكِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ كَرِهُوا لَبَنَ الْفَحْلِ وَالأَصْلُ فِى هَذَا حَدِيثُ عَائِشَةَ
وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِى لَبَنِ الْفَحْلِ وَالْقَوْلُ
الأَوَّلُ أَصَحُّ.
1181 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مَالِكٌ ح وَحَدَّثَنَا الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ
قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
الشَّرِيدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ جَارِيَتَانِ
أَرْضَعَتْ إِحْدَاهُمَا جَارِيَةً وَالأُخْرَى غُلاَمًا أَيَحِلُّ لِلْغُلاَمِ
أَنْ يَتَزَوَّجَ بِالْجَارِيَةِ فَقَالَ لاَ اللِّقَاحُ وَاحِدٌ. قَالَ أَبُو
عِيسَى وَهَذَا تَفْسِيرُ لَبَنِ الْفَحْلِ وَهَذَا الأَصْلُ فِى هَذَا الْبَابِ
وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
3 - باب مَا جَاءَ لاَ
تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلاَ الْمَصَّتَانِ. (3)
1182 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِىُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلاَ الْمَصَّتَانِ ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
وَابْنِ الزُّبَيْرِ.
وَرَوَى غَيْرُ
وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تُحَرِّمُ
الْمَصَّةُ وَلاَ الْمَصَّتَانِ ». وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ
الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِىِّ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ. وَزَادَ فِيهِ
مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِىُّ عَنِ الزُّبَيْرِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَهُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. وَالصَّحِيحُ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ
حَدِيثُ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ
عَائِشَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا فَقَالَ الصَّحِيحُ
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ دِينَارٍ خَطَأٌ
أَخْطَأَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ وَزَادَ فِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ
وَإِنَّمَا هُوَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ.
وَالْعَمَلُ عَلَى
هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَغَيْرِهِمْ.
1183 - وَقَالَتْ
عَائِشَةُ أُنْزِلَ فِى الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ. فَنُسِخَ مِنْ
ذَلِكَ خَمْسٌ وَصَارَ إِلَى خَمْسِ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ. فَتُوُفِّىَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَالأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِىُّ
حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ
عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِهَذَا. وَبِهَذَا كَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِى وَبَعْضُ
أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ
وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بِحَدِيثِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ
تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَلاَ الْمَصَّتَانِ ». وَقَالَ إِنْ ذَهَبَ ذَاهِبٌ إِلَى
قَوْلِ عَائِشَةَ فِى خَمْسِ رَضَعَاتٍ فَهُوَ مَذْهَبٌ قَوِىٌّ. وَجَبُنَ عَنْهُ أَنْ
يَقُولَ فِيهِ شَيْئًا. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ يُحَرِّمُ قَلِيلُ الرَّضَاعِ
وَكَثِيرُهُ إِذَا وَصَلَ إِلَى الْجَوْفِ.
وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالأَوْزَاعِىِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٍ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى
مُلَيْكَةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ
وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَدِ اسْتَقْضَاهُ عَلَى
الطَّائِفِ وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ أَدْرَكْتُ
ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
4 - باب مَا جَاءَ فِى
شَهَادَةِ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ فِى الرَّضَاعِ . (4)
1184 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ حَدَّثَنِى عُبَيْدُ بْنُ أَبِى
مَرْيَمَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ وَسَمِعْتُهُ مِنْ عُقْبَةَ
وَلَكِنِّى لِحَدِيثِ عُبَيْدٍ أَحْفَظُ قَالَ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَجَاءَتْنَا
امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا. فَأَتَيْتُ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ تَزَوَّجْتُ فُلاَنَةَ بِنْتَ فُلاَنٍ فَجَاءَتْنَا
امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ إِنِّى قَدْ أَرْضَعْتُكُمَا وَهِىَ كَاذِبَةٌ.
قَالَ فَأَعْرَضَ عَنِّى. قَالَ فَأَتَيْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَأَعْرَضَ
عَنِّى بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ إِنَّهَا كَاذِبَةٌ. قَالَ « وَكَيْفَ بِهَا وَقَدْ زَعَمَتْ
أَنَّهَا قَدْ أَرْضَعَتْكُمَا دَعْهَا عَنْكَ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ.
وَقَدْ رَوَى غَيْرُ
وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ
الْحَارِثِ وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ وَلَمْ
يَذْكُرُوا فِيهِ « دَعْهَا عَنْكَ ». وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ
الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
أَجَازُوا شَهَادَةَ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ فِى الرَّضَاعِ. وَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ تَجُوزُ شَهَادَةُ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ فِى الرَّضَاعِ وَيُؤْخَذُ
يَمِينُهَا. وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ لاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ حَتَّى يَكُونَ
أَكْثَرَ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ. سَمِعْتُ الْجَارُودَ يَقُولُ سَمِعْتُ
وَكِيعًا يَقُولُ لاَ تَجُوزُ شَهَادَةُ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ فِى الْحُكْمِ
وَيُفَارِقُهَا فِى الْوَرَعِ.
5 - باب مَا جَاءَ مَا
ذُكِرَ أَنَّ الرَّضَاعَةَ لاَ تُحَرِّمُ إِلاَّ فِى الصِّغَرِ دُونَ
الْحَوْلَيْنِ. (5)
1185 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ
بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « لاَ يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ إِلاَّ مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ فِى
الثَّدْىِ وَكَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ
أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الرَّضَاعَةَ لاَ تُحَرِّمُ
إِلاَّ مَا كَانَ دُونَ الْحَوْلَيْنِ وَمَا كَانَ بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ
الْكَامِلَيْنِ فَإِنَّهُ لاَ يُحَرِّمُ شَيْئًا. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
هِىَ امْرَأَةُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
6 - باب مَا جَاءَ مَا
يُذْهِبُ مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ. (6)
1186 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ الأَسْلَمِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَأَلَ
النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُذْهِبُ عَنِّى
مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ فَقَالَ « غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَمَعْنَى قَوْلِهِ مَا يُذْهِبُ عَنِّى مَذَمَّةَ
الرَّضَاعِ. يَقُولُ إِنَّمَا يَعْنِى بِهِ ذِمَامَ الرَّضَاعَةِ وَحَقَّهَا
يَقُولُ إِذَا أَعْطَيْتَ الْمُرْضِعَةَ عَبْدًا أَوْ أَمَةً فَقَدْ قَضَيْتَ
ذِمَامَهَا. وَيُرْوَى عَنْ أَبِى الطُّفَيْلِ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ فَبَسَطَ النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- رِدَاءَهُ حَتَّى قَعَدَتْ عَلَيْهِ فَلَمَّا ذَهَبَتْ قِيلَ
هِىَ كَانَتْ أَرْضَعَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-. هَكَذَا رَوَاهُ
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِى حَجَّاجٍ عَنْ
أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-. وَحَدِيثُ ابْنِ عُيَيْنَةَ غَيْرُ
مَحْفُوظٍ وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى هَؤُلاَءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
أَبِيهِ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يُكْنَى أَبَا الْمُنْذِرِ وَقَدْ أَدْرَكَ
جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنَ عُمَرَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المذمة : الحق اللازم
بسبب الرضاع
7 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمَرْأَةِ تُعْتَقُ وَلَهَا زَوْجٌ. (7)
1187 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ
عَبْدًا فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاخْتَارَتْ
نَفْسَهَا وَلَوْ كَانَ حُرًّا لَمْ يُخَيِّرْهَا.
1188 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ
الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ حُرًّا فَخَيَّرَهَا
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. هَكَذَا رَوَى هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ
زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا. وَرَوَى عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَأَيْتُ
زَوْجَ بَرِيرَةَ وَكَانَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ. وَهَكَذَا رُوِىَ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَالُوا
إِذَا كَانَتِ الأَمَةُ تَحْتَ الْحُرِّ فَأُعْتِقَتْ فَلاَ خِيَارَ لَهَا
وَإِنَّمَا يَكُونُ لَهَا الْخِيَارُ إِذَا أُعْتِقَتْ وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدٍ. وَهُوَ
قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ. وَرَوَى الأَعْمَشُ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ
حُرًّا فَخَيَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. وَرَوَى
أَبُو عَوَانَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ
الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ فِى قِصَّةِ بَرِيرَةَ قَالَ الأَسْوَدُ وَكَانَ
زَوْجُهَا حُرًّا. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنَ
التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ
الْكُوفَةِ.
1189 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ أَيُّوبَ
وَقَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ
عَبْدًا أَسْوَدَ لِبَنِى الْمُغِيرَةِ يَوْمَ أُعْتِقَتْ بَرِيرَةُ وَاللَّهِ
لَكَأَنِّى بِهِ فِى طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَنَوَاحِيهَا وَإِنَّ دُمُوعَهُ
لَتَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَرَضَّاهَا لِتَخْتَارَهُ فَلَمْ تَفْعَلْ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَسَعِيدُ بْنُ أَبِى
عَرُوبَةَ هُوَ سَعِيدُ بْنُ مِهْرَانَ وَيُكْنَى أَبَا النَّضْرِ.
8 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ. (8)
1190 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَائِشَةَ وَأَبِى أُمَامَةَ وَعَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَقَدْ رَوَاهُ الزُّهْرِىُّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
9 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يَرَى الْمَرْأَةَ تُعْجِبُهُ. (9)
1191 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ
أَبِى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ الدَّسْتَوَائِىُّ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- رَأَى امْرَأَةً فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَقَضَى
حَاجَتَهُ وَخَرَجَ وَقَالَ « إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ فِى
صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ
أَهْلَهُ فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِى مَعَهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ جَابِرٍ حَدِيثٌ صَحِيحٌ حَسَنٌ
غَرِيبٌ. وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِىُّ هُوَ هِشَامُ بْنُ سَنْبَرٍ.
10 - باب مَا جَاءَ فِى
حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ. (10)
1192 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ
يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ
وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى وَطَلْقِ بْنِ
عَلِىٍّ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَأَنَسٍ وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ.
1193 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا مُلاَزِمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
بَدْرٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بْنِ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ
لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
__________
معانى بعض الكلمات :
التنور : الفرن
1194 - حَدَّثَنَا
وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِى نَصْرٍ عَنْ مُسَاوِرٍ
الْحِمْيَرِىِّ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ
دَخَلَتِ الْجَنَّةَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
11 - باب مَا جَاءَ فِى
حَقِّ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا. (11)
1195 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ
إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا
». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
1196 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ الْجُعْفِىُّ
عَنْ زَائِدَةَ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الأَحْوَصِ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ فَذَكَرَ فِى
الْحَدِيثِ قِصَّةً فَقَالَ « أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا
هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ
إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ
فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ
فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً أَلاَ إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا
وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ أَلاَّ
يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلاَ يَأْذَنَّ فِى بُيُوتِكُمْ لِمَنْ
تَكْرَهُونَ أَلاَ وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِى
كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَمَعْنَى
قَوْلِهِ « عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ». يَعْنِى أَسْرَى فِى أَيْدِيكُمْ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المبرح : الشديد
الشاق
العوان : جمع العانية
وهن الأسيرات
12 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِى أَدْبَارِهِنَّ. (12)
1197 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَهَنَّادٌ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ سَلاَّمٍ عَنْ
عَلِىِّ بْنِ طَلْقٍ قَالَ أَتَى أَعْرَابِىٌّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ مِنَّا يَكُونُ فِى الْفَلاَةِ فَتَكُونُ
مِنْهُ الرُّوَيْحَةُ وَيَكُونُ فِى الْمَاءِ قِلَّةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلاَ تَأْتُوا النِّسَاءَ
فِى أَعْجَازِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ ».
قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ عُمَرَ وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ.
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَلِىِّ بْنِ طَلْقٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَسَمِعْتُ
مُحَمَّدًا يَقُولُ لاَ أَعْرِفُ لِعَلِىِّ بْنِ طَلْقٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ وَلاَ أَعْرِفُ هَذَا الْحَدِيثَ
مِنْ حَدِيثِ طَلْقِ بْنِ عَلِىٍّ السُّحَيْمِىِّ. وَكَأَنَّهُ رَأَى أَنَّ هَذَا
رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-.
1198 - حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ عَنِ الضَّحَّاكِ
بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ يَنْظُرُ
اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلاً أَوِ امْرَأَةً فِى الدُّبُرِ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى وَكِيعٌ هَذَا الْحَدِيثَ.
1199 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ مُسْلِمٍ وَهُوَ ابْنُ سَلاَّمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا فَسَا أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلاَ
تَأْتُوا النِّسَاءَ فِى أَعْجَازِهِنَّ ». قَالَ أَبُو عِيسَى وَعَلِىٌّ هَذَا
هُوَ عَلِىُّ بْنُ طَلْقٍ.
13 - باب مَا جَاءَ فى
كَرَاهِيَةِ خُرُوجِ النِّسَاءِ فِى الزِّينَةِ . (13)
1200 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ خَشْرَمٍ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُوسَى بْنِ
عُبَيْدَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ سَعْدٍ وَكَانَتْ
خَادِمًا لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَثَلُ
الرَّافِلَةِ فِى الزِّينَةِ فِى غَيْرِ أَهْلِهَا كَمَثَلِ ظُلْمَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لاَ نُورَ لَهَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ
حَدِيثِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ. وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ يُضَعَّفُ فِى
الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ وَهُوَ صَدُوقٌ.
وَقَدْ رَوَاهُ
بَعْضُهُمْ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
__________
معانى بعض الكلمات :
الرافلة : التى
تتبختر فى ثوبها
14 - باب مَا جَاءَ فى
الْغَيْرَةِ. (14)
1201 - حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ عَنِ الْحَجَّاجِ
الصَّوَّافِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ
يَغَارُ وَالْمُؤْمِنُ يَغَارُ وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِىَ الْمُؤْمِنُ مَا
حَرَّمَ عَلَيْهِ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَقَدْ رُوِىَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَةَ
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- هَذَا الْحَدِيثُ
وَكِلاَ الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ. وَالْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ هُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ
أَبِى عُثْمَانَ وَأَبُو عُثْمَانَ اسْمُهُ مَيْسَرَةُ وَالْحَجَّاجُ يُكْنَى
أَبَا الصَّلْتِ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ الْعَطَّارُ عَنْ عَلِىِّ بْنِ الْمَدِينِىِّ قَالَ سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ
سَعِيدٍ الْقَطَّانَ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ فَقَالَ ثِقَةٌ فَطِنٌ كَيِّسٌ.
15 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ وَحْدَهَا بِغَيْرِ مَحْرَمٍ. (15)
1202 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى
صَالِحٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
أَنْ تُسَافِرَ سَفَرًا يَكُونُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ فَصَاعِدًا إِلاَّ وَمَعَهَا
أَبُوهَا أَوْ أَخُوهَا أَوْ زَوْجُهَا أَوِ ابْنُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا
». وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ. قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَرُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- أَنَّهُ قَالَ « لاَ تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
إِلاَّ مَعَ ذِى مَحْرَمٍ ». وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ
يَكْرَهُونَ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُسَافِرَ إِلاَّ مَعَ ذِى مَحْرَمٍ. وَاخْتَلَفَ
أَهْلُ الْعِلْمِ فِى الْمَرْأَةِ إِذَا كَانَتْ مُوسِرَةً وَلَمْ يَكُنْ لَهَا
مَحْرَمٌ هَلْ تَحُجُّ. فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لاَ يَجِبُ عَلَيْهَا
الْحَجُّ لأَنَّ الْمَحْرَمَ مِنَ السَّبِيلِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
(مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) فَقَالُوا إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مَحْرَمٌ
فَلاَ تَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلاً. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ
وَأَهْلِ الْكُوفَةِ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا كَانَ الطَّرِيقُ آمِنًا
فَإِنَّهَا تَخْرُجُ مَعَ النَّاسِ فِى الْحَجِّ.
وَهُوَ قَوْلُ
مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالشَّافِعِىِّ.
1203 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْخَلاَّلُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تُسَافِرُ
امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
16 - باب مَا جَاءَ فِى
كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى الْمُغِيبَاتِ. (16)
1204 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ أَبِى
الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
قَالَ « إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ « الْحَمْوُ
الْمَوْتُ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ. وَإِنَّمَا مَعْنَى كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى النِّسَاءِ عَلَى
نَحْوِ مَا رُوِىَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَخْلُوَنَّ
رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ». وَمَعْنَى قَوْلِهِ
« الْحَمْوُ ». يُقَالُ هُوَ أَخُو الزَّوْجِ كَأَنَّهُ كَرِهَ لَهُ
أَنْ يَخْلُوَ بِهَا.
__________
معانى بعض الكلمات :
الحمو : أخو الزوج
وما أشبهه من أقارب الزوج ابن العم ونحوه
17 - باب (...) (17)
1205 - حَدَّثَنَا
نَصْرُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ
عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَلِجُوا عَلَى
الْمُغِيبَاتِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنْ أَحَدِكُمْ مَجْرَى الدَّمِ ».
قُلْنَا وَمِنْكَ قَالَ « وَمِنِّى وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِى عَلَيْهِ فَأَسْلَمُ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ
فِى مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. وَسَمِعْتُ عَلِىَّ بْنَ
خَشْرَمٍ يَقُولُ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِى تَفْسِيرِ قَوْلِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- « وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِى عَلَيْهِ
فَأَسْلَمُ ». يَعْنِى أَسْلَمُ أَنَا مِنْهُ. قَالَ سُفْيَانُ وَالشَّيْطَانُ لاَ
يُسْلِمُ. وَ « لاَ تَلِجُوا عَلَى الْمُغِيبَاتِ » وَالْمُغِيبَةُ الْمَرْأَةُ
الَّتِى يَكُونُ زَوْجُهَا غَائِبًا وَالْمُغِيبَاتُ جَمَاعَةُ الْمُغِيبَةِ.
18 - باب (...) (18)
1206 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ
عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ أَبِى الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ.
19 - باب (...) (19)
1207 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ بَحِيرِ بْنِ
سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِىِّ
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ
تُؤْذِى امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِى الدُّنْيَا إِلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ
الْحُورِ الْعِينِ لاَ تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ
دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَرِوَايَةُ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الشَّامِيِّينَ أَصْلَحُ وَلَهُ عَنْ أَهْلِ الْحِجَازِ
وَأَهْلِ الْعِرَاقِ مَنَاكِيرُ. آخِرُ كِتَابِ الرَّضَاعِ وَأَوَّلُ كِتَابِ
الطَّلاَقِ
__________
معانى بعض الكلمات :
الدخيل : الضيف
والنزيل
9 - الطلاق واللعان
1 - باب مَا جَاءَ فِى
طَلاَقِ السُّنَّةِ. (1)
1208 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ
عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِىَ حَائِضٌ فَقَالَ هَلْ تَعْرِفُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِىَ حَائِضٌ فَسَأَلَ
عُمَرُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا. قَالَ
قُلْتُ فَيُعْتَدُّ بِتِلْكَ التَّطْلِيقَةِ قَالَ فَمَهْ أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ
1209 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ طَلَّقَ
امْرَأَتَهُ فِى الْحَيْضِ فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-
فَقَالَ « مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلاً
». قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
صَحِيحٌ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَقَدْ رُوِىَ هَذَا
الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم-. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ طَلاَقَ السُّنَّةِ أَنْ
يُطَلِّقَهَا طَاهِرًا مِنْ غَيْرِ جِمَاعٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنْ طَلَّقَهَا ثَلاَثًا وَهِىَ طَاهِرٌ
فَإِنَّهُ يَكُونُ لِلسُّنَّةِ أَيْضًا. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ تَكُونُ ثَلاَثًا لِلسُّنَّةِ إِلاَّ أَنْ
يُطَلِّقَهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةً.
وَهُوَ قَوْلُ
سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَإِسْحَاقَ. وَقَالُوا فِى طَلاَقِ الْحَامِلِ
يُطَلِّقُهَا مَتَى شَاءَ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُطَلِّقُهَا عِنْدَ كُلِّ شَهْرٍ تَطْلِيقَةً.
2 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ الْبَتَّةَ. (2)
1210 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ
سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ
جَدِّهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنِّى طَلَّقْتُ امْرَأَتِى الْبَتَّةَ. فَقَالَ « مَا أَرَدْتَ بِهَا ».
قُلْتُ وَاحِدَةً. قَالَ « وَاللَّهِ ». قُلْتُ وَاللَّهِ. قَالَ « فَهُوَ مَا أَرَدْتَ ». قَالَ
أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَسَأَلْتُ
مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ فِيهِ اضْطِرَابٌ. وَيُرْوَى
عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رُكَانَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ
ثَلاَثًا. - وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ فِى طَلاَقِ الْبَتَّةِ فَرُوِىَ عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ أَنَّهُ جَعَلَ الْبَتَّةَ وَاحِدَةً وَرُوِىَ عَنْ عَلِىٍّ أَنَّهُ
جَعَلَهَا ثَلاَثًا. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيهِ نِيَّةُ الرَّجُلِ
إِنْ نَوَى وَاحِدَةً فَوَاحِدَةٌ وَإِنْ نَوَى ثَلاَثًا فَثَلاَثٌ وَإِنْ نَوَى
ثِنْتَيْنِ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ وَاحِدَةً. وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِى الْبَتَّةِ إِنْ كَانَ قَدْ دَخَلَ بِهَا فَهِىَ
ثَلاَثُ تَطْلِيقَاتٍ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ إِنْ نَوَى وَاحِدَةً فَوَاحِدَةٌ
يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ وَإِنْ نَوَى ثِنْتَيْنِ فَثِنْتَانِ وَإِنْ نَوَى ثَلاَثًا
فَثَلاَثٌ.
3 - باب مَا جَاءَ فِى
أَمْرُكِ بِيَدِكِ. (3)
1211 - حَدَّثَنَا
عَلِىُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ لأَيُّوبَ هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا قَالَ
فِى أَمْرُكِ بِيَدِكِ أَنَّهَا ثَلاَثٌ إِلاَّ الْحَسَنَ فَقَالَ لاَ إِلاَّ
الْحَسَنَ. ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ غَفْرًا إِلاَّ مَا حَدَّثَنِى قَتَادَةُ عَنْ
كَثِيرٍ مَوْلَى ابْنِ سَمُرَةَ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثٌ ». قَالَ أَيُّوبُ فَلَقِيتُ
كَثِيرًا - مَوْلَى ابْنِ سَمُرَةَ فَسَأَلْتُهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ فَرَجَعْتُ
إِلَى قَتَادَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ نَسِىَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ.
1212 - وَسَأَلْتُ
مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ
عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِهَذَا وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ.
وَلَمْ يُعْرَفْ حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا. وَكَانَ عَلِىُّ بْنُ
نَصْرٍ حَافِظًا صَاحِبَ حَدِيثٍ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِى أَمْرُكِ
بِيَدِكِ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْعُودٍ هِىَ وَاحِدَةٌ. وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنَ التَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزَيْدُ
بْنُ ثَابِتٍ الْقَضَاءُ مَا قَضَتْ. وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا جَعَلَ أَمْرَهَا
بِيَدِهَا وَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلاَثًا وَأَنْكَرَ الزَّوْجُ وَقَالَ لَمْ
أَجْعَلْ أَمْرَهَا بِيَدِهَا إِلاَّ فِى وَاحِدَةٍ اسْتُحْلِفَ الزَّوْجُ وَكَانَ
الْقَوْلُ قَوْلَهُ مَعَ يَمِينِهِ. وَذَهَبَ سُفْيَانُ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى
قَوْلِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ. وَأَمَّا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فَقَالَ الْقَضَاءُ
مَا قَضَتْ. وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ. وَأَمَّا إِسْحَاقُ فَذَهَبَ إِلَى قَوْلِ
ابْنِ عُمَرَ.
4 - باب مَا جَاءَ فِى
الْخِيَارِ. (4)
1213 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ عَنْ مَسْرُوقٍ
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَيَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فَاخْتَرْنَاهُ أَفَكَانَ طَلاَقًا
1214 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ
بِمِثْلِهِ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ
الْعِلْمِ فِى الْخِيَارِ فَرُوِىَ عَنْ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
أَنَّهُمَا قَالاَ إِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَوَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ. وَرُوِىَ
عَنْهُمَا أَنَّهُمَا قَالاَ أَيْضًا وَاحِدَةٌ يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ وَإِنِ اخْتَارَتْ
زَوْجَهَا فَلاَ شَىْءَ. وَرُوِىَ عَنْ عَلِىٍّ أَنَّهُ قَالَ إِنِ اخْتَارَتْ
نَفْسَهَا فَوَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ وَإِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَوَاحِدَةٌ
يَمْلِكُ الرَّجْعَةَ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِنِ اخْتَارَتْ زَوْجَهَا
فَوَاحِدَةٌ وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَثَلاَثٌ. وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ
الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَمَنْ
بَعْدَهُمْ فِى هَذَا الْبَابِ إِلَى قَوْلِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ
قَوْلُ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ
فَذَهَبَ إِلَى قَوْلِ عَلِىٍّ رضى الله عنه.
5 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمُطَلَّقَةِ ثَلاَثًا لاَ سُكْنَى لَهَا وَلاَ نَفَقَةَ. (5)
1215 - حَدَّثَنَا
هَنَّادٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ قَالَتْ
فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ طَلَّقَنِى زَوْجِى ثَلاَثًا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ سُكْنَى
لَكِ وَلاَ نَفَقَةَ ». قَالَ مُغِيرَةُ فَذَكَرْتُهُ لإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ قَالَ
عُمَرُ لاَ نَدَعُ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا -صلى الله عليه وسلم-
لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لاَ نَدْرِى أَحَفِظَتْ أَمْ نَسِيَتْ. وَكَانَ عُمَرُ
يَجْعَلُ لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةَ.
1216 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا حُصَيْنٌ وَإِسْمَاعِيلُ وَمُجَالِدٌ
قَالَ هُشَيْمٌ وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ أَيْضًا عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ دَخَلْتُ
عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَسَأَلْتُهَا عَنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- فِيهَا فَقَالَتْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْبَتَّةَ فَخَاصَمَتْهُ
فِى السُّكْنَى وَالنَّفَقَةِ فَلَمْ يَجْعَلْ لَهَا النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- سُكْنَى وَلاَ نَفَقَةً. وَفِى حَدِيثِ دَاوُدَ قَالَتْ وَأَمَرَنِى
أَنْ أَعْتَدَّ فِى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمُ الْحَسَنُ
الْبَصْرِىُّ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِى رَبَاحٍ وَالشَّعْبِىُّ وَبِهِ يَقُولُ
أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالُوا لَيْسَ لِلْمُطَلَّقَةِ سُكْنَى وَلاَ نَفَقَةٌ
إِذَا لَمْ يَمْلِكْ زَوْجُهَا الرَّجْعَةَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- مِنْهُمْ عُمَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ إِنَّ الْمُطَلَّقَةَ ثَلاَثًا لَهَا
السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ
الْكُوفَةِ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ لَهَا السُّكْنَى وَلاَ نَفَقَةَ
لَهَا. وَهُوَ قَوْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ
وَالشَّافِعِىِّ. وَقَالَ الشَّافِعِىُّ إِنَّمَا جَعَلْنَا لَهَا السُّكْنَى
بِكِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ
وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) قَالُوا هُوَ
الْبَذَاءُ أَنْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِهَا. وَاعْتَلَّ بِأَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا النَّبِىُّ
-صلى الله عليه وسلم- السُّكْنَى لِمَا كَانَتْ تَبْذُو عَلَى أَهْلِهَا. قَالَ
الشَّافِعِىُّ وَلاَ نَفَقَةَ لَهَا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- فِى قِصَّةِ حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ.
__________
معانى بعض الكلمات :
البذاء : الفحش
6 - باب مَا جَاءَ لاَ
طَلاَقَ قَبْلَ النِّكَاحِ. (6)
1217 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا عَامِرٌ الأَحْوَلُ عَنْ
عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- « لاَ نَذْرَ لاِبْنِ آدَمَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ وَلاَ
عِتْقَ لَهُ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ وَلاَ طَلاَقَ لَهُ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ». قَالَ
وَفِى الْبَابِ عَنْ عَلِىٍّ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَجَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ
وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ أَحْسَنُ شَىْءٍ رُوِىَ فِى هَذَا الْبَابِ. وَهُوَ قَوْلُ
أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ
رُوِىَ ذَلِكَ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَالْحَسَنِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَعَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَشُرَيْحٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِ وَاحِدٍ
مِنْ فُقَهَاءِ التَّابِعِينَ وَبِهِ يَقُولُ الشَّافِعِىُّ. وَرُوِىَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
أَنَّهُ قَالَ فِى الْمَنْصُوبَةِ إِنَّهَا تَطْلُقُ. وَقَدْ رُوِىَ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ وَالشَّعْبِىِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا وَقَّتَ نُزِّلَ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ
وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ إِذَا سَمَّى امْرَأَةً بِعَيْنِهَا أَوْ وَقَّتَ
وَقْتًا أَوْ قَالَ إِنْ تَزَوَّجْتُ مِنْ كُورَةِ كَذَا فَإِنَّهُ إِنْ تَزَوَّجَ
فَإِنَّهَا تَطْلُقُ. وَأَمَّا ابْنُ الْمُبَارَكِ فَشَدَّدَ فِى هَذَا الْبَابِ وَقَالَ
إِنْ فَعَلَ لاَ أَقُولُ هِىَ حَرَامٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ إِنْ تَزَوَّجَ لاَ آمُرُهُ
أَنْ يُفَارِقَ امْرَأَتَهُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ أَنَا أُجِيزُ فِى الْمَنْصُوبَةِ
لِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَإِنْ تَزَوَّجَهَا لاَ أَقُولُ تَحْرُمُ عَلَيْهِ
امْرَأَتُهُ. وَوَسَّعَ إِسْحَاقُ فِى غَيْرِ الْمَنْصُوبَةِ. وَذُكِرَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ حَلَفَ بِالطَّلاَقِ
أَنَّهُ لاَ يَتَزَوَّجُ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ هَلْ لَهُ رُخْصَةٌ
بِأَنْ يَأْخُذَ بِقَوْلِ الْفُقَهَاءِ الَّذِينَ رَخَّصُوا فِى هَذَا فَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ إِنْ كَانَ يَرَى هَذَا الْقَوْلَ حَقًّا مِنْ
قَبْلِ أَنْ يُبْتَلَى بِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَوْلِهِمْ فَأَمَّا
مَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَذَا فَلَمَّا ابْتُلِىَ أَحَبَّ أَنْ يَأْخُذَ بِقَوْلِهِمْ
فَلاَ أَرَى لَهُ ذَلِكَ.
__________
معانى بعض الكلمات :
المنصوبة : المعينة
7 - باب مَا جَاءَ أَنَّ
طَلاَقَ الأَمَةِ تَطْلِيقَتَانِ. (7)
1218 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ قَالَ حَدَّثَنِى مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ حَدَّثَنِى الْقَاسِمُ
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « طَلاَقُ
الأَمَةِ تَطْلِيقَتَانِ وَعِدَّتُهَا حَيْضَتَانِ ».
1219 - قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَنْبَأَنَا مُظَاهِرٌ
بِهَذَا. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ
حَدِيثِ مُظَاهِرِ بْنِ أَسْلَمَ وَمُظَاهِرٌ لاَ نَعْرِفُ لَهُ فِى الْعِلْمِ
غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.
8 - باب مَا جَاءَ
فِيمَنْ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِطَلاَقِ امْرَأَتِهِ. (8)
1220 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ
أَوْفَى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله
عليه وسلم- « تَجَاوَزَ اللَّهُ لأُمَّتِى مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا
لَمْ تَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ الرَّجُلَ
إِذَا حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالطَّلاَقِ لَمْ يَكُنْ شَىْءٌ حَتَّى يَتَكَلَّمَ بِهِ.
9 - باب مَا جَاءَ فِى
الْجِدِّ وَالْهَزْلِ فِى الطَّلاَقِ. (9)
1221 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَرْدَكَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ مَاهَكَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ النِّكَاحُ
وَالطَّلاَقُ وَالرَّجْعَةُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَالْعَمَلُ
عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه
وسلم- وَغَيْرِهِمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ حَبِيبِ
بْنِ أَرْدَكَ الْمَدَنِىُّ وَابْنُ مَاهَكَ هُوَ عِنْدِى يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ.
10 - باب مَا جَاءَ فِى
الْخُلْعِ. (10)
1222 - حَدَّثَنَا
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ
أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ
أَنَّهَا اخْتَلَعَتْ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَمَرَهَا
النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- - أَوْ أُمِرَتْ - أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ.
قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ
الرُّبَيِّعِ الصَّحِيحُ أَنَّهَا أُمِرَتْ أَنْ تَعْتَدَّ بِحَيْضَةٍ.
1223 - أَنْبَأَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَغْدَادِىُّ أَنْبَأَنَا عَلِىُّ بْنُ
بَحْرٍ أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُسْلِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ
قَيْسٍ اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- فَأَمَرَهَا النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ تَعْتَدَّ
بِحَيْضَةٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَاخْتَلَفَ
أَهْلُ الْعِلْمِ فِى عِدَّةِ الْمُخْتَلِعَةِ فَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِنَّ عِدَّةَ الْمُخْتَلِعَةِ عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ ثَلاَثُ
حِيَضٍ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَبِهِ يَقُولُ
أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ إِنَّ عِدَّةَ الْمُخْتَلِعَةِ حَيْضَةٌ. قَالَ
إِسْحَاقُ وَإِنْ ذَهَبَ ذَاهِبٌ إِلَى هَذَا فَهُوَ مَذْهَبٌ قَوِىٌّ.
11 - باب مَا جَاءَ فِى
الْمُخْتَلِعَاتِ. (11)
1224 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا مُزَاحِمُ بْنُ ذَوَّادِ بْنِ عُلْبَةَ عَنْ أَبِيهِ
عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِى الْخَطَّابِ عَنْ أَبِى زُرْعَةَ عَنْ أَبِى إِدْرِيسَ
عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْمُخْتَلِعَاتُ
هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِىِّ.
1225 - وَرُوِىَ
عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « أَيُّمَا امْرَأَةٍ
اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ لَمْ تَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ
». أَنْبَأَنَا بِذَلِكَ بُنْدَارٌ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ أَنْبَأَنَا
أَيُّوبُ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا
طَلاَقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ». قَالَ أَبُو
عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ
أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَبِى أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ عَنْ أَيُّوبَ بِهَذَا الإِسْنَادِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ.
12 - باب مَا جَاءَ فِى
مُدَارَاةِ النِّسَاءِ. (12)
1226 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى زِيَادٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
سَعْدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِى ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه
وسلم- « إِنَّ الْمَرْأَةَ كَالضِّلَعِ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا
وَإِنْ تَرَكْتَهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا عَلَى عِوَجٍ ». قَالَ وَفِى الْبَابِ
عَنْ أَبِى ذَرٍّ وَسَمُرَةَ وَعَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى
هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
13 - باب مَا جَاءَ فِى
الرَّجُلِ يَسْأَلُهُ أَبُوهُ أَنْ يُطَلِّقَ زَوْجَتَهُ. (13)
1227 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِى
ذِئْبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَتْ تَحْتِى امْرَأَةٌ
أُحِبُّهَا وَكَانَ أَبِى يَكْرَهُهَا فَأَمَرَنِى أَبِى أَنْ أُطَلِّقَهَا
فَأَبَيْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « يَا
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ طَلِّقِ امْرَأَتَكَ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ.
14 - باب مَا جَاءَ لاَ
تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا. (14)
1228 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ
بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ « لاَ تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِى
إِنَائِهَا ». قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى
حَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
15 - باب مَا جَاءَ فِى
طَلاَقِ الْمَعْتُوهِ. (15)
1229 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِىُّ أَنْبَأَنَا مَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِىُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلاَنَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ
خَالِدٍ الْمَخْزُومِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- « كُلُّ طَلاَقٍ جَائِزٌ إِلاَّ طَلاَقَ الْمَعْتُوهِ
الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لاَ نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلاَّ مِنْ
حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ عَجْلاَنَ. وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلاَنَ ضَعِيفٌ ذَاهِبُ
الْحَدِيثِ. وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ
النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ طَلاَقَ الْمَعْتُوهِ
الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ لاَ يَجُوزُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَعْتُوهًا يُفِيقُ
الأَحْيَانَ فَيُطَلِّقُ فِى حَالِ إِفَاقَتِهِ.
16 - باب. (16)
1230 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ شَبِيبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّاسُ وَالرَّجُلُ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ
مَا شَاءَ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَهِىَ امْرَأَتُهُ إِذَا ارْتَجَعَهَا وَهِىَ فِى
الْعِدَّةِ وَإِنْ طَلَّقَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ حَتَّى قَالَ رَجُلٌ
لاِمْرَأَتِهِ وَاللَّهِ لاَ أُطَلِّقُكِ فَتَبِينِى مِنِّى وَلاَ آوِيكِ أَبَدًا . قَالَتْ
وَكَيْفَ ذَاكَ قَالَ أُطَلِّقُكِ فَكُلَّمَا هَمَّتْ عِدَّتُكِ أَنْ تَنْقَضِىَ
رَاجَعْتُكِ. فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ
فَأَخْبَرَتْهَا فَسَكَتَتْ عَائِشَةُ حَتَّى جَاءَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم- فَأَخْبَرَتْهُ فَسَكَتَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى نَزَلَ
الْقُرْآنُ (الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ
بِإِحْسَانٍ) قَالَتْ عَائِشَةُ فَاسْتَأْنَفَ النَّاسُ الطَّلاَقَ مُسْتَقْبَلاً
مَنْ كَانَ طَلَّقَ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ طَلَّقَ.
1231 - حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ
عَنْ عَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ شَبِيبٍ.
17 - باب مَا جَاءَ فِى
الْحَامِلِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا تَضَعُ . (17)
1232 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ أَبِى السَّنَابِلِ بْنِ
بَعْكَكٍ قَالَ وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلاَثَةٍ
وَعِشْرِينَ أَوْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا فَلَمَّا تَعَلَّتْ تَشَوَّفَتْ
لِلنِّكَاحِ فَأُنْكِرَ عَلَيْهَا ذَلِكَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- فَقَالَ « إِنْ تَفْعَلْ فَقَدْ حَلَّ أَجَلُهَا ».
__________
معانى بعض الكلمات :
تشوفت : تزينت
تعلت : طهرت وخرجت من
نفاسها
1233 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
عَنْ مَنْصُورٍ نَحْوَهُ. قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو
عِيسَى حَدِيثُ أَبِى السَّنَابِلِ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَلاَ
نَعْرِفُ لِلأَسْوَدِ سَمَاعًا مِنْ أَبِى السَّنَابِلِ. وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا
يَقُولُ لاَ أَعْرِفُ أَنَّ أَبَا السَّنَابِلِ عَاشَ بَعْدَ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم-.
وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا
عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله
عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْحَامِلَ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِذَا
وَضَعَتْ فَقَدْ حَلَّ التَّزْوِيجُ لَهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنِ انْقَضَتْ
عِدَّتُهَا. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ
وَإِسْحَاقَ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى
الله عليه وسلم- وَغَيْرِهِمْ تَعْتَدُّ آخِرَ الأَجَلَيْنِ. وَالْقَوْلُ
الأَوَّلُ أَصَحُّ.
1234 - حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
يَسَارٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ تَذَاكَرُوا الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا الْحَامِلَ تَضَعُ عِنْدَ
وَفَاةِ زَوْجِهَا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَعْتَدُّ آخِرَ الأَجَلَيْنِ. وَقَالَ
أَبُو سَلَمَةَ بَلْ تَحِلُّ حِينَ تَضَعُ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَا مَعَ
ابْنِ أَخِى يَعْنِى أَبَا سَلَمَةَ فَأَرْسَلُوا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ
-صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ قَدْ وَضَعَتْ سُبَيْعَةُ الأَسْلَمِيَّةُ بَعْدَ
وَفَاةِ زَوْجِهَا بِيَسِيرٍ فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
فَأَمَرَهَا أَنْ تَتَزَوَّجَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
18 - باب مَا جَاءَ فِى
عِدَّةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا. (18)
1235 - حَدَّثَنَا
الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِى سَلَمَةَ أَنَّهَا
أَخْبَرَتْهُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ الثَّلاَثَةِ قَالَ قَالَتْ زَيْنَبُ دَخَلْتُ
عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ تُوُفِّىَ
أَبُوهَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَدَعَتْ بِطِيبٍ فِيهِ صُفْرَةُ خَلُوقٍ
أَوْ غَيْرُهُ فَدَهَنَتْ بِهِ جَارِيَةً ثُمَّ مَسَّتْ بِعَارِضَيْهَا ثُمَّ قَالَتْ
وَاللَّهِ مَا لِى بِالطِّيبِ مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثَةِ
أَيَّامٍ إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ».
__________
معانى بعض الكلمات :
الخلوق : طيب مركب من
الزعفران وغيره من أنواع الطيب تغلب عليه الحمرة والصفرة
العارضان : جانبا
الوجه وصفحتا الخدين
1236 - قَالَتْ
زَيْنَبُ فَدَخَلْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حِينَ تُوُفِّىَ أَخُوهَا
فَدَعَتْ بِطِيبٍ فَمَسَّتْ مِنْهُ ثُمَّ قَالَتْ وَاللَّهِ مَا لِى فِى الطِّيبِ
مِنْ حَاجَةٍ غَيْرَ أَنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
يَقُولُ « لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ
تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ
أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ».
1237 - قَالَتْ
زَيْنَبُ وَسَمِعْتُ أُمِّى أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ
ابْنَتِى تُوُفِّىَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا
أَفَنَكْحَلُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ »
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ « لاَ ». ثُمَّ قَالَ «
إِنَّمَا هِىَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا وَقَدْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ فِى
الْجَاهِلِيَّةِ تَرْمِى بِالْبَعْرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ ». قَالَ وَفِى
الْبَابِ عَنْ فُرَيْعَةَ بِنْتِ مَالِكٍ أُخْتِ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ
وَحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ زَيْنَبَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
- وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-
وَغَيْرِهِمْ أَنَّ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا تَتَّقِى فِى عِدَّتِهَا
الطِّيبَ وَالزِّينَةَ. وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِىِّ وَمَالِكِ بْنِ
أَنَسٍ وَالشَّافِعِىِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ.==
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق